أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امين سعدون - شعره من جلد النفط














المزيد.....

شعره من جلد النفط


امين سعدون

الحوار المتمدن-العدد: 2068 - 2007 / 10 / 14 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


وجوه متعبه تتزاحم خلف شباك صغير ملامح حفرت السنين عليها بصمات قاسيه أخيلة تترائى و ذكريات حاضره تفرض نفسها على المكان وتلبسه لونها تحاول ان تختزل المشهد خلف الشباك بكلمة لا تقال او باه لا تقبل ان تخرج من صدر المصطفين بطابور جامد, بدمعة لا تحرق الا من ذاق طعم النار. صور تتحرك وتملا المكان تتشابك المشاهد حتى يصعب الفصل بينها, تتحول الساحه التي يطل عليها الشباك الى مسرح ابطاله اناس ضحوا و نزفوا وجاعوا ليجسدوا جانبا كبيرا من ماساة هذا الشعب. رجل طرقوا عليه الباب ذات يوم ليوقع على استلام ابنه الماثل في تابوت واخر ضاع بزحام الجثث وقوافل الموت المجاني , امرأة استخرجت عظام اولادها من مقبرة جماعيه لتدفن معهم احلامها وعمرها ومعنى الفرح , زوجة تتهرب من لجاجة سؤال طفلها اين ابي ومتى يعود. الاف القصص والمشاهد تغرق كل من يقف امام هذا الشباك ضحايا القادسيه وام المعارك والحواسم وما بينها من ضياع , ضحايا القمع البعثي والصدامي وحملات الاعدامات ضحايا التعذيب والفلقه والتعليق والصدمات الكهربائيه ضحايا الكنارات والثرامات والعصارات والالات الاخرى التي ما انزل الله بها من سلطان ضحايا اجهزة الامن التي أجهزت على الملايين من شبابنا المخلص الواعي كما اجهزت على احلامنا وامننا وغيرها وغيرها .. فما خفي من فنون الاجرام وتقتيل الشعب والسيطرة عليه أعظم واكبر ألاف المرات من حجم هذا الشباك الذي اصطفوا خارجه ذوي الشهداء اب , ام ,اخ , اخت , زوجه يحملون معاملاتهم المكتوب عليها الى رعاية اسر الشهداء والتي تحتوي على صورة المرحوم وشهادة وفاته وتاييد يزكيه من احد الاحزاب وأخر من المجلس البلدي وقسام شرعي من المحكمه ناهيك عن نسخ كثيره للجناسي وشهاداتها وبطاقة السكن والبطاقة التموينيه و الى اخره من المستمسكات والاثباتات وبعد الوصول الى الشباك يتم تحديد موعد للمراجعه والتي يتم من خلالها تسليمك وصل يحتوي على رقما للشهيد ويقولون راجعنا عندما تصل التخصيصات الماليه لاسر الشهداء , وعلى اسر الشهداء الصبر والسلوان حتى تصل هذه التخصيصات لتسد رمق الايتام أو لتلبسهم ثوب رعاية الوطن بعد ان سملت ثيابهم وتفتقت .
وبعد طول الانتظار جاءت التخصيصات المالية خمسون ألفا لا غيرها لاسرة كل شهيد ليست راتبا شهريا بل هي منحه او هديه او اية تسميه اخرى لا تدل على ان المبلغ يتكرر شهريا هي فلته او شعره من جلد النفط والموانيء هي قطره من نهر عذب نموت عطشا على شاطئيه. بينما كانت المليارات تصرف للاعمار دون ان نرى اي نوع من انواع الاعمار سوى اعمار جيوب المقاولين وارصدة الشركات ومن تعاون معهم وسهل امرهم.
خمسون الفا خجوله ماذا يمكنها ان تفعل في زمن وقح , زمن الغلاء الفاحش زمن الملايين والدفاتر ورقتين حمراوتين واحده تنطح الاخرى والعوز ينطح حاملهما ورقتين يذبحن الطير كما يقال فيرقص هذا الطير مذبوحا من الالم .
مع العلم اننا متاكدون ان بعض المسؤلين ممن فتح الله عليهم يصرفون يوميا اضعاف هذا المبلغ على بيوتهم وملابسهم الفاخره بينما ينام ابناء الشهداء بعد ان يتقاسمون الجوع والاحلام بوطن منصف له عيون ترى جروح الناس ليداويها لا ان ينكاها ويقلب مواجعها , وطن يمسح الدموع دون ان يفقأ عيون الباكين على بابه.
اننا اذ نقف امام هذا الشباك نقف أمام مسالة كبيرة تحتاج أن نعطيها أهميه اكبر في مساحة همومنا نقف امام رمز التضحيه والفداء والتحرر, امام قضيه مقدسه عند كل الامم نقف امام اناسا تحملوا ضررا عاما على الجميع ان يتحملوه معهم .
نحتاج الان الى تغيير هذا الشباك باخر كبير يسع الجرح شباك يسع الالم شباك بحجم التضحيه وبحجم الايمان بالعراق الاتـي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبور الى القاع


المزيد.....




- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس nategafany.emis ...
- “رابط مباشر” نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول برقم ال ...
- امتحان الرياضيات.. تباين الآراء في الفروع العلمي والأدبي وال ...
- هيلين كيلر.. الكفيفة الصماء التي استشارها رؤساء أميركا لعقود ...
- 40 عاما على إطلاقه.. ماذا تبقى من -نقد العقل العربي- للجابري ...
- فيلم -شرق 12-.. سردية رمزية لما بعد ثورات الربيع العربي
- يحقق نجاح كبير قبل عرضه في السينما المصرية .. أيرادات فيلم أ ...
- في جميع أدوار السينما المصرية .. فيلم الشاطر رسميًا يعرض في ...
- لمى الأمين.. المخرجة اللبنانية ترفع صوتها من في وجه العنصرية ...
- وصية المطرب أحمد عامر بحذف أغانيه تدفع فنانين لمحو أعمالهم ع ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امين سعدون - شعره من جلد النفط