أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود محمد طه - دراسات سودانية:(3)توطئة البحث














المزيد.....

دراسات سودانية:(3)توطئة البحث


محمود محمد طه

الحوار المتمدن-العدد: 1970 - 2007 / 7 / 8 - 10:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بسم الله الرحمن الرحيم
(( اليوم أكملت لكــم دينكــم
وأتممت عليكم نعمتي ورضيت
لكم الإســـلام دينا ))

نحمدك اللهم ، ونستهديك ، ونستعينك ،
ولا نحصي ثناء عليك ، أنت
كما أثنيت على نفسك :


توطئة البحث

عندما استعلن النور الإلهي بمحمد الأمي من جبال مكة في القرن السابع الميلادي ، أشرقت شمس مدنية جديدة ، بها ارتفعت القيمة البشرية إلى قمة لم يسبق لها ضريب في تاريخ البشرية .
ولقد قامت تلك المدنية الإنسانية الجديدة على أنقاض المدنية المادية الرومانية في الغرب ، وعلى أنقاض المدنية المادية الفارسية في الشرق ، ولقد بلغت هذه المدنية الإنسانية الجديدة أوجها ، من الناحية النظرية على الأقل ، غداة أنزل الله تعالى على نبيه الآية التي صدرنا بها هذا السفر ، وهي قـوله تعالى (( اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا . )) وذلك في نهاية الثلث الأول من القرن السابع ، ثم ان النبي لم يلبث أن التحق بربه ، فانثلمت بذلك قمة هرم هذه المدنية الإنسانية الجديدة ، ومن أبلغ ما بلغنا في ذلك عبارة أحد الأصحاب حين قال ، (( ما كدنا ننفض أيدينا من تراب قبر رسول الله حتى أنكرنا قلوبنا )) وظهر صدق هذه العبارة عمليا في أخريات خلافة عثمان ، مما انتهى إلى ما يعرف في التاريخ الإسلامي بالفتنة الكبرى .
وهذه المدنية الإنسانية الجديدة ، التي جاء بها الله على لسان محمد ، والتي عاش محمد في أوجـها ، والتي انحسرت قمة موجتها بهذه السرعة المذهلة لدى موت محمد ، كما جاء في عبارة أحد أصحابه ، ما زالت قمتها تطمئن ، وقاعدتها تتسع ، حتى عادت مدنية مادية تشبه ، من بعض الوجوه ، المدنية الرومانية ، والمدنية الفارسية ، اللتين أسلفنا القول بأن مدنية الإسلام قامت على أنقاضهما .
يقولون ان التاريخ يعيد نفسه ، وهذا حق ، ولكنه ليس كل الحق ، ذلك بأن التاريخ لا يعيد نفسه بصورة واحدة ، وإنما يعيدها بصورة تشبه من بعض الوجوه ، وتختلف من بعضها ، عما كان عليه الأمر في سابقه ، فالمكان ليس كرويا ، ولا الزمان ، تبعا لذلك ، بكروي ، وإنما هما لولبيان ، يسيران من قاعدة إلى قمة ، تشبه فيهما نهاية الحلقة بدايتها ، ولا تشبهها .
وكما أن الزمان ، على كوكبنا هذا ، يسير على رجلين ، من ليل ونهار - ظلام ونور- وكما أن الإنسان يمشي على رجلين من شمال ويمين ، فكذلك الحياة تتطور على رجلين من مادة وروح .. وعندما يقدم المجتمع البشري ، في ترقيه ، رجل المادة ، ويثبتها ، ويعتمد عليها ، يكون في حالة تهيؤ ليقدم رجل الروح ، وهو لا بد مقدمها ، (( كان على ربك حتما مقضيا .)) ذلك بأن تقدم الحياة لا يقف إطلاقا ، ولا يتأخر ، ولا يكرر نفسه ، وإنما يسير قدما في مدارج مراقيه ، حيث تطلب الحياة أن تكون كاملة في الصور ، كما هي كاملة في الجوهر . وهيهات !!
أو قل ان سير الحياة ، في مراقيها ، كسير الموجه ، فهي لا تنفك بين سفح وقمة ، وهي عندما تكون في السفح إنما تحتشد لتقفز إلى القمة ، وإنما يمثل السفح التقدم المادي للمجتمع البشري ، وتمثل القمة تقدمه الروحي ، والذين لا يرون صورة سير المجتمع مكتملة ، وإنما يرونها بالتفاريق ، ينعون عليه تقدمه المادي ، ولا يعتبرونه إلا انحطاطا ، ويحسبونه رجسا من عمل الشيطان ، والله هو المسير الحياة إليه ، على هذين الرجلين ، من المادة والروح . وفي الحق ، انه لدى التوحيد ، إنما المادة والروح شئ واحد ، ولا يقع بينهما اختلاف نوع ، وان وقع بينهما اختلاف المقدار .




#محمود_محمد_طه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسات سودانية(2):السنة والشريعة
- دراسات سودانية:الرسالة الثانية من الاسلام(1)أ
- المراة في المجتمع العربي القديم والحديث
- ملامح من الفكر السوداني المعاصر:(7-7)خاتمة تطوير شريعة الاحو ...
- ملامح من الفكر السوداني المعاصر(7-7) ا لزواج في الحقيقة والز ...


المزيد.....




- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود محمد طه - دراسات سودانية:(3)توطئة البحث