أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - في الخوف -2- (مقاطع من مطوّلةٍ بعنوان -تداعيات من العصر الغباري الوسيط -)














المزيد.....

في الخوف -2- (مقاطع من مطوّلةٍ بعنوان -تداعيات من العصر الغباري الوسيط -)


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2028 - 2007 / 9 / 4 - 07:44
المحور: الادب والفن
    


ولما يسقط ُالعالمُ من حينٍ لحينٍ، أو تـُغـْمِضُ آلهة ُالمستقبل ِكلتا عينيها
يمرُّ الخوفُ مرورَالغيوم ِ فننسى السماءَ وسِحْرَالنجوم ِ
فكـَيْ يَظـَلَّ ظِلـُّهُ، يفترسُ الألوانَ، أنانيٌّ يعرِّفُ الذاتَ بغَيْمَهْ
وفي الغربةِ يقتفي روائحَنا
كذئبٍ مريض ٍ، فيُمسي كلامُ الغربةِ حزناً قصيرْ
كريح ِعُشبٍ قـُصَّ الآن.

في بئرِ الخوفِ دماءٌ تسقي الطاعونَ صغيراً بدلاءٍ من إرهابِ الدولهْ
ويجئُ غبارٌ رمليٌ بطواعينَ صغيرهْ
يُغـَلــِّقُ كلَّ الأبوابِ، وينشرُ معطفـَهُ: خيمة َرَمْـل.

*
يأتي الخوفُ ممتطياً ظهرَ السلاح ِ، يَحُط ُّ قبلَ وصول ِالرماح ِأهدافـَها!
ويكبُرُ بعدَها: أمواجَ بحيرةٍ ساكنةٍ يُعَكـَّـرُ وَسْطـُها بحَجَرْ
وهو سلاحُ الأقوياءِ، سلاحُ اللهِ، فالنارَنخافُ منذ أن نحبو والأساطيرَ
للخوفِ ما زالتْ سيوفٌ من حجَر ٍ يُرقـّعُها، ويـَشْحَذ ُ أنصالَ الشرِّ
يَنشُرُ أبْـواءَ الحُكماءِ وأشلاءَ الثوّارِ على أسوارِ مَدينتِهـِمْ
كي ينسى الناسُ لهجاتِهمْ، واللغات
فيؤتى بمُـنادٍ وببوّاق ٍوبطبّـالينْ
ويحضُرُ الساحة َجلادون
وتـَجئُ سياط ٌ وسِهامٌ وسيوفٌ ومخارزْ؛
ففي السوق ِنـَرى، وسْط َ سقائفهِ، بين الحين ِوالحينْ
بَوّا ًًمُخَوْزَقا ً بقمّـتهِ رأسٌ دونَ عَينٍ أو لسانْ
فما هو على العين ِ ضَـنِـينٌ، ولا على آذانْ
فالمكانُ مغلـَّفٌ بطنينْ.


كان البَوُّ حُرّا ً كانفجار ٍ، في جبالٍ وفي وعْرِ السهول
حيثُ الناسُ ثاروا، تحصّنوا في جبال ِكـَرامتـِـهم
كانت عَباءتـُهُ تنيرُ الأرضَ، تمنحُ الضوءَ للقمر
ومن أنثى الحُزن ِأنجبَ طيبَ الكلامِ عن الآلام ِوما عمِلـْناهُ قـُرونْ،
عمّا أوْقـَدْنا في قلبِ الأمـّةِ من أتـّــونْ
لـَعنَ السيفَ، ومنْ كسبَ الحربَ، ومن قرّبَ نارا ًمن فـَتيل ِدُخانْ
أحبَّ ابنـَهُ والربيعَ والمروجَ الخـُضْرَ والهواءَ والمُتـْـلِعاتِ من شجرالغابْ.


* * *

والخوفُ مريضٌ يَسْـقي الطاعونَ ويُعنى بالجُذامْ،
فنقاومُ هذا الإعصارَبأشجارٍ تتمايلُ أو تتقصَّفْ؛
وربما بصخرةٍ أو صخرتـَيْـنْ.
فكيف ننجو وأين نـُخفي حُلـُوَ الكلام ِوقلبَ الرضيعْ ؟
وكيفَ بالحبِّ والقمح ِوالأزهار ِوجوزِ الطيب ؟
متى يُسلـَخُ هذا السُّـخامُ عن القلبِ فنَـنـْضو جِلدة َ الغِـلِّ عن الوجهِ
فنبحثُ عن مياهٍ قد بلـَّـلها الحُبْ ؟

هَرَبنا من مراراتٍ أشدَّ من مرارةِ الحنظل ِالرّاقدِ في حَرِّ السجونْ
مراراتٍ مُعَـتــَّــقةٍ في السكاكينْ
زَلـِـقـْــنا من الخَـيْباتِ، من الوهم ِ، فرَرْنا من مصيرِ قريتـِنا
لمّا كانت بيوتـُها الشماليّة ُالبيضاءُ تـَرَنـَّحُ في الماءِ كظِلــِّها
فتضيقُ الجدرانُ بالحُبِّ والأبوابُ بالثـَّوْرَهْ.

أنبدأ ُثانية ًفي كلِّ عصر ٍلئيم ٍفنبني بيتَ أفقرِهمْ بَعْـدَ الخرابْ؟
أم نكتـُبُ المراثي لجيش ٍمن القتلى، ثمَّ نبقى ونـُصِرُّ أن نحيا؟
ونحلـُمُ بالعـدل ِ يزحَفُ نحونا وصوبَ الجانبِ الشرقي من جفافِ واحتِنا؟

والخوفُ غبيّ ٌ تدوسُ أظلافُهُ عينـَيْ بَعيدِ النظرْ
فيُسئُ للقلبِ كثيراً فيُعدي الروحَ بالأورام ِويُنـْجِبُ الهمَّ والآلامْ،
ويُمسي الموتُ مألوفا ً: حُمّياتٍ في الليالي
فهو منظورٌ كثيرُ الحدوثِ كالأسبابْ
كالسَّراباتِ اللؤلؤيةِ والحقائق ِالصخْريةِ والطريّهْ؛
وما يحتاجُ للمعنى يَـهُبُّ على قريتنا،
يُغطـّي الدَّرْبَ أوراقا ًمُحنـّاة ً فهذا الخريفُ يكسونا هنا
ويظلُّ المعنى بعيداً بأرض ٍلاتـُنـْبـِتُ كـَرْماً ولا زيتونْ
وهي أرضٌ هجينٌ سكانها ملائكة ٌ شياطينْ.

وللخوفِ نـَصْرٌ علـّـقوه فوقَ سماءِ قريتِنا
فالذين انتصروا قدْ خَسِـروا
إذ ْ لمْ تكنْ لهم قـَصصٌ فِضّية ٌتــُرْوى عن نصرِهمْ
ونحنُ أصحابُ القـَصص ِالكبرى
نحنُ أصحابَ القصص الكبرى محكومونَ بالخُذلانْ
قدْ تـُرْوى أساطيرُ الهمومْ
عنـّا بغابْ،
بمناجم ِ الرُّزِّ والسُّـكـَّرْ،
أو بناطحاتِ نـُجومْ.

وقد تـَمِـضُ الذكرى بين وجوهِ أحبتي والنورْ
إذ أراهمْ بكلِّ حُـلـْم ٍ يَزهو بلا ألوانْ
وفي النورِ أحياءَ تارة ً، عَـزْفا ً في نـَزْفِ أحلامي
موسيقايَ ما تعرفـُها آذانْ
ودَمي تـَدافـَعَ كالشلال في أ ُذ ُنَيْ
فموتـُهمْ يَسْــلـُبُ الأنغامَ معناها، ويمسحُ الرَّسْــمَ واللونا
ويُعميني، فلا لونٌ يظلُّ بعيني ولا معنى
بَحَـثـْتُ عن نفسي وسْطـَ ألواني خَـشية َ أن أ ُفـْـقـَدْ
ماتت الألوانُ جميعا ً ، ولمْ أوجَـــدْ.



#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية العلم والدين في فكر الإنسان المعاصر


المزيد.....




- وفاة الفنان السعودي حمد المزيني عن عمر 80 عامًا
- حروب مصر وإسرائيل في مرآة السينما.. بطولة هنا وصدمة هناك
- -لا موسيقى للإبادة الجماعية-.. أكثر من 400 فنانا يعلنون مقاط ...
- الأوبرا في ثوب جديد.. -متروبوليتان- تفتتح موسمها بعمل عن الأ ...
- الصّخب والعنف.. كيف عالج وليم فوكنر قضية الصراع الإنساني؟
- تايلور سويفت تعود لدور السينما بالتزامن مع إصدار ألبومها الج ...
- تجمع سوداني بجامعة جورجتاون قطر: الفن والثقافة في مواجهة مأس ...
- سوار ذهبي أثري يباع ويُصهر في ورشة بالقاهرة
- جان بيير فيليو متجنياً على الكرد والعلويين والدروز
- صالة الكندي للسينما: ذاكرة دمشق وصوت جيل كامل


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله الداخل - في الخوف -2- (مقاطع من مطوّلةٍ بعنوان -تداعيات من العصر الغباري الوسيط -)