أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - رانية مرجية - أطفال يدفعون ثمن الخيانة !















المزيد.....

أطفال يدفعون ثمن الخيانة !


رانية مرجية

الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 11:20
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


عندما تدخل السوق في مدينة الرملة لا تملك إلاّ أن تشعر بالشفقة على الأطفال الذين يجرّون العربات ويتم استغلالهم بأبشع الصور من قبل مشغليهم، أغلبهم من الضائعين المهمشين منحنيي الظهور ومنكسري القلوب أبناء لعملاء أتت بهم اسرائيل من الضفة والقطاع وأسكنتهم مدينة الرملة ولم يتأقلموا في المدارس ليجدوا أنفسهم بالسوق يجرّون عربات الزبائن ويكسرون ظهورهم دافعين ثمن خيانة ذويهم مما تبقى لهم من كرامة وعزّة نفس وصحة.

المدينة تجولت بسوق الرملة واستمعت لمأساة الصغار التي تبكي الحجروليس فقط القلب البشري وبينك وبين نفسك لا تملك إلاّ أن تلعن ذويهم وتقرّ بواقع أن من يخون وطنه من السهل جدًا أن يستمر بالخيانة حتى ليس مستغربا عليه أبدًا أن يتاجر بإبنه ويقوم بتشغيلة بالعتالة وحرمانه من حقه بالتعليم.
عشر ساعات و25 شيكلا
وصلت إلى السوق حوالى الساعة العاشرة صباحا كان ن وهو في الثامنة يجر عربة مليئة بالخضار تقربت منه بعد أن رأيت ملامح التعب على وجهه الحزين وعلامات العنف على جسده الغض النحيف وسألته وهو يجر عربة أكبر منه، ما الذي أوصلك للعمل هنا..؟ قال بصوت ضعيف مهزوز لأني..!! وصمت !!... وقال لي بتوسل وبلغة الشارع بلاش صورتي يشوفها حدا..؟ وتابع... لو بقينا في رام الله ولم يأتي بنا أبونا إلى هنا، لبقينا في المدارس، وتنهّد طويلاً عندما سألته كم تتقاضى من أجرٍ لقاء عشر ساعات عمل ؟؟ قال على حسب الزبون، أحياناً لا يصل عشرين شاقلا وأحيانا 25 وأحياناً لا شيء.
أمّا و البالغ من العمر 10 سنوات فكان يتعارك مع صبي أمامه بعمره ويهدّد ويتوعد بلغة شوراعية، إن لم تترك هذه الزبونة سأحطم جمجمتك، دخلت بينهم كي أفضّ الخلاف وأرى كيف بإمكاني أن أعيد المياه إلى مجاريها بينهما فكان غاية في السهولة، كونهم أبناء عم والخلاف فض بمجرّد أن أخرجت عشرة شواقل من محفظتي وسلمتها لأحدهم، وبدآ يسردان لي أن لا إطاراً اجتماعي يضمّهم في الرملة ولا أحد يسأل عنهم، المشغلّون يشتمونهم، إنّها مافيات تتشكل ونحن بحاجة لكل قرش واسترسل قائلاً.. قبل ثلاث سنوات جئنا من مدينة الخليل إلى الرملة وكل ليلة أسمع مشاحنات أمّي و أبي وكيف تشتمه وتهينه..وتعيّره بانه السبب وأن بعنقه دماء أبناء بلده كاملة ممّن بلَغ عنهم ..وسلّمهم، ومنهم بعض المجاهدين في سجون الاحتلال وشى بهم مقابل الحصول على امتيازات في إسرائيل، ولكن والدي أصبح مدمنأ للمخدرات وكان علي أن أعمل لأصرف على عائلتي وليس يالعتالة فقط بل بأمور ادهى واكثر مرارة.. كالإتّجار بالمخدرات أيضا بكافة أنواعها واشكالها ومصائبها، وعرض علي بعض قطع الميرحوانا والكوكائين ليثبت لي صدق كلامه، وتابع..لقد تركت المدرسة نعم لاني لم أجد نفسي بينهم ولأني على يقين أن الشهادات لن تنفعني ولن تسدّ جوع إخوتي وأمّي.
المجتمع لا يرحم
لم يكن حال ف وهو في الثانية عشرة من عمره أفضل من سابقيه وهو من بادر بتوقيفي وقال لي نحن في إسرائيل من خمس سنوات قدمنا من قطاع غزة كنت يومها في السابعة من عمري فانخرطت بإحدى المدارس العربية الحكومية وتفوّقت ولكن قبل عام حدث شجار كبير بيني وبين أحد طلاّب المدرسة..فنعتني بابن العميل فلم اتحمل اهانته وقمت بضربه ضربا مبرحا وغادرت المدرسة لأجد نفسي في السوق أدفع تمن خطيئة لا تغتفر...لم أرتكبها، وأضاف، أبي لا يعيش معنا فقد ترك البيت ويعيش مع زانية روسية، أنا الآن رجل البيت ورجل البيت يجب أن يتحمل مصروف البيت، وتابع..إنّ ما يضايقني أنّ هناك من يقول بوجود جمعيات عربية بالبلد تهتم برعاية الأطفال الضائعين المهمّشين، ولكن لا نرى أياً منها.. ينظرون لنا كحثالات متناسين أننا ضحايا اهلنا أيضا وضحايا المجتمع، ألم يذكر التاريخ والأساطير أن كثراً من الأسر والعائلات العملية خرجت قيادات وطنية شريفة.
توجّهت نحو المدينة..وفي البلدية طرحت مشاكل أولاد العربات فكان ردّ البلدية كالتالي: يؤسفنا وجود مثل هذه الظاهرة الآثمة بالرملة نحن نعلم ان هنالك مافيا تستغل هؤلاء الأطفال والمشكلة أن ذويهم لا يهتمون بهم وليس للأطفال عناوين ثابتة وليس بمقدورنا توقيف الأطفال واتخاذ إجراءات ضدهم لأنهم قصّر، حاولنا أن ننظم لهم مشاريع وتقديم وجبات ساخنة لهم، إلاّ أن هنالك أوساط عربية غير معنية بمساعدتهم، ولاتتعاون معنا البتّة.
وتابع المتحدث في البلدية، نحن الآن بصدد تقديم شكاوى للشرطة ضد الأهالي الذين يمنعون أطفالهم من الذهاب للمدرسة أو يشغلونهم صبياناً، بما يتنافى وحقوق الإنسان.

حقوق الأطفال؟
وفي حديث مع ممثّلٍ لجمعية حقوق الأطفال قال حول تشغيل واستغلال الاطفال في المدينة: إنّ ما يحدث، لهو اختراقات فاضحة بحق الطفولة والانسانية وتابع ليس من المفروض أن يعمل الأطفال من أجل تحصيل معيشتهم، وهم ملزمون، حتى الصف العاشر على الأقل، بالتعلم، ومن حقهم الحصول على معيشتهم من عائلاتهم.
يسمح القانون بتشغيل الأولاد فقط بالشروط التالية:
ان يكون عمرهم فوق 15 سنة، وأن يكونوا قد انهوا الصف العاشر، أو أن يكون عمرهم فوق 14 سنة وهم في فترة العطلة المدرسية.
ان يكون العمل من النوع المسموح به للأولاد (من الأعمال الممنوعة للأطفال: العمل في كسارة، في منجم، في غرفة تبريد او في مستشفى للأمراض النفسية).
ان لا يكون العمل ليلياً (ما عدا العمل في نجمة داود الحمراء او مصانع تغليف الحمضيّات).
ان لا يستمر العمل أكثر من ثمان ساعات يومياً ، واكثر من أربعين ساعة في الأسبوع.
يجب دفع الحد الأدنى للأجور للأولاد (بين 14 – 18 سنة) وكذلك دفع بدل سفر وتنقلاّت.
يتراوح الحد الأدنى لأجور أبناء الشبيبة ما بين 70% - 83% من الحد الأدنى لأجور البالغين، حسب مجموعة الجيل.
وهنا بالرملة أو بصورة أدّق يتم قتل الطفل معنويا وانسانيا بصورة تدريجية لذا ننصح بالبدء بتقديم لوائح اتهام ضد العصابة التي تسيطر وتشجع انتشار ظاهرة أولاد العجلات وأخيراً فإن أكثر من 25 طفلا تترواح أعمارهم ما بين الثامنة والثالثة عشر، يعملون بظروف قاهرة سيئة يتذوقون الاهانات على مدار اليوم وليس هناك ثمّة جمعية عربية أهلية واحدةٍ في المدينة حاولت أن تمدّ لهم يد العون وحتى اللجنة الشعبية في الرملة ليس لها أي دور يُذكر في هذا الصدد، ولا حتى أي ناشط عربي حاول ولو مرة واحدة الأخذ بيد الاطفال هؤلاء الذين سيكون مصيرهم الإجرام فيما لو استمر التغاضي عن مأساتهم، وحتى لو كان آباء هؤلاء من العملاء المدسوسين فما ذنب الاطفال الابرياء كي يدفعوا الضريبة بالنيابة عن ذويهم ؟ نحن فقط نسأل أين اعضاء البلدية العرب ؟؟ اين اللجنة الشعبية ؟؟ أم أنّهم فقط لجنة شكلية لا نشاط لها ولا حتى وجود...؟ .

وسيبقى هذا السؤال.. في ذمّة التاريخ..!! ..حتى يجد مخلصاً وغيوراً في موقع المسؤولية والقرار.. يجيب عليه.!! .



#رانية_مرجية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((أبارتهايد)) في الرملة
- رفض واستهجان للقرار: هراري رئيسا للد.. والعرب قلقون
- هدم ومواجهات في الجواريش لافي يعلن الحرب
- الكاتبة اللدّاوية دينا سليم حنحن في حديث ل -المدينة-
- يريدون هدم البيت... بسبب القبة-
- ساعدونا!-
- شابة وشاب من اللد يقرعون الجرس ويحاولون انقاذ الطفولة من الض ...
- الأحزاب العربية دعمت تحالفي مع لافي-
- الدروس في الملاجئ
- والدة الأسير مخلص برغال: أتمنى أن يمدني الله بالقوة
- التخطيط لاستكمال بناء جدار الفصل العنصري في اللد مستمر والمع ...
- دكتور المناهل
- الهدم القادم: عائلة الشمالي
- جيتو الرملة ..صرخة لا يسمعها أحد
- مسحة الغفران
- وانتصر الحب
- مذكرات شهيد عاشق
- لأول مرة منذ قيام الدولة اليهودية ندوة حول النكبة وقرار التق ...
- فلسطينيات
- وأخيرا لدينا برنامج هادف غير مجنّد أو مرقّع!


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - رانية مرجية - أطفال يدفعون ثمن الخيانة !