أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفائيل تاسيلي - الإسلام الحقيقي!













المزيد.....

الإسلام الحقيقي!


رفائيل تاسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2030 - 2007 / 9 / 6 - 10:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في حوار لي مع أحد الاساتذة الجامعيين منذايام قليلة خلت، وحيث أن حديثنا كان عفويا وغير موجه مني او منه، دخلنا دونما ارادة منا في الحديث حول نظرة الغرب للاسلام والمسلمين فقال الأستاذ:
لقد سودت الجماعات الاسلامية المتطرفة صورة الاسلام بشكل كبير وأصبح من الصعب على المجتمعات الغربية تجاهل تلك الصورة القاتمة والزائفة التي حملوها عنا بسبب أفراد لا يمتون للإسلام بأي صلة، ولو كانو يعرفون الاسلام الحقيقي لما كانو ليحكمو عليه من خلال تصرفات طائشة لبعض المارقين عن القانون وتعاليم الاسلام السمحاء.
توقف الاستاذ للحظة ثم أضاف: هل من المعقول أن يأمر الاسلام أتباعه بالقتل والتنكيل بالجثث وقطع الرؤوس كما تفعل الجماعات الشريرة المنتسبة والمنسوبة الى الاسلام زورا وبهتانا؟
وأضاف مرة أخرى في لغة كانت حدتها تزداد مع ازدياد صمتي العميق،-: لو كانو يعرفون الاسلام الحقيقي لما تأخرو للحظة في الدخول فيه، ولكننا مسؤولون بالدرجة الاولى عن عدم التعريف بديننا وتعاليمه السماوية المبنية على المحبة والتآخي ونبذ العنف.
لم أكن أريد أن أقطع على الرجل أفكاره ولا زعزعة إيمانه الراسخ بسماحة معتقده، وهو ما جعلني أصغي اليه دون إبداء اي رغبة في مخالفة رأيه الذي لم يخرج للأسف الشديد عن كل مانعرفه من آراء المسلمين حول سماحة دينهم وسمو تعاليمه، وعقدت العزم في قرارة نفسي على أن لا أقاطعه حتى يقول كل ماعنده، وأستمعت الى بقية حديثه وكأني أستمع الى احدى الاغاني التي أحفظها عن ظهر قلب، لأني وكما أسلفت، متعود على سماع مثل هذا الكلام الذي يتردد على ألسنة المسلمين خاصة وعوام بمناسبة أو بغير مناسبة، وحينما أحسست بأن أستاذنا قد أفرغ مافي جعبته وأتى على ماعنده من أفكار أصبحت بالية لكثرة ما لاكتها الألسن، رأيت أن أسمعه ماعندي من أفكار كنت أعلم بأنه سيستهجنها "على أقل تقدير" نظرا لتلك الحماسة الزائدة التي كانت تترجمها تقاسيم وجهه وحركات جسده وهو يدافع عن الاسلام مصورا إياه على أنه خروف بريئ يراه الحاقدون والمتآمرون ذئبا يقتل ليعيش، وبادرته قائلا:
الحق أن المجتمعات الغربية بصفة عامة لا تعرف شيئا ذي بال عن حقيقة الاسلام وجوهره، ولو كانت تعرف الاسلام الحقيقي لكان تصرفها مغايرا تماما لما هو عليه الآن، بل والحق ايضا أن أغلب الشعوب الاسلامية لا تعرف الشيئ الكثير عن الاسلام، مع اختلاف اسباب جهل المجتمعات الغربية للإسلام وجهل المجتمعات الاسلامية له، إذ أن البعد الجغرافي والاختلاف في الثقافات وتحرر الغرب من سلطة الدين منذ قرون كانت الاسباب الرئيسية في جهل تلك المجتمعات للاسلام وحقيقته، بينما تكون الامية والفقر واللهث وراء لقمة العيش من أهم الاسباب التي تجعل الشعوب الاسلامية في غالبيتها لا تكاد تعرف من الاسلام الا الفاتحة والمعوذتين، أما جوهر الاسلام وحقيقته فمعرفتهما مقصورة على الشيوخ والفقهاء والاْئمة الذين يتكفلون بحفظ وتوريث العقيدة الاسلامية للأجيال الصاعدة جاعلين همهم الاكبر هو التعريف فقط بالجوانب التي يرونها ايجابية في الدين، أما الجوانب التي من شأنها أن تتنافر مع القيم الانسانية فيبقى نقاشها حكرا على المتفقهين في الدين بعيدا عن أسماع العامة من الناس.
فالاسلام يا سيدي الفاضل لا يرى في الآخر الا عدوا يجب، إما قتله إن هو رفض الاستسلام "المعنى الوحيد لكلمة اسلام" أو احتقاره وجعل شتمه وعدم موالاته أو حتى إلقاء السلام عليه واجبا دينيا مقدسا يتوجب على المسلم "الحقيقي" أن يلتزم بتأديته على أكمل وجه إذا لم يمتلك المقدرة على قتل غير المسلم، بل إن رسول الإسلام يأمر أتباعه بتضييق الطريق على اليهود والنصارى احتقارا لهم، (لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه) (حديث صحيح رواه أحمد ومسلم وغيرهما) فهل بعد مثل هذا الحديث يمكننا أن نتحدث عن سماحة الاسلام وسموه يا أستاذ؟
هل من المعقول أن نسمي صاحب هذه التعاليم بنبي الرحمة وينبوع الحنان كما يدعيه تجار الدجل والأوهام من مشيخة الاسلام؟
إن قائل مثل هذا العفن اللاإنساني لا يمكن أن يكون شخصا سويا وذو ضمير حي ونزيه، أما أن نقدس هذا الكلام وقائله ثم ندعي بأننا أصحاب دين متسامح وبريئ، فهذا يعني بأننا لم نصل بعد إلى درجة من الوعي تسمح لنا بالإعتراف بأننا نقدس الجريمة وننفق أعمارنا في خدمتها حتى لو كلفنا هذا معاداة كل البشرية. أو بالعكس من ذالك لا نملك الشجاعة الكافية لرؤية الحقيقة كما هي وبالتالي، الكذب على أنفسنا، وأقبح الكذب هو أن نرغم أنفسنا على الدفاع عن أفكار ظلامية إرهابية تتنافر مع طبيعتها الانسانية خوفا من إله تافه.
وليس هذا وحسب، بل إن القرآن يمنع ويحرم على المسلم موالاة أو موادة أهل الكتاب أو الكفار، وكل من لا يؤمن بمحمد فهو كافر" بغض النظر عن دينه، بل حتى لو لم يكن من أصحاب الديانات، ملحد أو لا ديني" فعلى المسلم أن لا يعامله الى على أنه نجس " إنما المشركون نجس" (سورة التوبة : 28) لا يحق للمسلم أن يبادره بالسلام أو أن يتنازل له عن وسط الطريق إكراما واحتراما له، لأن القرآن ينظر الى هؤلاء ببساطة على أنهم حيوانات لا يليق بالمسلم أن يعاملها على أنها بشر يستحق الاحترام كما هو مفروض على المسلم احترام اخوته في دينه، والقرآن صريح ايضا في وصف الكفار حيث يقول: ( ولقد ذرأنا لجنهم كثيراً من الجن والإنس، لهم قلوب لايفقهون بها ، ولهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم آذان لايسمعون بها، أولئك كالأنعام، بل هم أضل أولئك هم الغافلون) (الانعام 28) فهل هنالك أدنى شك في عنصرية هذا المعتقد وهمجيته التي تجعل الانسان المتحضر وهو يقرأ مثل هذه السخافة يتساءل فيما إذا كانت العقول التي تقدسها سليمة وتعمل بشكل طبيعي؟
حينما أكملت جملتي الأخيرة صمت للحظة، كنت أريد أن أقرأ فيها على وجه محاوري أثر وقع كلماتي على مسامعه، وكانت نظرته الهادئة وسكونه التام يوحيان لي بأن ثورة من شك وغضب تتقد في أعماقه، وصمت أحدهم ورغبته في سماع المزيد من الأفكار التي لا تتفق مع مخزونه الفكري دليل على أنه يفكر جيدا فيما يسمع، وهو ما دفعني الى مواصلة الحديث قائلا :بالنسبة لي، الاسلام هو الارهاب والارهاب هو الاسلام، الاسلام هو تحريض المسلمين على قتل كل الكفار وغزو، سلب، ونهب بلدان الغير واضطرار اهلها اما الى الإسلام وإما إلى دفع الجزية عن يد وهم صاغرون، ، "وهو مالا تفعله حتى أمريكا" والقرآن لا يتلعثم وهو يقول:
(قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزيه عن يد وهم صاغرون) (التوبة29)
وصف غير المسلمين بأقذر وأبشع الأوصاف وجعل شتمهم عبادة، وماعليك الا أن تستمع لما ينفثه مشيخة الدجل من سموم وأفكار مجرمة ولاإنسانية في عقول المسلمين في كل خطب الجمعة لتتأكد من صدق ما أقول.
ادعاء ملكية الحقيقة وتكذيب وتكفير كل الاديان الأخرى عدا الاسلام والسعي بكل الوسائل لنشره والتضييق بالمقابل وتجريم كل من يحاول أن يدعو الى فكر أو دين مخالف له، وتعمل اغلب البلدان الاسلامية على مراقبة موانئها ومطاراتها خشية دخول كتب أو مجلات مسيحية أو يهودية الى بلدانها، وينفق المسلمون بالمقابل أموال طائلة لنشر سخافاتهم في البلدان الغير اسلامية، بل ويتظاهرون ويملؤون الدنيا عويلا إذا ما حاولت تلك البلدان جعلهم يلتزمون بقوانينها العلمانية وهم ضيوف لديها، وهم في كل هذا لا يخالفون معتقدهم كما يحاول البعض ايهامنا، بل إنه لمن حسن الحظ أن أغلب المسلمين لا يعرفون ولا يطبقون الاسلام كما طبقه محمد وأصحابه، وإلا، لقلنا على الدنيا السلام.
الاسلام الحقيقي هو إسلام جرذان الطالبان، ابن لادن، الزرقاوي وغيرهم من الأوباش والقتله الذين يطبقون الاسلام بحذافيره، وكتب السير الاسلامية تروي لنا بالتفصيل كيف تعامل محمد مع معارضيه وكيف ذبحهم واحدا تلو الآخر بلا رحمة ولا شفقه، ويكفي النزيه وصاحب الضمير السليم والفكر الحر المحايد أن يعرف بأن محمد نبي الرحمة اتخذ من السيف رمزا لرايته التي لا يزال بعض الهمج الذين يمثل لهم أي تغيير لما ورثوه من سخافات وتفاهات مقدسة إزعاجا لراحة إلههم السادي المجرم الذي يأمرهم ليس فقط بقتل الإنسان الغير مسلم، بل ويذهب في جنونه الى حد ألأمر بالتنكيل بجثتهم (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض. ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم. الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم واعلموا ان الله غفور رحيم) (المائدة 33) وإن كان صاحب هذا الكلام يعرف شيئا اسمه الإنسانية، المحبة، الشهامة أو التسامح فحري بنا أن نرمي عقولنا إلى القمامة، لأن مثل هذا الكلام لا مكان له غير المزابل، ولازلنا بشرا، ولا زلنا نؤمن بدين الإنسانية والتسامح والتعامل مع الإنسان على أسياس أنه إنسان بغض النظر عن دينه أو عرقه.
وهذا هو الإسلام الحقيقي الذي يمكن لكل قارئ أن يطلع على صفحاته الحمراء التي تحويها كتب المؤرخين المسلمين أنفسهم، وأن يداعب أحدهم أفعى يحسبها عصفورا بريئ هو كالذي يعتقد" بنية حسنة كما هو حال جل المسلمين" بأن دين محمد هو دين المحبة والتسامح والإنسانية.

الى هنا توقف حديثي مع أستاذنا الكريم، وأتفقنا بطلب منه أن نواصل الحديث في أقرب أجل، وإن كنت قد وافقت على طلبه فهو من باب الاكرام والاحترام لشخصه، لأني سئمت من الدخول في نقاشات عقيمة في كل مرة أتصادف فيها مع مسلم لا يعرف من الإسلام غير السجود البعدي والقبلي ثم لا يجد في نفسه حرجا من إلقاء محاضرة تطبيلية عن سماحة اللإسلام وسموه الكاذب على مسامع كل من يصغي إليه.



#رفائيل_تاسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروف سوداء


المزيد.....




- الشيخ قاسم: المقاومة الإسلامية فرضت قواعدها باستخدام الحد ال ...
- باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع لتعجيل ظهور المسي ...
- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفائيل تاسيلي - الإسلام الحقيقي!