فراس عبد المجيد
الحوار المتمدن-العدد: 1963 - 2007 / 7 / 1 - 10:08
المحور:
حقوق الانسان
مثال الآلوسي نائب شجاع ، واستطاع بشجاعته منفردا أن يحصل على الأصوات التي تؤهله ليكون نائبا في مجلس النواب العراقي ، حين رشح نفسه في الانتخابات الأخيرة التي جيشت لها الجيوش من كل اتجاه
لا نعرف عن مثال الآلوسي الا أنه تاجر عراقي كان ضمن قيادة حزب المؤتمر العراقي الموحد ، وسرعان ما أبعد عن الحزب لمشاركته في ندوة مناهضة للارهاب كان مقررا لها أن تقام في العاصمة الاردنية عمان ، الا أن ظروفا ، قد تكون سياسية ، غيرت مكان انعقاد الندوة الى اسرائيل . ومثلما كان الآلوسي متهيئا للتوجه الى عمان لأدانة الارهاب الذي يتعرض له وطنه بشكل سافر ، ودون أي غطاء ، وجد نفسه مرغما للتوجه الى مكان آخر للقيام بذات المهمة فهل أخطأ مثال الآلوسي في ذلك ؟ هل أصاب ؟ لا يعنينا ذلك ، فهو من يتحمل نتيجة هذا الموقف . وقد تحمله بشجاعة .غير أن مبادرته الى تشكيل حزب سياسي جديد بعد استبعاده عن قيادة المؤتمر الوطني تعني شيئا واحدا ، هو أنه يؤمن أن له دورا لابد أن يؤديه . ومهما اختلفنا في طبيعة هذا الدور ، فاننا لا نختلف حول أهمية هذه المبادرة في اثراء الساحة الوطنية العراقية
والى جانب أصوات عقلانية واضحة في مجلس النواب العراقي ، كان صوت مثال الآلوسي واضحا في ادانة الارهاب ، وادانة نظام المحاصصة ، وادانة زمر الارهاب التكفيري والصدامي . ولعل من أسباب تعاطف العراقيين مع مثال الآلوسي ما تعرض اليه من محاولة اغتيال أودت بحياة نجليه ، وما أعقب ذلك من اغتيال شقيقه قبل أيام . فالرجل مستهدف . وعليه أن ينحني ، أو يغادر الوطن ، أو " يتفاهم " مع ميليشيات لا يملك مثلها ولا يمكن أن يجاريها.
وهاهوذا النائب الشجاع يلاحق قضية مقتل نجليه ، ليس لأنهما نجلاه ، بل ليضرب مثالا لكل العراقيين على عدم الاستسلام لقدر الموت ، وعلى ضرورة الاحتكام الى القانون
لحد الآن ما زال مثال الآلوسي متشبثا بموقفه القاضي بضرورة عدم التستر على القاتل ( كائنا من كان ) وتحقيق سلطة القانون ، بغض النظر عن حسابات الكتل النيابية ووزنها ، وبقائها أوانسحابها من العملية السياسية
هذا موقف شجاع ، من نائب شجاع ، بنبغي علينا جميعا أن نحييه وأن نؤازره
مثال الآلوسي .. نحن معك
#فراس_عبد_المجيد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟