أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مدحت اسعد - اشارات النرجس : عبور الى القول القصي















المزيد.....

اشارات النرجس : عبور الى القول القصي


محمد مدحت اسعد

الحوار المتمدن-العدد: 2055 - 2007 / 10 / 1 - 04:33
المحور: الادب والفن
    



قال سارد بياضي العتيد : لنرتهن الوقت المتبقي من الضجر, ولنغطس في فلوات الكتابة المشاغبة , التي تحمل في متنها قمعاً اركيولوجياً.....بين الدال الذي يذهب في القارئ الى متاهة, مراوحة في المكان , والى الوقوف امام دال القول المرواغ . تهيأ ساردي لرحلة غائصة, في القصي والمهمل, من النابت في الحدائق الشعرية عند مراد السوداني .
هل دس الشاعر بذور الفتنة والقطيعة بيننا ونصوصه الشعرية المتأزمة بضألة الفرص , الملتقطة لهذا الكم من المعنى المدثربأشاراته ؟وهل علينا ان ندخل الى ذاكرة القراءة معجماً, لفض الإشتباك بين الدال المتقاعد والغائب بلفظه اولاً ,وبين ما تطمح اليه هذه القراءة من مناكفة المدجج بكيمياء اللغة وزلزلة الموروث .
اشارات النرجس: تفيض باللغة الشعرية..... بالفائض من الكلام ،بدءاً من النحت الغلافي المتكاثر اشاراته بالاشياء المألوفة , الى الشعر المعبأوالمدجج بتعمد غياب الوضوح والإلتقاط , وتشكيل مايعرف بالحافة القصوى للمعنى , اوالوصول لمعنى المعنى . ـ هنا ادركت قولا لسارد بياضي لسنا صيادين لتصيد معنى منفلت عن قطيعه .وهل يرتكب الشعر الذاهب في وهج ضياءه اثماً ومعصية للقارئ الذي يغطس فيه مدججاً ببثور المدلول المتجاور ؟ وقد تعود ملاقاته عند اول مفرق قافية او بداءة قول .
لافتة الديوان المتعالية : اشارات النرجس ــ تجعلنا نقيس المسا فة الميثلوجيةالمتأنفة ,التي تروج لصورتها , والتمادي في عشق الذات , وبين اللهو اللغوي المنتخب من السلطة الجمالية العليا ، سلطة الشاعرالقابض على ابط اللغة ونفيسها ,واللعب بفرادة على الإمتداد البياضي .
اميل الى ان ما يرشح من دالات نصية: هو نقر على خشب الذات, وهل رجعت اشارات النرجس خارج القول المعلق بتعريفه ـ الإشارات ـ ؟ او ما يرتبط من فيض كتابة , عبر الجزر البياضي والإنسحاب الى المدرك .
ايهما يرفد الأخر المضاف الى المضاف اليه : اشارات النرجس ، الوسم الخارجي المنبسط على جمعيته, ام المعرف بأ ل التعريف , والمفرد المنزوي: الإشارات كقصيدة داخلية ذات ولع بالإنزياحات , والمرتكزة على فرارالمدلول كما يهجس الشاعر في بيانه ,حيث نؤجل الأن استضافته , لتبرير عبث التكرار, والعبور بانسجام متواتر .
اشارات النرجس بين المضاف والمضاف اليه, يكمن الملتبس, ويقيم حواجزاً ، جدارية ذات بياض فضفاض ,يخرق اتساعه عمق الإستغوارات, التي يجهد القارئ في ملء قراغاتها , وهل يمكن القول الى اننا سنذهب وساردبياضنا الى اجازة الفقد وقلق النقيض ؟
لماذاــ وهو سؤال شخصي ــ لا نؤجل ؟ فما زلنا على صراط التوقع نرتهن المنازلة
في اشارة اولى الى شكل الكتابة, وحساسيتها التصنيفية, ينفرد مراد السوداني عن غيره من الشعراء الفلسطينيين, في ارتكاب معصية الرفد الشعري, فيركن الى الغوص في الراكد, والمهمل البارد رماد حرارته الشعرية ــ كمحمد عفيفي مطر في تجاربه ــ يذهب الى المتح من الموروث اللغوي, الفاقد لصلاحيته, والذي لم يعد جاهزا, ومتاحا للرطن لا الشعري فحسب , وانما الشيوع المتبادل والمتداول, فيسبكها وتلك غواية التناول والمد في اللغة لرصيف المطلق , الذي لا يكف عن التجاوز للجاهز من القاموس الشعري المعاصر :

كنت افلت الطرائد من فخاخ المرج
والخطف المعبأ بالتوجس
رندحت ابياتاً من العشق المطهم ..
باللهاث ولذة الأنفاس
رقشتها بالدمع فضفض شاهقاً
ذهبتها بالجلنار ولسعة الكافور

في اشارات النرجس: المنحى الإعلامي او الخبر, يتدثر ببساطته. فالمتعاليات النصية ترتكب براءة القول, وتبث اشارة حصارية للمعنى المفترض ,او لنقل خدعة , بين ذهابنا في التوقع , وبين النية المبيته لفقد التلقي ، بين الفضاء المغلف بمدلوله, وبين محتوى الشكل, المصاغ لقراءة هاربة عن اصطياد المعنى الزئبقي الملمس ...لهذانحن امام متعاليات غير صادمة , قد تفتر عن معنى شمولي, وتستدعي مثول مدلولات بريئة, في المنحى البسيط من القراءة ... اما المتعاليات فهي الطفولة , تأمل ,تشابه ,رحلة , ارض , الشاعر , لحظة ,ضحكة ..
من اللافت ان مراد السوداني في ديوانه, يحاصر القارئ بامتدادات اسمية ،خالية من دسم الزمن, وغبار الحدث ، بل يسوق قصيدته في غابات من الأسماء المعرفة , والقادرة علىاستدراجه ,الى تشابكها والوقوع في شركها الصارم........ او ليس هو الصارخ في برية الكلام :
ولعبت ........ رياضة قنص الوحش .


الإشارات مبثوثة في الطرق
والنوايا مرايا تعاشيقنا
الإشارات دوماًتروغ
حيثما خفت وغابت
هز اشيائي
الحضور
الإشارات بوابة الغيب
وباصرتان تضيئان ما لايرى
الإشارات روح المكان .

يوزع اشباحه النافرات
ظلالاًمعشقة بالنجوم
الإشارات انخساف
قمير سقف سمائنا
وانا احدق في اشاراتي
فتنخطف البصيرة والبصر ويتيه ذهني في عماء واسع
الإشارات مبثوثة حيثما التفت ,

العابر والزائر الى ديوان مراد السوداني ، يركض في ايقاعات اللغة , المبتهلة بنقيضها, فيسامر الصعلوك صائد الوحش واللغة هجيرة المعنى, التي تكشط بلاغة الخمول, ويرتقي الى نباهة الفيلسوف, فيرسل اشراقة الأنا, الى حجر في الطريق, فتشع عتمة الإشارات ,وتغضب ميدوزا, او ذاك المتعالي: الذي يرسل الطير الى تخوم القداسة, او الطفل الذي يخربش على جدران الغيم, ليرسم قصيدة سؤال من عشب الطفولة, او استراحة الجنون, في نداء قصي وباهت, لأمراءة ذات تشكل ومثال, او انكيدو الغائب في استباحة الخلود .
تلك هي مافاض من اشارات الخرق ، من هبوط متواضع, وقليلاًمن العشب, وهذه بامتياز رديف شعري لأنها تجوب القصائد وتمنح نفسها اذن التعالي .
يقيم الشاعرتوازنات داخل النص, لتشكل محطات اقامة, او فيء تستدرج القارئ الى مجسات, تستشعره على الأقل, في العبور المتأمل, الى وقف سيلان الدال, وشرود المدلول وغيابه.
يقيناً ان الشاعر, في تشكيل بساطه الشعري, مدرك لبلبلة الدال وتغليفه, لذلك يترك مسافة سهو متكررة, يتيح لها القفز الى دائرية القراءة مرة بعد مرة ,وهو ما يمكن ان يجسد بشكل المحتوى, وامثلته في الخطاب المرسل الى اخر مفرد اوجمع اصيحابي المتأهبون, اولعل, التي تفتح ابواب القصيدة, لألتقاطات لاتقف, ودالات تتحفظ علىاللعب المحدود, وانما تجاوزيتقن المراوغة .
خذاني ... استهلال وجودي مؤسس للنص, يطيح في انثياله وتكراره, عبق المتن الواحد, وينكل به من حيث امتداده ,او كسريهدرالدالات المطاطية ,التي قد تدس فيروس اللا توقع ,او في الخطاب المنسل من خارج البوح الرسمي, ومن الحدود المرتعشة بفراغها ,والقائم على السؤال والصوت اللصيق بالشاعر, (من جرأك) التي تفتح خوابي المدرك, وتهبط من الإستفهام ,الى المسائلة ,وتمنح النص الشعري نشوة التعدد ,ومن ثم الخزن الفطري للنسق, حيث المسافة تعتمد على الإنتظام والمغايرة: الذي يحجز نمو القصيدة من نزيف صارخ في بحر الكلام ...... ولا انتظار في بهو الأفق.
يشكل هذا التكرار النسقي ظاهرة مميزة في الديوان, مما يشير الى ابعاد معرفية, وقطع لصلة السائد, وترتيب ايقوني معلوم, ومرتبط الى حد كبير, بالبنى الفكرية المؤسسة لدى الشاعر مراد السوداني.
اشارات النرجس: هل تمنحنا جواز المرور الى التملي البائس, او الىاساءة, نفقد فيها بوصلة العبور؟ فهذا وذاك خطوة تمرين لجوال قادم, مدجج بهفوة التعثر,واطاحة الدال المنزلق, والمزهو بولعه الجانح, لعتمة السياق, ونوره المبهر والخاطف,هل يرسل اشاراته الخارجة على سطوة المعرفة وسيطرة الذات النرجسية العارفة كما يؤول من الداخل.

وانا احدق في اشاراتي
فتنخطف البصيرة والبصر ويتيه ذهني في عماء واسع.

بالرغم من انها مبثوثة .حيثما التفت ,اوحيث يلتفت الى مجاورة معنى, قد يلتقطه السياق.... واقرب الى مهماز يخز الجسد الحي فيوقظنا المه.

الإشارات هدهد بوابة الغيب
وباصرتان تضيئان ما لا يرى
الإشارات روح المكان .

الكلام الوارف ليس نسخاً اركيولوجيا, او طبقة حفر, كفص الثوم مثلا ,ندركه من رائحته...... وانما اقتراب من منطق التدرج, ومقايضة القابض على مخيلة الفأرة .

النص الأول .. وانا احدق في اشاراتي
فتنخطف البصيرة والبصر ويتيه........
هيمنة حقيقية, وعقدة ذنب قابضة, وقامعة لذهنية عابر هذه السطور, وممارسة الدال المنزلق لسطوته الشوكية الواخزة .

بالشعر ثقفت اللسان على مسن الحرب
دوزنت الكلام عاى غرار الأقدمين
فلينا حينا اذا رقت طيوري للغناء
او شيع القلب الحداء
يعد من صلد المطالع
حيث شق الشاعر العربي
بطن الصخر

يكتب الشاعر سيرته المستلقية, علىمنابع الرفد, والذهاب بالفطرة الى ماسطره الأسلاف, وتفيئوا فيه .
اهي اذن السخونة المرتعشة والقادمة ؟ التي تحمل نبأ فرادة شعرية, تمتح بريقها من التواصل المختلف .السوداني ينفخ في نار التجريب , يوضب المهمش والذائب, ويرتب افقاً شعرياً, يزاوج ما بين الرفات التراثي, والإستعارة السائرة .
ليست هي المرة الأولى ــ التي اقرع التجلي المتعمق عند مراد السوداني والمرتكب دغل الشائك ـــ فقد تلاقينا في ضيوف النار الدائمون ــ مع طيب الإقامة لهم ــ .
لله در البياض, كم تحمل انبساط الدالات ومدها الرصاصي ، كم تحمل شغب الإنزياحات المتراكمة , وعنفها الصارم ... لله در المتعجل على باب المدلول, كم سيرث من انتظارات عابثة.... وترقب زخات من مطر المعنى, تهطل عليه.
او كما قال ......

اشارات النرجس ويليه رغبوت : مراد السوداني – شعر ــ دار الزاهرة للنشر والتوزيع (بيت الشعر)
رام الله ــ فلسطين 2002

[email protected]



#محمد_مدحت_اسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخ السارد وصفاته المحسنة
- مفيد دويكات العائد الى البياض


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد مدحت اسعد - اشارات النرجس : عبور الى القول القصي