أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عزيز الشجعي - قلعة السراغنة : السبع المعيقات لنجاح المشروع التعليمي بالاقليم















المزيد.....

قلعة السراغنة : السبع المعيقات لنجاح المشروع التعليمي بالاقليم


عزيز الشجعي

الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 09:40
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


عزيز الشجعي
" اطلعي يا شمس النهار..
فينشر الزمان حبل الغسيل..
ويتكلم الربيع مع العاصفة.. " (1)
هكذا عبر عبد النور إدريس عما يحلم به كل منشغل بالحقل التعليمي يتألم لحال المدرسة العمومية ويؤمن بأن المدرسة تدخل ضمن ما سماه (كيلباتريك –بـ "التنظيمات الاجتماعية التي تحدد وظائفها في تنظيم علاقة الأفراد بعضهم البعض بهدف تحقيق حياة أفضل" (2) ويحاول في عباب غامض تلمس المسارب في الظلام عله يقف على مكامن الضعف ويرصد معيقات تقدم التربية والتكوين بالاقليم , مشخصا أنواع الداء ليسهل الدواء .
تتداخل المسببات وتختلف لتنجز متحدة لوحة لم يبلغها رسام تعرض بأمانة للواقع التعليمي الكارثي الذي أصبح يرزح تحته الاقليم وتقع هذه الأسباب مفيئة حسب ما يلي :
الظروف الطبيعية : قلعة السراغنة إقليم مترامي الأطراف فاق بمساحته التي تتعدى 10000 كلم مربع مساحات بعض الدول ورغم وجوده في موقع متميز باعتباره ممرا رئيسا للطرق التجارية تاريخيا وملتقى لخليط من الثقافات القبلية ( السراغنة , زمران , الرحامنة , دكالة ,عبدة ، الشاوية ...) مما أغنى موروثه الحضاري إلا أنه وبالمقابل ساهم بشكل بليغ في عدم التوازن السكاني وأدى إلى ما يسمى بالفسيفساء الديمغرافية نتجت عنها كثافات سكانية متفاوتة كثيرا حسب المناطق خاصة مع تمركز الخضرة طبيعيا بالسراغنة ثم بزمران مع سياية 88 لاستصلاح الأراضي أما قبيلة الرحامنة فعانت نذرة الماء وقساوة التربة والتضاريس الشيء الذي ضاعف الهجرات وقلص نسبة الكثافة السكانية ومعها نسبة الأطفال في سن التمدرس , لتشكل الرحامنة التي ظلت معزولة ومهمشة وصمة عار في أعناق القيمين على الإقليم.
المستوى السوسيو تقني : بلغ عدد سكان الإقليم حسب إحصاء (94) 682428 نسمة مما يعطي انطباعا أوليا يحذر من صعوبة إدارة الرقم أما إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الإقليم يتطور ب 2.1 % سنويا وأن المغرب مجتمع فتي وأن 80% من السكان يعيشون بالعالم القروي وأن% 64.43 تنخرهم الأمية وأن 87 % يعتمدون على الفلاحة كنشاط رئيس وأن 69 % من الأطفال يفكرون ب " الحريگ " وأن عدد المعطلين المجازين بالإقليم في ازدياد مستمر فإن الرقم لا شك سيحتل مرتبة عليا على مستوى الدلالة مما يشكل صعوبة حقيقية تفترض الاعتراف الأولي الذي يعطي الموضوع السكاني حقه من التقدير ثم الانكباب على البحوث الميدانية التي تشرح الوضعية بعيدا عن مشاريع الإقناع الفارغة التي نقدم من خلالها محافظ لتلاميذ الأول ابتدائي ذي 62 درهم كتكلفة مع أن نفس المبلغ لا يغطي ثمن 3 مقررات للسنة السادسة...
السلطات المحلية : أثناء زيارة لأحد الوزراء الموسم الاجتماعي المنصرم لمدينة قلعة السراغنة وعد رئيس المجلس البلدي في سابقة من نوعها ببناء حجرات دراسية بمدرسة عمر بن عبد العزيز فكانت مثالا كنا سنسرده من أجل السنة لكن بناءا لم يكتمل وحجرات لم تتم لأسباب أو لغيرها ... مدينة يفوق تلامذتها بالتأهيلي 3000 تلميذ بثانويتين, وعدد من الاعداديات كهبة لم تقف عمالة الإقليم على أشغالها ؛ قرى عديدة بدون مدارس ، عدد من المدارس لم تحل بعد ملفات منازعات قانونية بشأن الأراضي التي أقيمت عليها , طرق منعدمة أو شبه منعدمة في جل المناطق البعيدة عن المراكز الحضرية بأكثر من 3 كلم ، انعدام الأمن والتعاون , انعدام إشراك السلطات الفعلي للمعنيين لأجل التخطيط التربوي لمستقبل الإقليم لأجل عملية تعلمية مستدامة تسمو بواقع التعليم بالإقليم يشارك فيها المنتخبون والسلطات الإقليمية مشاركة فاعلة - كل بحسب درجة مسؤوليته - تؤسس لمشروع تربوي مستدام بالإقليم يرتكز جوهرا على مبادئ إنسانية الإنسان عله يساهم في التهييئ لإواليات بنية اقتصادية صلبة تمهل فلذات أكبادنا سنوات أخر قبل حزم الأمتعة في طريقهم للموت بالبوغاز .
المستوى التنظيمي : تقع نيابة إقليم قلعة السراغنة تنظيميا تحت إمرة أكاديمية جهة مراكش تانسيفت الحوز بموجب التقطيع الجهوي الذي عرفه المغرب .وعلى العكس تماما مما كان متوقعا أدت الجهوية الداعمة لشعار اللاتركيز واللاتمركز إلى تهميش نيابات التعليم والتنقيص من صلاحياتها مقابل هيمنة الأكاديميات وأضحت نيابات التعليم مرغمة على الإبداع في تطبيق التعليمات الفوقية التي تصدرها الأكاديميات الجهوية مما قاد إلى انتكاسة على مستوى تبسيط و تسريع السير العادي للمرفق العمومي داخل الإقليم الذي أصبح ينتظر التأشير المباشر لمدير الأكاديمية ؛ ونظرا لأن هذه الأخيرة لا تتوفر على دراسات مسبقة لواقع الإقليم و تنتظر في جل الحالات تقارير تنجزها بالمستوى و الاثقان المطلوبين النيابة الإقليمية للتربية والتعليم فإن تدخلاتها لا تتطلع إلى أكثر مما يحفظ ماء الوجه للتعليم بهذا الإقليم فتتملص من مسؤولياتها الحقيقية ليبقى للمصالح الإقليمية واجب تدبير الأزمة بأقل الخسائر ولو على حساب رجل التعليم أو التلميذ أو هما معا.
التخطيط والتدبير : لم يصدق القول المأثور " البدايات الناجحة تقود إلى نهايات الناجحة" في نيابة إقليم قلعة السراغنة فبداياتها غير الناجحة تقودها حتما إلى نهايات سعيدة !!!!! إن النتاج السنوي الباهت في آداء المصالح الإقليمية لا ينم إلا عن عدم الكفاءة التربوية والإدارية تبلور أو "تبرول" في سلسلة من الفعل ورد الفعل سواء على مستوى المصالح ذاتها أو على المستوى الخارجي في علاقاتها مع أطراف أخرى.
لا يدل عدم الالتزام للسنة الثانية على التوالي في دخول مدرسي مقبول على الأقل إلا على مآسي هيكلية تشوب سياسات النيابة الترقيعية في التعاطي مع معيقات الرقي بما يؤهل للحكامة الجيدة بعيدا عن الصراع الكمي الذي يصور مدرسة عمومية للجميع مخفيا حقيقة أن تلك المدرسة لا تتوفر على مرافق صحية أو ما هي إلا حجرة في بيت عائلي وهبها للوزارة أحد المحسنين .
"تتعدد الوسائل بتعدد المتناقضات " عبارة لم تسمعها نيابة إقليم قلعة السراغنة من قائلها (هرقليت) بل نهجت الحلول الفردانية للإشكاليات الكبرى كالفائض , الخصاص أو الاعداديات الموهوبة وسياسة " سير/ جي " المتداخلة الاختصاصات للملفات الصغرى والفردية في حين كان من الواجب إعطاء المعطيات الحقيقية حول الواقع المزري للتعليم بالإقليم من أجل إعطاء حلول مختلفة يساهم فيها مباشرة و بالضرورة كل من الوزارة الوصية عمالة الإقليم الأكاديمية الجهوية إضافة إلى الشركاء العاديين من نقابات ,جمعيات مهنية , أحزاب .....
العنصر البشري : من منا لايذكر عبارة أو كلمة أختص بها أستاذ ما في زمن ما ؟ عبارات تضحك أو تبكي نقشها التاريخ عميقا في مخيلاتنا كأطفال ؛ تلك كلمات "مهندس العملية التعلمية" كما يحلو لبعض فقهاء التربية تسميته ؛ لكنه الآن في عطلة مستمرة فبعد أن كان المشتغل بالتعليم المحرك الأول والأخير لكل عمليات النضج الاجتماعي لبلد ما, المتمرد على كل التقاليد وباني لبنات المستقبل باعتباره القناة التي تمرر من خلالها أدبيات الشعب ومراميه أصبح يتخبط في صراع مستحكم اسمه الحق والواجب الحق في عمل كريم بأجر كريم يضمن العيش الكريم وواجب البناء الجيد لعمليات تعلم جيدة تفضي الى قدرات رصينة تنتج رجل الغد المنتظر بالمستوى المطلوب . هذه المتاهة جعلت العديد من نساء ورجال التعليم في غيبة تامة من المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم ليسقطوا في غياهب اللامبالاة العدمية : الشجرة التي خبأت غابة المبادرات التي عهدت فيهم والتي كثيرا ما أثمرت بحوثا جمة غيرت مناحي التعليم على مر العصور ؛ واقتصرت وظيفتهم في عقوبات مجانية سميت حصصا لا تقضى إلا بامتعاض خاصة مع ما يعرفه الإقليم من موجات " موضة التفييض" الورقة الحمراء التي تهدد استقرارهم .
مسألة في الشراكة : بالرغم من تخصيص دعامة كاملة لموضوع الشراكة بالميثاق الوطني للتربية والتكوين وانصباب منتديات الإصلاح في طبعتها الأخيرة حول الشراكة وما رافق النقاش من تحليل لمدخلات ومخرجات الشراكة وأصناف الشركاء سواء الداخليين أو الخارجيين فإن الناتج الفعلي على مستوى الخطاب أولا لم يرق إلى المستوى المطلوب فكيف نقنع الشريك المنتظر للمدرسة العمومية ولم نصل نحن بعد إلى إقتناع بما يمكن أن نقدم كبديل ؛ خاصة في غياب التنصيص القانوني الواضح الذي يحدد أنواع الشراكة ودرجاتها والمسؤولين عن إبرام عقودها والضمانات الفعلية التي تحفظ للشريك كما للمرفق العمومي كامل حقوقهما مما ترك المجال واسعا لخطوات فردية قابلتها آدان أوضحت جليا أن مشاعر المدرسة العمومية محليا كانت تغني خارج السرب .
إنها بالفعل وضعية مشكل تتطلب أكثر من وقفة تأمل وأكثر من مسوغة تحليل لكن الاعتراف بحاضر الأزمة وحده لا يكفي رغم " إن الشعب الذي لم يعد يضع صورا عن ذاته محكوم عليه بالانقراض" _كما قال كلود كاريير _و الإجماع بحسن نية على أحقية القضية ومشروعيتها لا يقنع بقدر ما نحتاج من المصالحة مع ذواتنا ربما لا نبكي الأطلال يوما أو نجتر التاريخ خاصة "إن العصر الحالي هو أكثر العصور نزوعا في التفكير بصورة تاريخية، والإنسان الحديث يعي ذاته إلى درجة لم يسبق لها مثيل وبالتالي فهو يعي التاريخ وهو يمعن النظر بحماسة في الفجر الذي أتى منه، أملا في أن تضيء إشعاعاته الخافتة الظلمة التي يتجه إليها، وعلى النقيض فإن مطامحه وقلقه بالنسبة إلى الطريق المنبسط أمامه، يشحذ همته إلى ما سبق".فأين نحن مما يقوله إدوارد دكار؟!!
الهوامش
1 - الرقص في الزنزانة شعر عبد النور ادريس
2 - « H. Kilpatrick, philosophy of education Macmillan co », New York 1956, page 44.




#عزيز_الشجعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عزيز الشجعي - قلعة السراغنة : السبع المعيقات لنجاح المشروع التعليمي بالاقليم