الرئيس مبارك نائم لعن اللة من ايقظة

عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 601 - 2003 / 9 / 24 - 01:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

ازدحم الاسبوع الماضى بالذات بتصريحات كبار المسئولين المصريين بهدف مواجهة الغضب الشعبى الناتج عن ارتفاع الاسعار وتدهور الحياة المعيشية فى مصر واستحواذ اقلية من رجال الاعمال والاقطاعيين الجدد  على معظم ثروة مصر وانتشار الفساد والمحسوبية وصراع المواطن اليومى للحصول على رغيف العيش (وانحشارة) فى المواصلات العامة  المزدحمة والغير ادمية  والتى لا تختلف قسوة عن حرارة الشمس التى تشهدها مصر حاليا وتكون اكثر حرارة على سكان المقابر والعشوائيات والذين يصل عددهم الى الملايين من البشر  بخلاف اطفال الشوارع الذين يعيشون على الطعام من اكوام القمامة التى تحاصر الاحياء الشعبية فى مصر التاريخية وكذلك 30 مليون فلاح مصر يتصارعون مع اسعار الاسمدة والبذور والتقاوى التى سيطر عليها مافيا القطاع الخاص واصبح الفلاح فريسة سهلة فى يد هذة المافيا التى نشأت بفضل سياسات الرئيس مبارك وصدر فى عهدة قانون العلاقة الايجارية الذى طرد بمقتضاة ملايين الفلاحين من اراضيهم وتسليمها لكبار الملاك هذا بخلاف 18 مليون عامل بأجر فى مصر يعنون من قانون العمل الموحد الجديد والذى جاء  بناءا على رغبة رجال الاعمال  وتحتوى بنودة على مو تعطى لصاحب العمل صلاحيات للتحكم فى اجور وحوافز المال بل وفصلهم ايضا ومنعم من اى شكل من اشكال الاحتجاج هذا بخلاف ايضا الحصار المفروض على حرية الشعب ومحاصرة احزاب المعارضة .. الخ .
وسط هذة الحداث وغيرها وجد الرئيس مبارك وحكومة ان الوقت قد حان لتهدئة الشعب الثائر  فى  كل مكان فعقد مجلس الوزراء اجتماعات مكثفة خلال الايام الثلاثة الماضية  وحضر الرئيس مبارك جزء منها  وادلى بتصريحات سخر منها كل من هب ودب فى مصر  فقد انتظر الشعب من الرئيس ان يقيل الحكومة او حتى يستقيل بنفسة – هذا ما رددة الناس – الا انة اشاد بمجهود الحكومة وقال ان الاسعار مرتفعة فى كل انحاء العالم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
 ومن المواقف الطريفة التى حدثت بعد صدور هذة التصريحات فى الصحف الحكومية  ان مواطنا كان داخل مترو الانفاق وجالس بجوارى  فاعلن عن سخريتة من تصريح الرئيس مبارك بصوت مرتفع وقال :هو الرئيس مبارك نائم؟ فرد علية مواطن اخر قائلا:لعن اللة من ايقظة!
 والسؤال الذى تردد ايضا بين الساسيين من المعارضة المصرية ردا على كلام مبارك هل الرئيس يبرر ازمة ارتفاع الاسعار بانها مرتفع فى جميع دول العالم  فما رأى معالية فى الازمات
الازمات الاخرى مثل استمرار تخلى حكمة عن مسئولية التنمية  وعجز القطاع الخاص عن سد الفراغ الناتج عن انسحاب الدولة  من عملية الاستثمار  والعجز عن التصدير  وزيادة العجز فى الموازنة العامة  واستفحال ازمة البطالة  والانخفاض المتوالى لقيمة الجنية  المصرى  وازدياد الفقر  والفشل فى اصلاح نظام التعليم  وتوفير العلاج والخدمات  الاساسية  والتفاوت الواسع فى توزيع الدخل  والثروة  وتحول الفساد الى ظاهرة عامة  تخترق المجتمع من القمة الى القاع  واستمرار العمل بحالة الطوارئ حتى 31 مايو 2006 ومواصلة الدمج بين الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم  واجهزة الدولة  واستمرار تزوير الانتخابات  والاستفتاءات  واصدار قانون يؤكد هيمنة الاجهزة الادارية على والامن على الجمعيات الاهلية  ومؤسسات المجتمع المدنى  وشن حملات بوليسية  ضد منظمات حقوق الانسان  والتدخل الحكومى فى الحياة  الحزبية  وتجاهل احكام القضاء  التى رفضت تدخل لجنة شئون الاحزاب  فى الحياة الداخلية للاحزاب  وتوجية ضربة موجعة  لعلاقات العمل  من خلال اصدار قانون عمل جديد  واستخدام حالة الطوارئ والقوانين الاستثنائية  لمنع المظاهرات  والمسيرات والتجمعات  السلمية  والسعى نحو توريث السلطة  واستمرار السياسات التى تخدم المصالح الامريكية والاسرائيلية فى المنطقة .. فهل كل هذة القضايا موجودة فى جميع دول العالم التى تتحدث عنها سيدى الرئيس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 وفى النهاية احب ان اؤكد اننى اهاجم سياسات وليس اشخاص وان الرئيس مبارك وحكومتة لو غيرت تلك السياسات الخاطئة لصالح المواطن المصرى الغلبان سأكون اول من يؤيد تلك الحكومة .

#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل