أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - عودة إلى موضوع الحرب والنفط!!















المزيد.....

عودة إلى موضوع الحرب والنفط!!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21 - 10:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرتُ على مواقع الإنترنت يوم 17/9/2007 مقالاً بعنوان (هل كان إسقاط حكم البعث من أجل النفط؟) ناقشت فيه أن غرض أمريكا من شن الحرب على النظام البعثي الصدامي وإسقاطه لم يكن من أجل النفط، بل بسبب سعي صدام لامتلاك السلاح النووي وغيره من أسلحة الدمار الشامل، وما يشكله هذا التسلح من خطر على أمن المنطقة ومصالح أمريكا وتهديد للسلام العالمي. وعلمت فيما بعد أن بعض الصحف الأمريكية نشرت في نفس اليوم تقريراً عن صدور كتاب جديد لرئيس البنك الاحتياطي الأمريكي السابق ألن غرينسبان (Alan Greenspan)، أدعى كاتب التقرير أن المؤلف ذكر في كتابه "أن الحرب كانت من أجل النفط."

ورغم أني استلمت في بريدي الإلكتروني العديد من رسائل التأييد لمقالتي، إلا إنني في نفس الوقت استلمت رسائل من عدد من القراء يعارضونني في رأيي بشدة، مستشهدين بما جاء في كتاب السيد ألن غرينسبان "من شهادة لا تقبل الشك!!" حتى قال أحدهم في هذا الخصوص: " لم يخطر ببالي يوماً أن يظهر كاتب عراقي مؤيد لسياسة بوش أكثر من بوش نفسه!! ومن ألن غرينسبان". وبعث الكاتب رابطاً للتقرير عن الكتاب!!

في الحقيقة، أنا لست ضد تعددية الرأي، فالاختلاف في الرأي حق مشروع للجميع ومسألة صحية، فمن حقنا أن نختلف، ولكن في نفس الوقت من حقي أيضاً أن أوضح الأمر وخاصة فيما يتعلق بالتقرير عن كتاب السيد ألن غرينسبان وملابساته، وهل حقاً قال الرجل "أن الحرب كانت من أجل النفط" أم هي محاولة من كاتب التقرير في ليّ عنق الحقيقة لمد مناهضي الحرب على صدام حسين بجرعة منشطة!!

لقد تبين فيما بعد أن مؤلف الكتاب لم يذكر في كتابه "أن الحرب كانت من أجل النفط" كتعبير عن رأيه، بل قال أن هناك أناس يعتقدون كذلك. ونظراً لما حصل من سوء فهم والتباس حول هذا التعبير، أضطر ألن غرينسبان أن ينشر توضيحاً نشرته وكالة أنباء رويترز في نفس اليوم (17/9/2007) وكذلك في مقابلة مع صحيفة الـ (واشنطن بوست) جاء فيه: " انه نصح البيت الأبيض قبيل غزو العراق عام 2003 بضرورة إزاحة الرئيس العراقي السابق صدام حسين لضمان استمرار إمدادات النفط العالمية. وأنه "لا يقول إن النفط كان دافع إدارة الرئيس بوش لغزو العراق لكن إذا سألني شخص هل أنت سعيد بإزاحة صدام حسين من السلطة فسأقول له: بلا شك". وأضاف انه مثل الرئيس بوش كان يعتقد إنه كانت لدى النظام السابق في العراق أسلحة دمار شامل لأنه كان "يتصرف بطريقة مريبة جدا وبدا كأنه يحاول الحفاظ على أمر ما".(موقع بي بي سي العربية، عن واشنطن بوست 17/9/2007).

طبيعي أن هذه الأقوال من السيد غرينسبان تختلف تماماً عما نسب إليه من قول "أن الحرب كانت من أجل النفط." وكما جاء في تصريح لروبرت غيتس، وزير الدفاع الأمريكي، بهذا الخصوص في مقابلة له مع محطة ِABC التلفزيونية الأمريكية قائلاً: "لقد أعلن البعض أن النفط كان الدافع أيضا لحرب العراق الأولى بعد غزو العراق للكويت عام 1991 وهذا أمر غير صحيح". وأشار غيتس إلى أن الهدف من الإطاحة بصدام حسين تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج والتصدي للدول التي تسعى للحصول على أسلحة الدمار الشامل وللأنظمة القمعية". (نفس المصدر).

لكن هل نجحت هذه التصريحات والتوضيحات من مؤلف الكتاب، ووزير الدفاع، في تبديد الشكوك وإقناع أولئك الذين يتعلقون بتلابيب النفط كدافع رئيسي للحرب؟ بالتأكيد لا. لأن هذه القناعة أصبحت عند البعض كالإيمان بمعتقد ديني غير خاضع للمنطق، ومهما قدمنا من أدلة منطقية معقولة بخلاف معتقدهم. ولكن هذا لا يعني أن الجميع هم مع فكرة (الحرب من أجل النفط) بل هناك من يرون الحقيقة كما هي. وأذكر هنا مثالاً واحداً مما جاء في رسائل المؤيدين لمقالتي، حيث عبر أحدهم عن الحقيقة وبإيجاز شديد، فقال: "اتفق معك في كل حرف كتبته، ولو تعلم كم مناقشة ومشاحنة خضتها أنا مع هؤلاء الأكثرية لنفس السبب عندما يقولون أن أمريكا أتت للعراق من اجل النفط وهم لا يعلمون أن أمريكا تملك من المال ما يمكنها من شراء نفط العالم كله وان كل دول العالم النفطية تعرض كل نفوطها الى امريكا من اجل كسب رضاها وودها."

وإضافة إلى ما جاء في مقالي الأول بهذا الخصوص وتعليقات الأخوة القراء، أود هنا أن أقدم أدلة أخرى تؤكد أن الحرب على نظام البعث كانت بسبب تهديده لأمن المنطقة وسعيه لامتلاك السلاح النووي، ومن هذه الأدلة ما يلي:
1- بعد غزوه للكويت، حاولت الإدارة الأمريكية برئاسة بوش (الأب) بكل الوسائل، إقناع صدام بالانسحاب لكي يتفادى حرباً مدمرة على بلاده، إلا إنه رفض وبإصرار شديد. وفي لقاء جنيف قبيل الحرب، سلم جيمس بيكر، وزير خارجية أمريكا آنذاك، رسالة من الرئيس بوش (الأب) إلى طارق عزيز، وزير خارجية صدام، لتسليمها إلى صدام حسين، ولكن رفض عزيز استلامها بعد أن اطلع عليها وعرف ما فيها من تهديد (إذا لم ينسحب صدام من الكويت فسيعيدون العراق إلى ما قبل الثورة الصناعية.) وهذا يعني أنه لو وافق صدام على الانسحاب لأنقذ بلاده من الحرب المدمرة وعواقبها الوخيمة.
2- المثال الليبي. وليبيا دولة نفطية مثل العراق، ورئيسها في حالة مشاكسة دائمة ضد أمريكا والغرب مثل عراق صدام أيضاً، وقد حاول زعيمها معمر القذافي امتلاك السلاح النووي. فوجهت له أمريكا تحذيراً بالتوقف عن امتلاك هذا السلاح وإلا سيكون مصيره كمصير صدام حسين. فأدرك الرجل ما يعني هذا التهديد، لذا أسرع واستجاب للأمر الواقع وشحن كل ما يملك من تكنولوجية سلاح الدمار الشامل وأرسلها إلى أمريكا، وبذلك أنقذ شعبه ونظامه وبلاده من الدمار. ويسعى القذافي الآن لبناء علاقة طبيعية سليمة مع الغرب. فلو كان النفط هو غرض أمريكا من الحرب، لعاملت القذافي كما عاملت صدام. وهذا يعني لو أن صدام تخلى عن مساعيه لامتلاك السلاح النووي وأكد ذلك بالفعل، لكان مازال حياً يحكم العرق.
3- وتأسيساً على ما تقدم، وفي ظل ظروف العولمة وسياسة القطب الواحد، لا يمكن لأمريكا ولا الوحدة الأوربية، السكوت عن دولة من دول العالم الثالث بامتلاك السلاح النووي، ومهما كلف الأمر، خاصة إذا كانت هذه الدولة تهدد بزوال إسرائيل، كما جاء في تصريحات صدام، والآن محمود أحمدي نجاد.
4- إن إيران مرشحة الآن للضربة القادمة لأنها تسير تماماً على خطى ونهج صدام حسين غير مكترثة بالعواقب الوخيمة، وستكون الضربة مدمرة وكارثة على الشعب الإيراني المبتلى بهذا النظام القروسطي المتخلف والرئيس الأخرق. فحتى الدول الأوربية التي وقفت ضد شن الحرب على صدام، مثل فرنسا وألمانيا، تقف اليوم مع أمريكا في مواجهتها ضد إيران. وكل الدلائل تشير إلى إن الضربة قادمة لا ريب فيها. فإن حصلت، فهل سينبري أصحاب نظرية (الحرب من أجل النفط) ليقولوا لنا أن الحرب على إيران كانت من أجل النفط وليس لمنع انتشار السلاح النووي؟؟؟



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان إسقاط حكم البعث من أجل النفط؟
- في الذكرى السادسة ل(غزوة مانهاتن!!)
- بن لادن أصدقهم... شكراً بن لادن!!
- أزمة الوعي الديمقراطي في العراق
- السعودية والوهابية وجهان لإرهاب واحد
- مجزرة كربلاء ولعبة تجميد جيش المهدي
- فضيحة الإستقواء بشركات الترويج
- المصالحة...المهمة المستحيلة!!
- حوار حول الروح ومسائل أخرى - فولتير
- ما الحل لأزمة حكومة المالكي؟
- هل حقاً أفشل نصر الله (مشروع الشرق الأوسط الجديد)؟
- دور السعودية في تدمير العراق
- حوار مع الدكتور عبد الخالق حسين – أجرته لافا خالد
- خرافة الإسلاموفوبيا
- في الذكرى ال 49 لثورة 14 تموز العراقية
- المطلوب حكومة تكنوقراط رشيقة
- العراق ليس للعراقيين!!
- درس عملي في الديمقراطية من بريطانيا
- -دار الحنان- صورة مصغرة للوضع العراقي البائس
- أسوأ من فضيحة أبو غريب


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - عودة إلى موضوع الحرب والنفط!!