أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - السفير - مواضيع حول الحزب الشيوعي اللبناني















المزيد.....


مواضيع حول الحزب الشيوعي اللبناني


السفير

الحوار المتمدن-العدد: 618 - 2003 / 10 / 11 - 07:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ملاحظة وتوضيح لمقالة الياس عطا الله
سعد الله مزرعاني  

جاءنا من نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني سعد الله مزرعاني ما يأتي:
<<ردا على بعض ما جاء في مقالة الرفيق الياس عطا الله في <<السفير>> 9/10/2003، أود أن أدلي بتوضيح وبملاحظة:
أما التوضيح فهو أن الياس قد اختار جملة غير واردة أصلا في المشروع الذي أجازه المجلس الوطني والصادر في أواخر تموز 2003 في كراس بعنوان <<مشروعا الموضوعات والتقرير السياسي تحضيرا للمؤتمر الوطني التاسع>>. وورد في هذا النص بالحرف: <<إن العائق الأساس في وجه قيام الدولة التي نريد هو عائق بنيوي، قائم في النظام السياسي الطوائفي والمتمسكين به والمنتفعين منه. والقول هذا لا يعفي سوريا من مسؤولية تعميق الخلل الداخلي ومن إعاقة تطبيق الطائف تطبيقا سليما بحيث يشكل خطوة نحو قيام مثل هكذا دولة...>>. وقد تردد نقد الموقف السوري في أكثر من مكان ولا مجال الآن لإيراده.
ليس هناك إذا، نص في هذا المشروع، بالصيغة التي أوردها كاتب المقال والتي تستبعد المسؤولية السورية. فنحن في برامجنا ووثائقنا نشدد على الخلل البنيوي في النظام ونطرح مهمة تبديله (البديل الديموقراطي للنظام الطائفي). غير أننا ونحن نشير الى الخلل الداخلي وهو <<الخلل الأساس>>. فإننا نحاكم أيضا مسؤوليات أخرى ومسؤولين آخرين، وفق ما نعتقده من تبعات ونسب وأحجام. وخلاصة القول في هذا الأمر، أننا (وخلافا لما يروج له البعض) لا نلقي بالمسؤولية على الآخرين متجاهلين نصيبنا منها: كصيغة وكنظام وكبنية مجتمعية مأزومة كاستدراج للتدخلات الخارجية..
وفي التوضيح أيضا، ان عطا الله ينفي ما هو صادر عنه حرفيا، وبشكل موثق في جريدة لها رقم وتاريخ وحبرها لم يجف بعد! وقد أوردت كل ذلك ولم اتبرع باجتزائه او ببتره. وتكرارا، فان ما ورد بشأن أن <<قوى الاصلاح والديموقراطية قد صارت حزبا جديدا وقوة سياسية جديدة ليست لها علاقة بالحزب الشيوعي ان ذلك قد ورد في تصريح، بهذا النص، لعطا الله في جريدة <<المستقبل>> بتاريخ 18 أيلول الماضي!..
لقد كان لنا أن نتساهل بشأن الشق الأول المتعلق باجتزاء النص بذريعة عدم الاطلاع على نسخته المجازة من المجلس الوطني. وكان لنا ان نغض النظر عن المجاهرة بتأسيس حزب جديد... إلا أن بناء أحكام ومواقف على ذلك، هو ما دفعنا الى التذكير بما لا يرغب الياس وبعض من يرون رأيه التذكير به الآن: وهو أن هؤلاء قد اختاروا من التوجهات والعلاقات، ما يتعارض مع دور الحزب الشيوعي وبرنامجه وسياسته. وأنهم قد اختاروا من التحالفات ما يؤدي، في أحسن الحالات، الى تعديل في توازنات النظام الطائفي، لا الى تغييره ولا الى تطويره.
أما الملاحظة: فإن الياس قد بذل جهدا ما، للتخلي عما درج عليه من اتهامات. إلا أنه عاد اليها، ليستنتج أن قيادة الحزب الشيوعي <<مرفوضة>> وليست رافضة. أما السبب في أن تكون مرفوضا، في نظام طائفي مستتبع، فذلك ما يفضل عدم البحث في أسبابه. فمثل هذا البحث سيلفت بالضرورة، الى الخط المستقل للحزب. وسيقود بالتأكيد، الى أن من أولى دروس النقد الذاتي الشامل والمنشود، عدم إلحاق سياسة الحزب الشيوعي وعلاقاته بأطراف المعادلة التقليدية الطائفية.
أما صعوبات الحزب فمصادرها عديدة: خارجية وداخلية، موضوعية وذاتية. وقد كشفنا عن بعض نصيبنا من ذلك، وهو ما لا يعبر عنه بالتأكيد، إدعاء التعفف عن المناصب، وذلك شأن لا أرى فائدة من تناوله ولن أفعل.

 

ناشد الشيوعيين المشاركة في المؤتمر وأبدى رغبته في مغادرة موقعه
دحروج ل<<السفير>>: صحوة لبنانية سورية... أو نتدهور معاً
 
الحزب الشيوعي اللبناني في أزمة. الخبر ليس جديدا. الحزب الشيوعي يراوح في ألازمة، يتعايش معها، يجعله التكيف مدمنا عليها وبدرجة امتياز. كيف يساعد نفسه على العلاج ؟ كيف يساعده الحريصون على التعافي حتى يستقيم أمر بنيان يساري يتجاوز حجمه وحضوره الحزب المأزوم؟ هل من مصلحة الحزب الشيوعي بعد 11 سنة من التشرذم أن يبقى أسير خلافاته الداخلية؟ هل يجرؤ احد في الحزب وخارجه على نصيحة الشيوعيين بان انقسموا لعل القسمة تقربكم من نبض بلدكم ومن بعضكم البعض وربما من يساريين آخرين؟
الحزب الشيوعي يتوغل في أزمته الأبعد من تنظيمية. الحزب صار أحزابا في السياسة. عندما يجري البحث في العولمة ومفاعيلها يستقيم البحث حول مضمونها الإمبريالي ك<<نمط رأسمالي ليبرالي متوحش>>. يتباين الموقف بشكل طفيف في العنوان العربي سيما المتصل بأزمة حركة التحرر العربية. فإذا سلمنا بمسؤولية الأنظمة بلا استثناء في إضعاف مناعة المجتمعات العربية فهل هناك فتوى تجيز إمكانية التعاون المرحلي مع بعضها أو تجميد الصراع مع تلك <<الصامدة>> ولو جزئيا في المعركة مع <<الشيطان الأكبر>> (بالإذن من <<حزب الله>>).
تتوسع الهوة عندما تلامس الدور السوري إقليميا ولبنانيا. هنا تشعر أحيانا انك أمام خطابين احدهما يتجاوز <<القرنة>> والثاني يتعادل مع <<الخلية>>، مع ارجحية خطاب ثالث يحاول ان يتمايز. <<التمايز>> عبارة طالما رددها الشيوعيون منذ أيام الاتحاد السوفياتي السابق. <<إذا كان برنامجنا هو قيام البديل الديموقراطي فهل يعني بالضرورة مواجهة العائق الأساسي أمام قيام الدولة الديموقراطية؟ العائق الأول سوريا أم الطائفية أم الطائف ام الطائفيين؟>>. هذه عينة شيوعية نقاشية.. يتهم طرف حزبي الطرف الأخر بأنه يلامس في طرحه المؤيدين لقانون محاسبة سوريا أمام الكونغرس فيما يرد هؤلاء بان البعض في الحزب يحاول تزيين دور سوريا التي لا تدافع عن لبنان لمصلحته بل لمصلحتها نظامها الذي لا يختلف عن أي نظام عربي. لكن هناك ما يشبه الإجماع لدى الشيوعيين على <<سلبية الدور السوري في لبنان>>.
تتشعب العناوين الخلافية كلما تم التوغل في القضايا السياسية الداخلية ولاسيما مسألة التحالفات (لم يتوقف النقاش حولها بين الشيوعيين على مر تاريخ حزبهم): ان نكون مع <<القرنة>> هل نكون ديموقراطيين ام طائفيين، الالتباس بين السياسي والطائفي، الامر نفسه ينسحب على وليد جنبلاط ويتوقف عند قضية <<الرفاق>> الذين فتحوا دكانا على حسابهم اسموه <<المنبر الديموقراطي>>. ماذا عن <<التجمع الوطني للانقاذ والتغيير>>؟ ماذا عن قوى ومرجعيات اخرى ؟
في الاقتصاد لا يختلف الشيوعيون كثيرا في التوصيف والعلاج. عندما يقتربون مما تبقى من مؤسساتهم او ما تسمى <<منظماتهم الجماهيرية>>(...) تبدأ التناقضات وهي معطوفة في مضمونها على اشكاليات تنظيمية ومسلكيات ومواقف شخصية.
السؤال الاصلي: كيف يخرج الشيوعيون من ازمتهم وهل تكون مناسبة عقد المؤتمر الوطني التاسع للحزب في 28 و29 و30 تشرين الثاني المقبل فرصة تاريخية لاستعادة الشيوعيين وحدتهم ام ينضمون الى لائحة الاحزاب التي اصابها داء التفتيت والانقسام؟.
أنت تعيش في بلد متازم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. هناك من يقر من اهل النظام بالازمة. في المقابل فان دائرة المتضررين من هذه السياسات تزداد اتساعا. انه الظرف الموضوعي الذي <<يحلم>> به أي يساري لكي يبادر. في الحالة اللبنانية <<دينامو>> اليسار، أي الحزب الشيوعي معطل ويعطل بدوره امكانية بلورة أي دور لقوى اخرى في <<الوظيفة التاريخية>> نفسها. الحزب غير جاهز وقواه تتشتت هنا وهناك، من <<المنبر>> الى <<التجمع الوطني>> وحركة الشعب وحركة التجدد واحيانا تستخدم في خانة بعض اهل السلطة. باختصار الطلب على الحزب أكثر من العرض. الجاذبية مفقودة ولا موعد لانتهاء الازمة.
يوافق الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني فاروق دحروج على معظم ما قيل: <<نعم الظرف الموضوعي جاهز لكن الحزب غير جاهز ولذلك نسعى لان يكون المؤتمر مناسبة لتجاوز الازمة. حاولنا من خلال سلسلة اجراءات ديموقراطية نزع الحجج من هذا الطرف او ذاك وقلنا للجميع تفضلوا الى المؤتمر التاسع نناقش قضايانا ونتوصل الى خلاصات.. لكن رغم ذلك تبين ان البعض لا يرغب بالمشاركة.. هذا خيارهم وليس بمقدور احد ان يقدم اليهم تعهدات محددة لان المؤتمر سيد نفسه والشاطر بشطارتو>>.
كأنك توجه دعوة إلى المعترضين منذ الآن لمغادرة الحزب وإنشاء حزب جديد؟ يجيب دحروج: <<ابدا بالعكس.. نحن مستمرون بالسعي والمبادرات لإشراك الجميع وفي حال قاطع البعض نأمل ان يعودوا إلى الهيئات بعد انتهاء أعمال المؤتمر وأنا على قناعة وقلتها في الهيئات وفي لجنة الحوار ان خلافاتنا ليست على خيارات استراتيجية بل سياسية وتنظيمية وهي لا تستوجب الانشقاق وبالتالي لا مشكلة في التعايش أما إذا كان هناك من لديه خيارات استراتيجية كبرى ويريد تأسيس حزب جديد فنقول له موفق وصحتين على قلبك>>.
لا يعفي دحروج نفسه وباقي قيادة الحزب من مسؤولية عدم النجاح في تجاوز ازمة الحزب الداخلية. <<قلة هي الاحزاب الشيوعية والثورية في العالم التي استطاعت تجاوز ازمتها.. مازلنا نواجه نتائج الانهيار الكبير (انهيار الاتحاد السوفياتي). اهتزت القاعدة الفكرية وواجهنا خطرين، الأول هو الاستسلام للهجوم الرأسمالي والثاني هو خطر الجمود العقائدي. الخيار الثالث الذي نادينا به هو التمسك بالاشتراكية كمبدأ من دون إقفال الباب أمام صياغات جديدة تأخذ بعين الاعتبار التجربة التي سقطت>>. نقاطع دحروج ونسأل: هذه الاستنتاجات كانت ضرورية قبل عشر سنوات ولكن ماذا عن استمرار التأزم حتى اليوم؟ <<هناك ضعف ذاتي من جهة وتهميش للمنحى التقدمي الديموقراطي في لبنان. نحن واجهنا حرب إلغاء قبل الطائف وبعده ومنذ العام 1984 حتى التسعينيات كنا في حالة اشتباك سياسي مع السوريين. انتهت الحرب وزاد تجذر الطائفية. هناك ساحات تلاق لم تعد موجودة . المثال هو الجامعة اللبنانية التي تحولت فروعا وكليات طائفية ومذهبية. غاب الاختلاط. كيف نخترق هذا الواقع الطائفي اذا لم يصر الى اعادة تكوين الجامعة اللبنانية من جديد؟>>.
الانهيار
تشعر من خلال الحوار مع الشيوعيين بمحاولة إحالة بعض أوجه القصور الحزبي على <<راجح>> (بطل مسرحيات الرحابنة). مقاومة الشيوعيين ضد إسرائيل توقفت بسبب ضعف الامكانات والحزب لا يستطيع المشاركة في فعاليات حركة مناهضة العولمة في الخارج بسبب الشح المالي.. الطائفية مستشرية والحل بإعادة تكوين الجامعة اللبنانية أو ترك الساحة سائبة للطوائف الخ.. لا يوافق دحروج على هذا الاستنتاج ولكنه يعترف بان الصراعات الحزبية الداخلية أنهكت الحزب أكثر من انهيار الاتحاد السوفياتي <<ثم نحن في حالة الدفاع وليس النهوض.. انه دفاع للبقاء أولا ولنستأنف التقدم ثانيا وهذا واقع موضوعي لا يمكن إنكاره>> يكمل دفاعه: كيف نقاوم إسرائيل بلا سلاح أو تدريب؟ نحن لم نترك الساحة للطائفيين بل صمدنا في مواجهة تجاذبات كانت تريد أخذنا الى هنا وهناك ولكننا حافظنا على استقلالية قرارنا ورفضنا الالتحاق.. نحن لسنا فاعلين في حركة مناهضة العولمة بسبب الامكانات رغم قناعتنا بان هذا النضال هو الذي سيبلور القطب العالمي الجديد في مواجهة الرأسمال المتوحش.
يستدرك دحروج في محاولة ل<<تصويب>> الحوار بمحاولة تلخيص ابرز المسائل والقضايا التي تركز عليها وثائق المؤتمر التاسع لحزبه: أولا، على المستوى الدولي، تحاول الولايات المتحدة قولبة العالم بما يخدم مصالحها وهذا ما يؤدي إلى تعميق التناقضات والأزمات والواضح أن أميركا ما زالت متحكمة بهذه التناقضات حتى الآن بفعل تفوقها ولكن ذلك لا ينفي احتمالات تفلتها مستقبلا. ثانيا، على المستوى الإقليمي، تحاول أميركا رسم خريطة جيوسياسية جديدة للمنطقة وهذا ما يجعلها في مواجهة قوى ودول جديدة كانت في خانة التحالف معها أو الحياد في زمن الحرب الباردة. إذا كان الاشتباك مع السياسة الاميركية اليوم لا تتوفر له مظلة دولية داعمة بالمعنى السياسي فان ذلك يطرح بإلحاح الاعتماد على الذات للصمود أولا والتأسيس لفرصة الانتصار على المشروع الاميركي في المدى المتوسط او البعيد. ثالثا، على المستوى السياسي الداخلي، فشلت سلطة الطائف في بناء مشروع الدولة وفي تحقيق المصالحة الوطنية أما على الصعيد الاقتصادي فالبلد على شفير الانهيار والطبقة السياسية استنفدت كل خياراتها (الدليل هو مشروع موازنة2004).
الحوار مع سوريا
شكلت المصالحة بين القوميين العرب والشيوعيين اللبنانيين اثر مؤتمرهم الثاني في العام 1968 مناسبة لاستنهاض الحزب الشيوعي ونقله من جبيل إلى القرعون، من جبل لبنان إلى الأطراف. قرر الناصري فاروق دحروج الانتساب إلى الحزب الشيوعي اللبناني في العام 1969 وانتقل من العمل الطلابي الى العمل في البقاع ثم أصبح عضوا في المكتب السياسي في مرحلة <<حرب السنتين>>. حتى ألان لا يشعر بالندم إزاء خياراته الفكرية <<وربما الحاجة إلى القيم والمثل الاشتراكية الإنسانية باتت ضرورية اليوم أكثر من أي وقت مضى>>. الأصول الناصرية لدحروج تجعله متحمسا للقضايا القومية.
العلاقة مع سوريا عنوان مستقل في أدبيات مؤتمر الشيوعيين وفي التصور الذي قدمه دحروج: علينا أن نتوقف عند إقرار الكونغرس لقانون محاسبة سوريا وإعطاء إدارة الرئيس الاميركي الضوء الأخضر لتمريره، وقبل ذلك وفرت الإدارة الاميركية التغطية الدولية للعدوان الجوي الذي استهدف سوريا وأطلقت يد إسرائيل في الداخل الفلسطيني. ماذا يعني ذلك؟ والسؤال لدحروج يعني نية إسرائيلية بتوسيع دائرة التوتر في اطار استراتيجية تهويد وامركة المنطقة. الخطر هو عدم إدراك البعض معنى كسر الحلقتين الفلسطينية والسورية ولذلك نقول انه في حال حصل ذلك لن يبقى هناك أي نظام عربي بمنأى عن التداعيات اللاحقة ولذلك كانت وما تزال دعوتنا إلى وجوب وقوف جميع اللبنانيين والعرب إلى جانب الفلسطينيين والسوريين. المطلوب صحوة لبنانية من السلطة والمعارضات كافة وصحوة سورية لتعزيز التضامن والتنسيق بين البلدين وهناك ضرورة لتحسين الأداء السوري في لبنان لأنه يساعد حتما على توسيع رقعة التضامن اللبناني مع سوريا مع تسجيلنا مؤشرات ايجابية في التعاطي السوري مع الوضع الداخلي كإعادة الانتشار والدفع باتجاه تعزيز موقع البطريركية المارونية والحياد النسبي في انتخابات بعبدا عاليه الفرعية. إن هذا النهج الايجابي قابل للتطوير عبر توسيع رقعة الحوار الداخلي والدفع باتجاه قانون انتخابي جديد أكثر ديموقراطية واقل طائفية.. باختصار نحن نأمل كشيوعيين بفتح صفحة جديدة في العلاقات مع سوريا تمهد لحوار حقيقي وصادق لان الواقع الموضوعي اكبر من الجميع فإما أن نتدهور جميعا وإما أن نصمد ونسعى إلى تصحيح المسار معا وهذا هو طموحنا.
التحالفات الداخلية.. والبديل
<<الحركة الوطنية اللبنانية>>. رحمها الله. نحن لم نفرطها. فرطت يوم غلب البعض من أحزابها الخاص على العام. نحن نتعاطى مع الحلفاء السابقين في الحركة الوطنية <<على القطعة>> مثل بعض العناوين المطلبية والديموقراطية والقومية. نسأل دحروج: وماذا عن الحزب التقدمي الاشتراكي؟ يجيب بان لا تحالف بين الشيوعيين والاشتراكيين على أساس برنامجي سياسي ولا قطيعة إنما هناك تقاطع حول قضايا مثل الحريات والصراع العربي الإسرائيلي <<والحقيقة هي انه هناك رغبة وجهد للوصول إلى علاقات سياسية أرقى في المستقبل بيننا وبينهم>>. حاليا ما يزال الحزب الشيوعي على موقفه الرافض للانضواء في لقاء الأحزاب والقوى اللبنانية وتنحصر مشاركته الرسمية في إطار التجمع الوطني للإنقاذ والتغيير مع حلفائه في حركة الشعب (نجاح واكيم) والحزب الديموقراطي الشعبي والتنظيم الشعبي الناصري وبعض الشخصيات الديموقراطية . دور <<التجمع>> غير كاف. هذه فسحة تحالفية ضيقة ولا وجود لعمل مخطط. لا نريد اسقاط رغبتنا على الواقع انما نحن نطمح كحزب الى انشاء جبهة وطنية ديموقراطية ولاطائفية تضم قوى وشخصيات متعددة تلتقي على الحد الادنى وتضع برنامجا للانقاذ الوطني الشامل وبغير ذلك يستحيل التغيير والاصلاح في البلد .
انتهت في الحزب الشيوعي اللبناني اوهام البديل او التغيير الثوري الذي يأتي على صهوة صدفة تاريخية او ارادة خارجية. طبعا لا ينفي ذلك ان هناك من لا يزال في الحزب يتمنى هذه الثورة او الاعجوبة الثورية. انما شعار المرحلة هو اقامة بديل ديموقراطي للنظام الطائفي اللبناني. <<الركائز عديدة وبينها السعي لاقامة نظام مساواة ديموقراطي يحترم الحقوق الاساسية للمواطن ويجسده قانون انتخابي نسبي وعصري وديموقراطي>> يقول دحروج مضيفا ان التغيير الثوري يحصل بتراكم نضالات سياسية واجتماعية والتغيير الذي لا يكون له اساس داخلي لا يستمر.
مبادرة حاوي
يحاول فاروق دحروج تجاوز المطبات الحزبية الداخلية وهي آخذة في الازدياد. على سبيل المثال لا الحصر مبادرة الامين العام السابق جورج حاوي للمصالحة الوطنية لماذا لم يتبناها الحزب رسميا؟ <<من يريد مصالحة اللبنانيين عليه ان يسهم اولا في المصالحة الداخلية في الحزب.. نحن نحترم تاريخ الرفاق وتضحياتهم انما هذا لا يبرر لاحد ان يكون فوق الحزب وانظمته الداخلية.. هناك نشاطات غير منسقة مع الحزب وتتنافى مع توجهه العام لا بل استطيع القول ان هناك مبالغات وانعطافات حادة في الطروحات والاداء تؤدي الى التباسات واضرار احيانا. ان اكون حريصا كحزب على الانفتاح على الاوساط المسيحية شيء وان تكون مهمتي حضور القداديس والاشادة بوطنية ميشال عون وبشير الجميل والقوات اللبنانية شيء آخر. ثم اذا كنا قد طالبنا كحزب بحضور الدولة بأجهزتها كافة في المناطق المحررة من اجل تحصينها فهل يعني ذلك أن نجعل من شعار إدخال الجيش شعارا يوميا متناسين الظرف الإقليمي والنهج الاميركي الإسرائيلي العدواني ضد لبنان وسوريا. حتى يبدو أن هناك من يريد للجيش أن لا يكون موفرا للأمن الوطني للناس بل احد عناصر محاصرة المقاومة>>.
لست مرشحا
أقر المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي اللبناني عدم أحقية ترشح الأمين العام لأكثر من دورتين. بهذا المعنى يكون من حق دحروج أن يترشح لولاية ثانية وأخيرة إلا إذا حصل تعديل ما في النظام الداخلي للحزب. لكن الأمين العام الحالي يريد الالتزام بنص النظام الداخلي بمفعول رجعي كونه تولى الأمانة العامة رسميا منذ المؤتمر السابع <<انا شخصيا اعتبر نفسي قد توليت مهمة الامانة العامة لدورتين>>.. وماذا اذا كانت رغبة العض في الحزب غير ذلك؟ يجيب <<هذه هي رغبتي>>.
يحرص دحروج على انهاء الحوار كما بدأه، أي من <<البيت الداخلي>>: اذا كان بعض <<الرفاق>> ما زالوا متحفظين على المشاركة في المؤتمر لاي سبب، فأنا اناشدهم من على منبر <<السفير>> بان يعيدوا النظر بمواقفهم وترددهم. لم يفت الاوان بعد والفرصة ما زالت متاحة امامهم للمشاركة ليس كي يسجلوا موقفهم وحسب او يدافعوا عنه بل لكي يحاولوا اقناع الاخرين به. لقد كرست مؤتمرات الحزب من السادس حتى الثامن حق التنوع وقد مورس بشكل غير ايجابي ومع ذلك المطلوب استمرار التنوع واعادة صياغته في المؤتمر التاسع بما يحفظ هذا الحق من جهة وبما يحول دون تفكك الحزب واستمرار عدم فاعليته من جهة ثانية.
 
لوائح شطب... وغرفة سرية

 

أقر المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني لائحة اجراءات تنظيمية خاصة بانعقاد المؤتمر التاسع، يقول دحروج انها آليات تُعتمد للمرة الاولى في تاريخ الاحزاب الشيوعية العربية، لضمان ديموقراطية العملية الانتخابية في الحزب. ونصت الاجراءات على ان تشرف لجنة اجرائية متوازنة ومحايدة على مجمل العملية الانتخابية في المؤتمر فيما اقر المجلس الوطني في جلسة مسائية عقدها مساء امس اقتراحات التعديلات التنظيمية التي ستقدم الى المؤتمر التاسع لاقرارها بصورتها النهائية وهي تشمل الهيكلية التنظيمية للحزب وحقوق وواجبات الاعضاء وحدود التنوع المسموح به في هيئات الحزب وضمانات الالتزام بالقرارات من قبل الأقلية وآلية عقد المؤتمر والتحضير لاتخاذ القرار الحزبي واطر المراقبة والمحاسبة، وكلها تحت عنوان رئيسي <<نحو حزب اكثر وحدة وتماسكا واكثر ديموقراطية وفاعلية>>.
وحسب لائحة الإجراءات، فإن لوائح الشطب ستحدد في صيغتها النهائية في ضوء استكمال دفع الاشتراكات المالية وهي مهلة مفتوحة الى ما قبل عشرة ايام من موعد التئام المؤتمرات التنظيمية المناطقية التي ستختار مندوبيها الى المؤتمر العام وفق آلية معينة تتضمن كما المؤتمر العام لوائح شطب وغرفة سرية للانتخاب. وحسب الآلية سيبادر المؤتمر العام الى اقرار الوثيقة السياسية البرنامجية والتعديلات التنظيمية ثم يختار القيادة الجديدة أي المجلس الوطني الذي ينتخب الامين العام ونائبه والمكتب السياسي وباقي اللجان الحزبية العليا.



#السفير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديات كبيرة تنتظر شبكة البحث ((غوغل)) في عيده الخامس
- أكثر من أربعة آلاف حكم بالإعدام العام 2002
- موجة إضرابات تشل أوروبا والحكومات مصرّة على - الإصلاح
- إسرائيل: إضراب عام احتجاجا على خطة التقشف
- إضراب عام مفتوح يشل إسرائيل احتجاجاً على خطة التقشف الاقتصاد ...
- الهستدروت يبدأ إضراباً مفتوحاً اليوم
- الولايات المتحدة الأولى في العالم في عدد السجناء
- الآثار النفسية للعدوان على العراق اليونسيف: نصف مليون طفل سي ...
- جماعات لحقوق الطفل في الهند خائفة على أطفال العراق والأسترال ...
- الحزب الشيوعي اللبناني يدعو إلى مواجهة المخطط الأميركي وعينه ...
- ملايين ضحية سنوياً للإدمان التدخين أولاً والخمور ثانياً.. وا ...
- الشيوعي اللبناني : الأقلية الانشقاقية ستُعزل
- تزايد انتشار البغاء مشكلة تقلق ايران
- محاولة لمنع تنظيم لقاء رياضي مختلط في إيران
- فيروسات البريد الالكتروني تضاعفت في العام 2002
- لولا رئيساً بأكثرية ساحقة قلب البرازيل يخفق على اليسار
- البرازيل تتجه نحو اليسار لولا على عتبة القصر
- ظاهرة رافضي الخدمة في الأراضي المحتلة اعتقال 150 شخصاً خلال ...
- ء 697 مرشحة و14 مليون ناخبة نساء المغرب يدخلن حلبة الانتخابا ...
- منظمات نسائية إسرائيلية تحمّل شارون مسؤولية المجزرة


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - السفير - مواضيع حول الحزب الشيوعي اللبناني