أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صبحي حديدي - ضمير من عصرنا














المزيد.....

ضمير من عصرنا


صبحي حديدي

الحوار المتمدن-العدد: 603 - 2003 / 9 / 26 - 02:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


"العداء للسامية: كلّ ما أردتَ أن تعرفه عن العداء للسامية ولكنك شعرتَ بأنكَ أكثر إحساساً بالذنب من أن تطرح السؤال"، هذا هو العنوان الطويل لكتاب غير عادي يصدر هذا الخريف في الولايات المتحدة، بتحرير رجل غير عادي هو ألكسندر كوبرن. وراهنوا أنّ الزوبعة ضدّ الكتاب والكاتب لا تتجمّع منذ الآن فحسب، بل هي تعصف هوجاء عاتية منذ أن أعلنت دار النشر Counter Punch/AK أنّ صدور الكتاب بات مسألة أسابيع.
وألكسندر كوبرن، كما يعلم الكثيرون، صحافي إيرلندي يقيم في الولايات المتحدة منذ أكثر من عقدين، ويواظب على تشريح أكاذيب وأضاليل وجرائم "الحلم الأمريكي"، بدأب وعناد ويقظة وسخط، وبعمق قلّما نجد له مثيلاً في الأساليب الصحافية الراهنة، المنحنية إجمالاً لنموذج الـ CNN والـ "نيويورك تايمز". وهو سليل بيت سياسي ـ فكري عريق ومعارض، ولهذا فقد تحوّل إلى ضمير قلق أبداً، منشقّ عن المألوف والروتيني والتنميطي، يجوس ليل الظاهرة (سياسية كانت أم اجتماعية أو أدبية، جليلة أم تافهة، محلية أم كونية)، بحثاً عن الخفيّ والمخفيّ لكي يكشف دائماً عن صحّة القاعدة الذهبية: ما خفي كان أعظم!
في حرب الخليج الثانية، 1991، كان أوّل مَنْ امتلك شجاعة التشكيك في صحّة حكاية حاضنات الأطفال الرضّع في مشافي الكويت، حين كان السواد الأعظم (في الغرب والشرق على حد سواء) يستشيط غيظاً وألماً وتوجّعاً من "السلوك العراقي البربري". وأثبتت الأيام أن الحكاية مفبركة تماماً، وأن مؤسسة عملاقة تختصّ بالعلاقات العامة قبضت مبلغاً خيالياً لإعداد السيناريو الكفيل بكمّ أفواه مَنْ ينوي الاعتراض على الحرب في جلسة الكونغرس.
وكان كوبرن هو الذي ذكّر العالم بأسره أن البطل القومي البريطاني وحامل جائزة نوبل ونستون تشرشل، هو أوّل من أعطى الإذن باستخدام الأسلحة الكيماوية والغازات السامة، وتجريبها على بدو العراق في الجنوب تحت الذريعة الصريحة التالية: "الأسلحة الكيماوية تمثّل تطبيق العلوم الغربية علي الحرب الحديثة. إننا لا نستطيع تحت أي ظرف الضغط باتجاه منع استخدام أية أسلحة متوفرة وقادرة على إنهاء الفوضي السائدة علي الحدود".
وحين فاز الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في انتخابات الرئاسة الأولى، كان كوبرن الوحيد الذي كشف النقاب عن الحقائق (الصاعقة!) التالية:
ـ أنّ كلينتون متورّط من رأسه حتى أخمص قدميه في عمليات تبييض أموال المخدّرات وتسويق البضاعة وتدريب مختلف كوادر المهنة من طيّارين وموزّعين ومبيّضي أموال، وذلك في بلدة مينا في ولاية أركانسو حيث كان كلينتون هو الحاكم، وحيث رفض من موقعه ذاك مئات العرائض التي طالبت بإغلاق مطار البلدة الفاسد.
ـ مقرّ الحاكم كلينتون، في ليتل روك، كان مسرحاً لأكثر من فصل واحد في فضيحة "إيران غيت" وصفقات الأسلحة إلي عصابات الكونترا: من هنا مَرّ أوليفر نورث دون سواه، بالتنسيق مع بودي يونغ (المسؤول عن أمن كلينتون الشخصي)، كما مرّ عميل المخابرات المركزية الأمريكية فيليكس رودريغيز... الذي يفاخر بأنه انتزع ساعة تشي غيفارا واحتفظ بها للذكرى حين بات الثوري الشهيد جثة هامدة.
ـ فريق كلينتون كان متورّطاً حتي أذنيه في فضيحة بنك الاعتماد والتجارة BCCI ، والعلاقة مع رموز هذا البنك (وكوبرن يذكر الأسماء، كلّ الأسماء!) أثمرت عن تقديم مليوني دولار لحملة كلينتون.
وقبل سنوات أصدر كوبرن عملاً ضخماً، برهن من جديد علي أنه الضمير القلق واليقظ في آن، المتوثب أبداً إلى كشف الأستار والأغوار، والمؤهّل المدرّب على الغوص عميقاً في الظاهرات. وفي كتابه ذاك، "العصر الذهبي كامنٌ فينا: رحلات ومواجهات"، دار نشر فيرسو، أماط كوبرن اللثام عن المزيد من تجليات "الحلم الأمريكي": في رمزية الكوارث الطبيعية، وفي مهازل لجان الكونغرس، وفي الصراع الزائف الدائر بين نزعة نيو ـ ليبرالية شبيهة بأختها النيو ـ محافظة، وفي حرائق مجمّع واكو ومذبحة "الداوديين"، وزيف الضمير الأمريكي الطهوري، وفي ظواهر أخري تخفي ما هو أعظم.
وفي أعماله السابقة واللاحقة، كما في مقالاته الساخنة الفضّاحة التي يكتبها بانتظام في مجلة The Nation والموقع الإلكتروني CounterPunch، يظلّ ألكسندر كوبرن هو "ألكسندر اللامع" كما وصفه إدوارد سعيد ذات يوم. إنه أيضاً ألكسندر اللاذع والكشّاف والرائع. انتظروا، إذاً، كتابه القادم عن الصناعة الكبرى التي تُسمّى العداء للسامية، وراهنوا على عشرات المعارك الدامية التي ستثيرها أطروحات الكتاب، وحذار من الرجل: إنه محارب قديم شديد المراس، متطرّف تماماً في الحقّ، متزمت في الدفاع عن القضايا الخاسرة، متشدّد في السباحة عكس التيّار السائد!

 



#صبحي_حديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهتدي بالبربرية النازية أكثر ممّا تستعيد حلم تيودور هرتزل: ا ...
- مهرجانات
- غيفارا وجورج وسوف
- العلاقات الهندية ـ الإسرائيلية وبؤس الموقف الرسمي العربي
- أفغان العالم يتوافدون إليه خفافاً وثقالاً: العراق بوصفه مستن ...
- محمود عباس أمام انكشاف الجوهر الحقيقي للصراع
- الدولة الرأسمالية المعاصرة والتاريخ الذي انتهى وما انتهى
- مجازر الجزائر مستمرّة و العالم الحرّ يتفرّج ويتثاءب
- بلا بطيخ..!
- بشار الأسد في السنة الرابعة: الحفاظ على -أمانة الوالد
- استبدال الخاكي بالزهريّ والسماويّ لن يجمّل صورة النظام
- أمثولة فؤاد عجمي: سبينوزا أم ذبابة الخيل؟
- الحوار مع إسرائيل يكمل سيرورة دشنتها -الحركة التصحيحية-النظا ...
- عشية وصول باول وقبيل الخضوع التامّ للشروط الأمريكية - سورية ...
- في أحــــوال الـمـثـقـف الـعـــربـي على أعـتـــاب هـزيـمـة ن ...
- بشار الأسد علي أعتاب سنة ثالثة: لا معجزات ولا عصا سحرية!
- اقتصاد السوق بعد جوهانسبورغ: تقويض الفردوس الأرضي
- عن جداول الأعمال المتصارعة في قمة الأرض الثانية: الحرب على ا ...
- واجب ملاقاة الإخوان المسلمين في حوار الميثاق الوطني


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صبحي حديدي - ضمير من عصرنا