أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - حقوقُ الإنسانِ العراقي في ظلِّ الاحتلالِ















المزيد.....


حقوقُ الإنسانِ العراقي في ظلِّ الاحتلالِ


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 639 - 2003 / 11 / 1 - 04:37
المحور: حقوق الانسان
    


 

[[تثير أعمال العنف الدائرة في ميدان حياة شعبنا العراقي اليوم استياءَ َ بالغا في أوساطنا النزيهة المخلصة, ولكنَّ بعض ممَّن يركبون مركب السياسة اليوم يقعون تحت تأثير تشوشات رؤى سلبية خطيرة تلتقي كلّها في إيذاء شعبنا في حقوقه الإنسانية التي طال حرمانه منها وامتد بعيدا. وأول تأثيراتها انغلاق تفكيرهم في حدود سؤال واح وإجابته وهو هل القوات الأجنبية الموجودة في بلادنا قوات احتلال.. وبُعيد الإجابة يقولون: إذن فكلّ ماا يجري هو ضد هذه القوات وهو مشروع لأنَّها قوات احتلال.. هنا نحاول أنْ نتناول هذه الإشكالية ونعالجها على وفق قراءة شعبنا وغالبية حركاته السياسية والاجتماعية الوضع في بلادنا...]]

                            يتساءلُ بعضُ القراءِ  وأولئك الذين تتفاعلُ مشاعرُهم الوطنية المخلصة, ما إذا كانت كلّ تلك الأحزاب السياسية العراقية الثورية منها والليبرالية قد تخلَّت عن مبادئها وبرامجها اللصيقة بحياة الشعب والوطن باشتراكها في مجلس الحكم من جهة وبمفاوضة قوات الاحتلال من جهة أخرى وهي قوات ممثلة لأكبر مراكز الرأسمال العالمي... ويسألُني بعضُهم لماذا أكتبُ في كلِّ ما يخصّ الإنسان العراقي وأعالجُ همومَهُ من دون أنْ  أخصِّصَ مقالة منفصلة َ َ بشأنِ تسمية الاحتلال احتلالا. ولا ضير من حماسةِ هؤلاء ولا خطيئة فيما يستهدفون من غاياتِ ِ بعيدة كونها مع حسن النية تصبّ في حرصِهم على مستقبل الوطن واستقلالِهِ.
                           ومن غير (لكن) ومن دون استثناء ينبغي طمأنةَ َ للانفعالات الصادقة أنْ نقولَ الآتي: البديهي أنَّ الشعوبَ لا تخون وأنَّ الجماعات والطبقات والأحزاب بكليَّتِها لا تتغير أو تنتقل من موقع إلى آخر الفرد هو الذي يحصل معه ذلك؛ فإذا قلبنا الأمر فإنَّ مثلَ هذا التفكير الساذج يستخدمُه أصحابُ المصالح المريضة عندما يقولون أنَّ شعباَ َ قد خان قائدَهُ وغدر بهِ؟!! وهو شرّ البلية وهو ما يجعلنا نضحك بمرارة عندما نسمع مثل هذه الأفكار وهي تُطلَق على شعبنا العراقي على أنَّهُ تخلى عن قائدِهِ الهُمام!!! كما يُعجِب بائعي الكلمة بالدولار وبالدينار من مأجوري الأمس الذين لم يكفِهِم ما فعلوه على حساب دماء أبناء شعبنا في ظلِّ سيّدهم المهزوم الطاغية الهمجي ...
                              وعليه فليس من المنطقي اتهام كلّ تلك الأحزاب الوطنية العراقية بأنَّها تخلَّت عن مبادئها وهادنت الاحتلال وتحالفت مع قوى الاستغلال الممثِّلة للشركات فوق الجنسية... إنَّ كلَّ هذه الرؤى إنَّما يمكن قراءتها بوصفها حالة من اثنتين فهي:
 أما التباس في التحليل السياسي للوضع وفي قراءة أولوياته في ظرف يمرّ شعبنا بكارثة إنسانية لا يضاهيها سوى حالة الإبادة الجماعية زمن النظام المنهار.. بل نحن نجابه حالة من الموت الذي سيشمل ملايين الأبرياء من نساء وشيوخ وأطفال أو بشكل أدق ممن تبقى من هؤلاء من العراقيين...
وأما تبيِّيت للإيقاع بحركة شعبنا وتضليل مواطنينا والشعوب المتضامنة معه برؤى سياسية المقصود من ورائها إعادة عجلة الزمن إلى الوراء مستهدفة عودة نظام الدكتاتورية وامتهان مصير شعبنا من جديد وإنْ بلبوس أخرى!
                                 أما نحن أبناء الفراتين وحركاتنا السياسية المخلصة فإنَّنا نقرأ  ما نمرّ فيه من دون وجل ولا استحياء مما نفعل في ظرفنا القائم .. نحن نعرف مع مَنْ نتعامل اليوم ومع مَنْ تضطرنا أوضاعنا المأساوية للقاء, وعلى أية أرض تمشي قوات أجنبية بعد أنْ أخرجها شعبنا قبل عشرات عقود من مسيرته المعاصرة.. وعليه فالقوات الموجودة هي قوات احتلال وهي تنتقص من الوجود الرسمي لشخصية  الدولة العراقية الجديدة وهي تنتقص من السيادة إذا شئت التسمية الدقيقة وهي على أية حال جملة وتفصيلا قوات تغتصب منَّا السلطة.
                                    ولكنني أتساءل أنا الآخر للمقارنة أية سيادة كانت لشعبنا العراقي ـ في ظلّ نظام البعث الصدّامي المقبورـ وهو لا يملك من أمرِهِ أبسط الحقوق وأضعف الحريات وأقلّها شأنا بل لم يكن عراقي يملك حقَّه في الحياة ولم تكن تلك الانفعالات طيبة النية موجودة. وهل جور (ابن الدار) مقبول مسموح مطلق اليد في شرف نسائنا وكرامة رجالنا وأعراض بناتنا وحيوات أبنائنا؟؟  وهل كان  ذلك في رأي [هؤلاء] ليس ممثلا لأبشع استغلال تعرفه البشرية ؟! وما الفرق بين مستغِل خارج الدار (أجنبي) وآخر من (أهل!) الدار؟ أيهما أرحم كما تبدي صور الوقائع؟!
                                     كلّ ما أشرنا إليه من  استغلال يدفعنا للتعاطي مع تساؤلات ورؤى.. فالسياسة تفترض في الحصيف استخدام ما يراه مناسبا لتجنيب أبناء جلدته تعقيدات الصراع وآلام الطريق المتجه إلى تحرير الإنسان وبالتأكيد معه تحرير الوطن.. والتحرير هو التخلّص من الاستغلال بكلِّ أشكالِهِ  سواء كان داخليا أم خارجيا. وعليه فليس وجود قوات الاحتلال إلا مظهرا آخر من مظاهر الصراعات السياسية..
                                      فإذا كان من المقبول في الصراعات التي تجري على المستوى الوطني الداخلي اتخاذ التكتيكات السياسية المتنوعة المختلفة بحسب توازن القوى, فلماذا سيكون غير صحيح اتخاذ المعالجات المناسبة في الصراع مع قوى دخيلة بخاصة في ظروف متغيرات المرحلة التاريخية التي تمرّ بها البشرية؟ وهي مرحلة تقترب من حالة عولمة نجحت فيها ما نسميها عولمة الرأسمالية وقواها الاستغلالية فيما لاتزال عولمة تضامن الشعوب وحركاتها السياسية دون مستوى مجابهة قوة العولمة الأولى أو ما قد نسميه الأمركة نسبة لسطوة الرأسمال الأمريكي وشركاته على المشهد العام للمرحلة..  
                                       لكن الـ [هؤلاء] يصرون على سؤالهم الذي يريدون الإجابة عنه بنعم أو نعم وليس غير:  إنَّه سؤال هل تلك هي  قوات احتلال؟ ولا يريدون بعد ذلك أيَّ مفردة ولا أيّ تعليق؛ فهم في غنى عن الباقي لأنَّ إجابة نعم تعني عندهم وتكفيهم  لشرعَنَة أعمال التخريب الدائرة في بلادنا بقوى خارجية..  وطبعا لا يقولون عنها قوى خارجية أو أجنبية! على الرغم من تأكد القاصي قبل الداني من هذه الحقيقة وعلى الرغم من كلّ الويلات التي جلبتها معها هذه العناصر الإرهابية الأجنبية الدخيلة بكلّ ما لديها من أمراض ومن ضرب لكلّ ما هو عراقي مفيد فضلا عن الإنسان العراقي نفسه!

 

[[ تثير أعمال العنف الدائرة في ميدان حياة شعبنا العراقي اليوم استياءَ َ بالغا في أوساطنا النزيهة المخلصة, ولكنَّ بعض ممَّن يركبون مركب السياسة اليوم يقعون تحت تأثير تشوشات رؤى سلبية خطيرة تلتقي كلّها في إيذاء شعبنا في حقوقه الإنسانية التي طال حرمانه منها وامتد بعيدا. وأول تأثيراتها انغلاق تفكيرهم في حدود سؤال واح وإجابته وهو هل القوات الأجنبية الموجودة في بلادنا قوات احتلال.. وبُعيد الإجابة يقولون: إذن فكلّ ماا يجري هو ضد هذه القوات وهو مشروع لأنَّها قوات احتلال.. هنا نحاول أنْ نتناول هذه الإشكالية ونعالجها على وفق قراءة شعبنا وغالبية حركاته السياسية والاجتماعية الوضع في بلادنا...]]

                                في ظلّ الرفض الواثق والعميق من شعبنا للمجرمين الساديين الذين يقومون بأفعال التخريب بالتحديد, انحسر موقف (الانفعاليين) باتجاه محاولة (تحديد) فعالياتهم المباشرة اليوم في مقاومة الاحتلال أو العسكري الأجنبي وليس العراقي الذي ما عاد يصبر على ما يجري من تخريب. وبعد أنْ كان هؤلاء من قاصري التحليل السياسي (أو من قاصديه عمدا) يتشدقون بكلّ عملية تخريبية كما هو حال هذيان بعض الفضائيات العربية؟ صاروا يحدِّدون اليوم مستهدفاتهم ليؤكدوا أنَّهم ليسوا مخرّبين بل مواطنين شرفاء حريصين على الاستقلال؟ ولا غيرالاستقلال ديناَ َ! وليس من مُعتَقَدِ ِ لهم سوى إخراج الاحتلال فهو البلاء الأول والأخير في بلادنا حسب التباساتهم التي أدّت إلى انقطاع أفعالهم عن كلّ أولويات شعبنا المبتلى وبلاءاته ومآسيه وحاجاته الملحة الماسّة لفعاليات طوارئ وإنقاذ لمصيره من الفناء موتا إذا ما ركّزنا  بسذاجة على التوقف عند إجابة أهي قوات احتلال في أرضنا؟ إذن علينا [حسب هؤلاء] التخلي عن كلّ شئ وأنْ نحصر أولوياتنا لتتممثَّل في اقتلاع الاحتلال بروح انتحاريّ وعقليته وبإدخال شعبنا في أتون محرقة موت أخرى!!!
                              ولكنَّ الأكيد سيأتي بتأثير ضغط شعبنا المطالب بحقوقه حيث سيتضح أنَّ سياسة إنعاش مؤسسات الدولة وإعادة بنائها من جديد هي جزء أساس وجوهري في طريق إنهاء بقاء تلك القوات  سواء ألحَّت الحاجة لوجودها لمدة شهور أم امتدَّ الأمر لأكثر من سنة, فسيّان معيار زمن الحاجة لتلك القوات طالما كان الأمر بخيار شعبنا وحركته السياسية وإنْ جاء هذا الخيار في ظروف اضطرارية قاسية فرضت صياغة أهون الشرَّين ..  
                                  وليس لهذه القوى السياسية المخلصة وإنْ اختارت مسيرة أولويات ليس من بينها اليوم الاصطدام بقوات احتلال بل استثمار وجودها في مسائل عدة من بعضها يتعلق بضمان شروط معيشة الإنسان العراقي؛ وهي جزء من حقوق الإنسان التي يتباكى عليها بعض المغرضين أو ينفعل معها بعض طيبي النية من الذين خلّفَهم النظام بلا دراية سياسية كافية يتسلحون بها ضد غوائل الوضع المعقد الناجم عن رحيله غير مأسوف عليه, نقول ليس لهذه القوى المخلصة الشريفة أنْ تسكت عن تجاوزات قوات الاحتلال في أمور إنسانية كثيرة من مثل جلَف التعامل مع العراقي وفظاظته وحتى مستوى القتل العمد واستسهال هذه الفعلة الشنعاء في سياق ما يسمى المطاردة والصراع بينهم وبين المخربين.. ولا يوجد عراقي شريف يقبل ليس بقتل عراقي وإنَّما بإيذائه أو الاعتداء على حقّ من حقوقه..
                                   (ولا يوجد أدنى شك عندنا) في أنَّ العراقيين الشرفاء لا يقومون بتبرير قتل العراقي ولا حتى حالة غض الطرْف عن الاعتداء على أبسط حقوقه كما يحاول بعض المحللين إلصاقه جزافا بحركاتنا السياسية التي اختارت أولويات إعادة بناء حياة العراقي وإبعاد شبح الكارثة الإنسانية في إبادته كليّا إذا ما اتخذت نهج الاندفاع  في مسالك مهلِكة وانتحارية.. وليس منَّا مَنْ نسيَ الحديث عن حقوق الإنسان في ظلّ الاحتلال سواء على وفق اتفاقية جنيف الرابعة ومتابعة تنفيذ بنودها أم على وفق مشروعية النضال الوطني بكلّ أشكاله وخياراته. وإنْ كانت بعض الخيارات مؤجلة اليوم فذلك عائد لقراءة الوضع واتخاذ النهج المناسب الأقل كلفة في حياة العراقي الذي أُنهِك طويلا بما كان يُسمى تضحيات مَرَّة وجهاد مرة أخرى وما إلى ذلك من مبرّرات لا طائل من ورائها سوى مهالك ودمار وخراب ..
                                  نعم القوات قوات احتلال ومنها ما يقوم بتجاوزات صغيرة وأخرى خطيرة كاستباحة حرمات أو القتل العمد بل مجرد وجود تلك القوات هو انتقاص للسيادة ولأكثر منها... ولكن مَنْ سيُنهِي تلك الممارسات؟ وكيف؟ وهل خيار الاصطدام المسلًَّح والعنف الدموي هو خيارنا الأول والأخير ولا خيار لشعبنا دائما وأبدا إلا اللهاث وراء هذا السادي المتعطِّش للدم وذاك الساذج الذي يريد وضعنا في مآزق أخرى لا تستوعب الظروف القائمة لشعبنا ولا تتحمَّل مزيدا من المغامرات الطائشة ومزيدا من تداعيات بطولات زعران السياسة أو متفيقهيها وأشباههم والحمد لله في أنَّهم قلة القليل...
                                إنها حقيقة نكرِّرها لا حياء في تعاملنا مع الظرف, الناشئ بغير إرادة شعبنا وقواه الوطنية, ولا تردّد في تسمية الحقائق بأسمائها ولا تراجع عن حقوقنا كاملة غير منقوصة.  ومنطق الأمور يقول: إنَّ الأشياء لها بداية ونهاية ولا تؤخذ مرة واحدة إلا إذا كان أصحابُنا ممَّن يزدردون أو يلتهمون طعامَهم مرة واحدة! بلا تقطيعه على أجزاء لتناوله على مراحل؟ ولا يوجد بيننا مَنْ يرى أنَّ دوام الحال غير محال فبعملنا الدائب الصبور المتأني سنصل اللحظة التي نخلّص شعبنا من مآسيه ومن آفة الاحتلال أو على أقل تقدير نهيِّئ الظروف المؤاتية لكلِّ أشكال مناضلة هذا الوجود وطبعا المؤاتية لتقليل الخسائر قدر ما يسمح لنا نهجنا في التعاطي مع الحالة وفي كلّ لحظة تاريخية ..
                                  وقبيل اختتام إجابتي أو مقالتي أودّ فقط التساؤل ما الذي فعلته عمليات تفجير دبابة لجلب الخبز لشعبنا ولدرء امتهان الكرامات؟ وما الذي فعله قتل جندي أمريكي لإعادة الحياة لعشرات الذين يذهبون ضحية مثل هذه الفعاليات؟ وما الذي فعلته كلّ فعالية تُسمى جزافا واستهتارا بمنطق العقل البشري (مقاومة) وهي ليست سوى تخريبا وتقتيلا آخر وصفحة جديدة من صفحات النظام المهزوم قبيل إخلائه الميدان وإلى الأبد!؟! ليتساءل المخلصون وكلّ نزيه وليتعظ بتجارب الإنسانية وخبراتها.
                                      ولا يغرنَّكم أساليب المخادعة والاستدراج بمصيدة المشابهة ببطولات فيتنام والجزائر وثوار مثل تشي جيفارا وهوشي منه  وغير ذلك.. ألا ترون إنَّ لكلِّ حالة وظرف شروطه الخاصة ومنطق معالجته وتناوله أم أنَّ أصابع المفتون كلّها سواء! ولا فرق بين مرحلة ومرحلة ولا بين ظرف وآخر ولا بين قضية وقضية.. وسبحان تشابه المسائل وتداخلها اتلافيا حتى نجد العاقل منّا لا يرى الفرق بين وظيفة يدِهِ ووظيفة قدمِهِ!
                                      وبعد كلّ هذا وذاك فليست كلّ حالة عنف مما يندرج في التخريب وإنْ كان يندرج في سوء تقدير العواقب وليس كل شخص اضطر إلى موقف قويّ شجاع ممن يندرجون في إطار المخرّبين وإنْ وقع في مصيدة تناقضات الواقع وتعقيداته والتباسه. وعلى حركة  شعبنا النهضوية المتنورة أنْ تستثمر الواقع بما يحصل من تقاطعات ومن ضمنها وقائع العنف المسلّح وألا تسمح بتأثيراتها السلبية بقدر ما تجيّرها لمسيرة مستقبل رحيل قوات الاحتلال وانهاء كل ما ينتقص من استقلالنا الحقيقي الناجز.
                                      أما خلاصة ما نقول فإنَّ حقوق الإنسان العراقي منتهكة أولا من طبيعة الوضع الردئ الذي خلَّفه النظام السابق ومن تعقيد التداخلات التي نجد أنفسنا فيها حيث لا مؤسسات دولة تحمي شعبنا وأمنه ولا مؤسسات دولة تدير حياته وحاجاته وليس من جهة منظِّمة تحمي حقوقه وتصونها وتضع نصب عينيها تلبيتها وأول تلك الحقوق حق العراقي في الحياة وألا يصادر هذا الحق كائنا من كان بعد أنْ ولَّى عهد مصادرة حقوق الإنسان في بلادنا .. أما أشكال التعامل مع مفردة أو جزئية قوات أجنبية في بلادنا فهي ليست نهاية الأرب في حقيقة ما يريده شعبنا من عزِّ الطلب...
                                   أما المؤسسات التي تولد وتتشكّل اليوم فهي الجهة الأكيدة التي تنهض بتمثيل الصوت العراقي والمطالبة بحقوقه بل العمل النزيه المخلص والوطيد من أجل انتزاع تلك الحقوق من فم السبع كما يقولون... وبالطرق التي يسمح بها منطق العقل لا منطق المغامرة.. ولا منطق اليساروية الطفولية ولا منطق أصحاب الأغراض الرخيصة من أقصى اليمين ومن المتطرفين من وراء فلتان الشارع بعمليات العنف الدموي وكوارثية الاصدامات المسلحة بما تخلقه من أجواء غير مستقرة لايكون فيها لحقوق الإنسان من قيمة أو من وجود ولو ببصيص أثر.  
                                                                        



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقلال حقيقي أم شعاراتية (تحرير) زائفة؟! 1 - 2 - 3 - 4
- بعض محدِّدات العمل في ظلِّ الديموقراطية 1- 2 - 3 - 4
- مَنْ يكتب الدستور؟
- فَلْنَجْمَعْ ما يكتبُهُ العراقيون بشأنِ الدستور
- علمانية الدولة والدستور لا ثيوقراطيتهما
- المرأةُ العراقيةُ مطلعَ القرنِ الحادي والعشرين ومحاولات فرضِ ...


المزيد.....




- سوناك: تدفق طالبي اللجوء إلى إيرلندا دليل على نجاعة خطة التر ...
- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...
- فلسطين المحتلة تنتفض ضد نتنياهو..لا تعد إلى المنزل قبل الأسر ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون نتنياهو بإعاد ...
- خلال فيديو للقسام.. ماذا طلب الأسرى الإسرائيليين من نتنياهو؟ ...
- مصر تحذر إسرائيل من اجتياح رفح..الأولوية للهدنة وصفقة الأسرى ...
- تأكيدات لفاعلية دواء -بيفورتوس- ضد التهاب القصيبات في حماية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - حقوقُ الإنسانِ العراقي في ظلِّ الاحتلالِ