أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود شادي - سياسة الإشباع والتجويع














المزيد.....

سياسة الإشباع والتجويع


محمود شادي

الحوار المتمدن-العدد: 1986 - 2007 / 7 / 24 - 06:28
المحور: حقوق الانسان
    


جميعاً نعلم بان الدول العربية مليئة بالنفط والثروات النفطية والطبيعية ودخلها الهائل الذي يعود إلى شعوب تلك الدول مما يؤدي ذلك إلى طفرة مالية في تلك الدول وتنتج في تلك المجتمعات حالة من اختلال التوازن الاقتصادي , بمعنى أما فقير وأما غني فالحالة الوسطى هنا حالة نادرة , فما تلك إلا بسياسة تنتهجها بعض الدول لخلق مأزق بين الشعوب يسمح لهم بان يكونوا كالرجل الآلي يتحكم به عن بعد ( الريموت ) .
فلو نظرنا إلى الرجل ( الثري ) لوجدناه يبحث عن رفاهيته ولتجد تفكيره محصور جداً على بعض النقاط في الحياة , ولو نظرنا إلى الفئة الأخرى لوجدناها منشغلة بتلك الأعمال الشاقة والبحث عن لقمة العيش ولو كان ذلك بثمنًُ بخس , إلى متى نبقى هكذا ومن يكون المسئول عن هذه الظاهرة , فقد سئمنا بسماع كلمة فقير يموت من الجوع و غني يموت من الشبع , يا أيها الحكام العرب استيقظوا قليلاً و حركوا العقول قبل أن تتصدع أحوال العباد وتنشق إلى نصفين , نصف يرمى في القمامة والنصف الآخر يلتقط , نحن العرب وبالأخص الخليجين مترفين في بذر الأموال , وفي نفس الوقت توجد فئة بيننا لا تجد لعبة لأطفالها , هل هي سياسة متبعة , الجواب ربما نعم أو لا , فلو نظرنا إلى زعيم تنظيم القاعدة لوجدناه من أحد المليارديرات , فهنا الشك ينخفض من أن سياسة بعض الدول تزيد من دخل فئات المجتمع حتى تسكتها وتشغلها في ترفها حتى لا تتمرد على الحكم أو تطالب بحقوقها , لكن الدلالات تشير عكس ذلك , فلو نظرنا إلى حالة هذا الرجل الغني لرأيناه تمرد وخرج عن القانون بشكل واضح مما يبني استنتاج على أن الترف لا يبني طبقة من المجتمع التي لا تتمرد يوماً أو تخرج عن القانون , ثم لو نظرنا إلى الفئة الأخرى وهي الفئة الفقيرة لوجدناها كذلك فهي تتمرد في أي وقت تخرج القانون مجرد تحقيق مبدأ فكري تؤمن بها هذه الفئة أو تلك , والدلالات على هذه الفئتين واضحة وليس محصوراً في المجتمعات العربية وإنما حول العالم أجمع , ففي ما تكمن تلك السياسات , يكفي ما خسرناه من أرواح بريئة بسبب الإرهاب , ومثل هذه الفئة , ستظل فئات المجتمع على مصراعيها تصارع على البقاء , لأن السياسة فرضت نفسها على أن لا يكون بين هذه الفئتين طبقة انزلاق , فكثير من السياسيين يتخذ من سياسة التجويع والإشباع حملة على الشعب لتحديد مسار أما مسار مستقيم يكون في خدمة الوطن والشعب وأما مسار ينقلب على عقبيه ويضر بالمجتمع وبشعبه , فالحال الآن شاهد على هذه الفئات التي بنيت تحت ظرف اجتماعي ثري , فلها كامل الحق فيما أبداء رائيها رغم الخلاف الشاسع الذي قد يحصل بعدها , ولها الحق أيضاً على ما تملك من ممتلكات , فلا يمكن أن نقرن مجتمعنا بتلك المجتمعات وعلى رأسها الرأس مالية , فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا , فليس بيننا خلاف عليها , فالخلاف يكمن في نهج سياسة معينة لتلك الطبقات من المجتمع , والتي غرض الرئيسي منها هو كبح حقوق الشعب وإسكات صوتهم أما أن نعطيه مال وأما أن نأخذ منه المال , وكلتا الحالتين مرفوضة جملتاً وتفصيلا , نريد أن نبني جيل مفكر وجيل سياسي وجيل مطالب بحقوقه غير منقوصة , جيل من الفئتين الثرية والفقيرة , وهذا ما يطمح إليه كل مجتمع , ولعل ظهور التخلف بيننا له أثار كبيرة تعود على المجتمع عامة وعلى السياسيين خاصة , فكل هنا شاهد على حاله , وينظر إلى الأمام بدهشة واستغراب , وربما بقلق و أوهام , فيما يحدث نفسه ويقول , أين سيكون مصيري , وأين يهذب الحال بي , فالثري يطمع بالزيادة , والفقير يرجوا الزيادة , فليذهب كل منهم لسلطانه , فيبحث عنده ما أضاعه هناك , وربما وجد الجواب الكافي والشافي , أو الجواب المخزي والقاسي , فا أيها الساسة الكرام , نطالب بإعادة النظر في ظروف المجتمع وطبقات الشعب , نريد خلق حالة من التوازن , فلا نريد أن يقتصر ذلك التوازن على المال فقط , إنما أيضاً على حالة التوازن الفكري والعقلي أيضاً , نعم أيها الساسة الكرام , ففي يدكم المفاتيح , وفي ملعبكم الكرة , لكن أحسنوا توجيها للهدف , وبدقة تامة , فالشعب أداة قوية , كفيلة بحماية الوطن , وحماية نفسها أولاً , وحماية سلاطينها ثانياً , لكن بشرط أن لا يخذلهم سلطانهم , ويكون للمجتمع كالأب , وليس كصاحب السمكة الذي يريد فقط أن يطعمها , وتكون السمكة هنا مجرد لاقطة هذا الطعام , فتخرج من الماء تلتقط ذلك الطعام فسرعان ما ترجع لمياهها , فلا سياسة الإشباع تجدي ولا التجويع , نريدها وسط , فخير الأمور الوسط , فأكبح الفرامل والشنط , وأحسن من دخل الفقير , وبالحكمة أوزن من دخل الثري , فهناك الكثير من الأثرياء الذين ينهبون الفقراء ليل نهار, وبلا رقيب ولا حسيب , ومن أجل المال يسعى الفقير , وحتى لو كان عبداً عند الثري , أبناء الوطن في الشقاء منهكون , وغيرهم في السعادة مترفون , من يتحمل وزرهم ومن أين لهم أن ينصفون , فالساسة الكرام انشغلوا بما يقنعهم من العلوم , وتركوا الشعب من أجل لقمة العيش يتصارعون , هل يقبل نداء الأحرار في مسمعهم أي قبول , يا سيدي هل أهتف في أذنك حتى تكون عالم بما يدور , في أرض العروبة فقيراً لا يجول , وهذا الأمل ما نريده وما نقول , أرض العرب ليست مليئة فقط بالثروة النفطية التي لا تزول , إنما الأهم ملئيه بالثروة العقلية والبشرية التي لا يوجد لفكرها شبيه , فهي منبر أمتنا ومحض اهتمامنا , فالحالة الوسط هي ما نريد فلا السياسة الإشباع كفيلة بدحر الشعوب , ولا التجويع ,
فان كانت هذه خطة مسبقة , فأرجوا أن تتبدل , لأن حالة الشعوب الآن أصبحت في وضع يسمح لهم بأن يدركوا عدوهم من صديقهم .



#محمود_شادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا نريد إرهابكم .. لا نريد ديمقراطيتكم
- أين الديمقراطية في باكستان
- جرائم مجتمعنا إلى أين
- الحروب سياسية وليست دينية


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود شادي - سياسة الإشباع والتجويع