أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ابو الكيا البغدادي - التربية الوطنية و المشروع الوطني العراقي وطائفية السلطة















المزيد.....

التربية الوطنية و المشروع الوطني العراقي وطائفية السلطة


ابو الكيا البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 1989 - 2007 / 7 / 27 - 08:52
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تعلمت من بعض الليبراليين إن الأزمة التي يمر بها العراق هي أزمة معقدة ذات أسباب مختلفة بعضها لها صلة بالطائفية السياسية وبعضها الآخر ذات طابع فكري وعقيدي وأخرى لها علاقة ببناء الدولة العراقية الحديثة واهم ما تعلمته إن تأسيس هذه الدولة لم يرافقه تأسيس مفاهيم وطنية عراقية تتخذ من مفهوم الوطن مادتها الخام بعيدا عن الانتماءات القبلية والعرقية والمناطقية والطائفية وسواها مما لابد أن يخلق صراعا في الولاءات.عندها ذهب خيالي إلى رحلة في مناهج التربية الوطنية التي كانت وما تزال تدرس في مدارسنا ويدرسها معلموا ومدرسوا ما اصطلح على تسميته بالاجتماعيات.ولااريد استعراض المفردات تفصيلا على الرغم من أهمية هذا الموضوع للمشتغلين به لكنني سأتناول عموميات الموضوع، فالرحلة تبدأ حيث ينقل الطفل خطواته الأولى باتجاه روضته أو مدرسته الابتدائية ليتعلم أول الأمر كيف يردد مع زملائه النشيد الذي لا يدرك معاني كلماته.لقد وضعت المناهج عموما بنفس يتجاهل الواقع ويجانب الحقائق وكانت الفلسفة التعليمية التربوية هي انعكاس لما كان يؤمن الأفراد الذين تم تعيينهم بالمناصب التربوية العليا بوزارة المعارف آنذاك وفي مقدمتهم ساطع الحصري الشامي الأصل القومي التوجهات .
كما يجب التنويه إلى أن فلسفة الدولة بصفة عامة لم تكن تمت للوطنية بمفهوم الوطن وسكانه بل كانت اقرب إلى المنهج المناطقي والعشائري وحتى الطائفي ولا يمكن نفي القصدية من الموضوع لوضوح الأدلة وحجيتها حيث نذكر ببعض الأمثلة للتذكير فقط وليس للاستدلال. فقد شهدت فترة الملكية العراقية تسلم مقاليد رئاسة الوزراء لعشرات الوزارات لم يكن من بينهم من الشيعة إلا اثنين أو ثلاثة يكلفون بعد نشوء أزمة معينة في البلاد وبمجرد أن يتم تجاوز هذه ألازمة فان الحال يمشي بموجب القاعدة وليس الاستثناء. ثم إن معظم هؤلاء رؤساء الوزراء ومعظم طواقمهم الوزارية ينتمون إلى مناطق بعينها وكان باقي أنحاء البلد قد أصابها العقم فلم تعد قادرة على إنجاب من هو مؤهل لتسلم المناصب القيادية في البلاد، على أن الدليل قائم على مناطقية الكثير من المسوؤلين في الدولة في تلك المرحلة.كما أن العطل الرسمية كانت آنذاك تتجاهل التراث الديني لأكبر طائفة في البلاد فكانت تجبر على التمتع بعطل تختلف عن مناسباتها وتوقيتاتها وعليها أن لا تتمتع بعطلها هي ومن أمثلة ذلك عيد المولد النبوي وعيد الفطر وعيد الأضحى وغيرها الكثير وفي هذا خرق للحريات الدينية كانت نتائجه تختزن إلى مراحل تاريخية لاحقة وكانت تنذر بانفجار اجتماعي كانت أهم مظاهره الإشكالية الطائفية التي تعاني منها البلاد هذه الأيام
والحقيقة إن الدولة العراقية كان قد أسسها العسكر بل إن تأسيس الجيش العراقي ربما سبق تأسيس الدولة العراقية الحديثة في العشرينيات من القرن الماضي وظلوا يحكمونها أو يتدخلون بشؤونها لحين تولى البعث مقاليد الأمر حيث بدأت مرحلة جديدة من الادلجة والتي طغت فيها السمات المناطقية والأمنية والشخصانية على حساب السمات الطائفية. لقد جرت محاولات لاحقة لتبرير خارطة توزيع المناصب طائفيا بحجة زهد أو جهل أو عدم قدرة من لا يريد أن يحكم لكن الأحداث والوقائع التاريخية تدحض تلك التبريرات وتبين خطا تلك التوجهات.
لم تبذل الدولة أو مؤسساتها ما يمكن أن يرأب الصدع الذي كان يتنامى يوما بعد يوما لاعبر دورها الإعلامية والثقافية ولا عن طريق مؤسساتها العلمية والتربوية والاجتماعية.كانت الفئة التي ورثت حكم البلاد ماضية بمنهجها الاقصائي متجاهلة ما قد يحصل، مطمئنة على مستقبل الإرث السياسي لمسالة الحاكمية. ويجب أن نذكر حقيقة هنا: إن مبدأ تكافؤ الفرص كان معمولا به من النواحي النظرية مع وجود عقبات من نوع معين أمام التطبيق تمليها طبيعة التوزيع السكاني والعرقي والطائفي في البلاد كما اتسمت تلك المرحلة بالخطاب المتسامح على وجه العموم.
لقد شهدت مرحلة تأسيس الجمهورية العراقية دفعة كبيرة باتجاه تجاوز أزمة الحكم بعناصرها المختلفة تمثلت بشخصية آخر رموز الحركة الوطنية العراقية الشهيد عبد الكريم قاسم.الذي حار الناس بأصله وفصله وانتمائه، فكان حقا أبن العراق البار الذي لم يمهله دعاة التسلط أصحاب نظرية الإرث السياسي الطائفي فلم يجهزوا على شخص الزعيم بل أجهزوا على أول محاولة لتأسيس فهم وطني للدولة العراقية يستند إلى رصيد شعبي حقيقي وليس قبلي أو طائفي أو مناطقي.
.ويتذكر البعض ممن التحق بالمدرسة الابتدائية أيام الشهيد عبد الكريم قاسم النشيد المشهور (إحنا صف الأول أحسن الصفوف..إلى أن يقول لمن يجي الزعيم ناخذ تحية سيارته حمرة وخضرة وماوية)!...ولكن الأطفال لم يروا سيارة بكل هذه الألوان، كما لا يعرف الكبار لأي سيارة يشير النشيد فلم يشاهدوه بغير سيارة القيادة ذات اللون الخاكي أو تلك التي أمطرها وابل الرصاص حتى لا يكاد المرء أن يصدق أن بداخلها شخص نجى، لقد عرضت هذه السيارة في عدة أماكن كان اخرها المتحف الحربي ثم العسكري إلى أن اتخذ صدام قرارا برفعها وربما إتلافها.لم يتعلم الأطفال وربما الكبار آنذاك قراءة النشيد الوطني.
كثيرا ما كان الأطفال يسالون عن معنى كلمة الوطن فلا يأتيهم جواب واحد بل أجوبة عديدة تعكس ثقافة من وجهه إليه السؤال فابسط جواب لمفهوم الوطن هو البيت أو الدار والتي لا تتعدى كونها صريفة أو منزل آيل للسقوط وكلاهما لا يعكس مفهوما محببا للوطن والوطنية. وهنا نريد التأكيد على القيمة العليا لمفهوم الوطنية يجب أن يتناول الإنسان بصفته المحور والهدف والوسيلة ويدونه لا يبقى للوطنية أي معنى. وإبان فترة حكم عبد السلام عارف فان الرجل كان متهما بالطائفية من قبل الطرف الآخر وكان ذلك ينعكس على كلماته وخطاباته وحتى تصرفاته.لقد شهدت تلك المرحلة بدايات الاندماج الوطني العراقي الذي تم تأسيسه بالكاد بالمفهوم القومي الأمر الذي أدى إلى تآكل في الحالة الوطنية الفتية فلقد كان الزعيم قاسم يطلق على جمهوريته الجمهورية الفتية. لقد بدأت المحاولات المحمومة آنذاك بهدف إشاعة المفاهيم القومية في المناهج التعليمية فقد تم تغيير علم الجمهورية وشعارها ونشيدها الوطني واستبدلت بعلم الجمهورية العربية المتحدة وشاعت الأناشيد القومية المصرية وكل تلك المفاهيم كانت تغرس غرسا وتقحم إقحاما في عقول النشء كما روج إعلام الدولة إلى مصطلحات جديدة من قبيل الشعوبية والانفصالية والاشتراكية...الخ.
وبموجب النظرية البعثية فقد تغير مفهوم الوطن رسميا ليشمل رقعة الوطن العربي كله كما يزعمون حتى تلك البقاع التي ليست تحت سيطرة الدول العربية, لقد أجهز هذا المفهوم على كل الجهود التي كانت تريد التأسيس الرصين للدولة الوطنية العراقية والشخصية الوطنية العراقية.لقد اتخذ البعثيون من حروبها مادة وسندا باتجاه فلسفتهم القومية وحسب ماهو منشور في أدبياتهم علما أنهم ما انفكوا يتجاوزون على مبادئهم عندما تقتضي رغبة الرئيس القائد في حينه
إن مدة قرن كامل كانت كافية جدا لتأسيس وترسيخ مباديء وأسس الوطنية العراقية وبنائها والتأسيس السلطوي الرصين عليها لكن ما حصل يعكس بوضوح أن العراقيين ومؤسساتهم العلمية والثقافية والتربوية والحكومية والشعبية والاجتماعية قد أضاعوا وللأسف الشديد الفرصة، والأمل معقود على النخب السياسية المتنورة على تجاوز الأزمات الاجتماعية ذات الامتداد الطائفي السياسي والعمل على اخذ المبادرة في تأسيس المشروع الوطني العراقي بعيد عن حسابات الحكام من أصحاب المصالح الطائفية والفئوية.
لقد ولدت تلك الأحداث الدراماتيكية فوضى تربوية بسبب محاولات السلطة بإيديولوجياتها المتباينة لتسويق فهمها وشخوصها ومنهجها بعيدا عن الحالة الوطنية التي كانت ضحية طيش المغامرين.هذه الفوضى والاضطراب انتهى بتهميش دور درس التربية الوطنية ابتداءا قبل أن يصبح مادة للترويج لشخص الرئيس الضرورة.
ولازالت البلطجة التربوية تملي على أولادنا هذا الفهم المتخلف لمفهوم الوطن والوطنية، فبسبب ضعف السلطة فما تزال المناهج ذاتها في كثير من المراحل التعليمية في مناطق الانبار وتكريت وبعض مناطق ديالى.ومن أطرف ما يقال في هذا الصدد فان درس الثقافة القومية الذي كان يدرس في جميع مراحل التعليم الجامعي قد جرى استبداله شكليا بدرس الديمقراطية وحقوق الإنسان وفي اغلب الحالات فان هذا الموضوع يتولى تدريسه مدرسو الثقافة القومية من الرفاق الحزبيين الذين شملتهم إجراءات قانون اجتثاث البعث ثم اعيدوا لوظائفهم



#ابو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ابو الكيا البغدادي - التربية الوطنية و المشروع الوطني العراقي وطائفية السلطة