أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المدلاوي المنبهي - الحافظ الصغير (من وحي الكاريكاتور الذي زعزع أركان أمة) 1*















المزيد.....



الحافظ الصغير (من وحي الكاريكاتور الذي زعزع أركان أمة) 1*


محمد المدلاوي المنبهي

الحوار المتمدن-العدد: 2013 - 2007 / 8 / 20 - 06:43
المحور: الادب والفن
    


الجينيريك
هذا عرضحال من تحرير شخصين على الأقل، هما "أنا الأول" و"أنا الثاني"، يفيضان من حين لآخر عن شخص ثالث لا هو من منزلة "الأنا الأعلى"، ولا هو من درك "الهو" ضمن الطبقات الجبولوجية للصرح التمثيلي لمعمارية النفس كما شيده الباش-مهندس، الدكتور سيكَـموند فرويد غفر الله له؛ وتتداول الإحالةَ في النص على تلك المرجعيات الثلاث ضمائرُ كل من المتكلم والمخاطب والغائب، حسب السياق، وحسب مزاج الراوي.

الزمن، ذلك البعد الغائب
كان الزمان صبيحة يوم الثلاثاء، فاتح محرم من سنة 1424 بعد الهجرة، الموافق ليوم الثلاثاء 31 يناير من سنة 2006 بعد ميلاد المسيح بن مريم العذراء، حسب بعض التقاويم المسيحية. وقد كان يوم عطلة مؤدىً عنه باعتباره رأس السنة الهجرية، بالرغم من أن موقع ذلك اليوم من دائرة أيام السنة الإدارية، ومن دائرة دوران الأرض حول الشمس، ودوران القمر حول الأرض، لم يـُعترف به سلفا من طرف الإدارة فيُعلنَ عنه في الوثائق والمذكرات والرزنامات الرسمية على غرار ما تفعله بعض الرزنامات الإشهارية والتجارية، إلا قبل اثنتي عشرة ساعة حينما أذيع البلاغُ الرسمي لوزارة الشؤون الإسلامية عشية ذلك اليوم نفسه ليعلـِن للملإ ممن هو منخرط في سلك الإدارة أو مرتبط بها مصلحيا، أي لكافة المواطنين المنخرطين في الدورة الاجتماعية والاقتصادية بأنه قد ثبتت رؤية الهلال ثبوتا شرعيا. ولقد جعل ذلك الإعلانُ الهواتفَ النقالة تنشط على التو للقيام بوظيفتها الرئيسية في ثقافة اللازمان، ألا وهي – وإلى إشعار آخر – وظيفة إلغاءُ مواعيد اليوم الموالي، أو الساعة الموالية، وتسطير "برامج" بديلة، في الغالب ما توصف بكونها ذات "طابع استعجالي". وإذْ يصدق علي قول الشاعر:

وما أنا إلا من غَـزيّـةَ، إن غوَت * غوِيـتُ، وإن ترشُـدْ غزيةُ أَرشـُدِ"،

فقد أخذتُ بدوري هاتفي النقال واتصلت بزميلي، المسؤول الإداري الذي كان قد قرر أن يستقـلّ القطار من منتهاه على الحدود الشرقية للوطن يوم الاثنين على الساعة التاسعة مساء ليصبح في العاصمة في الغداة بأقصى الحدود الغربية لنتداول معا في أمور ذات علاقة بإحدى مواد الرزنامات الثقافية لمؤسسته. وكنت أريد من خلال ذلك الاتصال أن نعيد ترتيب أمرنا على "ضوء" بلاغ وزارة الشؤون الاسلامية. لكن صاحبي أجابني وهو في مقصورة القطار الذي كان قد انطلق وأخذت قاطرته تنهب متن الأرض في سيرها نهباً انطلاقا من عاصمة شرق الوطن قبل أن يتمكن زميلي من الجزم بأي سنة ستحياها الأمة لمدة 24 ساعة في الغداة.

المكان، ذلك الفضاء المستعصي على الهندسات الثلاث
أما المكان فكان شارع عقبة بالعاصمة الإدارية، قبالة مجزرة الحي. فقد كان "برنامجي" البديل هذه المرة برنامجا غير استعجالي. فبما أن جديدا قد استجد ما بين عشية يوم الاثنين، حين أكدنا معا هاتفيا لقاءنا المزمع، وبين ضُحى يوم الثلاثاء حين وجدتْ الأمةُ بأجهزتها الإدارية نفسـَها وقد قفزت، في قطيعة لازمانية (atemporelle)، من سنة إلى أخرى يُحتفل برأسها رسميا، فقد قصدتُ المجزرة ضحىً بما أن عملنا أضحى وهو سيتخذ - بفعل هذه القفزة اللازمانية - طابعَ دردشة منزلية حول كأس شاي ولوازمه المغربية من المادة الصلبة بدل ان يتخذ طابع عمل مهني في المكتب كما كان مقررا. وأنا منشغل بإرساء سيارتي إلى جانب الرصيف، إذا بي أبصر فأرى أربعة صبية على الرصيف يناشز هندامهم وسيماهم كلَّ عناصر ديكور شارع عقبة؛ كل منهم آخذٌ لوحا لحفظ القرآن بين يديه. إنهم –لا ريب- حفظة القرآن من قرى الهامش، انتشروا في الأرض، بعد سماع البلاغ، يبتغون من فضل الله ويستدرّون أريحية قوم العاصمة بمناسبة فاتح السنة الهجرية.

الوقائع السوابق تُجلي الحوادثَ اللواحق
كان أولُ فضولٍ لي، وأنا أرى الألواح من بعيد، هو التساؤل "البلدي" عما إذا كانت ما تزال هناك ألواح من الخشب الرفيع، خشب الجوز مثلا، أم أن الخشب الصناعي (كونطربلاكي) قد غزا الكتاتيب القرآنية بدورها كوجه من أوجه الانخراط في الحداثة والزمانية (modernité et temporalité) اللتين أوصدت في وجههما أبواب الإدارة المغربية حتى إشعار آخر. وقد كان الأمر مطابقا للاحتمال الثاني إلا بالنسبة للوح أحدهم. تقدم نحوي عبر نافذة السيارة اثنان من الصبية المذكورين، من بينهما صاحبُ اللوح ذي الخشب الأصيل الذي كنت قد رمقته من بعيد، فسألاني ما تيسّـر من "الباروك" حسب تعبير أحدهما الذي يعني به "الصدقة المرباركة" وليس "الباروك" بمفهوم مدارس الفن الغربي. تأملت اللوح وصاحب اللوح، فوجدت كل شيء فيهما صادقا غير مفتعل ولا مزيف: اللوح من خشب أصيل، أهو الجوز أم غيره؟ وخطُّ كتابة الحصة القرآنية يعكس مهارة متعلم مبتدئ من حيث وسطية جودته. جلباب من الثوب العادي حال لون زرقته الأصلية لكنه نظيف نقيّ، ومحيـّىً أسمر اللون سُمرةَ العوامل الطبيعية الخارجية من شمس وبرد، مشظوف القسمات بالرغم من صغر السن، تطبعه بـُقع القوب الناجم عن سوء التغذية. كل شيء فيه، باختصار، يتبرأ من ذلك الإخراج المسرحي في غير محله وفي غير مقامه، الذي عرضت من خلاله أمس، الخميس ثاني فبراير 2006 (الموافق لــثالث محرم 1427 ولــرابع شباط 5766) في الصفحة الأولى من جريدة لوماتان المغربية، صورةٌ أنيقة لخمسة صبية قُــدّموا لملك البلاد كنموذج مـنـَمـْذَج ومنمـّـط لصبية من حـفَـظةِ القرآن في مدينة شـّـاون الأصيلة التي جاء دورها ليتنقل إليها الملك ليشرف بنفسه على محاولة إحلال تنمية الطاقات البشرية محل تنمية بعض الأعشاب الجهنمية المدرّة للعملة التي يعتقد البعض بأنها المفتاح السحري لكل إقلاع وفلاح. أوجه غضة نضِرةٌ مُـنـَـمذَجة ومُــنـمّـَطة (typées et uniformisées) ليس في فضاء سحناتها الإثنية الناصعة والموحدة محلٌّ لبقية عناصر الطيف البشري المغربي، المتعدد إثنيا واجتماعيا كما يعرف ذلك الجميع ولا أحد يعمل به؛ ولا تشكو تلك الوجوه البضة النضرة لا قوبا، ولا تجاعيد مبكرة، كما لو أن تقديم النجباء من الصبية الحفظة في ذلك الموقف أمام عاهل البلاد كان سيكون حطا وتنقيصا من المقام إذا ما صادف الأمر – وذاك هو الغالب في واقع الأمر، خصوصا في مثل تلك الربوع البعيدة التي كانت إلى عهد قريب تعتبر مغربا غير نافع – أنْ كان أغلبُ الحفظة النجباء من المعوزين ومن متواضعي الحال مثل ثلة الصبية الذين انتشروا في الأرض يبتغون من فضل الله في شارع عقبة بالعاصمة يوم فاتح محرم. أما ألواح الصبية الرسميين فكانت بدورها موحدة منـمذجة من خلال خطها المغربي البديع الذي يفضح، من خلال وحدة طرازه وجودتِـه العالية، أناملَ يدِ فنانٍ محترفٍ واحد أحد، أعد الألواح الخمسة بينما تكفل ربما فنان من نوع آخر باختيار الأوجه الصغيرة الرسمية التي ليس من شأن سحناتها أو تجاعيدها أو قوبٍ خدودها أن تخدش عدسة الكاميرا، بقطع النظر عما حُصّل أو ما لم يُحصّل في صدور أصحابها، وذلك في أطار اتجاه يدفع نحو استدامة التزييف كثقافة، من خلال تحويل "مبادرة التنمية" إلى "مؤامرة للتلميع" هي الوجهُ الهجومي لــ"مؤامرة الصمت"، بنفس الشكل الذي تُعتبر به نمذجةُ الأوجه الصغيرة المقدمة في الحفلات الرسمية وجها صامتا ورهيبا لــ"الإقصاء" (exclusion)، الذي أصبحت، مع ذلك، جميع الألسن الخشبية تندد به في كل ناد.
ذلك هو الإطار الزمكاني والظرفياتي المقارن المؤطر للحدث. فما هو الحدث؟ - وقد جاء في أثر عبد الله بن مغفـل ، الذي أخرجه الإمامان، أحمد والترمذي بسند حسَـن، قولُ والده إياه : "أي بنيّ، إياك والحدث!"؟
الحدث بالنسبة لي هو أني أجبت "الحافظ الصغير"، صاحب اللوح الأصيل في شارع عقبة – وأنا أتذكر أستاذي المصري لمادة الرياضات بالأولى من الثانوي (الأستاذ جندي) حينما كان ينادي علي في الفصل بــلقب "الفقيه الصغير" – قائلا لذلك الحافظ في ممازحة عبر نافذة السيارة، تمهيدا مني للبرّ بصدقة لا يتبعها أذىً أو بمجرد قول معروف من قبيل الله يسهل : "وما قولك، أيها الحافظ الصغير، إذا ما اقترحتُ عليك شراء لوحك هذا؟" انشرحت على التو أسارير الحافظ الصغير بشكل فاجأني حقّا، فقال: "لقد اشتريته بخمسين درهما، فكم تدفع لي؟". تدخّـل صاحبه وهو يحاوره فقال: "لوح الكُـتـّاب لا يباع أصلا". إلا أننا غمرنا ملاحظةَ الملاحظ الصغير على التو وأقبرناها في زبد مساوماتنا من قبيل قولي: "قلتَ بأنك اقتنيتَ هذا اللوح بخمسين درهما؛ فأنا أدفع لك سبعين درهما؛ ألا ترى أنك هكذا ستكون من الفائزين؟". ازداد انشراح أسارير الحافظ الصغير، غير المُـنـَـمذَج وغير الرسمي، والذي لن يقتحم - مهما كان الأمر - على الملإ مساء ذلك اليوم مساكنـَهم عبر نافذة الشاشة الصغيرة التي هي نافذة للتلميع بنيـّة الواضع، وبمقتضى دفتر التحملات المستبطن بالدمغي لدى المدبّـرين، فقال: "هيا، هاتها من يد الرضا!"
لم يعد لي من حيلة إلا أن أدخلت يميني في جيبي الأيمن فاستللت قطعة ورق نقدية من فئة مائة درهم بوجهيها المسكوكين كما ختمهما بنك المغرب، فناولته إياها، فلم يصدق. قلت له: "اذهب، فما تبقى من باب العشور (أي الزكاة )". ناوَلني اللوحَ في انشراح منْ فاز وأفلح، منبها إياي – كما لو كان ذلك من أجل أن يطمئنني بعدم إجحافية الصفقة – قائلا في إشارة إلى الحصة القرآنية: "خذ، بصحّــْـتـك ؛ فالحصة المكتوبة هي حصة قد أفلح المومنون "، ثم انصرف انصراف الغانم.
نظرت إلى الحافظ الصغير من خلال المرآة العكسية بعد أن انصرف وغادر مغادرة طوعية في الاتجاه المعاكس، فألفيته من خلال مشيته إلى جانب زملائه المتأبط كل منهم لوحه بينما هو مسدلٌ يديه لا يلوي على شيء مما عدا ورقة بنك المغرب التي بيده – ألفيته وقد أصبح يحكي في بؤسه الجديد مشية النورس الكسير، كما صور ذاك الطائرَ الشاعرُ الفرنسي الشهير شارل بودلير في قصيدته "النورس" (L albatros). لقد أصبح مند اليوم جريحا بمفهوم عبارة "مجروح الجامع" (أي "جريح المسجد") عند المغاربة، الذين يطلقون هذه العبارة على أشباه المتعلمين، أي الأميين المقنـّـعين. إنه سيلتحق من الآن بجموع فلول "مجاريح الجامع" و"مجاريح الجامعة" من أشباه المثقفين وأدعياء المعرفة على اختلاف أوجه ودرجات وأسباب جروحهم المعرفية، والذين يشتركون - بسبب تلك العاهة غير المرئية - في عدم القدرة على التمييز بين "أدري" و "لا أدري"، بخلاف ما يحصل من مزايا هذا التمييز لكل من الأمي والعارف، اللذين يدرك كل منهما في كل مقام الحدودَ بين "ما يدري" و"ما لا يدري"؛ بينما يحصل مثلا أن يعتقد "مجاريح الجامع" و"مجاريح الجامعة" بأن "الدراسة" عبارة عن مؤنث لــ"الدراس"، الذي هو الأصل في عرفهم بحكم قاعدة تغليب المذكر على المؤنث في النحو مند عصور الوأد الذي، وإن لم يعد يطال بنات حواء، فقد استعاض عن ذلك بوأد "الدراسة" بما أنها أنثى بالقياس إلى الدِراس الذي هو ذكـَر قوام عليها؛ وبذلك يغلبون أسلوب الدراس في التصور والتصديق والتعامل مع الطبيعة والتاريخ والانسان.
قلت في نفسي مستشهدا بما افتـُتـِح به اللوحُ الذي وضعته ورقة بنك المغرب بين يديّ : "صحيح أنه "قد أفلح المومنون الذين هم في صلاتهم خاشعون"؛ لكن من الذي فاز وأفلح من بين طرفي هذه الصفقة الصباحية التي جاءت صدفة من غير موعد ولا ميعاد؟ أليس الأمر، كما قال الحافظ الصغير الثاني، أن أدوات تحصيل العلم حُبُس ووقف لا يباع ولا يفوت مهما كان وجه التفويت؟ ألم تقم إذن، يا هذا، بجريمة استغلال النفوذ متمترسا في سيارتك، ومعتدا بأوراقك المالية التي يحولها قرار إداري شهريا من بنك المغرب إلى جيبك عبر سلسلة من مراكز التأشير والتي كان حريا بك أن تقصر قوتها الإبرائية على بضاعة الجزار وبضائع فصيلته من مموّني الاستهلاك بلا حدود، بدل أن تجعل منها قوة إغرائية تغرّر بها بقاصر، هو حافظ صغير أفقدته ثقافة الاستهلاك المحيطة به صوابَـه، لتجرده من لوحه الذي كان يحمله بين يديه؟" أجابني أنا الثاني قائلا: "على كل حال، بما أن أمر ذلك الفتى ومعنوياته على ما رأينا إزاء العلم ورموزه وأدوات تحصيله، شأنه في ذلك شأن من يعبد الله على حرف، فإن مصير ذلك اللوح كان محسوما مختوما سلفا؛ وحسناً كان الأمرُ أن انتشلته منه بتلك الطريقة. أفـلست أنتَ الذي ما تزال تحتفظ احتفاظَ شحيح ضاع في التُّـرب خاتمُه بدفاترك المدرسية التي يعود اليوم أقدمها إلى نصف قرن بالرغم من كثرة تجوالك وحِلـّك ترحالك؟ ثم ألستَ تتذكر بأن أول هدية وسمَتْ ذاكرتـَك، بالرغم من بساطتها، وأنت حينئذ ابن حوالي الأربع سنوات، ولمّـا تدخلْ الكتـّابَ، كانت هي تلك الدواة من الزجاج التقليدي الأخضر، المكعبة الشكل والفارغة بلا سداد، والتي قدمتها لك الجارة المسنة "للا يجـّـا عبلاّ نايت بويسان" السكتانية، صباح ذلك اليوم الكئيب، يوم رحيلها وآلِ بيتها عن الديار والجيران، وهي تجمع آواخر بقايا المتاع من بيتها، وعيناها تذرفان دمع الفراق قائلة لك بالأمازيغية - وأنت تتعقب خطواتها في فضول من لم يفهم شيئا - : "هاخ ا– يوي، امز ما س– ار تاقـّـرات" ("خذ لك، يا بـُنـيّ، ما تتعلم به القراءة")؟ إن أمر حادث شارع عقبة إنما يعكس ما جرتْ به المقادر من "تبضيعٍ" و "سلعنةٍ" للمعرفة وللوازمها وأكسيسواراتها، ومن "تضبـيع" للمرشحين الفاشلين لحملها كنتيجة لسيادة قيم سوقية وبرصوية مؤسَّـسة على ثقافة استهلاك في وجهه البدوي، قوامها "الدمغي" كنمط للتفكير والشفهية كنمط للتوثيق والتدبير، والتي أصبحت تزحف اليوم عبر الهاتف النقّال والشاشات المنزلية لتجهز على ما اتضح اليوم أنه عبارة عن سحابة صيف من قيم الإيمان بالعلم والمعرفة في حد ذاتهما قبل عقود. فما كنت أنت إذن لتصلح ما أفسده الدهر لو أنك اكتفيت بصدقة درهم أو بـمجرد قولٍ معروف من قبيل "الله يسهل الأمور". فمساهمات من هذا القبيل الأخير في "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" التي أعلن عن برنامجها الطموح، يمكنك أن تحتفظ برصيدك منها لصرفه لصالح المتسولين عبر كل خمسين مترا في زحمة كل ضوء أحمر بملتقايات طرق العاصمة.

أين الحدث من اللاحدث في غمرة ما حدث؟
لست أدري بالضبط من المحق هنا إذن؟ أنا، أم أنا الثاني، أم كلانا، أم لا أحد منا على الإطلاق، بالرغم من أن هذا الوجه الأخير من الاحتمالات لا يعترف به منطق المتناظرين في ثقافتنا المانوية. كما لسنا متيقنين، لا أنا ولا هو - أقصد أنا الثاني- أفـما حدثَ لي صبيحة يوم فاتح السنة الهجرية بشارع عقبة هو الحدث، بمفهوم حديث عبد الله بن مغفل، من حيث ما يبدو في تلك التجربة وكأنه زيادةٌ أو مزايدة في أوجه وصيغ البر والصدقة، من حيث أن الحدث بذلك المفهوم هو أن تزيد في الدين ما ليس فيه؟ أم أن ذلك عبارة عن "لاحدث"، وأن "الحدث" الحقيقي، بمفهومه الجوهري، وكذا بمفهومه الإعلامي، هو ما حصل بعد ذلك اللاحدث بثلاثة أيام، في أول يوم جمعة لهذه السنة الهجرية المباركة، حين حج الآلاف من أبناء الأمة إلى شارع آخر من شوارع العاصمة للمشاركة في حملة "الدفاع عن المصطفى الكريم"، التي تلقيت بالمناسبة دعوة فضولية بسند مُعَـنْعَـن عبر شبكة الكشاف "أبي الغيث" (أعني "بيل-غيط" Bill Gate) للانخراط فيها، أي للتضامن مع النبي صلى الله عليه وسلم، حسب تعبيرهم، ضد أحد الخطاطين الرشَـمَة من رشّامي الكاريكاتورالسكاندينافيين يبدو أن الحظ قد فتح أمامه إما أبوابَ الشهرة على الطريقة الرشدية (نسبة إلى "سلمان رشدي"، لا إلى "ابن رشد") وإما أن المقادر قد فتحت عليه أبوابَ الجحيم على الطريقة الفانغوغية (نسبة إلى المخرج السينمائي فان غوغ المغتال) التي دشنها أحد "المجاريح" المغاربة قبل سنة على رصيف أحد شوارع امستردام حينما اغتال المخرج الهولندي بسبب فيلم وجده متحاملا على الديانة الأسلامية. فلقد تجندت الأمة بعامتها، وهي في المقدمة، وبنخـَبِها الحداثية والتقليدية، وبحكومتها، وبممثليها في البرلمان، للتنديد بدزينة من الرشوم الكاريكاتورية غير الموفقة فنيا ولا أخلاقيا، والتي كانت قد صدرت قبل أربعة أشهر، ولم تشاهدها الحشود الهائجة التي اكتسحت الفضاء العام دفاعا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، دون غيره من الأنبياء والمرسلين، كما لو كان هذا النبي نبيُّ قبيلةٍ، أو عصبية، أو جهة، أو إقليم، إي كما لو أن التنزيل لم يقل في حقه "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ" (سبأ 28). لقد انخرط الجميع بذلك في حملة العالم الإسلامي العارمة وغير المسبوقة النظير للدفاع عن شخص النبي محمد بن عبد الله الهاشمي العدناني القرشي دون غيره من سائر الأنبياء، بمن فيهم موسى كليم الله، وعيسى ابن مريم المؤيد بروح القدس (البقرة 87؛ 253)، اللذين يتناولهما مع ذلك الرسم، والكاريكاتور، والسينيما، على أعمدة الصحافة وعلى الشاشات بنفس الوتيرة التي يتناول بها الأذانُ النبيَّ محمد من أعلى الصوامع؛ كانت حملة عارمة لم يحصل مثلها حتى على إثر ما أقدم عليه الأديب "المجدوب"، سلمان رشدي، الذي تناول عمله، الفني على كل حال، ليس فقط شخصَ النبي الكريم، الذي يقول عنه نص التنزيل، على كل حال كذلك: "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد" (الكهف 11؛ فصلت 6)، بل تناول صميم صحة وتحقيق متن التنزيل فكان أن ناب الخميني حينئذ عن الأمة فأفتى بقتله مقابل مكافأة ببضعة ملايين من الدولارات على الطريقة الويستيرن. إنها هَــبّـة لم تحصل في شهر سبتمبر الماضي، تاريخ ظهور ترهات الوشم الكاريكاتوري السكاندينافي، ويصعب بالتالي تبيـّنُ أسسها الحقيقية ومدى علاقتها في الواقع بمجرد سطحيات ظرفية وحماسية انفعالية لاعقلانية، تتميز جهويا بنتائج انتخابات "حماسية" في غزة، وبالمزايدات المبنية على توجس انعكاسات الفوز الحماسي المخيف على نتائج انتخابات أخرى هنا أو هناك، إما توجسا عن طريق إعمال القياس الفاسد تارة باسم معاهد عصرية لسبر الآراء، وإما بأخذ رؤى الأولياء أو جفريات الدجالين مما يتراءى من رؤى وبشارات مباركة على ضفاف دجلة أو أبي رقراق، ويسوّق عبر شبكة الكشاف، بيل-غيط، مأخذَ الجد تارة أخرى.
والحال أنه حتى جيل الصحابة، وعموم المهاجرين والأنصار من عباد الرحمن "الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً" (الفرقان 63)، والذين "إِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً" (الفرقان 72)، لم يكونوا "يهشّـشون" معنويات الملة عن طريق ربطها بمعنويات ضعاف القلوب من الذين يعبدون الله على حرف ويحسبون كل صيحة عليهم. فذلك الجيل لم يهـُبّ مثلا مثل هبّـة جيلنا البـسوسية هذه، في تضامن مزعوم مع النبي و"دفاع عن المصطفى" على إثر حدث كان وقعه المعنوي أخطر بكثير - في سياق مجتمع الوأد وثقافة الشرف المشرقية - من وقع بعض ترّهات لغة الكاريكاتور التي ينتمي أصحابها إلى ثقافات تصويرية بلاستيكية، ألا وهو حدث "حديث الإفك"؛ ذلك الحدث الذي كان أبرزُ أبطاله مع ذلك - من بين أولئك "الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ الغَافِلاتِ المُؤْمِنَاتِ" (النور 23) من أزواج الرسول - شخصا مسلمَ العقيدة والدين، مـُلزَماً بحدود دولة الإسلام التي ساهم في بنائها من حيث أنه هاجر مع المهاجرين، و شهد غزوة بدر مع الشاهدين، ألا وهو مِسطَحُ بن أثاثه بن عباد بن عبد المطلب القرشي، ابن بنت خالة أبي بكر الصديق، الذي يلزمه بحكم ذلك الانخراط في الدولة الإسلامية الناشئة كل أحكام تلك الدولة. أفهل النبي المصطفى أقل نبوّة ومكانةً في الملة وعند الله إذن، في أعين جيل أولئك المهاجرين والأنصار، لِـمجرد ما كان من معايشتهم إياه وهو نبي "يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ" (الفرقان 7) ويردد فيهم قول التنزيل " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ" (الكهف 110؛ فصلت 6)؟ أم أن أولئك الصحابة وعموم المهاجرين والأنصار بمن فيهم من السابقين الأولين أقلّ رسوخا في الملة من جيلنا هذا، الصاخب في صلاته إذا صلى، والغاضب المزبد في خطبته إذا خاطب أو خطب، والعنيف في سلوكه ومعاملته في الشارع والمكتب والمعمل وحتى بين الصفوف في المسجد، والمتعصب في قناعاته ومشايعاته أكثر من تعصب الحشود لفرق كرة القدم، والذي سيحتفل فريق منه بعد أيام، مع مطلع السنة الهجرية، باسم الوفاء لرموز الملة، بمشاهد إراقة المؤمن لدم جبهته وفوديه بالسيف، وعرضه عرضا على القماش الأبيض أمام الملإ وأمام العدسات كما لو أنه يتدرب سنويا قصد إراقة دم أضحية بشرية في يوم من الأيام أمام شاشات العالم وأنظار العالمين دفاعا منه – حسب اعتقاده – عن خير أمة أُخرجت للناس (آل عمران 110)، وذلك باسم ملة التوحيد دائما، ولسان حاله يردد قول الراجز الخارجي:
"أحمل رأسا قد سئمتُ حملَهُ * وقد سئمتُ دَهنَه وغَسلَهُ
ألا فتىً يحمل عنّي ثقلَـهُ"؟

فأين الحدث إذن؟ وأين اللاحدث في غمرة ما حدث؟ وهل يصح بالتالي افتراضُ أنْ تكون هناك علاقةٌ سوسيو-ثقافية أو فلسفية أو جفرية من نوع خاصّ فيما بين ظاهرة تفويت الحافظ الصغير لرمز "الأساس العقاري" للتحصيل والمعرفة على قارعة شارع عقبة بعاصمة المملكة، والتحاقه بفلول" مجاريح الجامع" و"مجاريح الجامعة"، وبين ظاهرة الهبـّة المضرية للتضامن مع الرسول في وجه رسامٍ للكاريكاتور منحدر من إحدى القبائل السكاندينافية على مشارف الدائرة القطبية الشمالية؟
وإذا كان الجواب بالإيجاب، أفمن باب الغلوّ وتهويل الأمور أن يتنبأ متنبئ، إما في حلم كابوسيّ، وإما تحليلا مستقبليا، أكاديميا أو جفريا من بنات قرائح الأولياء الذين ثبتـتْ لهم الكرامة، بأن "مجاريح" جيل الحافظ الصغير من أبناء أمةٍ ذاك وجهٌ من أوجه عبقريتهم في التعامل مع قيم المعرفة في علاقتها بقيم السلع والعروض والعقار، لن يتورعوا في الغد القريب من تنظيم مظاهرة تكون الأولى بعد الألف، في الألفية الثالثة أمام البرلمان، للتجديف بــ"ـتضامن" صريح الوثنية هذه المرة مع الواحد الغني عن زبد المزبدين وصخب الصاخبين من على المنابر وعبر مكبرات الصوت فوق الصوامع وعلى الإقراص المدمجة، سبحانه عما يصفون الوارد في تنزيله على لسان لقمان الحكيم: " ... واغضض من صوتك، إن أنكر الأصوات لصوت الحمير" (لقمان: 19)، وهو العزيز الغني حتى عن صلاة المصلين الذين هم في صلاتهم خاشعون، وعن أضاحي المضحّين بفحول الضأن التي "لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا" (الحج 37)؟
ولعل مما يرجح هذا الاحتمال الأخير، بالرغم من ضعفه – وليس كل ضعيف بمستبعد – أن هناك من جهة في هذا الكوكب الأرضي الصغير، من يشفـقون اليوم، في عقر ديارهم التي يعتبرها البعض "ديار حرب"، من احتمال أن تُــقَـنـّن سيـنـماهم، وفنونهم البلاستيكية، وإبداعاتهم الدراماتيكية، وشؤونهم المدنية، وأحوالهم الشخصية، تقنينا وضبطا من خارج ديارهم، مع أنهم هم الذين ابتدعوا أسسها الفنية عبر أسلافهم، ووضعوا أطر تدبيرها فيما بينهم، وتحت سمائهم، فيصيحون - في شعورهم ذاك - في وجه الجموع "المتضامنة" مع النبي المصطفى المختار، والمتوعدة بإحراق اليابس والأخضر، داخل الدار وفيما وراء البر والبحر، قائلين (أي المشفقون) فيما يعتبرونه دفاعا عن عقر الدار: "نعم، من حقنا أن نجعل الله موضوعا للكاريكاتور" (أنظر يومية France Soir 2 فبراير 2006) بما أن الإسلام الذي تحرِّم ثقافتُه لغةَ التشكيل والتجسيد على غرار التقاليد الابراهيمية والموسوية (לא תעשה לך פסל "لا تتخذ لك تصويرا"؛ الخروج 20 : 4؛ تثنية الاشتراع 4 :5) ليس هو ما يؤطر مؤسساتنا وقوانيننا التي بنينا صرحها بشجاعة أجيال مفكرينا، من جيوردانو برونو، إلى فولتير، إلى دي-كوندورساي، وبتضحيات ثوراتنا المتتالية؛ وبما أنه لن يبقى هناك أي شبر للحرية في مجتمعاتنا إذا ما نحن أصبحنا يوما ملزمين بالامتثال، تحت سمائنا المعولمة بشريا ومِلـيا، لمجموع ما هناك من محرمات ومحظورات وممنوعات ومكروهات في مختلف الملل والنحل للمجموعات البشرية التي تؤثث بنزوحاتها فضاءنا المعولم، والتي لا يسعنا إلا أن نتفهم كل ملة منها فيما اختارته لنفسها وفي فضاءاتها الخاصة على وجه الحصر من لائحة تلك المحظورات، ما بين تحريم لحم الخنزير عند اليهود والمسلمين، إلى تحريم لحم البقر عند الهندوس، مرورا بحظر المجسدات في ثقافتي اليهودية والإسلام، الخ. ولكن ليس لأحد أن يلزمنا بتلك المحظورات منفردةً، وبالأحرى مجتمعةً، كجزاء لنا على فتح حدود فضاءاتنا، أو كجزية وثمن لسكننا تحت نصيبنا من قبة سماء هذا الكوكب الذي لا يزداد إلا ضيقا.
كما أن هناك من جهة ثانية - من بين ما يقوي ذاك الاحتمال الضعيف الذي ينذر تحققه بجلاء جديد لعشرات الملايين، هذه المرة، من أوروبا وعلى طريقة إيزابيلا الكاثوليكية، تدشينا لعهد انحطاط آخر في الضفة الجنوبية والشرقية لبحر الروم بما أنه لن ترحّـل إلا الفئات غير المندمجة، عكسَ الأدمغة والأطر، ما تناقلته مصادر صحفية عن الشيخ حسن نصر الله، الأمين العام لحزب عتيد اعتبر نفسه بكل بساطة حزبَ الله تعالى، من قول ذلك الشيخ بأنه لو نـفـّـذ مسلمٌ فتوى الإمام الخميني بإهدار دم سلمان رشدي قبل 17 سنة لما تجرأ أحد اليوم على النبي محمد (جريدة "الأحداث المغربية" 3 فبراير 2006). فيبدو إذن أن كل الاحتمالات واردة في العلاقة ما بين السيف والهلال من جهة وبين بقية رموز وشارات هذا الكوكب المحتقن، وأنّ كل الأبواب مفتوحة أمام جيل الحافظ الصغير من "مجاريح الجامع" و"مجاريح الجامعة" ممن يشترون برموز العِلم ثمنا قليلا كلما سنحت أول فرصة، فلا تسعفهم، بعد ذلك، عبقريةُ ثقافتهم الشفهية والسوقية والمحيطية، على التدرج في الألواح حتي يحصل لهم من الفلسفة ومن العلم والنظر ما يجعلهم يدركون - من بين ما يمكن أن يدركوا - معنى قول التنزيل في سورة الرعد "أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً. وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ المِيعَادَ. وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ." (الرعد 31-32؛ انظر كذلك الأنعام 10، والأنبياء 41) الرباط 3 فبراير 2006
-----------------------------------------
(1*) مقال نشر في بعض الصحف المغربية على إثر الضجة التي كانت قد أثارتها في نهاية 2005 وبداية 2006 رسوم كاريكاتورية دانماركية تسخر من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.




#محمد_المدلاوي_المنبهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العطلة (1*)
- قضية الصحراء: عودة إلى تطوير الخطاب والسياسة في المغرب (*1)
- أسئلة حول التنوع الثقافي واللغوي في وسائل الإعلام بالمغرب (* ...
- اللغة العبرانية في عشرية تدبير اللغات الأجنبية بالمغرب (*1)
- فصيلة الأسئلة المغيَّبة في النقاش حول حرف كتابة الأمازيغية ( ...
- أسئلة حول اللسانيات والبحث العلمي بالمغرب (حوار)
- هل من تعارض وطني بين إنصاف الأمازيغية وتأهيل العربية؟ (حوار)
- موقع اللغة الأمازيغية من التعدد اللغوي بالمغرب
- انطباعاتٌ عن طباع وطبوعٍ وإيقاعاتٍ من بايروت
- عن اللقاء حول مسألة الديموقراطية في المملكة المغربية


المزيد.....




- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المدلاوي المنبهي - الحافظ الصغير (من وحي الكاريكاتور الذي زعزع أركان أمة) 1*