أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريبين رسول اسماعيل - ذهب مع الريح














المزيد.....

ذهب مع الريح


ريبين رسول اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2014 - 2007 / 8 / 21 - 08:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاتفاق العراقي التركي الذي اتفق عليه رئيسا وزراء البلدين، يبدو بأنها لم تكن سوى ذر الرماد في عيون الحكومة والجيش التركي، فالمتابع لزيارة مالكي السريعة الى انقرة وعدم رضوخه للضغط التركي بالتوقيع على اتفاق مكافحة الارهاب، سيرى جليا بأن البروتوكول العراقي ــ التركي لم يتضمن وعودا قطعيا بضرب قواعد حزب العمال الكردستاني، بل ان هذه المسالة قد ارجئت الى اتفاق اخر بعد شهرين بين وزيري خارجية البلدين، وهذا ما لايتم. اضافة الى ان هذا البروتوكول يجب ان يناقش في مجلس النواب العراقي ويتم المصادقة عليه كون ان المالكي لايملك صلاحية التوقيع على البروتوكولات الدولية بدون موافقة مجلس النواب.
المالكي يبدوا في هذا الوقت سياسيا اكثر ضعفا من اي وقت مضى، والتحالف الكردستاني حتى الان مازال اقوى المساندين لحكومة المالكي، ولهذا فان المالكي ومن خلال خطوة دبلوماسية كبيرة قد استطاع ان يرضي طرفي المعادلة (حكومة اقليم كردستان و انقرة) من حيث انه قد خطى خطوة نحو تطمين الجانب التركي بأن الحكومة العراقية ماضية في سبيل حل مشكلة العمال الكردستاني التركي، ومن جهة اخرى فهو قد ساهم بشكل كبير في ازالة اجواء التوتر على الحدود الشمالية لآقليم كردستان العراق وتجنب المنطقة حربا لاتتحملها، كون ان على انقرة ان تنتظر مدة اخرى مجددا، وهكذا فأن الاتراك اصبحوا الان يدورون في حلقة فارغة، دون ان يجدوا النتائج الذي ينتظرونها.
اذن فأن هذا البروتوكول لايمتلك اية قيمة سياسية على ارض الواقع، كون المالكي نفسه وحتى الاتراك، يعرفون جيدا ان التحالف الكردستاني سيجهض هذا البروتوكول لدى مناقشته في مجلس النواب، بل ان الدكتور محمود عثمان قد صرح بان التحالف الكردستاني سيقف ضد تمرير الاتفاق في حال عرضه على البرلمان العراقي، وان الكتلة الكردية داخل البرلمان لن تصوت لصالح الاتفاقية، وسيدعو الكتلة الكردية كل الكتل السياسية إلى إجهاض تلك الاتفاقية وعدم التصويت لصالحها، لأنها تمثل خرقا واضحا لمقررات الدستور العراقي.
اذن لماذا وافق الاتراك على هذا البروتوكول؟ لآن حكومة اردوغان وبعد اتهامها من قبل قادة الجيش بالضعف وعدم الجدية في معالجة مشكلة حزب العمال الكردستاني، تريد وبأي شكل ان تنأى بنفسها عن الهجوم العسكري على اقليم كردستان ويقدم صورة واضحة لقادة الجيش التركي على انه ماضي في معالجة المشكلة سياسيا مع القادة العراقيين، فأردوغان يريد كسب الوقت والتركيز على الأنتخابات الرئاسية التركية بعد ضمان فوز حزبه في الأنتخابات النيابية، فهو يحتاج الى بعض الوقت لترتيب الوضع الداخلي لحزب العدالة والتنمية ومن ثم ترتيب البيت التركي مجددا على ضوء نتائج الانتخابات، دون ان تكون تحت ضغط المؤسسة العسكرية التركية.
وصف حكومة اقليم كردستان لزيارة المالكي الى تركيا بالايجابية، دليل كبير على ان حكومة الاقليم راضي عن الاداء الذي قدمه المالكي في انقرة، ولو كان هذا الوصف حقيقيا وليس دبلوماسيا، فأنه يعني بأن الاقليم لن يشهد خرقا حدوديا او عملية عسكرية تركية، وهذا ما يساعد في اشاعة الاستقرار والدفع بالتنمية الاقتصادية في الاقليم التي تأثر كثيرا بالتهديدات التركية الاخيرة.
من جهة اخرى فهذا البروتوكول قد حمل تركيا على القبول بمبدأ حسن علاقات الجوار المستندة على تبادل الإحترام والود وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض، على ان تقوم الدولة التركية على هذا الأساس بالواجب من أجل توطيد الأمن في العراق والتنديد بالأعمال الإرهابية. كما تعدّ قبول زيارة المالكي الى انقرة، بمثابة تأييد تركيا لمرحلة التضامن والديمقراطية في العراق. وهذا اقل مايقال عنه انه تحميل الجانب التركي على التعامل مع الواقع العراقي الجديد وفتح منفذ شرعي للحوار بين اقليم كردستان العراق والجارة تركيا لحل المشاكل العالقة في المستقبل القريب.






#ريبين_رسول_اسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في قلب الاعصار ...ثانية
- برلمان اقليم كردستان لم تنفذ وعوده الانتخابية
- السجن في الذاكرة الكردية
- مشروع مراقبة الوعود الانتخابية لبرلمان اقليم كردستان العراق
- دلالات ومغزى ضرب القنصلية الايرانية في اربيل
- القيادة الكردية والخطا التاريخي
- الديمقراطية الكردية، مجلس محافظة اربيل نموذجا
- عام مظلم اخر في اقليم كردستان
- رسالة الزرقاوي ومسقبل عمل القاعدة في العراق


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريبين رسول اسماعيل - ذهب مع الريح