أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود محمد طه - دراسات سودانية(16) الراسمالية ليست اصلا في الاسلام














المزيد.....

دراسات سودانية(16) الراسمالية ليست اصلا في الاسلام


محمود محمد طه

الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 11:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الرق ليس أصلا في الإسلام
فالأصل في الإسلام الحرية ، ولكنه نزل على مجتمع الرق فيه جزء من النظام الاجتماعي والاقتصادي . وهو مجتمع قد ظهر عمليا أنه لا يحسن التصرف في الحرية ، مما أدى الى نزع قيام أفراده بأمر أنفسهم ، وجعل ذلك إلى وصي عليهم ، وقد رأينا أن هذا أدى الى شرعية الجهاد . ومن أصول الجهاد في سبيل الله أن يعرض المسلمون على الكفار أن يدخلوا في الدين الجديد ، فإن هم قبلوه ، وإلا فأن يعطوهم الجزية ، ويعيشوا تحت حكومتهم ، مبقين على دينهم الأصلي ، آمنين على أنفسهم . فإن هم أبوا عليهم هذه الخطة أيضا ، حاربوهم ، فإذا هزموهم اتخذوا منهم سبايا ، فزاد هؤلاء في عدد الرقيق السابق للدعوة الجديدة .
والحكمة في الاسترقاق تقوم على قانون المعاوضة . فكأن الانسان عندما دعي ليكون عبداً لله فأعرض ، دل إعراضه هذا على جهل يحتاج إلى فترة مرانة ، يستعد أثناءها للدخول ، عن طواعية ، في العبودية لله ، فجعل في هذه الفترة عبدا للمخلوق ليتمرس على الطاعة التي هي واجب العبد . والمعاوضة هنا هي أنه حين رفض أن يكون عبداً للرب ، وهو طليق ، وأمكنت الهزيمة منه ، جعل عبدا للعبد ، جزاء وفاقا . (( ومن يعمل ، مثقال ذرة ، شرا ، يره )) .
وهكذا أضاف أسلوب الدعوة إلى الإسلام ، الذي اقتضته ملابسة الوقت ، والمستوى البشري ، إلى الرق الموروث من عهود الجاهلية الأولى ، رقا جديدا ، ولم يكن من الممكن ، ولا من الحكمة ، أن يبطل التشريع نظام الرق ، بجرة قلم ، تمشيا مع الأصل المطلوب في الدين ، وإنما تقتضي حاجة الأفراد المسترقين ، ثم حاجة المجتمع ، الاجتماعية ، والاقتصادية ، بالإبقاء على هذا النظام ، مع العمل المستمر على تطويره ، حتى يخرج كل مسترق ، من ربقة الرق ، إلى باحة الحرية . وفترة التطوير هي فترة انتقال ، يقوى أثناءها الرقيق على القيام على رجليه ليكسب قوته من الكدح المشروع ، وسط مجتمع تمرن أيضا ، أثناء فترة الانتقال ، على تنظيم نفسه بصورة لا تعتمد على استغلال الرقيق ، ذلك الاستغلال البشع الذي يهدر كرامتهم ، ويضطهد آدميتهم ، والذي كان حظهم التعس إبان الجاهلية .
وهكذا شرع الإسلام في الرق ، فجعل للرقيق حقوقا وواجبات ، بعد أن كانت عليهم واجبات ، وليست لهم حقوق . ثم جعل الكفارات ، والقربات ، بعتق الرقاب المؤمنة ، السليمة ، النافعة . وأوجب مكاتبة العبد الصالح الذي يستطيع أن يفدي نفسه ، وأن يعيش عيشة المواطن الصالح . وهو في أثناء ذلك يدعو إلى حسن معاملتهم فيقول المعصوم (( خولكم إخوانكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تطعمون ، وأكسوهم مما تلبسون )) .


الرأسمالية ليست أصلا في الإسلام

والأصل في الإسلام شيوع المال بين عباد الله ، فيأخذ كل حاجته ، وهي زاد المسافر . وذلك أمر يلتمس تطبيقه في حياة المسلم الوحيد في تلك الفترة ، وهو النبي . ولكن الإسلام نزل على قوم لا قبل لهم به ، فلا يعرفون إلا أن المال مالهم . وهم لم تكن عليهم حكومة تجعل على مالهم هذا وظيفة يؤدونها ، ولذلك فقد شقت على نفوسهم الزكاة التي جعلت على أموالهم ، وكانت ، لـدى التحاق النبي بالرفيق الأعلى ، السبب المباشر في الردة . وفي حقهم يقول تعالى (( إنما الحياة الدنيا لعب ، ولهو ، وإن تؤمنوا ، وتتقوا ، يؤتكم أجوركم ، ولا يسألكم أموالكم  إن يسألكموها فيحفكم ، تبخلوا ، ويخرج أضغانكم  هأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله ، فمنكم من يبخل ، ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ، والله الغني ، وأنتم الفقراء ، وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ، ثم لا يكونوا أمثالكم )) قوله (( إنما الحياة الدنيا لعب ، ولهو )) يعني فترة غفلة ، وجهالة ، لا تحتمل مسئولية الرجال . وقوله (( وإن تؤمنوا )) يعني بالله ، ورسوله ، (( وتتقوا )) يعني الكفر ، والشرك ، والكبائر ، (( يؤتكم أجوركم )) يعني ثواب هذه الأعمال .. قوله (( ولا يسألكم أموالكم )) يعني كلها في الصدقة ، قوله (( إن يسألكموها فيحفكم ، تبخلوا )) يعني إن يسألكم في الصدقة كل أموالكم تبخلوا عن طاعة هذا الأمر الشاق على نفوسكم ، وقوله (( ويخـرج أضغانكم )) يعني يظهر ما تنطوي عليه صدوركم من حب المال ، وضعف اليقين ، وكمون الشرك . قوله (( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ، ثم لا يكونوا أمثالكم )) فيه اشارة لطيفة جدا إلى المسلمين الذين يجيئون بعد المؤمنين ، ثم يكونون خيرا منهم . وهذا السبب هو الذي جعل تشريع الإسلام في المال دون حقيقة مراده ، وذلك تخفيفا على الناس ، وتدريجا لهم ، ودرء للمشقة عن نفوس أحضرت الشح . وهكذا جاءت الزكاة ذات المقادير وجعلت ركنا تعبديا في حقهم ، وذلك بمحض اللطف . يضاف إلى الاعتبار الفردي اعتبار آخر ، هو أن شمس الاشتراكية لم تكن قد أشرقت على عالم يومئذ بعد .



#محمود_محمد_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسات سودانية:(15) الجهاد ليس اصلا في الاسلام
- دراسات سودانية(15) الرسالة الاولى
- دراسات سودانية(14)الاسلام
- دراسات سودانية(13)القضاء والقدر
- دراسات سودانية(12)المغفرة لآدم وحواء
- دراسات سودانية(11)القرأن والتسيير
- دراسات سودانية(9)الفرد والكون في الاسلام-الارادة
- دراسات سودانية( 8)الشريعة في خدمة الحرية الفردية المطلقة
- دراسات سودانية(7)الفرد والجماعة في الاسلام
- دراسات سودانية:(6)الفرد والكون في التفكير الفلسفي
- دراسات سودانية (5)الفرد والجماعة في التفكير الفلسفي
- دراسات سودانية:(3)توطئة البحث
- دراسات سودانية(2):السنة والشريعة
- دراسات سودانية:الرسالة الثانية من الاسلام(1)أ
- المراة في المجتمع العربي القديم والحديث
- ملامح من الفكر السوداني المعاصر:(7-7)خاتمة تطوير شريعة الاحو ...
- ملامح من الفكر السوداني المعاصر(7-7) ا لزواج في الحقيقة والز ...


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعُة أفضل برامج الأطفال الجديد ...
- منظمة يهودية: جمهور -مكابي تل أبيب- مسؤول عن الشغب بأمستردام ...
- “ماما جابت بيبي” ???? ضبط تردد قناة طيور الجنة على النايل سا ...
- ما هي حركة -بيتار- اليهودية التي دعت لتنظيم مظاهرة داعمة لإس ...
- أقوى إشارة بجودة HD تردد قناة طيور الجنة بيبي 2024 على الناي ...
- المحكمة العسكرية ترفض الاستئناف وتقر حبس المجند يوسف حنين بز ...
- أولادك هيفرحوا مع عصومي ووليد.. تردد قناة طيور الجنة 2024 وا ...
- بفضل صور تجسس أمريكية.. اكتشاف موقع معركة شهيرة في تاريخ الف ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف هدفين حيويين في إسرائيل بالط ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إنشاء كنيسة الفاتيكان التاريخية ويكشف ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود محمد طه - دراسات سودانية(16) الراسمالية ليست اصلا في الاسلام