اغلاق جامعة كليمنت سانت في اقليم كردستان اجحاف بحق الطلبة الدارسين

عبدالله مشختى

الحوار المتمدن-العدد: 2050 - 2007 / 9 / 26 - 05:55
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

صدر مؤخرا توجيهات او تصريحات من قبل وزارة التعليم العالى في كردستان العراق باغلاق مكاتب جامعة كليمنت سانت البريطانية والتى يدرس فيها منذ عام 2005 حوالى 2500 طالب في حوالى 23 اختصاصا من درجات البكالوريوس والدبلوم العالى والماجستير والدكتوراه وجاءت هذه الاوامر دون الاستناد إلى منطلقات قانونية ودون النظر في الخسارة التى تمنى بها عدد كبير من الطلبة الكردستانيين والذين امضوا سنوات في البحث والاعداد وانتقلوا من مرحلة إلى اخرى بقصد نيل العلم والشهادة التى حرموا منها ابان فترات شبابهم وحالت الظروف انذاك لهؤلاء الطلبة في تكملة دراساتهم في ظل نظام صدام حسين اما بسبب هروبهم من الموت على يد النظام بسبب عملهم النضالى او فكرهم القومى والذين رفضوا إن يكونوا بمثابة مرتزقة واذيال للنظام فانضموا إلى صفوف الثوار في ثورتى ايلول الكبرى وايار الوطنية وحرموا من متابعة دراساتهم .
وبعد زوال النظام ومجئ هذه الجامعة إلى كردستان انفتحت الافاق والامل للعديد من هولاء الطلبة والذين كانوا في صفوف الثورة الكردية لسنوات طوال في إن يعوضوا عليهم ما فاتهم من سنوات وما حرموا منها ابان العهد القديم ، ولكن للاسف تفاجأ هؤلاء الطلبة بهذا القرار المجحف بحقهم باغلاق مكاتب الجامعة المذكورة في اقليم كردستان وحرمان 2500 من طلبتها من مواصلة الدراسة علما وبالاستناد إلى الوثائق المتوفرة كانت هناك اتفاقية اكاديمية بين هذه الجامعة وجامعة صلاح الدين في اربيل منذ 2005 وكانت مدتها سارية المفعول إلى نهاية عام 2008 فلا ندرى من اين جاءت هذه الفكرة وكيف ومن جانب واحد ولم تكن هناك مسوغات قانونية تبرر قرار وزارة التعليم العالى في اقليم كردستان .
والسؤال الان ما ذنب 2500 من ابناء كردستان في إن يحرموا من دراساتهم وهم في مراحل دراسية مختلفة وماذا سيكون مصيرهم الدراسى ام إن الجهات المعنية بالقرار لم تفكر في هذا الامر او انهم لايبالون لامر هذا العدد من الطلبة ويتركوا كل تعبهم وجهدهم تذهب سدى عدا الخسارة المادية والتى حاول البعض منهم إن يقتصد على حساب اهله وعائلته كى يتمكن إن يدفع اقساط الجامعة لتلك السنوات التى مرت ؟ !!!!! إولو كانت الجامعة غير شرعية كانت لهم الحق في اتخاذ اى قرار يرونه مناسبا ولكن هناك اتفاقية وكان هناك لقاءات تفاهم بين الجامعة ومسؤولى الوزارة وغيرهم من المسؤولين الحكوميين . وللحق يقال بان برامج ومناهج الجامعة هى عصرية وجديدة واكاديمية وعلمية وتواكب العصرنة فلا ندرى لماذا هذا القرار بحق مجموعة كبيرة من المثقفين والشباب إن الكثيرين من هؤلاء الطلبة لم يكونوا ليدرسوا من اجل التعيين واستلام المراكز والدرجات الوظيفية بل كان همهم الحصول على الشهادات والاستمرار في التزود من منهل العلم الحديث والذى امسى اهم من الكثير من المقتنيات الشخصية الاخرى ، إن وزارة التعليم العالى ستحمل اثما كبيرا في هذه النظرة لان تحريم هذا العدد من الطلبة من الدراسة هو بحد ذاته تجاوز على حق اساسى من حقوقهم وهو التزود بالعلم والمعرفة او فالتبادر الجامعة إلى فتح ابواب جامعاتها في كردستان لاى راغب في الدراسة فيها بغض النظر عن الاعمار وسنوات الترك المتابعة الدراسية إن حجب حق التعلم من اى إنسان هو مناف لابسط الحقوق والحريات الفردية وخاصة ونحن نعيش في عصر العولمة والانفتاح الثقافى والحضارى على الشعوب واختلاط الثقافات والحضارات .
ارى من العدل والانصاف وتبعا لكل الحقوق والحريات الاساسية والانسانية إن تبادر الوزارة إلى مراجعة قرارها بهذا الشأن وان تولى الجانب العلمى والاكاديمى لهذه الجامعة العناية والبحث والدراسة من اجل إن تتقدم اكثر لانها ظاهرة حضارية وان تحاسب في هذا المجال إن كانت هناك ما يفيد با الجامعة هى بالضد من توجهات واهداف العملية التربوية والاكاديمية في كردستان وان تتعامل معها بنفس معاملتها للجامعات الاهلية والمسائية العاملة في كردستان ، ومما لمسناه من خلال السنوات المنصرمة من تعاملنا مع هذه الجامعة بانها كاية جامعة اخرى بل وقد تتفوق بعض الجامعات من ناحية ابحاثها ومناهجها وجدية تعليماتها الامتحانية ودقتها فاذا كان الهدف منها إن تزداد نسبة المتقدمين للجامعات الاهلية والمسائية في كردستان والخوف من إن هذه الجامعة بان الطلبة قد بدؤا بالتوجه اليها باعداد كبيرة فلتكن هناك منافسة بينها وبين الجامعات الاخرى الاهلية في كردستان وستكون النتيجة النهائية للاقوم والاصلح ام اننا لا ناخذ هذه المعايير بمأخذ الجد.
في حالة اغلاق هذه الجامعة في كردستان فعلى حكومة اقليم كردستان ووزارة التعليم العالى بالذات إن تبادر إلى تعويض جميع الطلبة المتضررين ماديا ومعنويا بان تجد لهم البديل كى يتمكنوا من مواصلة دراساتهم واكمالها والا فان ذلك سيؤدى إلى حدوث مشاكل كثيرة وخاصة للطلبة من حيث الوقع النفسى اضافة إلى ضمور الامكانيات والابداعات الخلاقة لدى قسم غير قليل من الشعب الكردستانى نتيجة ردود الافعال النفسية لهؤلاء وكذلك لعوائلهم والمحيطين بهم وفقدان المصداقية بالكثير من المؤسسات المستقبلية التى قد تتواجد وتفتح في الساحة الكردسانية مستقبلا .

#عبدالله_مشختى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات