أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بابلو سعيدة - الحرب و السلم















المزيد.....

الحرب و السلم


بابلو سعيدة

الحوار المتمدن-العدد: 2068 - 2007 / 10 / 14 - 09:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الحرب جحيم، فكم دفنت آلة الحرب الحديثة من جنود في خنادقهم وهم أحياء ؟!
الحروب تؤدي إلى تفريغ الجيوب. وتحول الأموال إلى رماد. وتبدد قوة العمل، وفائض وفضل القيمة.
وتصبح سيدة الحرب في الشمال، وعرابة العالم، تفرّخ حاضناتها جيلاً من السلاح، كل خمس سنوات، جيل يدفن، وجيل يولد.
وفي عالم شمالي، تمر دورته الاقتصادية في جيوب الأكثرية.
وعالم جنوبي، تمر دورته الاقتصادية في جيوب الأقلية.
ومن أجل إعادة ترسيم الحدود بين دولة وأخرى تندلع الحروب بين الشعوب. وتلحق خسائر فادحة بشرية ومالية ونفسية بالطرفين المتقاتلين.
وتتماسك مؤقتاً، البنية الداخلية للدولتين المتحاربتين في الحروب لا في السلام.
لذا، فالحروب نعمة ونقمة، نعمة للصانع المالك، ونقمة للمستهلك.
ويبقى السلام نعمة للطرفين معاً.
لأن الحروب تقتل البسمات. وتشرد الأطفال. وتنتهك أعراض الناس. وتدمر الاقتصاد. وترعب الشيوخ والنساء والأطفال. وتهدد الأمن والاستقرار. وتضعف القوة الشرائية.
وقد حولت الحروب الإقليمية والأهلية، شعوب المنطقة إلى جماعات ضائعة، ومذعورة، ومهاجرة، ومريضة، ولاهثة بحثاً عن الطعام والأمن والاستقرار.
وما حدث في لبنان من تدمير شامل لأبنيته التحتية، وسرقة جزء من تاريخه وآثاراته، وتراجع المقاييس الأخلاقية المتعارف عليها، وتزايد حوادث الجلطات الدماغية والقلبية، وتنامي الأمراض النفسية والعصبية، وإقامة الأبنية العشوائية، سيجعله يتحرر من الطائفية السياسية، ومن عقده الإحساس بالغبن لدى بعض شرائحه، والخوف لدى الآخرين.
أما العراق، فقد أصبح مفلساً في حربي 1991 و 2003.
وكان العراق قبل أن يخوض نظامه، حربين مدمرتين مع إيران أولاً والكويت ثانياً ينعم بالرفاه والاستقرار إلى جانب الإيرانيين والكويتيين.
وفي الحروب الإقليمية تدمر الطاقات البشرية والمادية لطرفين المتناحرين.
لأن الحروب تعرقل التنمية والسياحة والاستثمار.
وتدمر الأبنية الاقتصادية والتحتية.
وتشكل إحباطاً واكتئاباً للأنا الفردي والأنا الجماعي.
وتوسع دوائر البطالة، والأمية التعليمية والثقافية والكمبيوترية.
وفي التوازن، توازن القوى المالية والحربية، يجتمع الطرفان لصناعة السلام ووأد الحروب.
ويبقى السلام تحت أي ظرف أفضل من مآسي الحروب.
لأنه بداية لتحقيق الأمن والرفاه لشعوب منطقتنا.
والحروب دمرت الطاقات المادية والبشرية والمعنوية لثلاث دول بترولية منتمية إلى منظمة الأوبك…. وتجتمع الأطراف وتعتمد السلام والإعمار.
وفي لبنان عاد أمراء الحرب والكانتونات السياسية والفئوية إلى الصفر. واعتمدوا الإعمار والسلم الأهلي.
وفي حروب المنطقة مع تل أبيب اجتمعت الأطراف المتصارعة، لمقايضة الأرض بالسلام، واعتمدوا الإعمار.
لماذا يبدأ الإنسان في منطقتنا بالتدمير والتخريب والتقتيل، وينتهي بالإعمار ؟
لماذا لا يبدأ إنساننا بالإعمار وينتهي بالإعمار ؟
يبدو أن قوى مالية عالمية كبرى، كان لها مصلحة في تدمير المال العربي وإحباط إنسانه.
وإن قوى إنشائية مهدت الطريق بطرح شعارات براقة، لكنها كانت مدمرة لأمن ورفاه ووحدة شعوب المنطقة.
أما العنصرية والتفاوت في الحياة اليومية فلا تحلان بكلمات المعسولة، بل بدخول الأكثرية دوائر العمل والممارسات الديمقراطية.
ويتحقق السلام والاستقلال الثقافي-السلعوي لكل شعب، من خلال التوازن مع الطرف الآخر، وليس من خلال نظرية الشعب العظيم، والتراث العظيم، واللغة العظيمة، حيث لا وجود للعظمة خارج الأنماط المعيشية المتطورة وممارساتها الديمقراطية، وإنتاجاتها التقنية.
والموقف المضاد لأي استيطان تقليدياً كان أم معاصراً، يتطلب إنتاجا تقنياً في ظل شعب حر بإبداعاته وصناعاته وأخلاقياته وروحانياته واستثماراته.
ولكن المال العربي وظّف معظمه في قطّاع الخدمات، وبناء القصور، وشراء المجوهرات، وما تبقى في المصارف، والقليل منه وظف في صناعة الملابس والبتروكيماويات في بعض البلدان العربية.
ومع ذلك ، تحمّل أدبيات المال العربي، الولايات المتحدة مسئوليتها التاريخية في هذا المجال. وتتجاهل في الوقت نفسه قوة المال العربي النفطي، واستخدامه في بناء القوة المادية لمجابهة الاستيطان بشتى أشكاله.
وتبقى الولايات المتحدة حريصة على مصالحها أولاً. ومصالح حلفائها ثانياً.ومصالح أصدقائها لهامشيين ثالثاً.
وتخضع الولايات المتحدة في قراراتها لتأثيرات اللوبي اليهودي المتواجد والفاعل على الأرض الأمريكية، أكثر من اللوبي العربي الذي نهض متأخراً من نومه العميق.
وتبقى القوة المادية للوجود العربي قادرة على إلزام الولايات المتحدة لتعديل مواقفها
لصالح العرب.
إن إدخال نظام المعامل والآلات، وإنشاء تجمعات للمنتجين في مدن صناعية، واعتماد النهج الديمقراطي، والكفاءة وأخلاقية العمل،والحد من التفاوت الاجتماعي، والهدر
العام، والبطالة،وتطبيق القانون على القاعدة والهرم، وتفضيل الكفاءة على البطاقة، تشكل مجتمعة وجوداً متطوراً قادراً على مقاومة الاستيطان وإيقاف امتداداته الثقافية والسلعوية والاستثمارية باتجاه منطقتنا العربية.
السماء لا تهوي على الأرض مطلقاً، عندما تعتمد شعوب منطقتنا العربية المعاصرة والديمقراطية لتحقيق الشخصية الاستقلالية في إنتاج الثقافة والسلع والتربية والوجدانيات.
والذين يحلمون بالسلام دون إنشاء قاعدة مادية وأخلاقية مثلهم مثل الذين يحلمون بالحرب، ولا يمتلكون التقنيات المعاصرة ومحبة شعوبهم.
المحافظون وأعداء الحرية يقومون وهم لا يدركون بتسهيل مهمة الغزو
الثقافي-السلعوي-لمنطقتنا.
أما المعاصرون الذين يعتمدون أدوات ووسائل التنوير في مادياته وأخلاقياته، فهم القادرون على مقاومة الغزو الثقافي السلعوي، وتحقيق الشخصية الاستقلالية.
الحفاظ على الهيكل الديمقراطي من خلال حقوق المواطنة، وخارج إطار أفعال الحاجة والنهي والأوامر، يساهم في تثبيت وجودنا، ووحدة تراب جغرافيتنا، وتحقيق إنسانيتنا، وتطور شعبنا، وتقريب المسافة بين مداخيلنا وثقافاتنا وبعث نهضتنا من جديد.
كل دمعة سالت في أي مكان من عالمنا، وكل إنسان اعتقل من أجل قضية عادلة، وكل عمارة تهدمت ، ومعمل دمّر، وكل القنابل البشرية الموقوتة القابلة للانفجار في أية لحظة، تعتبر بدايات للاقتراب من الأمن والاستقرار. لأنه من عمق الخراب والدمار يولد السلام
وتوأد الحروب. وتعود الأرض، والديموقراطية، وحقوق المواطنة إلى أهلها الشرعيين.
وندخل الشراكات القارية منها والعالمية كمعادل أساسي وقوة فاعلة في النظام العالمي الجديد.
وعندما بالذات، نضع العنف بدوافعه السلبية، في المتحف إلى جانب الفأس والمغزل.



#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجذر اللغوي والقصيدة الأولى


المزيد.....




- اصطدمت بسيارة أخرى وواجهته بلكمات.. شاهد ما فعلته سيدة للص س ...
- بوتين يوعز بإجراء تدريبات للقوات النووية
- لأول مرة.. دراجات وطنية من طراز Aurus ترافق موكب بوتين خلال ...
- شخصيات سياسية وإعلامية لبنانية: العرب عموما ينتظرون من الرئي ...
- بطريرك موسكو وعموم روسيا يقيم صلاة شكر بمناسبة تنصيب بوتين
- الحكومة الروسية تقدم استقالتها للرئيس بوتين
- تايلاند.. اكتشاف ثعبان لم يسبق له مثيل
- روسيا.. عقدان من التحولات والنمو
- -حماس-: اقتحام معبر رفح جريمة تؤكد نية إسرائيل تعطيل جهود ال ...
- مراسلنا: مقتل 14 فلسطينيا باستهداف إسرائيلي لمنزلين بمنطقة ت ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بابلو سعيدة - الحرب و السلم