أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - أوراق عمل توحيد الشيوعيين السوريين- الندوة الفكرية المركزية الأولى حول:المرجعية الفكرية - الجزء الثاني















المزيد.....



أوراق عمل توحيد الشيوعيين السوريين- الندوة الفكرية المركزية الأولى حول:المرجعية الفكرية - الجزء الثاني


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 610 - 2003 / 10 / 3 - 04:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مداخلات الحضور

1   ـ سلطان قنطار (السويداء):
في هذا العنوان: «المرجعية الفكرية» وانطلاقاً من الورقة، أنا في الحقيقة سبق وأن تحدثت في إطار مجموعة عن هذا الموضوع، لذلك كان عندي مسألة رئيسية أريد أن أؤكدها اليوم بعد كل ما سمعت وهي (ماهو الشيء الأساسي بمصطلح المادية التاريخية عند ماركس).
في المادية التاريخية عند ماركس: تكلم ماركس عن علاقات إنتاج  وقوى إنتاج وبناء فوقي، بخصوص القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج نستطيع التكلم عنها بلغة الرياضيات بالفعل لكن في البناء الفوقي هذا الانعكاس معقد وبالتالي إن الحديث عن البناء الفوقي لا يمكن بلغة الرياضيات وفق المادية التاريخية.
الحتمية التاريخية: وهي مرتبطة بما سبق، الحتمية التاريخية بمفهوم الماركسية مرتبطة بالبشر وإرادتهم، وهذه الحتمية تفترض مستوى عالياً من الوعي من أجل السير بموجبها والذي يستند إلى مصطلح الحتمية التاريخية ويجلس في منزله فإن ماركس بريء منه، حيث أن ماركس يقتضي نموذجاً طليعياً مناضلاً شاملاً وعلى كل المستويات في الفكر والسياسة والتنظيم بالحزب.المصطلحات: الخوف من أن نغرق في جدل عقيم..
2ـ نعمان عبده (سلمية):                            
بالتأكيد  موضوع المرجعية الفكرية يحتاج إلى جدل ونقاش عميق ربما خارج نطاق ندوة نتمنى أن يكون هذا النقاش مكتوباً. بدون شك من أجل نقض أي ظاهرة علمياً يجب تحديد موضوع هذه الظاهرة ولما كنت ماركسياً فإن الماركسية حق النظري والعملي هي الماركسية تحديداً. لذلك ماهي الماركسية؟
أجاب لينين في إحدى مقالاته إنها: المادية الديالكتيكية ـ المادية التاريخية ـ الاقتصاد السياسي ـ ديكتاتورية البروليتارية والاشتراكية العلمية.
أستطيع الزعم أن الماركسية تمتلك سمات علمية أكيدة وتحديداً في المنهج وماهو المنهج وهل هو ثابت أم متغير (حقيقة أن الإشكالية التي أثارها الرفيق إشكالية عميقة ومهمة جداً جداً. كيف نحدد ماهو الثابت وما هو المتغير؟ هناك متغيرات في الثواتب وثوابت في المتغيرات، إذاً صلة جدلية بين كل مقولتين وأتمنى أن لا ننتكس باتجاه المنطق الصوري الذي يؤكد على ثنائية المقولات القطبية وليس على المتصل الداخلي العميق للترابط والتشارك بين مجمل المقولات التي تتناول الظاهرة الواحدة. لذلك أستطيع القول أنني ربما أختلف مع ماركس وهذا شرف عظيم ليس لي فقط بل لكل مفكري العالم، أن يختلفوا مع قامة علمية بوزن كارل ماركس، أختلف معه في العديد من النقاط ومع ذلك مازلت مصراً بأنني ماركسي على أرضية قناعتي أن الأداة  المنهجية النهج المادي الديالكتيكي هو المنهج الأكثر علمية حتى الآن في تناول ظواهر الواقع الموضوعي وحتى الذات بما أنها بعد من أبعاد هذا الواقع. لذلك أقول تنتصب أمامنا العديد من القضايا ليس فقط بحكم المنهج وإنما بحركة المنهج وحركة الواقع كي نبرر لأنفسنا كشيوعيين نكون أو لانكون، تتوقف الإجابة أو حسم أحد الخيارين على جواباتنا على قدرتنا في القبض على القضايا الجوهرية المطروحة الآن على جدول أعمال التاريخ البشري، أحد هذه النقاط هو الموقف النقدي العلمي الجريء من الماركسية ولا أقول (الماركسية ـ اللينينية ـ الجرامشية) لست معنياً بهذه المسألة وإنما أقول الماركسية تحديداً كنظرية تتضمن الإضافات اللاحقة.
العولمة وموقعها في نمط الإنتاج الرأسمالي، هل الرأسمالية حتمية بحكم الضرورة الموضوعية خارج الإرادة الإنسانية، لها حد نهائي لا تستطيع تجاوزه. أم أن ثمة احتمالات الخيار الاشتراكي هو الاحتمال الأساسي بما هو بديل لكن ليس بديلاً مشتقاً خيطياً من الواقع الرأسمالي، يحتاج إلى شروط معينة، ماهي ملامح هذا البديل الاشتراكي؟
ثانياً: هل العولمة فعلاً هي نهاية الرأسمالية؟ ماهو الموقف الجدلي من العولمة تحديداً؟ هل مفاهيم الوطنية والقومية هي مفاهيم ثابتة خارج المنظومة المعرفية المنطقية للمادية الديالكتيكية أو التاريخية أم أنها مقولات تعكس مراحل معينة في تطور المجموعات البشرية سواء كانت شعوب أو قوميات أو أمماً الدولة القومية تحديداً هي أرقى شكل تاريخي حتى الآن للتعبير عن وحد ما أو إقليم ما عن سيادة دولة إذاً ماهو الموقف الماركسي من الدولة وسيادة الدولة الوطنية الآن؟. هل هذا المفهوم مازال يحتفظ بصلاحية أو بات بحكم الماضي.

3       ـ نصر حيدر (حماة):
أيها الرفاق كنت قد تقدمت في اجتماع 18/10/2002 بمداخلة أكدت فيها أهمية قوة الفكر في وحدة الشيوعيين، اسمحوا لي أن ألخصها لأنني سأبني عليها مداخلتي الآن:
إن أهم قضية تجمع الشيوعيين هي قوة الفكرة فهي الكفيلة أن تلم الشيوعيين بمقدار ما هي صحيحة وبمقدار ماهي استمرار للنظرية الماركسية، وقلت حينها لا علاقة للفكر الذي في أذهاننا اليوم والذي ندعي أننا نمارس ما نمارسه من أفعال ونتخذ مانتخذه من مواقف هو بناء على الماركسية، لا، لا علاقة لكل ذلك بالماركسية اللينينية واكتفيت حينها بدليلين: الأول أن ماركس احترز على من بعده من الجمود، فقال: أنا لست ماركسياً. والدليل الثاني: قول أبوقراط: (المرء لا يستحم في ماء النهر مرتين) وأوضحت حينها أن من أتى بعد ماركس أدخل الماركسية في الجمود وأن إدخال الماركسية في الجمود يعني قتلها وكل ذلك من أجل أن يثبتوا في مواقعهم ومن بعد الثبات جاءت مرحلة السبات وماجرته إلخ….
ودليلي الثالث هو ما أدلي به الآن وهو أن من أتى بعد ماركس لم يأخذ بديالكتيك ماركس ولم يواصل المسيرة فيه لا في التفسير ولا في التغيير لم يصل مابدأه  ماركس وواصل فيه لينين ومن أتى بعدهما وسار على النهج.
وقلت حينها ماركسية ماركس صالحة لعصره وما بعده قليلاً وما بعد ماركس له ماركسيته التي تلائم عصره وأقول الآن إن من يدعونا اليوم إلى الاشتراكية قبل قرن كمن يدعونا لأن نستحم في ماء النهر قبل قرن ونيف والنهر قد غير ماءه مرات ومرات ويمكن أن يكون قد غير مجراه بل سريره بالخالص.
وعليه أقول علينا ألا نأمل من الذي قد مات أن يحل مشكلات من هم أحياء. فالأحياء هم الأولى والأقدر إذا كانوا يحملون أصالة ذلك الميت الذين ولدوا من أحشائه لكن في زمان غير زمانه مضيفين إلى تلك الأصالة حسن التكيف مع الجديد والإبداع على مستوى كل حقبة تأتي.
أيها الرفاق: لا أجدني بحاجة إلى أن أعرض أو أتعرض لديالكتيك ماركس، فأعتقد أن كل وحد منكم يمكن أن يكون أكثر معرفة مني به، لكن وجهة نظري هنا هي أن هذا الإنسان الذي استوعب فكر الإنسانية وأجمله في نظرية متكاملة صحيحة ووضعه على خارطة التطبيق ونهج له الطريق وأبقاه مفتوحاً نستطيع أن نقول إن ماركس مهندس الفكر الإنساني، ترك النهج مفتوحاً، لكن نحن لم نواصل الأجيال التي أتت بعده، عطلت الماركسية بعد لينين الذي كان أدرك واستوعب ماركسية ماركس وأدرك الاشتراكية إذا طبقت تطبيقاً صحيحاً تحمل القوة وعواملها لذلك أكد على تطبيقها ولو خلف جبال الأورال. وجاء الزمن وصادق على ذلك، لامجال هنا للشرح والإطناب نكتفي بالإشارة إلى أن البروليتاريا الظافرة لم تشأ للدولة أن تضمحل لتكون هي البديل وهذا خطأ قاتل. وإن كانت الحجج كثيرة لكن كلها باطلة.
وبناء على ذلك لم يكن خير الإنتاج لخير المنتجين ولم تتحقق مقولة: من كل حسب جهده ولكل حسب إنتاجه وإنما تحول اننتاج وخير للطفيليين…إلخ.
وبناء عليه لم يتح للاشتراكية أن تحقق مانص عليه ماركس في آخر مرحلة من ديالكتيكه. يقول: «فإذا ما تحقق الاستملاك الاجتماعي لوسائل الإنتاج بكل نتائجه أمكن للإنتاج الاجتماعي أن يؤمن لجميع أعضاء المجتمع معيشة مادية تكفي تماماً أن تضمن لهم ممارسة جميع مواهبهم الجسدية والفكرية وحرية تطورها». ويقول أنجلز وإننا لنضيف قائلين إن هذه الإمكانية: «قد تحققت الآن لأول مرة وإنها موجودة الآن فعلاً» (أنجلز ص87 من تطور الاشتراكية).
وأي مستوى يطمح إليه الإنسان أفضل من هذا المستوى الذي قصده ماركس.
أنا أرى أن علينا أن نواصل من حيث ترك ماركس لنحقق هذه المرحلة التي هي الطور الأعلى من الاشتراكية، ماذا نمسي هذا التطور؟
على أننا علينا ألا ننسى أن على الحرية (حرية تطورها) في عصرنا الآن عصر الذرة نقطة سوداء كبيرة إنها القنبلة الذرية وأضرابها، فكيف يكون للحرية أن تكون حرية وفوقها وفوق رؤوس الكرة الأرضية هذا الكوكب الجميل هذه القنابل وأشباهها.
إن هذا يعطينا المؤشر كيف سيكون العمل ومن هما طرفا الديالكتيك فيه، ولا شك أن أحد أطرافه هو هذا الذي جعل الكرة الأرضية رهينة بواسطة هذا السلاح.
وأن الطرف الآخر هو كل من ليس معه، يمكن العمل  على ثلاثة مستويات:
المستوى الأول:
هو أن نبحث عن الجديد الذي هو استمرار للاشتراكية في أعلى طور لها وليس تكراراً. ويبدأ من قول ماركس المذكور أنفاً أي الذي يمثل آخر مرحلة في ديالكتيكه والذي ترك تطبيقه للأجيال من بعد ونحن أحدها وحسب زماننا.
المستوى الثاني:
أن نتعامل مع الأحزاب الشيوعية التي تغطي الكرة الأرضية انطلاقاً من المستوى الأول، ونفيد منها بعد تفعيلها وإعادة الحياة لها نستفيد بذلك من العدد ومن الكيف ومن النوع.
المستوى الثالث:
وهو كل من دائرته تتقاطع مع دائرتنا وله مالنا من مطامح ومصالح في الحفاظ على سلام عالمنا بعيداً عن خطر التهديد بالهلاك وبعيداً عن التلوث.

4   ـ محمود سمور (جيرود):
كل ما قيل أنا موافق عليه تماماً حول الماركسية وحول كل هذه الأمور، ولكن وجدت أن أتمم الحديث الذي بدأ فيه الرفيق (نصر) حول الواقع والخصوصية في الماركسية وكيف نعمل من أجل الوصول إلى فكر ماركسي جديد مناسب في واقعنا، أنا أقول أن كل الذي قيل يدخل في إطار نظري ، كيف نستطيع الخروج من هذه الندوة بشيء جديد يناسب ماذا نعمل؟
لأنه يلاحظ انحساراً للفكر الماركسي في بلادنا الشرقية وفي سورية والبلدان الإسلامية، انحسار ليفسح المجال لفكر إسلامي  يتوسع، كيف نرى نحن الماركسية حقيقية وصريحة وسليمة؟
هل لدينا طبقة اجتماعية بروليتارية صحيحة؟ هذه الأزمات التي أمامنا يجب أن نناقش المرجعية بما نطرح. الدين حيث أن له مرجعيته الفكرية من قرآن وسنة…إلخ. ونحن مرجعيتنا الماركسية ولكن كيف نطبق هذا على الواقع؟
سياسة الحزب الشيوعي وسياستنا قائمة على السياسة الوطنية بعيدة عن القضايا الاجتماعية والقضايا الطبقية.
منذ أن تأسس الحزب الشيوعي السوري عام 1924 حتى الآن تسيرنا عوائق الضغط الخارجي الإمبريالي بالضغط على القضايا الوطنية لدينا.
يجب أن نجد أثر هذا في الماركسية، كيف ترسم تكتيكنا واستراتيجيتنا كشيوعيين وهذا مهم علينا أن نناقش هذا الأمر.
ولاشك أن هناك كل أيديولوجيا تحمل في باطنها ملمحاً طبقياً، المسلمون لديهم ملمح أيضاً، وإن كان حمال أوجه. يمكن للبرجوازي أن يجد ما يؤيده والفقير والمستضعفون إلخ..
كيف ننشط نحن الشيوعيون في مزاج ديني أعمى؟
هل وضعنا هذه الظاهرة الدينية في مجال الدراسة، هل شكلنا مكتباً مختصاً بدراسة هذه القضية؟ علينا نحن أولاً أن ندرس الإسلام كشيوعيين.
قد تتعجبون من أن بوش وغيره يعرفون الماركسية، كل الذين حاربوا الاتحاد السوفييتي لو لم يعرفوا الماركسية لما استطاعوا أن يكونوا عاملاً من عوامل إسقاط الاتحاد السوفييتي. نحن إذا أردنا أن نناقش الدين والمتدينين وهذا الوسط المحيط بنا علينا أن ندرس الإسلام كما ندرس الماركسية، لنأخذ القضايا الإيجابية والقضايا المشتركة التوافقية بين الناس المستضعفين ومع المتدينين المتنورين وهذه الظاهرة ليست جديدة في سورية من أيام أنطون جميل عبد الرحمن الكواكبي وجمال الدين الأفغاني.
وأخيراً لنعد إلى الماركسية اللينينية كمرجع فكري صحيح وسليم وسيبقى هكذا، ولكن علينا أن نأخذ هذه المرجعية وهل تناسب واقعنا وماهي خصوصيتنا كمجموعة شيوعيين؟ كيف نتعامل مع هذا الواقع وخاصة مع هذا المزاج الديني وخاصة وأننا نفتقد في مجتمعنا إلى طبقة بروليتارية صحيحة حيث أن كل عامل لديه (محل ـ متجر) تفكيره كبرجوازي صغير وأقترح تشكيل مكتب من أجل إيجاد خطاب مناسب للمسلمين والمؤمنين لكي ننجح في تطوير فكر ماركسي واقعي صحيح.

5   ـ سلام حصني (طرطوس):
ضمن الشروط التي نعمل على إنجاحها جميعاً في الاختلاف والاتفاق سأحاول أن أورد ثلاثة نماذج اجتماعية في البحث عن المرجعية الفكرية التي أراها من وجهة نظري هي بحث عن الهوية والحصول عليها:
        1)          في عام 1972 كانت هناك مناظرة تلفزيونية بين الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني وعضو مكتب سياسي لحزب الكتائب اللبنانية حاول فيها جورج حاوي آنذاك أن يلبنن الأفكار الماركسية، قال في تلك المناظرة: أن الحزب الشيوعي اللبناني يسعى إلى لبننة الأفكار الماركسية واتهمه على الفور عضو المكتب السياسي بالكذب.
                  2)                       في البيان الشيوعي والذي يحذر جميع الشيوعيين عن الترفع وعن عدم الإدلاء بالرأي في القضايا السياسية.
        3)          من الأصول اللينينية في التنظيم أنه ينبغي على الشيوعيين في الاقتراع التنظيمي أن يكون الاقتراع سرياً، ولا أعتقد أننا في هذه الأوقات التاريخية وقد كثر الحديث عن ضرورة الشفافية عندنا نحن الشيوعيين، الشفافية والمصداقية والعودة إلى البدايات التي عرف بها الشيوعيون أنهم أوفى وأصدق من هذه النماذج الاجتماعية الثلاثة لتعطينا الاستنتاج الكامل عن أي مرجعية نتحدث نحن.

6   ـ إبراهيم اليوسف (الجزيرة):
بلا ريب تسجل ندوة اليوم نقطة انطلاق مهمة في الاتجاه الصحيح وافتراق في بعض عثرات الأمس، أعني بعض الهفوات في طريقة التفكير بالأمس وامتداد لأصوات صائبة تم قمعها بل تخوينها طويلاً، ولكن فيما يتعلق بالاتكاء على التراث أرى أننا لانزال نتعكز على نقاط مضيئة في التراث وكأننا نلغي اكتشافاتنا نحن، ما زلنا نناقش ماقيل في نصوص الأمس حول العلاقة بين الثابت والمتحول كي نؤكد ما صلاحية الصالح لكل زمان ومكان، أجل أسأل ماذا نضيف نحن هنا لاسيماوأن قراءاتنا لم تكن قراءات حاخامية وقراءة الحاخام هي قراءة اليوم إلى الأمس. أعتقد نحن الماركسيين قد تجاوزنا هذه المرحلة الحاخامية لدرجة أننا كنا نقرأ الأمس إلى ما أول الأمس إن جاز التعبير، ومن أجل أي تغير في طريقة تفكيرنا علينا أن نبحث في ندوة مهمة كهذه عن العلاقة بين المثقف والمؤسسة، لماذا المثقفون قدموا لنا في نصوص تسهم في الرؤية التغيرية للواقع، إلا أن المثقف فيما بعد قد تحول إلى محض أداة بيد المؤسسة، صار عبارة عن ببغاء يكرر مقولات تسويغية تملى عليه من هنا وهناك، إلا أن من استطاع منهم أن يلجأ إلى الغموض كما طرح أحد الأصدقاء في طروحاته للالتفاف على السياسيين، أعتقد باختصار أن هروب  المثقفين من المؤسسة بعد أن كان هؤلاء المثقفون يجدون في هذه المؤسسة ملاذاً لهم، إن هذا الهروب هو نقطة مهمة كان يجب أن ندرسها تماماً كي نستطيع الحكم على تقويم درجة وعينا وسويته.
بصدد التوصيات وأرجو أن لا يكون هذا الطرح أيضاً استطراداً الآن بعض الأصوات حتى في حزب البعث العربي الاشتراكي (عبد الحليم خدام) رأت أن الخطأ الجسيم في الوطن العربي هو أنه لم يتم الاكتراث من قبلهم بقضايا مهمة وهي مسألة الأقليات في العالم العربي. ومن هنا بتصوري فأننا كماركسيين لم نطور رؤوس أقلام مهمة جداً كانت موجودة في برامج الشيوعيين في هذا المجال كما حالة الأكراد في سورية.
كما أريد أن أقول أن بعض الدراسات التي سمعناها من قبل شخصت أن الرأسمالية تسير في طريق مسدود وكان مثل هذا الاستنتاج في ظل اكتشافات محددة الآن وبعد اتساع رقعة الاكتشاف العلمية ماذا أضفنا إليها بهذا الصدد، من أجل استكمال محاور ندوة اليوم كان برأيي استنباط المهام الجديدة أمام الماركسية في هذه المرحلة الأكثر إحراجاً ووجدت أحد الرفاق أضاف نقطة.
النقطة الأخيرة التي أحب أن أقولها: الآن نحن نعيش عصر المعلوماتية، هل نحن مهيؤون لدخول هذه المرحلة لاسيما بمواجهة أخطاء كثيرة تتم أمام أعيننا.

7   ـ محمد طباطب (حمص):
سوف أنطلق من أهم أساس في الماركسية وهو تفسير وتغيير العالم ومن هنا يمكن أن أرى أن الكثير من الماركسيين عبر قياداتهم المختلفة في العالم العربي وفي سورية تحديداً تركوا  التغيير وهرولوا  كثيراً وراء التخسير .
التغيير مرتبط بقضيتين: ـ فكرية ـ سياسية.
القضية السياسية والطبقية، هي الصراع الطبقي وكيف يعمل الشيوعيون في فهم الصراع الطبقي في مجتمع ما، ومن هنا عبر هذا الفهم لهذا الصراع الطبقي يمكن تحديد المهام، وهنا أيضاً الشيوعيون أو الماركسيون وقعوا في مطب آخر لأنهم ابتعدوا عن قضية الاستيلاء على السلطة السياسية (البيان الشيوعي واضح) الاستيلاء على السلطة السياسية من قبل الطبقة الأكثر ثورية في المجتمع من قبل ماركس ومن بعده التاريخ أثبت أن الطبقة العاملة هي الطبقة الأكثر ثورية في المجتمع، هذا لايلغي ثورية الطبقات  الاجتماعية الأخرى وخصوصاً الفلاحين ويمكن القول أن الماركسيين في الظروف الراهنة أخشى من إعادة إغلاق القضايا..
الحديث بشكل أو بآخر عن مسألة الثورة، ماشروطها؟ كيف تتم؟ من وجهة نظري المتواضعة جداً أرى أن الواقع هو الذي يحدد، لكني أرى أن الماركسيين الآن في اللحظة الراهنة يعولون على قضية الديمقراطية وهناك أمثلة:
يقولون أن على الأحزاب أن تجد (أحزابها ونفسها وفكرها وبرامجها ونضالها) هذا صحيح وأنا معه، يجب أن نجدد كل ذلك، لكن التي حققت النجاحات ليست التي غيرت جلدها وجوهرها. يغيب عن ذهنهم أن أهم قضية (أن الإمبريالية التي يزداد احتكارها وتشن حرباً على العالم و هنا القضية الأساسية، الإمبريالية جزء من هذا الذي نراه ومن هنا لامساومة تجاه الإمبريالية أي خلل بسيط في هذا الفهم يوقع الماركسيين في مطبات من دون ذكر أسماء أحد قياديي الأحزاب الماركسية في سورية، قال: «وسنحقق الديمقراطية ولو خارجياً»، ويقصد أن نرضى بمجيء الأمريكيين.
رفاق، ما بين القضايا الفكرية والقضايا السياسية في علاقة مترابطة بالتالي يجب أن فهم ماهو الثابت وما هو المتغير في اللحظة الراهنة، تكلمتم عن المنظرين وأنا احترمهم جميعاً ولكن يجب أن أميز بين الشيء الذي قدمه نظرياً والخطوات العملية عندما جهزت الساحة للعمل يعني صارت هناك إشكالية بين النظرية والتطبيق، ليس على الصعيد العام بل على الصعيد الشخصي أحيانا.

وبالتالي هذه المهام والتوجه الفكري إلى ماذا يحتاج؟
يحتاج إلى حزب شيوعي من طراز جديد، هذا الطراز الجديد له محور خاص نتكلم عنه لاحقاً في المستقبل.

8   ـ أيمن بيازيد (دمشق):
لدي عدة نقاط أريد أن أناقشها مع الرفاق المداخلين، لكن في البداية أحب أن أؤكد أن لكل جماعة ولكل تنظيم في المجتمع مرجعيته، لذلك من وجهة نظري أرى أنه على الشيوعيين أن تكون لهم مرجعيتهم وهذه المرجعية هي الماركسية ولكن فهمنا للماركسية وكيفية تناولنا لها في مجتمعنا قد تظهر هنا بعض التباينات، وهذه التباينات لها أساسها الموضوعي كما أشار أحد المداخلين منها قصور معرفتنا أو قصور فهمنا للماركسية. النقاط التي أحب أن أناقشها و أؤكد عليها:
        1)         مسألة الرموز والشخصيات وأريد أن أضيف لها المواقف التاريخية للتنظيمات والقول: أعتقد أنه يجب التعامل مع هذه المسائل بشرف واستقامة موضوعية يعني أن نضع عواطفنا جانباً (الحب والكراهية) حتى نكون منصفين للتاريخ، برأيي هكذا نكون منصفين أكثر.
        2)         أحد المداخلين تأسف أنه لم يشر أي حزب شيوعي إلى الدور الصهيوني المخرب، أعتقد وبإنصاف أن الحزب الشيوعي السوري الذي قاده خالد بكداش تحدث مطولاً عن هذه المسألة وعن الإمبريالية، نحن لم نكن نلومهم لهذه القصة، بل بالعكس كنا نلومهم بما يتعلق بالمواقف الداخلية، بالمواقف من الجماهير الشعبية الكادحة، وفي المؤتمر الأخير أو الذي قبله هناك أكبر فصل في التقرير أو البرنامج على ما أذكر حول النضال ضد الصهيونية.
        3)         أورد أحد المداخلين عن إيجاد نظرية غير الماركسية، كيف؟ جوهر الماركسية بني على دراسة المجتمع الرأسمالي بمعنى وصل ماركس إلى أنه ينبغي إنهاء هذا النظام وبناء الدولة الاشتراكية على أنقاضه، فإذاً أي تجديد ضمن هذه الرؤية يعود الفضل الأساسي فيه إلى ماركس ولذلك لاينبغي إضاعة حقه ولذلك أقول أنا مع تطوير الماركسية وليس مع إيجاد نظرية أخرى.
        4)          مسألة الخصوصية لمجتمعنا: هناك خصوصية لمجتمعنا مثلاً اريد أن اطرح قضية، هناك فرق واضح ما بين الانتماء الطبقي والوعي الطبقي فإذا أخذنا الطبقة العاملة  السورية والجماهير الشعبية السورية، هل هناك دراسة وضعت من قبلنا أو حتى من قبل شيوعيين آخرين حول هذا الواقع، بمعنى أنه ينبغي أن تكون هناك أرقام إحصائية دقيقة إلى حد ما، هذه الأرقام الإحصائية تساعدنا كثيراً في وضع السياسة الصحيحة.
وللأسف لا يوجد لدينا مثل هذه الإحصائيات وبرأيي أن أكثر من النصف لا يوجد عنده وعي طبقي بمعنى أنهم غير مقتنعين بإزالة الظلم والنظام الرأسمالي.

9   ـ جمال الجرماني (السويداء):
عندما نقول مرجعية فكرية هذا شيء خاص بالفكر بالمجردات، ليس الفكر المجرد الخالص بل المرتبط بشيء سياسي الذي  هو المرجعية الفكرية للأحزاب.
هناك فكرة بسيطة أؤكد عليها ليس من قبيل التباهي، القضية اللغوية للأستاذ نذير حول (كارل غوبل) أنا لا أعرفه.
حول فكرة القيم عند كارل غويل، هل قيم الصدق والكذب نفسها عند في فصيل واحد في حزب واحد، هل هي نفسها عندنا من حلال وحرام، إلخ… هي ليست واحدة.
للدكتور نايف: هناك إغراق في المفاهيم الفلسفية وياحبذا لو تبسيط المفاهيم اقصد ربط الواقع بالملموس.

10                      ـ محمد الأحمد (دمشق):
مجرد رأي صريح في المرجعية، ولكن باختصار:
من الطبيعي أن يكون الركن الأساسي للمرجعية الفكرية هو الاسترشاد بالجوهر المتجدد للماركسية، و المحكوم بجدلية تحدد الشكل الذي هو حتماً متوافق مع تجدد الجوهر الدائم.
فالمجتمعات تحكمها علاقة إنتاج قد تكون متخلفة، وقد تكون متطورة، وحسب الظروف الموضوعية لكل مجتمع يجب أن تستوحى المرجعية الفكرية بما يتوافق مع واقع أي مجتمع حسب ما تمليه علاقات الإنتاج السائدة فيه وبالزمن الراهن.
وعليه فإن كل فكر يستند إلى مرجعية معنية لمجتمع معين، وتحكمه علاقات إنتاج معينة في زمن معين، سوف تصبح هذه المرجعية في مرحلة قادمة آيلة لامحالة إلى الأصولية، هذا إذا ماتخلفت عن مواكبة هذا التطور.
وحيث أن هذا التطور حتمي، فعليه يكون تطور المرجعية حتمياً، أي أنها محكومة بالحركة، وتخلف هذه الحركة هو الذي سوف يسقطها في مستنقع الأصولية، حيث احتكار الحقيقة وإقصاء الآخر واحتكار السلطة عند  الوصول إليها وقمع المجتمع وتخريب النسيج الاجتماعي الواقي الوحيد لحدود الوطن وكرامة المواطن.
وبناء على هذا: فلا ضرورة لوضع مرجعية فكرية ثابتة قد تصبح غداً حجة لعقيدة مقدسة قد تستبيح القمع والاستبداد والسيطرة على مقدرات البلاد ولنا بذلك أمثلة في الاتحاد السوفييتي، ودول المعسكر الاشتراكي والأنظمة الاستبدادية كالصين وكوريا الشمالية، وكوبا والأنظمة العربية كيف افقرت شعوبها وأهملتها، ومازالت مهمشة لا حول لها ولا قوة. هذا الاستبداد كان سلاحاً ماضياً في يد الرأسمالية التي مازالت تطعننا به.
كل يوم هناك جديد في حياة الشعوب، وبالتالي هناك كل يوم مرجعية جديدة، أرجو أخذ ذلك بعين الاعتبار.

11                      ـ عبد الرحمن أسعد (الجزيرة):
هناك بعض الملاحظات حول مسألة المخاطر من الاتجاهين العدمي والجمودي في الحركة الشيوعية سواء كان فقدان الأفق أو النزعة القومية أو فقدان دور الحزب في الحياة السياسية، بتقديري نحن بحاجة إلى إسقاط سياسي لهذه المسائل على الواقع السياسي في بلدنا، لأننا أحزاب ونمارس بالتالي الهدف من المرجعية الفكرية تحديدها وتطويرها والممارسة السياسية وبحاجة إلى إسقاط واقعي أكثر لهذه المسائل للمرجعية الفكرية على المسائل السياسية دون تخوف ودون أن نسمي أي اتجاه في الأحزاب الشيوعية داخل البلد أو خارجه، لكن هذا الإسٍقاط هام وضروري في هذه المرحلة.
مسألة انسداد الأفق التاريخي وانفتاح الأفق: هذا بتقديري وربما أكون مخطئاً، الحديث عنه بهذا الشكل مبكر، البشرية مرت قبل الرأسمالية بتطورات كثيرة وكانت حسب النظرية أن الحرب استمرار للسياسة ولكن بوسائل أخرى، إن هذه المسألة تمارس منذ بداية الرأسمالية العمل السياسي عندما تحقق ماتريد تمارس العمل السياسي وعندما لا تستطيع أن تحقق ماتريد تلجأ إلى العمل العسكري، وهذا ما يمارس يومياً في العصر الحالي، إذاً هذه ممارسات قديمة، إذاً أقول أن انسداد الأفق التاريخي مبكر لهذا الكلام ولم ينفتح بتقديري الأفق أمام القوى الاشتراكية ربما هذا أتٍ مستقبلاً ولكن اليوم الوقت مبكر بتحديد هذه المسألة.
حول المرجعية الفكرية واضح اتفاق الجميع رغم بعض التباينات، المرجعية الفكرية هي الماركسية اللينينية وهي بحاجة إلى تجديد حسب معطيات العصر والواقع الاجتماعي وحسب التطورات الفكرية والعلمية الكبيرة التي تحدث. وواضح أن لينين حدد أن التطوير في الماركسية يجب أن يكون بعد مكتشف علمي كبير وما أ كثر المكتشفات العلمية الكبيرة في هذا العصر الحاضر. أيضاً المرجعية الفكرية هي الماركسية اللينينية مع تطويرها في الظروف الجديدة وبعد المكتشفات العلمية ولكننا بحاجة إلى الاستفادة من كل الفكر الإنساني التقدمي في العالم سواء كان فكراً دينياً أو غيره.
مسألة أخرى، هل يجب أن نعتمد على البروليتاريا كما في السابق أم أن هناك فئات اجتماعية أخرى جديدة تدخل الساحة ولها مصالح متشابكة وقوية مع البروليتاريا والصراع الطبقي والنظرية الاشتراكية والاقتصاد، وأذكر بكلام لينين، يقول: «لكي تتعرفوا على الواقع السياسي واتخاذ الموقف الصحيح لاحاجة للرجوع إلى الكتب  وإنما أرسلوا مندوبيكم إلى جميع معالم المجتمع الاقتصادية و الاجتماعية وحددوا المهام التي تعبر عن مصالح أكثرية المجتمع» هذه المقولة تحدد لنا المسار السياسي الذي نحن بحاجة إليه، البشرية لم تتوصل إلى نظرية علمية أكثر تكاملاً من النظرية الماركسية حتى هذه اللحظة. مع ضرورة تطويرها لأن الحركة الشيوعية تخلفت كثيراً ولم تطور هذه المسألة نهائياً، وإنما كانت مشغولة بصراعات سياسية وصراعات فكرية، ربما لا حاجة لها وصراعات لا تتعلق بالواقع بقدر ما تتعلق بشيء من الطرف الفكري. أيضاً أقول إن تحديد المرجعية الفكرية في الظروف الحالية مع تطويرها حسب ماركس وأنجلز ولينين هو ضرورة في واقعنا واقع التطلع والعمل لوحدة الشيوعيين السوريين كما يقول لينين «يجب أن نحدد التخوم بيننا» إذا لم نستطع أن نعيش كحزب واحد يجب أن نحدد التخوم بيننا وأرى بتصوري أن نتصور بأن وحدة الشيوعيين السوريين هدف قريب وأن نجمع الشيوعيين في حزب واحد في ظل هذا الواقع في ظل العدمية والجمودية والانتهازية، أنا أقول أن هذا شيء خيالي. وربما الأقرب بتقديري أن يكون التوجه المستقبلي نحو حزب مبدئي وحزب آخر بعيد عن المبدئية ويدعي الماركسية.
مسألة التحالفات، التحالفات محددة في الماركسية وتناولها ديمتروف وحددها وربما بحاجة إلى التطوير. التحالفات كما ذكرت الطبقات والفئات الاجتماعية في مجتمعاتنا أصبحت واسعة وتشمل فئات عديدة والحركات الماركسية أيضاً صارت واسعة فإعادة النظر في هذه التفاعلات بما يعمق الهدف من تطلعاتنا السياسية والفكرية وهذا ضروري وشكراً.

12                      ـ أبو رمزي (حلب):
لست متفقاً مع بعض الرفاق قليلاً، هناك شيء يسمى وجهة نظر فكري ووجهة نظر سياسي، علينا أن نحدد مسبقاً وجهة النظر الفكرية ووجهة النظر السياسية تجاه أي مسألة من المسائل ومن ثم نأخذ الموقف من الفكر والسياسة معاً، لذلك أثناء الحديث تغيب هذه المسألة أحياناً، وندوتنا مرجعية فكرية ندخل في الطابع السياسي بالممارسة أكثر على حساب الجانب الفكري، أتمنى أن يكون هناك توازن في هذه المسألة مستقبلاً.
حول المرجعية: المرجعية هي الماركسية ـ اللينينية، أوافق هذا تماماً، لكن كيف نفهم الماركسية ـ اللينينية، أي (النظرية كقانون كعلم كمنهج) إذاً نبدأ بالمنهج، نفهم النظرية  نفهم القانون نفهم المقولات ونفهم كل شيء. فنحن من باب أولى أن نهتم بهذا المنهج بشكل جيد، وعندما نتطرق إلى الأحداث الجديدة سنكون متسلحين بذخيرة وسلاح فكري ماركسي لينيني ورفاق آخرين وعلماء آخرين من خلال هذا التراث نستطيع أن نحاول أن نجاوب على الأسئلة المطروحة في الساحة.
مشكلتنا هي الفهم، وهي مشكلة كبيرة، بمعنى هل نفهم الأممية اليوم كما فهمناها في العشرينات والأربعينات وهل نفهم الوطنية اليوم كما في الأربعينات هل نفهم الصراع الطبقي حالياً كما في الأربعينات و…..؟
مثال: (هل كان فهم الحركة الشيوعية في مسألة الصراع الطبقي قبل ديمتروف وبعد ديمتروف واحداً.  أعتقد لا) والآن ما هو المطلوب؟ قبل ديمتروف أم فهم ديمتروف أم بعده أم هناك شيء جديد اليوم. ديكتاتورية البروليتاريا هل نفهمها الآن كما فهمناها سابقاً.والثورة الاشتراكية والديمقراطية…إلخ.
إذاً فهم الجديد بنفس النصوص ونفس المقولات ونفس القانون وفق معطيات جديدة يمكن أن نصل  إلى نتائج جيدة.
تطور القوى المنتجة دائماً يؤدي إلى تغيرات في الحياة الاجتماعية والاقتصادية وهذه التغيرات تتطلب متغيرات في فهمنا لهذه الأمور....
كثيراً ما يقال حتمية وأنا أقول ضرورة (حتمية انتصار الاشتراكية) لماذا لا نقول ضرورة انتصار الاشتراكية، إذا الاشتراكية لن تلبي حاجة للطبقة العاملة والمجتمع لن تأتي الاشتراكية، إذاً لنقل ضرورة نكون أدق.
(الماضي والحاضر)، الإغراق فيهما أيضاً مشكلة... تكتيكنا واستراتيجيتنا في المستقبل، وهذه نقطة خطيرة.
التكتيك والاستراتيجية تتغير وفق المعطيات الجديدة لذلك لا يوجد شيء ثابت.

13                      ـ نبراس دلول (سلمية):
إن  الحديث عن المرجعية الفكرية للشيوعيين السوريين هو أمر هام وضروري في هذه الفترة من التاريخ، والضروري في ذلك ينبع مما يعيشه الشيوعيون والقوى التقدمية في العالم.
فالغزو مستمر بحسب تعبير «نعوم تشومسكي» فالشيوعيون في العالم يعانون من الهجوم الحقير على الماركسية من قبل الرأسمالية، وإذا أخذناها بشكلها الخاص في سورية، حيث قوى السوق التي تفتك بمكتسبات الشعب، ولذلك أقول أين هم الشيوعيون والمرجعية الفكرية للشيوعيين السوريين؟
إن المرجعية الفكرية للشيوعيين السوريين يجب أن تقوم على البحث العلمي وعدم إقصاء وتكفير الرأي النقدي وليس النقضي حسب الدكتور «نايف» إذ الماركسية لم تنته كفكر وهنا يحكمني قولان: الأول: (أي فلسفة حتى تنتهي أو تستغرق يجب أن تنتهي الفترة الزمنية التي تعالجها) وأنا أعتبر هذا القول هو دفاع عن الماركسية وهو للفيلسوف الفرنسي الوجودي «جان بول سارتر».
الثاني: (إن الاشتراكية ماشاخت والرأسمالية مازالت قائمة) وهذا القول لأحد رجالات السياسة الوطنية والشيوعية العالمية «الرفيق خالد بكداش».
أيها الرفاق، إن تطور أي فكر يجب أن ينبع من الواقع الموضوعي، فالواقع الموضوعي متغير باستمرار لايمكننا أن نستحم بمياه النهر مرتين، لذلك فعلى الشيوعيين السوريين تحديد المرجعية الفكرية بالترابط مع الخصوصية السورية، أي خصوصية تطور القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج ومن خلال ذلك نستطيع أن نكون ماركسيين أكثر.
أنا أخاف أن تكون المرجعية الفكرية للشيوعيين السوريين نصاً مقدساً جديداً، لذلك أطرح رأياً في هذا الموضوع، وأقول إن المرجعية الفكرية يجب أن تكون المنهج الماركسي الجدلي فقط. فالجدل هو عنوان الحياة وهذا بشكل عام، أما إذا أخذنا خصوصيته لدى الشيوعيين فالجدل عندهم هو الجدل الماركسي، في الختام أقول إن أي حزب شيوعي حتى يكون حزباً شيوعياً يجب أن يكون حزب الطبقة العاملة التي هي حفارة قبر الرأسمالية، وبالتالي فإن الحزب الشيوعي يجب أن يبذل الدماء في سبيل حرية الطبقة العاملة والحرية هنا بالمعنى السياسي والاجتماعي، فأنا أناضل في سبيل العدالة الاجتماعية من خلال الفكر الماركسي ولكني أنا اعز ماركس ولكني أعز الحقيقة أكثر.

14                      ـ خالد الشرع (درعا):
لماذا الآن بحث المرجعية الفكرية؟ نحن نعرف أن الرأسمالية عند تطورها تبحث في كل أدواتها وتطورها، لكن نجد الماركسيين في حالة تراجع وانقسام وانهيار وتبحث عن مرجعيتها الفكرية.
                  1)                       هل المهزومون هم القادرون على تصحيح المسار الفكري؟ هذا سؤال ويجب الإجابة عليه.
                  2)                       هل حزب العمال هو حزب العمال فعلاً؟ إذا كنا نسمي أنفسنا كذلك فيجب أن نبحث الأمور.
        3)         لماذا  نحن لا نتطور؟ لأننا تخلينا عن دورنا الوظيفي وهذا ماأكدناه. عندما نعود إلى دورنا الوظيفي (الاجتماعي السياسي والاقتصادي) هذا يعني أننا نتطور فكرياً ومن خلاله نتأكد ونعرف أي الإخفاقات والنجاحات في الفكر من خلال ممارستنا للفكر. لكن ما يحدث أننا نناقش مرجعيتنا الفكرية ونحن في حالة انقسام وانهزام. ومع العلم تحدثنا عن قدسية النص وأنا برأيي القدسية ليست الخطأ بل الصنمية هي الخطأ، نحن نقدس فكر ماركس وأنجلز ولينين، لكن ليس إلى حد الصنمية ونحترم الرفيق خالد بكداش، لكن ليس إلى حد القدسية والصنمية، وهذه إشكالية ويجب أن نبحث أولاً ماهو دورنا الوظيفي أمام قوى السوق والسوء التي تعمل على تشكيل شريحة تدافع عن مصالحها ونحن لانعمل ذلك.
يجب أن نعلم أن نكون شريحة تدافع عن مصالحنا حتى نصبح أصحاب فكر ومبادئ وقناعات ونناقش فكرنا وأدائنا السياسي.

15                      ـ علاء عرفات (دمشق):
أعتقد أنه لابد من طرح سؤال أول هو: إن لم نكن ماركسيين فما نكون؟ قوميين ـ وطنيين ديمقراطيين ـ متدينين، لِنَرَ إلى ماذا دعانا د. «نايف»؟
طرح الدكتور نايف أن استخدام مقولات الثابت والمتحول ماهو إلا استخدام أدوات الفكر الديني في الماركسية. وقال ينبغي إعادة إنتاج النظرية عربياً وأضاف عربياً من حيث الظرف، ماالذي يجمع البلدان العربية من حيث الظرف، ماالذي يجمع الصومال بمصر باليمن بسورية. أنا أرى نقطتين:
                  1)                        أنها كلها دول تابعة، لذلك سيكون علينا إنتاج الماركسية للدول التابعة أو الماركسية العالم ثالثية.
        2)         أنها كلها عربية: هل تصح العروبة كمادة لإعادة إنتاج الماركسية؟ أنا لا أعتقد، وأعد الدكتور نايف أنني لن أذهب إلى هناك.
يذكرني هذا الطرح ببعض الطروحات، مثل الشيوعية الأوروبية وبناء الاشتراكية بألوان فرنسا. لم تتلون الاشتراكية بألوان فرنسا، ولم تتلون فرنسا بألوان الاشتراكية، ولم يتبق للشيوعية الأوروبية ذكر إلا كأحد مواد التاريخ. أعتقد أن المسألة التي يريد ربما الدكتور نايف مناقشتها هي أخذ الظروف الموضوعية الخاصة لكل بلد بعين الاعتبار، ماكان يسمى دائماً بالتطبيق الخلاق أو الإبداعي للماركسية في الظروف الملموسة وفي هذه أنا معه.


تعقيبات المداخلين الأساسيين

● حمزة منذر:
لدي اعتراض حول نظرية الاستحمام بمياه النهر مرتين، لأن النهر باقٍ وموجود وأرضه موجودة والمياه متجددة فيه دوماً، فهذه النظرية تحتاج إلى نقاش ولدي ما أقوله ولكن الوقت لايتسع لذلك.
حول موضوع أن الأموات  يجب أن يحكموا الأحياء. فهذه تقال على النص اللاهوتي، لا على الفكر لأن جميع من أنتجوا أعظم المنجزات البشرية قد ماتوا.
الماركسية كمرجعية فكرية ليست مرجعية لاهوتية وهي ليست بالحوزة مع كل احترام صادر عن الحوزة يقاوم قوى السوق والسوء.
الماركسية ليست مرجعية لاهوتية بل هي مرجعية نظرية ديناميكية ميدانية، وماهو مؤكد ليلاً نهارً أننا ضد النصوصية وضد العدمية والآخرين يصرون على تقويلنا ما لم نقل، وإلزامنا بما نرفضه، فمن هو ثوري أكثر من الآخر؟
نحن نقوم بالتجديد والتطوير على قاعدة أدوات التحليل المختبرة ومعروفة، ويتحدث البعض عن الاستحياء وأحياناً يغرقون  أكثر عن موضوع الاستحياء عما طرحه خصوم الماركسية ويستشهدون بهم ولا يكلفون أنفسهم بإيضاح ماذا بقي في نظرهم صالحاً في الماركسية.
نقول لهم أن 70 قانوناً في الاقتصاد مازال يفعل فعله، لا يكلف أحد نفسه عناء التفكير بهذه الـ 70 قانوناً، وهذه القضية مأساة وهذه عدمية أيضاً بعينها.
إذا ماكانت نظريات التناقض بين العمل ورأس المال مازالت صحيحة، وأن الربح هو الهدف الأول والأخير لقوى رأس المال، وهذا ما نعتقده طبعاً، هل لنا أن نجد منهجاً وقوانين عامة نستند إليها في نضالنا أهم من المضمون المتطور للماركسية ـ اللينينية، أم هل يدعونا البعض للتوجه إلى مقولات الاستشراق والاستغراب والمفاهيم الليبرالية ومفاهيم اسحق دويتشر ومكسيم رودنسون.
ماركس بقدر ماهو فيلسوف بقدر ماكان قائداً ميدانياً، كان ينتقد نظرياً وفلسفياً وسياسياً الحكومة البروسية، لكنه كان يعالج قضايا الفلاحين وكان ينتقد الرقابة على الصحافة ويطالب بحرية النشر..إلخ.
وكذلك لينين، والحديث يطول عن لينين وتواضعه وميدانيته، لينين أضاف إلى الإضافات الفكرية الكبرى التي قدمها في هذا المجال.
حول موضوع أن ليس هناك أي حزب تقدم بموضوع بمعنى المعالجة الفكرية، صحيح أننا نحن كموقف سياسي نفتخر أن الحزب الشيوعي السوري كان واضحاً في كل الأوقات بالموقف من الإمبريالية والصهيونية، لكن المقصود هنا هو بحث فكري نظري، كيف تلعب هذه البرجوازية اليهودية الكبرى ومعاقل تفكيرها الآن وأثر هذا التفكير والمقولات على الفكر الإنساني العالمي، هذا الموقف يجب أن نعترف أنه لم يدرس وهناك ضرورة  لأن يبحث.
حول مسألة (بداية الانسداد وبداية الانفتاح) بهذه المسألة يقول البعض أن نذكر من (المذكر) لماذا نحرم أنفسنا من استشراف المستقبل بناء على أدوات التحليل……
لازال صحيحاً أيضاً، لكن الآن بأي ظروف هاتين المقولتين يجب أن نعالجهم، هذه مسألة مهمة جداً، الإمبريالية أخذت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وقتاً مستقطعاً من عمر البشرية، لم تحل مشكلة للغير ولم تحل مشاكلها هي بذاتها، بل تعقدت الأمور وتفاقمت إلى درجة أنها انتشرت عسكرياً في جهات الأرض الأربع، ماذا يعني هذا؟ هل هي تطبيق لنظرية «كلاورفيتش» بعد أن أتوا إلى العراق؟ هل هم قادرون على الانتقال من العسكري إلى السياسي؟ هل هم قادرون على تسيير نقطة نفط بشكل قانوني في الأنابيب؟ بغض النظر أن هذه المقاومة لازالت في بدايتها، فالحقيقة حول هذا الموضوع هو استنتاج نظري قابل للنقاش ودعونا ندعوه افتراض لكن وعندما نقول «مبكر» وكأننا أغلقنا الطريق على هذا الموضوع. وشكراً.

● د. نايف سلوم:
تكلم المداخل علاء عرفات: لماذا عربياً ولماذا عالم ثالثي أو طرفي؟ لأن العرب لديهم مشاكل خاصة فعلاً، مثل دولة إسرائيل، ليست موجودة في أندونيسيا ولا في المكسيك، المسألة اليهودية ومسألة فلسطين ومسألة الدولة الصهيونية هنا عند العرب، والمسألة العربية القومية الديمقراطية مسألة تحتاج إلى عمل لوحدها، كمسألة إعادة إنتاج الماركسية عربياً، بمعنى إعادة إنتاج مسألة إسرائيل ماركسياً. نحن يجب أن ننتج نظرية بهذه المسألة ليس مطلوب من أندونيسي أن ينتجها، ممكن أن يكون ضد إسرائيل وصد الصهيونية وضد أمريكا، وممكن أن يكون مسلماً ولكنه ليس فلسطينياً أو عربياً هنا. هذه مسألة خصوصية ودراسة النظرية هي إعادة إنتاج النظرية هنا بهذا المعنى.
 
● أكرم فرحة:
أحب أن أركز على أشكال حركة المادة الخمس:
                  1)                       حركة ميكانيكية: جسم انتقل وقطع المسافة خلال زمن معين.
                  2)                       حركة كيميائية: الصوديوم مع الهدروجين ينتج ملح الطعام، جرى تفاعل وحركة وجرى إنتاج شيء جديد.
                  3)                       الحركة الفيزيائية: هي حركة الإلكترون في سلك كهربائي ناقل ينتج لدينا الكهرباء.
                  4)                       الحركة البيولوجية: الحركة ضمن الخلية الواحدة.
        5)          الحركة الخامسة: فهذا اكتشاف ماركسي أعتبره رائعاً ومتطوراً جداً لما سبقه من فلسفات، هو حركة تطور المجتمع والإثبات على ذلك هو انتقال البشرية من تشكيلة اقتصادية اجتماعية إلى أخرى.
وحركة تطور المجتمع هي حركة ملموسة، البرهان عليها سهل وواضح، وهذا يدخل ضمن إطار مسألة الحتمية في إطارها النسبي العلمي. فعندما نقول حتمية ليست شيئاً جامداً، إنها ضمن السياق التاريخي (مشاعية ـ رق ـ إقطاع ـ رأسمالية).
لينين في مسألة تغذية الروافد العلمية ضمن إطار الماركسية اللينينية يقول عبارة شهيرة وهي: «إن الفيزياء الحديثة ترقد في حالة ولادة وهي ستلد حتماً المادية الجدلية». المادية الجدلية معناها الماركسية. التي تعتمد على أخر ماأنجزه العلم اعتماداً كلياً.
حول مسألة البناء الاشتراكي وأخذ الواقع الموضوعي بعين الاعتبار، من يدعي أننا نعرف الطريق إلى الاشتراكية بكل دقائقه، فهذا هراء، نحن نعرف اتجاه الطريق فقط، ونعرف أي قوى طبقية ستسير معنا على هذا الطريق، أما فيما يتعلق في البناء فهذا يتعلق بخبرة المبدئيين الناضجين.هذه مسألة أعتقد أنها مهمة فيما يتعلق بالتطوير اللاحق المنسجم مع المتغيرات التي هي من صلب الميزان الرأسمالي المتوحش العام.
أما كمثال (حول نوعية التطور لعلاقات الإنتاج والقوى المنتجة والبناء الفوقي، المسألة تحتاج لضرب مثال مبسط، لأشرح وجهة نظري كيف يتم التطور بجزئياته الخاصة والعامة) حسب نيوتن يقول: «القوة = الكتلة × التسارع) من وجهة نظر نيوتن الجسم مهما أسرع على الأرض فإن كتلته تبقى ثابتة. أما أنشتاين فيقول: في الفضاء كلما أسرع الجسم لن تبقى الكتلة ثابتة بل تتغير. فإذا أتينا بأنشتاين على الأرض لا يصلح، لأن قانونه له زمانه ومكانه ومستحقاته وكذلك إذا أتينا بنيوتن إلى السماء لا يصلح أيضاً، لأن كلاً منهما له ظرفه الموضوعي وزمانه ومكانه. وأنا أعتقد أنه عندما نتحدث عن مسألة التطور عند الماركسية اللينينية فهي ضمن هذه المنهجية. وشكراً.

اختتام الندوة

● ـ د. قدري جميل:
الندوة كانت هامة وغنية، وأهميتها تكمن في أنها مرحلة من الحوار، الحوار قد بدأ في المحافظات، واليوم تقدمنا خطوة هامة فيه، وستتعزز من خلال نشر كل ما قيل اليوم وسينعكس صداه في النقاشات اللاحقة ولكن النقاش ليس هدفه استمرار النقاش، وإنما تلمس القواسم المشتركة التي يمكن أن نصل إليها كشيوعيين من خلال حوارنا. أعتقد أن هناك إجماعاً على الشيوعي، إنه الذي يعمل ضد الإمبريالية التي هي الرأسمالية في ظروفها الحالية، وإذا كنا نقول عن أنفسنا ماركسيين، فإن الماركسية هي علم تهديم الرأسمالية، وإذا كنا مع لينين،فإن لينين هو علم تهديم الإمبريالية.
لذلك لن نختلف حول الشكل والتفاصيل، ولنبق متفقين حول المضمون، وحول الجوهر وحول الموقف. الفكر ضروري والفكر النظري يختزل كل التجربة السابقة، ويساعدنا على اختصار المسافات والزمان في المستقبل، لذلك فإن استيعاب هذا الفكر وتمثله بشكل جيد شيء صحيح. لكي لا نعود ونخترع الدراجة التي اخترعت من قبل. مشكلتنا كانت أننا عندما نفسر ونعتبر أنفسنا مفسرين ولا نستطيع أن نغير.
فالذي يفسر ولا يستطيع أن يغير إنما هو مفسر سيء، بينما المفسر الجيد هو الذي يصل من التفسير إلى التغيير. والذي لا يستطيع التغيير هناك خطأ في تفسيره، أي أن هناك مشكلة في مستوى التفسير والمشكلة هامة، حيث أن هناك علاقة ديالكتيكية بين التفسير والتغيير. والتغيير هو أحد أشكال التفسير. لذلك يجب عدم الفصل بين هذين الجانبين دائماً.
نحن الآن نسير باتجاه التوحيد، هل من الضروري أن نتفق على كل القضايا الفكرية المطروحة، وإذا اتفقنا عليها فمن أين لدينا الحق في إغلاقها؟ فالذي يأتي بعدنا أو الذي يأتي معنا سيسألنا: إن هذه المسائل والقضايا لا تغلق، ويجب أن تبقى مفتوحة للنقاش.
لذلك فإن القضايا الفكرية عندما نتكلم عنها هدفها تحديد القواسم المشتركة التي تسمح لنا بالاتفاق الدقيق والواضح بالقضايا السياسية. والحزب هو برنامج سياسي بالدرجة الأولى.
لذلك يجب أن نعرف من أين انطلقنا فكرياً لكي نعرف إلى أين نحن ذاهبون سياسياً وهو الأهم.
لذلك فإن النقاش الفكري ليس ترفاً، ولكن الغوص فيه والبقاء عند حدوده هو ذلك الترف، ويمكن أن يكون أكثر من ترف، ففي لحظة معينة يمكن أن تكون جريمة.
لذلك هدفنا من كل النقاش الفكري الوصول إلى نتائج عملية سياسية، ونحن نعتقد جازمين أن الشيوعيين الحقيقيين الذين يعتبرون أنفسهم مناضلين مستمرين ضد الإمبريالية المهام الآنية توحدهم.
من الممكن أن أختلف مع د. نايف حول ستالين. ومن جهة أخرى نحن متفقون ضد الإمبريالية، فهل نبقي هذه المسألة عائقاً، حتى أبقى أنا في حزب وهو في حزب. لماذا لانستمر في نقاشنا في هذه المسألة حتى تحلها الأجيال من بعدنا. وإذا أخذنا شخصيات تاريخنا السوري فقد نختلف حول خالد بكداش وحول رياض الترك وحول يوسف فيصل، لكل منا عواطفه. فإذا وجدنا أننا متفقون حول كل القضايا التي اختلفت عليها تلك الشخصيات فهل سنبقي طيفهم أمامنا ليمنعنا من الاتفاق. فلنبق هذه المسائل مفتوحة للعلم والناس يتناقشون فيها مع الاحترام للجميع ولنتفق حول القضايا السياسية الكبرى والتي تضطرنا لكي نجتمع اليوم حيث لم يعد لدينا خيار آخر. لذلك فإن مهمة القضية الفكرية هو أن نجد مانحن متفقون عليه بسرعة وننطلق إلى الأمام.
هكذا، إن وحدة الشيوعيين السوريين إذا كنا سننظر لها على أنها توحيد الفصائل من القاعدة إلى القمة هي وحدة خيالية، لكن الوحدة التي نطمح إليها هي وحدة الشيوعيين التي تعني إعادة بناء حزبهم الذي تهشم وتهمش خلال 30 سنة، إعادة بنائه فكرياً وسياسياً وتنظيمياً، وهذه العملية ليست ضرورية لنا فقط بل ضرورية أيضاً لكل القوى الوطنية وللبلد ضد الإمبريالية ضرورة موضوعية. والسؤال هل هي ممكنة اليوم؟
برأينا ممكنة في البلد والمنطقة والعالم كله نتيجة الانعطاف الجاري، يجري إعادة تشكل كل الفضاء السياسي، بُنى بكاملها تنهار وستنهار أكثر. والبعض يراهن أن الشيوعية هي أحد تلك البنى التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم. ونحن نريد أن نبرهن أن الشيوعيين والشيوعية قادرة على أن تعود لتقف من تحت الرماد. ومانفعله اليوم  هو خطوة بهذا الاتجاه. مادمنا متفقين على النضال ضد الرأسمالية فالباقي سهل.

●●●

 



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا فعلت القيادة الحالية بالحزب؟.. ولماذا تطالب القواعد بمؤ ...
- اذا فعلت القيادةة الحالية بالحزب؟.. ولماذا تطالب القواعد بمؤ ...
- أوراق ميثاق شرف الشيوعيين السوريين - الجزء الاول
- أوراق ميثاق شرف الشيوعيين السوريين - الجزء الثاني
- أوراق عمل الاجتماع الوطني الثاني لوحدة الشيوعيين السوريين
- وثائق الاجتماع الوطني الأول لوحدة الشيوعيين السوريين
- بعد عامين من التقاعد.. ماركوس يستعيد القضية الزاباتية
- إطلاق الحوار العام من أجل وحدة الشيوعيين السوريين
- الليبرالية الاقتصادية لن تجلب الديمقراطية
- مؤسسة نوبل، قلعة النفاق « بوش وبلير يُرشَّحان لنيل جائزة نوب ...
- قمة ثمانية.. لأجل لاشيء
- إطلاق أوراق عمل الاجتماع الوطني الثاني لوحدة الشيوعيين السور ...
- بيان من الشيوعيين السوريين لاعيد ولامكاسب عمالية بدون نضال و ...
- الاجتماع الوطني الثاني لوحدة الشيوعيين السوريين
- بيان من الشيوعيين السوريين كرامة الوطن والمواطن فوق كل اعتبا ...


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعطي الضوء الأخضر للتصالح في مخالفات البناء. ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا بشأن مقتل رجل أعمال كندي الجنسية ...
- -نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته-
- غروسي يطالب إيران باتخاذ -إجراءات ملموسة- لتسريع المفاوضات ح ...
- تشييع جثمان جندي إسرائيلي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لح ...
- أمام المحكمة - ممثلة إباحية سابقة تصف -اللقاء- الجنسي مع ترا ...
- واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز -داعش- بسوريا ...
- واشنطن لا ترى سببا لتغيير جاهزية قواتها النووية بسبب التدريب ...
- بايدن: لا مكان لمعاداة السامية وخطاب الكراهية في الولايات ال ...
- مصادر لـRT: الداخلية المصرية شكلت فريقا أمنيا لفحص ملابسات م ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - أوراق عمل توحيد الشيوعيين السوريين- الندوة الفكرية المركزية الأولى حول:المرجعية الفكرية - الجزء الثاني