أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حازم الحسوني - السيد مقتدى الصدر واللعبة السياسية















المزيد.....

السيد مقتدى الصدر واللعبة السياسية


حازم الحسوني

الحوار المتمدن-العدد: 629 - 2003 / 10 / 22 - 04:21
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



تطالعنا الساحة السياسية العراقية بين الحين والآخر بمفاجئةٍ جديدة , فهي حبلى بهذهِ المفاجأت وهذا مردهُ بطبيعة الحال , الى تعقد الظرف السياسي بعد أنهيار الدكتاتورية واحتلال العراق و الى ضعف ثقافة الحوار ومحاولة إلغاء الآخر وأستغلال العاطفة والسطحية في التفكير , وفي بعض الأحيان , سيادة ثقافة الأتكال والتعويل على المنقذ الفرد أيً كان , حيث هذا الفرد , كلي الفهم والحكمة والذكاء والمقدرة السياسية والأبداع   ألخ فلذلك يعول الكثير من المحبطين سياسياً وأجتماعياً وأقتصادياً على هذا المنقذ , فمن هنا خرج لنا السيد مقتدى الصدر بموقفهِ الجديد بتشكيل وزاراتهِ الجديدة وسعيهِ لأعلان حكومتهِ وأقامة دولة العز والكرامة كما يسميها , تنبذ الأرهاب وتحترم الحرية والديمقراطية كما يقول . لانريد ان نحكم على المفردات الأنشائية المنمقة هذهِ ولكن على الأفعال , وهنا لانريد ان نخوض أيضاً في ذكر ممارسات وتسلكات أتباع السيد في مدن وأقضية العراق المختلفة , فهيَ معروفة للعراقين ومحط تندر وأستنكار الكثيرين , ولكن وقفة بسيطة واحدة عند اقوال السيد مقتدى هيَ كافية للحكم على نمط التفكير المراد تسويقهُ , فقد قال في خطبة يوم الجمعة وفي مسجد الكوفة الموافق 17/ 5 " ان قوات الاحتلال لاتتمتع بأي سلطة شرعية , انا المتحدث باسم الشعب الشيعي , انا الوحيد المؤهل شرعاً لقيادة الشيعة " واضاف " بعض المدارس الدينية فتحت ابوابها بدون اذننا , نحن ونحن فقط لنا الحق باتخاذ القرار بالنسبة للموعد الذي يجب ان تفتح فيهِ "فعلى القارئ اللبيب ان يتمعن بلغة الأنا , التي تحمل بداخلها نزعة التسلط والهيمنة وإلغاء الآخر , وثم التصرف هو وأتباعهِ كما ولو ان  السلطة بأيديهم, فحتى إعطاء الأذن بفتح المدارس الدينية يجب ان تكون بأذنهم , وللقارئ أن يتصور (في حالة استلامهِ للسلطة ,ان قدر ذلك) ,كيف سيكون حال المخالفين لهُ في الرأي من أحزاب وصحف ومنظمات للمجتمع المدني   الخ فهل نحن امام دكتاتورية جديدة ؟وربما هذهِ المرة بعمامة سوداء او بيضاء لافرق ! .كيف يقنعنا بالحرية والديمقراطية الموعودة ونحن نسمع اقوالهِ وتصريحاتهِ بين فترة واخرى (ضرورة إلتزام المسلمين والمسيحين بالسلوك الأسلامي , كما جاء بالمؤتمر الصحفي في يوم 5/5 بعد صلات الجمعة , في مسجد الكوفة ) ونشاهد بنفس الوقت تصرفات أتباعهِ ؟ فهل من الحكمة , أعادة تجارب الآخرين الدموية وتكرار اعمال لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرالسيئة الصيت في ايران وافغانستان والسودان  الخ . من الضروري ان يرتقي المرء بتفكيرهِ وان يحترم خيارات موزايك المجتمع العراقي المتعدد القوميات والطوائف والاديان وأن يغلب مصلحة الوطن والشعب العراقي فوق أي أعتبار , فيبدو لي ان السيد مقتدى يتصرف بشكل عاطفي وباندفاع بعيد عن السياسة والمنطق في قراءة تعقيدات الوضع الداخلي والعربي والدولي , فكيف سيُدير وزاراتهِ وأين,ومن سيعترف بحكومتهِ  هذهِ فهل فكر بذلك ! ؟ .
يعيب السيد مقتدى على مجلس الحكم , كونهُ غير شرعي , هذا صحيح , أي بمعنى لم تجري انتخابات شرعية ولم يستفتى الشعب العراقي بذلك , وهذا شئ معروف ولم يأتي السيد بشئ جديد . مجلس الحكم لم يدعي يوماً , بانهُ جاء بأنتخابات وانه ُيمثل الشعب العراقي باجمعهِ , بل أكد جميع الذين انخرطوا بهِ , بأنهم يمثلوا قطاعات غير قليلة في المجتمع , وانهم تعاملوا مع الظرف السياسي المعقد بحكمة وواقعية نتيجة ظروف الاحتلال وسقوط الدكتاتورية وأنهيار الدولة ومؤوساتها , أضف الى هذا ان أغلب القوى السياسية التي دخلت المجلس لها باع طويل بمقارعة الكتاتورية الصدامية وقدمت المئات والآلاف من الشهداء وعانى ذويهم الويلات وُيتمت أطفالهمْ وُثكلت نسائهمْ , فلمَ المزاودة والضحك على عقول البسطاء وإسغلال مشاعرهم وعواطفهم الصادقة والنبيلة , فهل هناك عراقي وطني شريف يرضى بالاحتلال ؟ الجواب كلا قطعاً وثمَ من أعطى للسيد الشرعية ليتحدث بأسم الشيعة , أو بأسم الشعب العراقي , لأنهُ يدعي بأن حكومتهِ تمثل كل الشعب العراقي , فهو من حقهِ أن يقول مايشاء ويفكر بما يشاء لكن ليس من حقهِ ان يتحدث بأسم العراقين وليس هناك حق لأيٍ كان , ان يقوم بذلك قبل أجراء الأنتخابات الشرعية , فمجلس الحكم مؤقت ومهمتهِ تنتهي بأجراء الانتخابات . بتقديري كان الأحرى بالسيد مقتدى ( ان درك اللعبة السياسية , التي تتطلب المرونة والتفكير بعقلانية والبعيدة عن التهور والعاطفية , فهو مسؤول عن تيار سياسي ولهُ من الأتباع والمؤيدين) أن يمد يد العون للقوى السياسية التي دخلت المجلس وهي تصارع قوات الاحتلال سلمياً من أجل انتزاع الصلاحيات وأنهاء أزدواجية السلطة وأستتباب الأمن , وهل يدرك السيد بانهُ هناك قوى وأطراف عديدة داخلية وخارجية , تستسغل الظروف الحالية وتستسغل مواقفهِ لتمرير مأربها لكي تعقد الوضع الأمني وتضع العراقيل أمام عجلة عودة الحياة الطبيعية والاستقرار وإنهاء الاحتلال . أن أستغلال الظروف الحالية لتحقيق مآرب شخصية وخلق اصطفافات جديدة مبنية على هز المشاعر وددغدغة العواطف واستثمار المناسبات الدينية والتعكز على الأخطاء , أو المشاكل التي يواجهها مجلس الحكم مع الأدارة المدنية الأمريكية , هي غير كافية لأعطاء الشرعية التي يرغبها السيد مقتدى , فالشرعية تأتي بالأنتخابات الحرة وهذهِ لم تحصل لحد الآن .
أن أعلان السيد مقتدى عن نيتهِ باعلان حكومتهِ وتشكيل الوزارات في يوم 15 شعبان وثم تأجيلها الى أشعاراًَ آخر , يكون قد بعث برسالة خاطئة الى اطراف عديدة , فهو من جهة كشف عن رغبتهِ بقيادة الشعب العراقي دون أستشارتهِ , رغم أنهُ تحدث وقال " أذا خرجت مظاهرات بمليون أوخمسة أو عشرة مليون من العراقين ,وطالبت بهذهِ الحكومة , فهي شرعية, وشرعيتها اكبر من مجلس الحكم" ولكن للأسف لم تخرج هذهِ المظاهرات المليونية  كما تمنى السيد,  فبهذهِ الحالة تكون حكومتهِ غير شرعية أيضاً , لأنهُ لم يستجب لها العراقيون كما أراد,  فهل هذا درس وعبرة للسيد مقتدى وغيرهِ؟ من جهة اخرى أثار َالأعلان , الريبة والحذر عند الأطراف السياسية العراقية المختلفة وعند مكونات الشعب العراقي المختلفة ,  من القوميات والأديان والطوائف , بل وحتى عند ابناء الشيعة أنفسهم المختلفين معهُ في المرجع والنهج والتفكير(أحداث كربلاء المشؤومة ) .الرسالة الخاطئة الاخرى  كانت موجهَ الى قوات الاحتلال نفسها والتي لايروق لها ان ترى امتداداً ايرانياًَ في العراق , وهذهِ هي نفس المخاوف التي تراود الدول العربية وانظمتها وبقية دول العالم , فأي حكمة سياسية هذهِ وأي دوافع تقف وراء هذا الأعلان ربما ستجيب عنهُ الأيام .أخيراً دعوة صادقة الى السيد مقتدى الصدر , بالتروي وإدراك اللعبة السياسية جيداً وفهم موازين القوى الحالية وتعقيدات الوضع السياسي وتداخل المصالح الدولية وتعارضها مع بعض وأدراك المخاطر التي تحيط بالعراق أرضاً وشعباً , فالتاريخ والشعب العراقي سوف لن يرحم أو يغفر للذين أرتكبواالمجازر وأقاموا  المقابر الجماعية , ولن يسمح للذي يخطأ من جديد وتحت أي أسماً كان , بجر البلد الى دوامة جديدة من الأرباك, فإدراك وإستيعاب التنوع في المجتمع العراقي ,  ونبذ نزعة التسلط وأحترام تطلعات وأراء الأخرين ,ومراعاة حقوق الأنسان , ستكون بلاشك , أداة لأستقرار الوطن وأعادة ماخربتهُ الدكتاتورية والحروب وبناء الأنسان المُتفتح الجديد.
20-10-2003

 



#حازم_الحسوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حازم الحسوني - السيد مقتدى الصدر واللعبة السياسية