أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر العدل - موٌلد 00 سيدى كشكش بيه














المزيد.....

موٌلد 00 سيدى كشكش بيه


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 2031 - 2007 / 9 / 7 - 04:29
المحور: الادب والفن
    


فى شهر سبتمبر المصرى، ينفك نحس الفقر بعيدا عن رقاب بعض من المزارعين والتجار والموظفين، يتسرب إلى الجيوب إيراد جوافة وعنب وبلح ومقدم قطن وأرز، وتقبض علاوات وسلف وجمعيات وعربون بضائع، ويحصل مرابون على بعض قروضهم، وتخدش كثرة النقود جيوب عمد ومشايخ وخفراء ورجالات إدارة، وتنشط الغوازى وحانات المتعة والمهرجانات فى إقامة الموالد قاصدين التغرير بكل ساذج كى يصبح (كشكش بيه) عمدة كفر البلاص فى عشرينيات القرن الماضى، عمدة هلس قدمه مسرح نجيب الريحانى فى شخصية عبيط يرتاد كل ملهى لينفق على ملذاته فلوس كل قطن.
فى بلادنا لا يتعب أى كشكش فى البحث عن ملهى يدارى فيه ضعف غرائزه ويرمى فيه الفلوس، فموالد أصحاب الكرامات كثيرة فى سبتمبر الجميل، موالد التسوق والسياحة ودخول المدارس والغناء والزيجات الجديدة، هكذا فى هذه الأيام المفترجة يحل المولد التاسع عشر لسيدى كشكش بيه المسمى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى.
صحيح أن فكرة التجريب سامية والدعوة لها ملحة ذلك بأن أمر التطور الاجتماعى يحتاج إلى أفراد يخرجون على المتواتر فى المجتمع، يقومون بالتجريب بقصد اختبار فروض عقلية جديدة تطرح قيما جديدة فى الحياة، إلا أن التجريب العلمى يعنى أن الإنسان يستخدم مزيجا حضاريا متاحا من ثوابت اقتصادية واجتماعية وسياسية تتمثل فى مواد أولية وتكنولوجيا وذاكرة معلوماتية وتخيل إبداعى، ويخضع هذا المزيج لإعادة التناول بقصد اختبار تلك الفروض الجديدة.
التجريب العلمى المضبوط يترك أثارا إيجابية تزيد من قدرة البشر على جعل مفردات واقعهم قابلة للقياس والتقييم، ويزيد قدرتهم على تحديد القيم الصالحة لتحسين واقعهم، وفى كل الحالات فان نتائج التجريب تتأثر بمدى حرية المجربين والمبدعين، وكلما زاد تخلف المجتمع حضاريا زادت قوة القيود المعوقة لحرية التجريب والإبداع.
مهرجان المسرح التجريبي الذي يعقد هذه الأيام في القاهرة، مثال حي لتوضيح الآثار السلبية للتجريب، فالدعاية للمهرجان لا تأخذ حجمها اللازم للمهتمين بالمسرح من جمهور ونقاد وفنيين، ويرى الكثيرون أن التقصير في الدعاية للمهرجان أمر متعمد، فليس من مصلحة مجتمع يستمرئ حياة الخمول الفكرى دون تجديد أن يدعو أناسا للتجريب في ثوابته الفكرية والإدارية هكذا يشترك فى العروض عدد كبير من الفرق الأجنبية متواضعة فى إمكانياتها الفنية وفقيرة فى عطاءاتها الفكرية كما أن الكثير من المشاركين الأجانب الذين يدعون للمهرجان يتم جمعهم من الشوارع الخلفية فى بلادهم، هكذا أصبح الاشتراك فى المهرجان لعبة سياحة وسفر لمشاركين تتم استضافتهم ببذخ في الفنادق، ويدعون لإقامة ندواتهم الفكرية في صالات وجزر نائية عن جمهور الثقافة، وتكون النتيجة اقتصار حضور الجلسات الفكرية على نفر قليل جدا من المهتمين بالمسرح تتحرك حولهم نتف محدودة من دراويش يسيحون في زفة احتفالية ساذجة داخل قاعات قليلة لعروض المهرجان.
إن تقييم وقائع إقامة مهرجان القاهرة السنوى للمسرح التجريبى تعطينا نتائج سلبية، فليس فى مقدور العالم أن ينتج تجريبا سنويا فى النشاط المسرحى، ذلك بأن المسرح هيكل واقعى لبناء فكرى، والأفكار الكبيرة لا تتجدد كل يوم، وهكذا تكون حصيلة المهرجان الواقعية أن عدد جمهور المشاهدين فى كل عروض مهرجان سيدى كشك بيه التجريبى، لا يزيد عن خمسمائة شخص، لا يكادون يتغيرون بصفاتهم أو أجسادهم فى كل عام، ونجد أنفسنا أمام ملايين تنفق دون جدوى اقتصادية، كان الأجدى بها أن توجه لإنشاء مزيد المسارح وتدعيم الفرق المسرحية المحلية.
ولا يبقى من المهرجان غير فكرة يسعى الكثيرون لتثبيتها فى عقولنا، أننا شعب يعيش على السياحة ويسعى لخدمة سواح المهرجانات، شعب لا يتوقف عن الإنفاق العبيط على مولد سيدى كشكش بيه التجريبى باعتباره سبوبة ارتزاق ينهب منها كثير من محدودى الإمكانيات0



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مولد ... سيدى كشكش بيه
- نحن وتجارة النفايات القديمة
- الأوزون .. ومافيا الأدوية !!
- البحث عن عمل شريف
- !!.. العالُمة .. والعالم باشا
- !!.. رسالة مفتوحة قليلا
- رسالة مفتوحة للوزير
- !!.. بعض النميمة على قيادات جامعية
- !! .. التعليم السياحى
- !!..عن العميد المحبوب
- دكتوراة فخرية
- لله 00 يا محسنين
- !!مواسم الخوف00 وتوريد الجناة
- !!جائزة السيد العميد
- ط - نق 00 يا أهل الكورة
- طبيب نفسانى 00 يا جامعة
- أموت فى الدّش
- كلام فى نظرية توريث الحكم
- من كان منكم بلا أمير
- فى انتظار بنت الملك


المزيد.....




- اختفاء لوحة أثرية عمرها 4 آلاف عام من مقبرة في سقارة بالقاهر ...
- جاكلين سلام في كتابها الجديد -دليل الهجرة...خطوات إمرأة بين ...
- سوريا بين الاستثناء الديمقراطي والتمثيل المفقود
- عامان على حرب الإبادة الثقافية في قطاع غزة: تدمير الذاكرة وا ...
- من آثار مصر إلى الثقافة العالمية .. العناني أول مدير عربي لل ...
- اللاوا.. من تراث للشلك إلى رمز وطني في جنوب السودان
- الوزير المغربي السابق سعد العلمي يوقع -الحلم في بطن الحوت- ف ...
- انتخاب وزير الثقافة والآثار السابق المصري خالد العناني مديرا ...
- بعد الفيلم المُرتقب.. الإعلان عن موسمين جديدين من مسلسل -Pea ...
- عاجل.. المصري خالد العناني مديراً لمنظمة اليونسكو


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر العدل - موٌلد 00 سيدى كشكش بيه