أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة السابعة















المزيد.....

محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة السابعة


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 628 - 2003 / 10 / 21 - 04:17
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



الاستعداد لليوم المعلوم

 

لقد خطط الإرهابيون لاستهداف جملة من المدن المغربية، و وفق تنظيم محكم يرمي بادئ الأمر إلى استقطاب المؤهلين ليكونوا انتحاريين و قنابل بشرية، و دالك عبر مراحل مدروسة ضمن مخطط عام.
و كانت أول خطوة هي تحديد الشرائح الاجتماعية و المواقع الجغرافية المناسبة للاستقطاب. و هكذا وقع الاختيار على قاطني الأحياء المهمشة من الشباب محدودي الثقافة و التكوين و التجربة في الحياة.
و من المعروف إن مثل هده الأحياء تتميز بانتشار الأمية و استفحال البطالة و شبه انعدام الأمن بين دروب و مسالك المساكن القصديرية.

و في أحد الأحياء "كاريان طوما" بحي سيدي مومن بالعاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية –مدينة الدار البيضاء- شرعت العناصر الأولى من الإرهابيين في عقد اللقاءات و الاجتماعات لا سيما في دكان عبد الرزاق الرتيوي الذي خصص حيزا من محله التجاري كمقر لالتقاء تلك العناصر و ملتقى للإرهابيين في غفلة من العيون.

و اقتصرت الاجتماعات في بداية الأمر على حفظ القرآن الكريم و الأحاديث النبوية و إقامة صلاة الجماعة في أوقاتها بانتظام و كان المستقطبون يتلقون دروسا يلقيها عليهم كل من عبد اللطيف أمرين و محمد مهني، كما كانوا يتبادلون الكتب و الأشرطة فيما بينهم.
و قد بدا الأمر عاديا و طبيعيا بين سكان الحي، شبان ملتزمون دينيا يجتمعون لحفظ كتاب الله و التفقه في الدين و هدا ما استحسنته أغلبيتهم.

و مما سهل تنفيذ خطة الإرهابيين أن علاقة الجوار كانت تجمع بين الأغلبية الساحقة للمستقطبين، و هدا ما ساهم في توفير الشروط المواتية لتشكيل خلايا بدت لدى سكان الحي مجرد علاقة جوار والتزام ديني بريء.

و كان العقل المدبر للخطة، مول السباط، لا يتردد على الحي طيلة المرحلة الأولى حفاظا على سرية النواة الأولى لمشروع الانتحاريين

لقد كان أغلب الانتحاريين الدين فجروا أنفسهم يوم الجمعة 16 مايو 2003 بالدار البيضاء يجتمعون بدكان عبد الرزاق الرتيوي، لاسيما بين صلاة المغرب و صلاة العشاء مرتين في الاسبوع على الأقل.
و كانت عملية استقطاب الشبان جارية في "كاريان طوما" بحي سيدي مومن بالدار البيضاء سارية على قدم و ساق، مستغلين توافدهم مسجد الحي. و لم تمضي أسابيع قليلة حتى وصل عدد المستقطبين 16 شابا في مقتبل العمر، تم تقسيمهم إلى أربع مجموعات تجتمع كل واحدة على حدة، و ضمت كل مجموعة خمسة أفراد في ربيع عمرهم و قد عثرت مصالح الأمن على مخطوط يحمل أكثر من ثلاثين اسما و من ضمنهم أسماء و ألقاب كل الانتحاريين المشاركين في أحداث الدار البيضاء الدامية.
و بعد هده المرحلة تطورت اجتماعات و لقاءات الإرهابيين، حيث بدأوا يستعملون الأشرطة السمعية و أشرطة الفيديو لبث ايديولوجية الموت و الدمار و الأفكار الإرهابية في صفوف المستقطبين و منها على وجه الخصوص "جحيم الروس" و شريط "عشاق الشهادة".

و هكذا يتبين أن الخطة تأسست مند البداية على استدراج المستقطبين لكمين الإرهاب من حيث لا يدرون و لا يشعرون.

فبالنسبة لانتحاري الدار البيضاء لم يكن أحد منهم يعلم بالرأس المدبر للتنظيم و أهدافه و من يرسم و يقرر و يعطي التوجيهات و من يمول الأنشطة، فكل ما كانوا يعلمونه أن يوسف الكوثري و عبد اللطيف أمرين كانا هما الشخصيتين البارزتين اللتان اضطلعتا بالتنسيق بين المجموعات. كما أن اسم السلفية الجهادية ظل مبهما و غامضا لديهم لم يسمعوا عنه إطلاقا رغم أنهم كانوا يعتبرون أعضاء نشيطين فيه.

و في مرحلة موالية بدأ استدعاء شيوخ السلفية الجهادية لإلقاء الدروس قصد تأكيد و تأصيل القناعات. و لمزيد من الاحتياطيات كانت تقام مناسبات، ظلت في غالب الأحيان وهمية أو مفتعلة، كحفلات الزفاف و العقيقة، لتغطية دعوة هؤلاء الشيوخ لنشر إيديولوجية الموت و الدمار تحت اسم الجهاد و تغيير المنكر. و طبعا كان الانتحاريون على الدوام من المدعوين الأوائل من حيث لا يدرون و هكذا توافد على الحي محمد الفيزازي و كدالك عبد الكريم الشادلي و عمر الحدوشي.

و بعد التشبع بأفكار المتطرفة و بأفكار التفكير على يد الشيوخ انتقل التنظيم في الخطوة الموالية إلى الاستعداد البدني ة الجسماني و هكذا كانوا يتوجهون إلى مناطق نائية، و بعيدة عن الأنظار، و يعتكفون لأيام بها قد تصل إلى شهر لخوض التداريب الرياضية التي تكلف بالسهر عليها رشد خليل، لا سيما تدريبهم على فنون الحرب و الدفاع عن النفس.
و بعد دلك بدأ الاستعداد الفعلي و النهائي في آخر لمساته للقيام بالعمليات الإرهابية.

و كان لابد من الحصول على المتفجرات، لدلك دأب محمد مهني و عاطل الطايع على التردد كثيرا على نوادي و مقاهي الانترنيت للبحث و التنقيب في مواقع الشبكة العنكبوتية للويب عن مواضيع و معلومات ذات علاقة بصنع المتفجرات و إعدادها. كما عملا على نسخ كل المعلومات المحصل عليها على قرص مغناطيسي مدمج لاستخراج منه ما يحتاجان من المعطيات لاحقا. و فعلا استخرجا منه المعلومات المطلوبة و كانت برمتها باللغة الإنجليزية    و تكلف عبد اللطيف بويقضان بترجمتها إتقانه للإنجليزية. إلا أن المجموعة لو توفق في استيعاب مضامينها، لا سيما فيما يخص طبيعة المواد اللازمة لصنع المتفجرات و الداخلة في تركيبتها و بعد اتضاح فشلهم في هدا الصدد اتصل عبد اللطيف بويقضان بأمير الجماعة عبد الحق بنتاصر "مول السباط" و اقترح عليه باستعمال قنينة غاز من الحجم الصغير فارغة يتم فتح مدخلها لإدخال سلكين كهربائيين ملحمين بمصباح صغير ثم إعادة تلحيم القنينة و ملئها بالغاز، و عند إيصال السلكين سيقع انفجار.

إلا انه لم تعتمد هده الطريقة، لن الانتحاريين توصلوا إلى صنع قنابل و متفجرات باستعمال مواد كيماوية متداولة في الأسواق المغربية و منتشرة الاستعمال في جملة من الحرف و القطاعات.
و مهما يكن من أمر، إن ما وقع بالدار البيضاء ليلة الجمعة 16 مايو 2003 اعتبر تحديا بالنسبة لكافة المغاربة و للنخبة المثقفة و الواعية. انه تحد سافر من طرف الجماعات الظلامية.

و قد صرح وزير العدل المغربي أن المسؤولين عن تنفيذ اعتداءات الدار البيضاء كانوا يهدفون إلى المس بأمن و سلامة المغرب معتبرا أن العامل الاقتصادي و الاجتماعي لا يمكن أن يكون مبررا للقيام بمثل هذه الأعمال. و قد وصف الاعتداءات بأنها تشكل أبهى صور الإرهاب بالكيفية التي نفذت بها.
و قد اتفق المغاربة قاطبة أن الهدف الأساسي من الأعمال الإجرامية التي شكلت الدار البيضاء مسرحا لها يوم الجمعة 16 مايو 2003 و التي كانت ستتبعها أخرى, هو المس بالسلم و الاستقرار و زعزعة الاختيارات المجمعية المبنية على الحداثة و الانفتاح على الثقافات و الحضارات و لزعزعة الصورة التي يحظى بها المغرب على الصعيد العالمي, علما أنها اختيارات و أنه مشروع مجتمعي لا رجعة فيه.

يتبع
إدريس ولد القابلة       
 



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة السادسة
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الخامسة
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الرابعة
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الثالثة
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الثانية
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الأولى
- المغرب و أوروبا في اطار منظور الشراكة الأورومتوسطية
- إشكالية الماء بالمغرب العربي
- الانتخابات بالمغرب كشفت التحالفات السياسية غير المنتظرة
- كيف يمكن للعرب التأثير على ساسة أمريكا
- العالم العربي اتفاقيات على ورق المجال الاقتصادي نموذجا
- المسار المغاربي ينتظر التفعيل
- حول مفهوم وحدة المدينة بالمغرب
- منطقة التجارة الحرة العربية وهم أم حقيقة ؟
- العرب والديمقراطية
- الشتواني عبد القادر بعد 25 سنة من الاحتجاز بتند وف لم بجن بو ...
- من أجل إعدام عقوبة الإعدام
- كلمات متناثرة
- كلمات من وراء القضبان 2
- كلمات من وراء القضبان 1


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة السابعة