أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ضياء فلاح فاضل الانصاري - ثورة 14 تموز وبائع اللبلبي الصغير














المزيد.....

ثورة 14 تموز وبائع اللبلبي الصغير


ضياء فلاح فاضل الانصاري

الحوار المتمدن-العدد: 1964 - 2007 / 7 / 2 - 04:30
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في مدينتي بغداد التي ولدت فيهاوبالذات في محلة البوشجاع وفي احدي اكير الدرابين الطويلة فيها كانت عائلتى تسكن هناك مع العشرات من العوائل الاخرى مجاورة بعضها البعض في مشاكلها اليومية المختلفة.كانا والداي يحثان الخطى في تربيتنا واطعامنا نحن العشرة من ابنائهم .دفع بنا شظف العيش نحن الخمسة اولاد لمساعدة عالئتنا بعض الشيء. ولازلت اذكر وانا في الثامنة من العمر كيف كانت حيرة امى وهي تقف امام المشاكل البيتية الاقتصادية اليومية حائرة لاتدري ماذاتفعل .كان بيتنا الكبير الذي أستاجره والدي من بيت ابو اليخني حيث يقع وسط دربونة الطويلةفي الكرادة الشرقية هناك يقع البلاط الملكي من الجهة الاخري لنهر دجلة ومعامل ومصانع الاحذية والنسيج ومعمل العرق والاسفلت من الجهة الثانية وحين انبش ذاكرتي تتماثل امامي كل شواخص هذه الدربونة من ناس واشجاروبيوت واعمدةكهرباء وحتى الحفر الكبيرةفي جادتها الطويلة. اتذكر رزوقي ابو البريمزات وبيت ام وهاب المسيحي وجدة رحيمة..و كل الشواخص الحية وغير الحية في الدربونة وامام كل هذه الصور اجد صورتي وانا فى ا ول عطلة صيفيةبعد الصف الاول الابتدائي في مدرسة الكرامة الابتدائية للبنبن مبتدئا عملي كبائع لبلبي امام بيتنا في دربونة الطويلة .ابتدئت الابام التموزية حرارتها المعروفة كما اتذكر وانا افترش الارض جالسا متربعا امام دارنا وامامي جدر الحمص والى جانبه وعاء عميق من الاالمنيوم والذي يحوي علي مواعين شاي فرفوري وملاعق معدنية. تقوم والدتي الحبيبة باعداد كل شيء وجعل اللبلبي جاهزا ومعدا للبيع في الساعة الثامنة صباحا يوميا.كان صوتي يلعلع وينادي الجميع والصغار منهم خاصة الللاعبين في الدربونة والقابعين في بيوتهم والمتبقين في افرشة منامهم الصيغية( يالبلبي ويالبلوب وبعانة ترس الجيوب) كانت العانة هي العملة النقدية الصغيرة من بين العملات السائدة انذاك. لم اكن اعلم ان اليوم هو 14 تموز حيث توارت الي مسامعي اصوات اشبه بطوب الفطور في شهر رمضان وبعد لحظات لم اصدق عيني وان ارى الناس هارعين من بيوتهم خارجين من الازقة ليصبحوا قطارا جماهيريا في دربونة الطويلة لتنطلق بعدها التظاهرة نحو الشارع الرئيسى في الكرادة الشرقية نحو الباب الشرقي،هاتفين للثورة ومجلس سيادتها.لم استطع لملمة اموري ، ولاادري ماذا حل بقدر البلبي والاشياء المتعلقة به وسط هذا الحشد من الناس في الدربونة. لقد وجدت نفسي مع صديقي سليم ابن رزوقي ابو البريمزات مع هذا التظاهرة الكبيرة من الناس سائرين وراء بعضنا البعض في اتجاه معين، كانت مشاعري الطفولية المتواضعة تتمتزج مع مشاعر المئات من الجماهير الحاشدة لفرحتهم بثورة 14 تموز وتأيدهم لها.عدت ظهرا الى حارتنا جائعا ومتعبا ، خائفا ومرتكبا مترددا في الوصول الى بيتنا لاارى والدتي من قريب وهي واقفة امام باب بيتنا تنتظرني حائرة تلوح لي بيدها لتؤمئ لي بالمجيء والدخول الى البيت وتقول لي تعال يمة ... تعال .. لاتخاف(فدوة يروح الك البلبي وفلوسه، صارت ثورة يمة) وحصلت على قبلة منها، معبرة عن فرحتها بعودتي وقيام الثورة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- التعرّق في المطارات قد يُطلق أجهزة الإنذار الأمنية.. تعرّف إ ...
- -مملة للغاية-.. شاهد رد فعل ترامب حول سبب اهتمام الناس بقضية ...
- ترامب يعلن عن استثمارات ضخمة لدعم الذكاء الاصطناعي والطاقة ف ...
- ما صواريخ جاسم؟ وهل سيرسلها ترامب إلى أوكرانيا؟
- بعد تصريحات ترامب والسيسي.. هل يشهد ملف -سد النهضة- انفراجة؟ ...
- القناة 13 الإسرائيلية تكشف -مسودة اتفاق غزة- الجديد والمؤقت ...
- رئيس إنفيديا: الذكاء الاصطناعي الصيني -محفز للتقدم العالمي- ...
- روسيا تدمر 8 مسيرات أوكرانية وتقصف مدنا أوكرانية بالمسيرات
- إيران تحتجز ناقلة نفط أجنبية بسبب تهريب مليوني لتر من الوقود ...
- سوريا.. تعبير السعودية عن -ارتياحها- وتعليق وئام وهاب يثير ت ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ضياء فلاح فاضل الانصاري - ثورة 14 تموز وبائع اللبلبي الصغير