أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفائيل تاسيلي - إعجاز أم قلة حياء؟














المزيد.....

إعجاز أم قلة حياء؟


رفائيل تاسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2050 - 2007 / 9 / 26 - 03:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أتساءل أحيانا وأنا أقرأ سخافات و ادعاءات بعض الدراويش والحمقى الذين يفضلون غرس رؤوسهم في رمال السماء وهم يتحدثون عن تلك الأسطورة السخيفة التي يسمونها "الإعجاز" فيما إذا كان هؤلاء الناس قد صادفو في سبل الحياة ولو مرة شيئا اسمه الحياء؟

قلة حياء هؤلاء الناس ليست فقط في كذبهم على أنفسهم وعلى كل اولئك الذين يحلمون بالانتقام من شقائهم واستبداله نعيما أبديا في جنات أحلامهم، قلة حياء هؤلاء الناس ليست في إهدار حياتهم في خدمة الكذب وتمجيده، فتلك حياتهم وهم أعلم فيما يفنونها، قلة حياء هؤلاء الناس هي بالأحرى في سطوهم على إنجازات غيرهم، تلك الإنجازات التي دفع أصحابها ثمنا لها لم يكن هؤلاء ليدفعوه ولم تكن أنفسهم الصغيرة لترضى بدفعه، لأن الثمن لم يكن شيئا آخر غير حياة أولئك المبدعين الذين تصغر كل العظائم والتضحيات في أعينهم مقابل تحقيق أهدافهم في خدمة البشرية لا في خدمة الآلهة الغبية .

حينما تستمع لأحد هؤلاء الدراويش وهو يتحدث عن إعجازه الذي لم يترك من جانب في الحياة الا وكان له فيه صولة، تترائ لك الدنيا وكأنها أحجية غامضة لن تجد لها من تفسير الا عند خدام الكذب وتجاره من الطامعين في العيش وراء جيفهم ليشبعو نهمهم وشهواتهم الجائعة في التمرغ في وحل الأجساد المتصببة عرقا منتنا ككل ما تنتجه الأجساد المسكونة بالشهوات البهيمية ،ولو كان هؤلاء الناس يستحون لكفو ألسنتهم عن الثرثرة وتلويث عقول البائسين والمقهورين بتلك السموم التي تصنعها عقولهم المتخمة بالتذلل والإنكسار لآلهة جنونهم ، ولكن هيهات ! ...إن هؤلاء قد أوجدو لهم حرفة يقتاتون منها كما تقتات الديدان من الجيف، وحرفتهم هي صناعة الكذب وتأليهه، حرفتهم هي المتاجرة في الأوهام وبيع العقاقير المنومة للمقهورين الذين لم يعلم الله بعد بوجودهم، حرفتهم هي صناعة الأغلال المقدسة لتكبيل العبيد ودفعهم الى خدمة الآلهة التي أوجدها خوفهم ورعبهم من الفناء ، حرفتهم هي تشييد الأقبية التي لا يلجها النور، الأقبية التي تشهد في كل يوم ميلاد إله جديد، إله جبان،إله يترفع عن تلطيخ أقدامه بغبار الأزقة التي يرتادها البائسين والعبيد، حرفتهم هي نفخ ضفدع الكذب الذي ورثوه عن أجدادهم ليطاول السماء ويعكر صمتها بنقنقته الركيكة.

عندي إعجاز...هكذا قال الدرويش المتلحف بالزيف، ذالك الدرويش الذي يلبس ساعة ألمانية ونظارة فرنسية ويملك سيارة ايطالية وقلما سويديا، ذالك الشيخ الذي يشتري الملابس الداخلية لزوجته من أجود ماصنعته أيادي الكفرة والملحدين، ذالك القزم الذي ينشر ما يجود به عقله البائر على جهاز ابتكرته عقول الكفرة الأمريكان، يخاطب قطيعا من نعاج عمياء ويقول رافعا صوته كمن أحاط بالحق كله: عندي إعجاز !
وأين الإنجاز يا درويشنا الموقر؟ أين ماقدمته أنت وأمثالك للبشرية من إنجازات تشهد لإعجازك وتؤيده؟ أين مصانعكم ومخابركم ومعاهدكم التي تنتج ولا تُعجز؟ أين إلهك ذي الطول والحول ليمدك بإرادة الإنجاز كما أمدك بالإعجاز؟
الصمت حكمة، وياليت هؤلاء صامو عن الكلام بدل تعذيب بطونهم بمنع الطعام عنها، ولكنهم ما أوجدو الجوع المقدس إلا لأنهم من الذين يؤمنون بأن البطن هي الحياة وأن تجويعها هو أعظم ما يمكن للإنسان الصبر عليه، وهي ذي حكمتهم تتجلى على موائدهم، وماعساك تنتظر ممن يُجيع بطنه ظانا بأن جوع البطن أسمى من جوع العقل؟ في عقول مثل هؤلاء الناس فقط يوجد الإعجاز، لأنهم تعلمو الكثير إلا الحياء.

وإلى أن يصمت الدراويش و أهل الإعجاز، ستبقى هذه الأمة نائمة حالمة، غافلة مُستغفلة، حتى يصمت الكذب وأهله ويتكلم أهل الإنجاز.



#رفائيل_تاسيلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صُناع التفاهة
- الإسلام الحقيقي!
- حروف سوداء


المزيد.....




- ما دلالات تسمية بابا الفاتيكان الجديد -لاوُنْ- الرابع عشر؟ ا ...
- من صناديق الاقتراع إلى الفاتيكان.. البابا ليو الرابع عشر وتو ...
- ماما جابت بيبي.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد نايل سات ...
- تونس: زيارة معبد الغريبة ستقتصر على اليهود المقيمين في البل ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد وكيفية ضبطه لتسلية أطفالك
- لأول مرة في الدنمارك: محاكمة متهمين بتدنيس المصحف
- ما الذي ميز القداس الأول للبابا الجديد في الفاتيكان؟
- كيف تابع مسيحيو الأراضي الفلسطينية القداس الأول للبابا الجدي ...
- الفاتيكان يحدد موعد قداس تنصيب البابا لاوُن الرابع عشر رسميا ...
- غارديان: ميتا تحجب صفحة إسلامية كبرى في الهند


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفائيل تاسيلي - إعجاز أم قلة حياء؟