أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - سورية ...ماذا ينتظرها؟!.















المزيد.....

سورية ...ماذا ينتظرها؟!.


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2051 - 2007 / 9 / 27 - 08:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مابين انتهاك الأجواء الوطنية السورية المتكرر صباح مساء , ومابين انتهاك النظام كرامة المواطن السوري المستمر ,ومابين تناقضات الوضع المعاشي والأمني والسياسي المهينة في سورية , ومابين طقوس الفساد التي ترخي بظلالها على حياة الناس بكل جزئياتها ومفراداتها, ومابين عطالة النظام السياسية والوطنية التي طالت الدولة كمؤسسة جامعة للمواطنين ,ومابين عطالة جهازالنظام وقصوره وفشله في الدفاع عن الكرامة الوطنية والسيادة , ومابين عطالة الأجهزة التنفيذية الأساسية القائمة عليها بقايا الدولة السورية , ومابين عطالة وتعطيل آليات المجتمع المدني والحقوق إنساني والثقافي , ومابين عطالة قوى التغيير ودورانها في شباك مساجلة النظام وعجزها عن إحداث اختراق سياسي يشد الحالة العامة المشلولة في البلاد , ومابين وصفية أكثرية المثقفين والمفكرين السوريين وبعدهم عن هموم الشارع السوري ودورانهم في جزئيات حقوقية وسياسية وثقافية ليست من محددات أزمة الشعب الأساسية , ومابين وضع إقليمي خطير منفجر ومتشظي عشوائياً في كل الإتجاهات , ومابين وضع دولي يعطي "الحلول " بالقطارة لتعمي بدل أن تشفي , جرعات مدوزنة لمنطقة فقدت دورها بمعية رؤساء فاقدي الشرعية الوطنية والسياسية وفاقدي قدرتهم على المشاركة ولو بقدر يسير بحلول تنتشل البلاد والعباد من حالة اليأس والإحباط والهامشية , وكل مافي وسعهم عمله هو التسول والإنتظار على بوابات القرارات الدولية التي تفعل فعلها في المنطقة تخريباً طولاً وعرضاً , ومابين حالة صمت مذل للنظام عن كل مايعيشه الشعب وعن كل مايجري من مآسي على مستوى سورية الداخلي والخراب الإقليمي وعنجهية بدون رادع حيث تدق طبول حروب أخرى ينساق إليها النظام مكابراً بتهافته وسكوته عن تقديم التوضيحات الضرورية للمواطنين واستمرار تغييب الحقيقة عن الشعب , وعلى خطى استمرار النظام بتعنته وتشبثه بسياسته الفاشلة داخلياً وعربياً وإقليمياً , هو بهذا الشكل أو ذاك يشارك مباشرةً بدفع سورية نحو الهاوية ,نحو الإنهيار الذي بات آخر محطة في قطار النظام الذي يتحرك بفوضى تعم المنطقة هي الأخرى , مابين كل هذا وذاك يكبر الخوف والقلق من تكرار المشهد المر المأساوي لإنهيار الدولة السورية ,والنظام لازال يتفرج ويهذي ويصمت على الكثير من الإنذارات المتناقضة, بعضها تحذيرية بحجم الكارثة يطلقها الشعب السوري,وبعضها تخريبية يطلقها أصحاب المشاريع التي تريد تحطيم الدولة عبر هذا النظام المتهالك المكابر الفاقد للمسؤولية , حيث ترى في ضعفه وبؤسه العبٌارة التي توصلها إلى العبث باسس المجتمع الداخلية وكيان الدولة السورية التي أوهنها النظام السوري بشكل لاسابق له.

مابين هذا وذاك , ودمشق المخنوقة من نظامها وأزماتها الداخلية التي أفرزها نظام فاسد شاذ ليس له شبيه في العالم , متماسك بفساده وقمعه وولاءاته ,ومهما زيفها وغطاها بمنظومة من الشعارات السياسية والوطنية والتحريرية ,هي بمحصلتها العامة أوصلت الشعب السوري إلى الحضيض , معاشياً وحقوقياً وإنسانياً وسياسياً ,والأخطر منها هو ماتنتجه مثل هذه الحالة من إضعاف قدرته على الصمود في وجه أية هزة خارجية مغيباً عنها ومهمشاً فيها ومجروراً إليها ,وغير عالم بمفرداتها وأولوياتها ونهاياتها وأهدافها في آخر المطاف ,غني عن القول أن حجم القمع ومصادرة الحريات والتجويع والتركيع والإقصاء وإبعاد وتهميش الشعب وحصار مفكريه ومثقفيه وسياسييه وإصلاحييه عبر عشرات السنوات , قد كسر الإرادة الوطنية وأفرز حالة آنية مخيفة من الوهن العام وهي جد خطيرة ومقلقة في الظروف الراهنة , حالةإستقرار غياب المشاركة في الحياة العامة ويخشى أن تكون كذلك حتى في حالة حصول مانتمنى أن لايحصل.

يبقى بعض المخرج من هذه الحالة النفسية السلبية والمعاشية الخانقة اليومية والضعف المهينة التي يستمر النظام فيها بحصار الشعب ضمن محدداتها واحتمالاتها وسراديبها, عازفاً على الخراب الذي يتناثر والدماء التي تسيل على الساحة الإقليمية , ومبشراً بها في حالة نقده أو رفضه أو محاولة إيجاد البديل الديموقراطي القادر في ظروف سورية الداخلية الراهنة من الحفاظ على السلم الأهلي والروابط الوطنية التي تحفظ كيان الدولة ووحدة المجتمع من التمزق والإنهيار , يبقى المخرج أو بعضه الذي يشكل عملاً إسعافياً وطنياً وأخلاقياً للمعارضة السورية بكافة فصائلها التي تتبنى خيارالتغيير الوطني الديموقراطي أن تقوم به على وجه السرعة بوحدتها تحت المطلب الديموقراطي والتحرك لحماية الدولة والسيادة بأن تخطو خطوات عملية جديدة تلامس الجرح العام وبخطاب يتجاوب معها الشعب السوري , خطوة جديدة عملية تتجاوز وصف النظام الذي لايوصف , إذ هو لضحالته وسوءه أصبح صندوقاً عجيباً يخبئ في داخله أصنافاً من الفساد والقمع وعدم المسؤولية بمالا يحصى ومالا يخطر على بال عتاة الفساد والديكتاتورية في كل العصور , وعليها أيضاً تجاوز وصف مايحدث في المحيط الإقليمي لسورية , والقرب أكثر من حقيقة المشكلة الوطنية بخطاب ميداني مفهوم ومحدد بسقف زمني والإبتعاد عن الإملاء والإنشاء , فظروف النظام ومعه سورية أصبحت واضحة وقد وصلت حد البغاء!.. عليها أن تقترب أكثر من الشارع والبيت والسجن والشباب والكبير والصغير ولقمة عيش الشعب التي أصبحت مغموسة بالذل والإهانة بشكل لم يعرفه الشعب السوري في تاريخه كله .

لم تعد النصائح مجدية ولم يعد الوصف والتحليل مجدي , ولم تعد البيانات والخطابات اللفظية تحرك الناس , ولم يعد تكرار الكلام وحده يشبع فقيراً أو يحرر سجيناً أو يحمي وطناً أو يعطي أمناً أو حتى يهز نظاماً , فلابد من حسم القرار السياسي على مستويين داخلي وخارجي , باتجاه الخروج من الدائرة التي هي فيها , باتجاه خلق بدائل وطنية حقيقية لها سند وظهر وليست يتيمة , مصدرها الأساسي هو واقع الشعب السوري نفسه وإظهار قدرة وديناميكية على صياغته سياسياً بشكل يتبناه الشعب ويحميه ويرتبط به ويأخذه مطلباً ودليلاً , باتجاه خيارات عملية قادرة على تحريك سكون الحياة العامة وركودها واستكانتها تحت مطرقة القمع والخوف والجوع وهذيان الصمود والرد المناسب في الزمن المناسب الذي أضاعت عمرها الأجيال ولم تحن المناسبة بعد , خيارات جامعة قادرةعلى تعبئة الشعب كله في مواجهة وضعه المتردي الذي يمثله النظام ,خيارات وبرامج عملية يشارك هو في إنتاجها, تشده ويتفاعل معها ويشعر أنها أمانه وكرامته وإنسانيته ووحدته ومستقبله وتقويته لدفع فاتورة خلاصه مرةً واحدة ً .

د.نصر حسن



#نصر_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهة الخلاص تدق الأجراس
- دمشق : بين ربيع المعارضة وشتاء النظام !(1-2)
- هل لبنان بحاجة إلى -جنرال -؟!.
- إلى أين تتدحرج كرة النار في الشرق الأوسط؟!(2-2)
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟(7-8) / قبرصة القضية الفلس ...
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟ (6-8) المساومة على القضية ...
- الحلف السوري الإيراني إلى أين يدفع المنطقة ؟!
- النظام السوري من مصادرة الحرية غلى انتهاك حق الحياة!
- نظرة في الدين والقومية والمعاصرة (2-4)
- صح النوم ياحكومة..دمشق غارقة في الظلام!
- الديموقراطية بين السجال النخبوي والتشويه السلطوي !
- نظرة في القومية والدين والمعاصرة (1).
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟(2) / بشار أسد وبناء النظا ...
- ماهي خيارات السياسة الأمركية تجاه النظام السوري ؟
- سورية في الولاية الثانية إلى أين ؟!سراب الإصلاح الداخلي !
- ماذا تعني عربياً : الديموقراطية في تركيا؟!
- كيف سيلعب بشار أسد في الشوط الثاني ؟!.
- حرب تموز 2006..لازال لبنان فيها!
- ماذا يحدث في سورية , واين هي الدولة ؟! 2
- ماذا يحدث في سورية . واين هي (الدولة )؟!.


المزيد.....




- تقرير: أمريكا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كشفت تقييمهم ...
- ماكرون يؤكد في مكالمة مع الرئيس الإيراني على ضرورة العودة إل ...
- إيران تنفي تهديد الوكالة الذرية وتشكك في مصداقية ترامب بشأن ...
- تصاعد هجمات المستوطنين بالضفة وجيش الاحتلال يعتقل العشرات
- -إثبات الوفاة- معاناة قانونية وإنسانية تؤرّق ذوي الشهداء وال ...
- الزرشك نكهة لاذعة وفوائد مذهلة.. كنز أحمر في مطبخك
- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - سورية ...ماذا ينتظرها؟!.