رئيس مجلس الوحدة الاقتصادية العربية: لست مرشحاَ لرئاسة الوزراء

خالد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2072 - 2007 / 10 / 18 - 12:36
المحور: مقابلات و حوارات
    

د.أحمد جويلي للحوار المتمدن
نريد من القمة الاقتصادية العربية التمويل ثم التمويل ثم التمويل
حجم التجارة العربية 80 مليار دولار.. ولكن معظمها بترول
الصحافة تطلق عليه سيد شهداء حرب الخصخصة
أجرى الحوار: خالد الكيلاني
الدكتور أحمد جويلي رئيس مجلس الوحدة الاقتصادية العربية يعد واحداَ من أهم خبراء الاقتصاد والزراعة في مصر والوطن العربي، ولد بمحافظة البحيرة في مارس ١٩٣٧ وحصل علي بكالوريوس العلوم الزراعية من جامعة الإسكندرية عام ١٩٥٧، وتدرج في مناصب عديدة، بدءاً من عمله كمحافظ لدمياط عام ١٩٨٤، ثم محافظاَ للإسماعيلية عام ١٩٩١ حتى عام ١٩٩٤ حين أصبح وزيراً للتموين ثم وزيراَ للتجارة الخارجية والتموين حتى عام ١٩٩٩، وقد ظل الدكتور جويلي طوال فترة توليه الوزارة في الحكومة المصرية هو المرشح الدائم والأول لمنصب رئيس الوزراء إلى أن أطيح به في معركة تكسير عظام حكومية معروفة مع الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق، قيل أنها بسبب رفضه لصفقة لحوم هندية فاسدة، وقيل أنها بسبب إصراره علي رفض بيع المجمعات الاستهلاكية، الملاذ الأخير للفقراء، وقيل أنها بسبب مقاومته لبرنامج الخصخصة وخلافه مع مثلث عبيد والي غالي بسببها، مما جعل الصحافة المصرية تطلق عليه لقب ” سيد شهداء حرب الخصخصة "، والغريب أن جويلي ورغم توليه منصب عربي رفيع، ما زال مرشحاَ لرئاسة الوزراء في مصر ضمن توقعات قوية تفيد بأنه الحل الوحيد لإعادة الشعبية المفقودة للحكومة، وهذا السيناريو مطروح بشدة في الفترة الأخيرة ويقال أن مصر في هذه الحالة سوف ترشح السفير الدكتور جمال الدين بيومي رئيس اتحاد المستثمرين العرب، أو ترشح السعودية السيد طلعت الظافر رئيس المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين بديلاَ له في حالة توليه رئاسة الوزراء.
تولى جويلي منصب الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية منذ عام 2000، ومنذ هذا الوقت وهو يقاتل من أجل تحقيق السوق العربية المشتركة، وتنفيذ أحلامه الاقتصادية للعالم العربي، رغم ما يعانيه المجلس من متاعب أهمها عدم قيام الدول العربية بدفع مساهماتها في ميزانية المجلس، وأبرز الأزمات في هذا المجال رفض الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية المصري دفع مساهمة مصر السنوية التي تبلغ 168 ألف دولار لعامين متصلين رغم مطالبة الخارجية المصرية، وموافقة رئيس الوزراء، ومناشدات مجلس الوحدة، وعشرات المقالات في الصحف.
ورغم كل المناصب العديدة التي شغلها الدكتور جويلي فإنه يعتز كثيراَ بمرحلة التدريس في الجامعة ويحن لها دائماَ، وفي الوقت الحالي لا ينشغل الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية سوى بالمشروعات العربية المشتركة التي يسعى لتنفيذها، والإعداد للقمة الاقتصادية العربية المزمع انعقادها مطلع العام المقبل.
الحوار المتمدن التقت الدكتور جويلي، وكان معه الحوار التالي:
القمة الاقتصادية
• نبدأ بالقمة الاقتصادية العربية المرتقبة والتي أقرتها قمة الرياض الأخيرة بمقترح مصري كويتي، هل تحدد موعد انعقاد القمة ومكانها؟
• القمة سوف تنعقد في عام 2008 ولم يتم الاتفاق على مكانها بعد ونحن في انتظار قرار يحدد موعد ومكان انعقادها.
• قرار من مجلس الجامعة العربية؟
• نعم والقرار سوف يصدر بعد أن تنضج أعمال الإعداد للقمة ويتم ترتيب كافة الملفات التي سوف تعرض عليها.
• ولكن القمة العربية الدورية عادة ما تناقش ملفات اقتصادية، ما الجديد إذاَ في تلك القمة؟
• القمة الاقتصادية تختلف عن القمة العادية في أن الأولى أكثر عملا نية من القمم الدورية التي تصدر عنها قرارات سياسية مطاطة، واعتقد أنه آن الأوان لوضع الحصان أمام العربة في العلاقات الاقتصادية العربية.
• وهل قاطرة الاقتصاد تستطيع الآن أن تجر قطار السياسة؟
• نعم تستطيع، فبعد أن كانت قاطرة الاقتصاد ضعيفة بسبب ظروف عدد كبير من الدول العربية إلا أنه منذ عام 2001 وخاصة بعد أحداث سبتمبر حدثت انتعاشة في الاقتصاديات العربية مما هيأ الظروف لتعاون اقتصادي أفضل.
• هل هي مسألة ظروف أم إرادة سياسية؟
• الاثنان الظروف والإرادة السياسية.
• ولكنكم كان لديكم مشروع متكامل تقدمتم به لقمة الجزائر في 2005، فهل هو مشروع القمة القادمة؟
• هناك مشروعات ودراسات كثيرة.
• أقصد المشروع الذي قلتم أنكم عكفتم ثمانية شهور على أعداده وتقدمتم به لقمة الجزائر؟
• هذا المشروع لم يعرض، ولا أريد الحديث عنه.
• وما هي أهم هذه المشروعات التي سوف تعرض على القمة؟
• أهم مشروع هو ما يتعلق بالبنية التحتية في مجال النقل بين الدول العربية مثل السكك الحديدية والطرق والنقل البحري لأنه بدون هذه البنية لايمكن تصور وجود تبادل تجاري.
• ولكن هذه مسائل تتطلب قرار سياسي لأنها تتعلق بفتح الحدود بين الدول العربية ؟
• عندما تتم شبكة الطرق والسكك الحديدية سوف يفرض الواقع الاقتصادي نفسه ويتم فتح الحدود.
منطقة التجارة الحرة
• بدأ العمل بمنطقة التجارة الحرة التي تضم 17 دولة عربية منذ يناير 2005 وحتى الآن لم يشعر المواطن العربي بمزاياها؟
• لقد زاد التبادل التجاري بين الدول العربية ووصل إلى 80 مليار دولار لأول مرة، وهو رقم غير مسبوق.
• ولكن ارتفاع حجم التجارة البينية يعود إلى ارتفاع سعر البترول؟
• صحيح أن مبيعات البترول تشكل نسبة كبيرة من هذا التبادل ولكن هناك مبادلات أخرى زاد فيها حجم التجارة البينية.
• وما هي أهم المعوقات التي تعترض طريق تنمية التجارة البينية؟
• هناك نوعان من المعوقات معوقات خاصة بالتجارة نفسها مثل قضية الجمارك ومعوقات فنية مثل قضية المواصفات وشهادات المنشأ.
• ألم يتم توحيد المواصفات والمقاييس العربية وهناك منظمة عربية متخصصة في ذلك؟
• نعم ولكنها لم تنته بعد من توحيد كافة المواصفات والمقاييس لكل الدول العربية، وهناك مشكلة اكبر وأهم وهي مشكلة النقل البري والبحري وهي من أكبر المشاكل التي تعطل التبادل التجاري فليست هناك خطوط بحرية منتظمة بين كثير من الدول العربية مما يجعل عملية النقل مكلفة جدا، والاهم من هذا كله أن معظم السلع الرأسمالية أو ما يسمى بالصناعات الوسيطة ليست من إنتاج العالم العربي مثل المصانع ووسائل النقل والمعدات الصناعية والتكنولوجية.
• ولكن يظل هناك هامش للتبادل في المواد الأولية، والسلع الاستهلاكية، والمنتجات الزراعية، والنسيج، والكيماويات؟
• هذه السلع ليست لدينا فيها مشاكل فيما يتعلق بالتبادل ولكنها تشكل نسبة ضئيلة من حجم التجارة العالمية والذي تشكل قطاعات الصناعة والسيارات والتكنولوجيا أهم مبادلاته.
• ماذا تنتظرون من القمة الاقتصادية؟
• التمويل ثم التمويل ثم التمويل، فلدينا العديد من المشروعات التي تحتاج للتمويل، مثل مشروع الجرارات، ومشروع شركة النقل، كما أن هناك عجزاََ في موازنة مجلس الوحدة الاقتصادية.
الانسحاب من القمة
• نعود لقمة الجزائر عام 2005، لماذا انسحبتم منها؟
• أنا لم أنسحب ولكني فقط كنت أسجل احتجاجي على ما حدث.
• وماذا حدث؟
• لقد تجاهلوا الشروع الذي قدمه مجلس الوحدة الاقتصادية، ولم يتم عرضه على القمة.
• لقد قيل أنكم تأخرتم في تقديمه فلم يتم وضعه على جدول الأعمال؟
• هذا غير صحيح، فهناك موضوعات قدمت بعده وأضيفت لجدول الأعمال ونوقشت.
• هناك قمتان أخريان عقدتا بعد قمة الجزائر لماذا لم تقدموا مشروعكم فيها؟
• قال بالعامية المصرية " ما خلاص بقه " ..... قدمنا مشروعات أخرى.
• هل أنتم يائسون....من مؤسسة القمة العربية ؟
• لا...أنا لست يائسا..بالعكس أنا لدي صبر ودأب.
• إذاَ لماذا لم تقدم مشروعك في قمتي 2006،2007؟
• لقد حضرت في الخرطوم وبعدها في الرياض ولم أقدم المشروع لأن الظروف لم تكن تسمح فقد كانت هذه القمم هي قمم إطفاء الحرائق المشتعلة في العراق ولبنان وفلسطين ودار فور.
• ولكننا نعيش منذ أكثر من نصف قرن في الحرائق فلا نحن أطفأناها ولا نحن التفتنا إلى حل مشاكل الاقتصاد؟
• العيش والعمل وسط الحرائق له منهج معين ويحتاج لعلم وفن، ونحن لا نجيد هذا المنهج، مما جعلنا نعيش طوال تلك الفترة في حالة هلع ورعب وكلما أطفأنا حريقا اندلع حريق أخر في منطقة أخرى.
• منذ عام 2000 حتى 2007 ماذا قدم مجلس الوحدةالاقتصادية للأمة العربية ؟
• لقد أنجزنا قاعدة معلومات كاملة عن الدول العربية من كافة النواحي الاقتصادية والتجارية والمالية والقوى البشرية، وأنشأنا ما يسمى ببوابة الاستثمار على شبكة الانترنت ونحن بصدد أنشاء جهاز موحد فيما بين الدول العربية لمكافحة الإغراق.
• هل أنت راض عن وتيرة التقدم في مسألة السوق العربية المشتركة ؟
• نعم راض عنها.
• ولكنها بطيئة جدا؟
• ومع ذلك أرجو أن تتحقق كما هو مخطط لها، كنا نتمنى أن نحقق نتائج في وقت أقصر وأقصر، ولكن المهمة تبدو عويصة، والسوق الأوروبية المشتركة نضجت خلال خمسين عاماَ، والعبرة ليست بطول الوقت، وإنما بالتنفيذ الفعلي للاتفاقيات.
• ولكن السوق الأوروبية بدأت بالاتحاد الجمركي؟
• الاتحاد الجمركي سوف ينتهي العمل به في 2008/2009 وأرجو أن ينفذ، والمقارنة بيننا وبين أوروبا ظالمة.
رئاسة الوزارة
• هل أنت مرشح لرئاسة الوزراء في مصر؟
• أنا مرشح لمنصبي الحالي.
• ولو تم ترشيحك فما هو موقفك؟
• عندئذ يكون أمرا أخر، فلكل مقام مقال.
• ما هي قصة اللحوم الهندية التي قيل أنكم فقدتم منصبكم الوزاري بسببها عام 1999؟
• هناك أشياء كثيرة حدثت كانت سببا فيما حدث، ولكن مجمل الأمر أني عندما كنت وزيرا للتموين والتجارة الداخلية كان كل همي قبل توفير السلع للمواطنين، هو كيف أحمي المواطن من أخطار الخارج والداخل، وخاصة فيما يتعلق بفساد السلع، وعدم مطابقتها للمواصفات، ولذلك أنشأت جهاز معلومات دقيق جدا يتم تحديثه ساعة بساعة بحيث أستطيع أن أتلقى معلومات كاملة عن أي سلعة في أي مكان في العالم، وأستطيع أن أعرف مدى صلاحية سلعة معينة من عدمه، وفي مصر قمت بإنشاء جهاز مباحث التموين من أجل هذا الغرض.
• إذاَ ماذا حدث؟
• ما حدث قد حدث وانتهى.
• هل كان ذلك سبباَ في ترككم لمنصبكم الوزاري، أم أن مسألة رفضكم لبيع المجمعات الاستهلاكية هي السبب؟
• الله أعلم.
• لماذا أطلقوا عليك لقب وزير الفقراء في مصر، وهل تعتبر نفسك وزيراَ للفقراء في العالم العربي؟
• أطلقوا علي لقب وزير الفقراء، لأنني مواطن فقير، وأبحث دائماَ عن مصلحة المواطن الفقير، وعلى مستوى العالم العربي فما يقلقني فقط ليس الفقر في بعض الدول العربية، ولكن المشكلة الأكبر هي مشكلة البطالة فلدينا في العالم العربي نسبة بطالة عالية، وعدد العاطلين قد يصل في عام 2020 ما بين 50، 60 مليون عاطل وهي مسألة تنذر بالخطر وتهدد الكثير من الأسر.
• وهل يمكن حل مشكلة البطالة في ظل اقتصاد السوق؟
• هل تعلم أن من أهم الأشياء التي قابلتني في حياتي أن الناس كانت وما زالت تعتقد أن حرية التجارة، أو اقتصاد السوق معناه يعني الفوضى مع انه بالعكس تماماَ فالأسواق في أعتى الدول الرأسمالية في أمريكا وأوروبا هي القمة في الانضباط، والسوق الحرة أكثر انضباطاَ لمصلحة المواطن من السوق الموجهة، ولذلك فعندما ذهبت للوزارة في أول مرة عام 1994 وضعت لافتة كبيرة كتب فيها " آليات السوق لا تعني الفوضى ".

#خالد_الكيلاني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات