أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - صلاح الأنصارى - روزا لكسمبورج ..تروتسكى والبطالة















المزيد.....

روزا لكسمبورج ..تروتسكى والبطالة


صلاح الأنصارى

الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 07:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كثيرة هى الدرسات والبحوث التى تناولت قضية البطالة وكثيرة هى التصريحات التى تعطى تفاؤلا وأملا فى حل هذه القضية , وكثيرة هى البحوث التى تحذر من الأثار الضارة للبطالة , وأن البطالة قنبلة موقوته , خاصة اذا علمنا أن فى العالم ما يقارب مليار عاطل موزعين على مختلف أنحاء المعمورة فى حالة بطالة كاملة أو جزئية .
وقبل عرض اسهامات روزا لكسمبورج وتروتسكى حول هذا الموضوع , نود أن نشير الى أول سؤال منطقى يواجهنا وهو : من هو العاطل ؟ قد يبدو السؤال بسيطا , وقد يبادر البعض بالاجابة عنه بالقول أن العاطل هو من لا يعمل .
فى حقيقة الأمر ان هذه الاجابة غير كافية وغير دقيقة للتعريف .
حقا , أن من أهم صفات العاطل أنه لا يعمل , ومع ذلك فهناك شرائح متباينة فى المجتمع لا تعمل لأنها لا تقدر على العمل , مثل الأطفال ومن هم فى سن التعليم أو المحالين على معاش الشيخوخة أو العجز أو المرض , فهؤلاء لا يصح أن نطلق عليهم عاطلين .
لأن العاطلين يجب أن يكونوا قادرين على العمل ويبحثون عنه وحسب ما أوصت به منظمة العمل الدولية ILO - على تعريف العاطل بأنه ( كل من هو قادر على العمل , وراغب فيه , ويبحث عنه ويقبله عند مستوى الأجر السائد , ولكن دون جدوى) .
العولمة والبطالة :
أن العولمة المتزايدة للاقتصاد العالمى وتزايد عناصر الفوضى والأضطراب فيه , وضعف موقع الدول النامية داخله , قد اقترنت أيضا بتطور أخر يتناقض مع المعنى العام لفكرة العولمة وكان له تأثير مهم فى مشكلة البطالة . ونعنى بذلك الصعوبات والمعوقات والقيود التى بدأت تواجه هجرة العمال من دول الجنوب الى دول الشمال الصناعى , فالعولمة حدد مضمونها فى منطق الرأسمالية العالمية على أنها الحراك الحر وغير المقيد للسلع ولرؤس الأموال , أما الحراك الحر لقوة العمل , فممنوع . فاذا كان مسموحا لرأس المال وللسلع أن تقتحم الأسواق والحدود دون أى عقبات , فان العمل غير مسموح له .
أن رأس المال يمكن أن ينتقل اليه , ولكن العكس غير جائز , اذ مع تفاقم مشكلات الركود والبطالة فى الدول الصناعية الرأسمالية لجأت حكوماتها الى مقاومة الهجرة اليها من خلال تغيير تشريعات الهجرة والاقامة فيها , وأصبحت الأحزاب اليمينية المتطرفة تعارض بشدة استقبال المزيد من العمال الأجانب , بل وتسعى الى طردهم خارج الحدود , وهكذا , فانه بعد أن كانت الهجرة لبلاد الشمال منفذا , وان كان ذا قدرة محدودة , لفائض العمالة بالبلاد النامية , ومصدرا مهما من مصادر النقد الأجنبى لكثير من البلاد النامية , فان هذا يكاد يكون الأن قد أغلق .
ومن المساهمات الفكرية الجادة حول موضوع البطالة نود أن نشير الى مساهمة روزا لكسمبورج حيث انها تنطلق من حقيقة اساسية تشير الى انه بعد نشأة النظام الرأسمالى فى بريطانيا وفرنسا ثم المانيا , ما لبثت الرأسمالية أن صارت هى أسلوب الأنتاج فى معظم دول القارة الأوروبية خلال القرن التاسع عشر . كما أن الرأسمالية قد تغلغلت فى بلاد كادت تكون غير مأهولة بالسكان ( الولايات المتحدة و كندا ) , كما دخلت الرأسمالية الى بلاد لم تتقدم اقتصاديا ولكنها أحتفظت بسيادتها السياسية ( مثل روسيا واليابان ) . وبذلك أستطاعت الرأسمالية أن تدخل مئات الملايين من البشر فى نطاقها . وبهذا الزحف المتنامى عبر أقطار العالم المختلفة تمكنت الرأسمالية الأوروبية من تخفيف تناقضتها الاجتماعية والاقتصادية وتوسيع نطاق نشاطها , سواء بالهجرة الى تلك المناطق , أو بتصدير السلع ورؤوس الأموال اليها على ان الزحف الرأسمالى على العالم بلغ ذروته بالتوغول الى البلاد الأقل تقدما فى أسيا وافريقيا وأمريكا الاتينية . ولم يحل القرن العسرين حتى كان معظم هذه البلاد خاضعا للسيطرة الأمبريالية الرأسمالية . وكان توغول الراسمالية الغازية لهذه البلاد قد تم عبر طرق ملتوية من الغش والخداع والضغط السياسى والاحتلال العسكرى .
وقد تنبأت روزا لكسمبورج بأن ادماج المناطق غير الرأسمالية فى النظام الرأسمالى يؤهلها , بالتدريج , لأن ينشأ فيها النظام الرأسمالى حيث تنجح هذه المناطق فى مراحل لاحقة من اقامة بعض الصناعات الاستهلاكية , وسرعان ما تتكون فيها طبقة رأسمالية وطبقة عاملة , وتنمو فيها , رويدا رويدا , قوى الانتاج وعلاقات الانتاج بالرأسمالية . وعندما تتطور هذه المناطق ستهبط معدلات تصدير رؤوس الأموال والسلع اليها . وعندئذ ستظهر عوامل احتكاك بينها وبين الدول الاستعمارية العجوز , وتتصاعد فيها حركة التحرر الوطنى . وستغلق أبواب المستعمرات فى النهاية أمام تدفق رؤوس الأموال من العواصم الاستعمارية , ولن يعود بوسعها أن تفر من مجالات ا؟لأرباح المنخفضة فى بلادها الى مناطق الأرباح المرتفعة . وعندما تبدأ المستعمرات وأشباه المستعمرات والبلاد التابعة فى التحرر وتحصل على استقلالها السياسى , والسير فى خط النمو الرأسمالى . ولا تلبس الأزمات الدورية أن تظهر فيها , وتحتاج بدورها الى مجالات خارجية لتصريف فائض انتاجها .
وتنتهى روزا من تحليلها الى ان توسع النظام الرأسمالى على مدار العالم كله سيؤدى , بحكم علاقات الانتاج الرأسمالية وقوانين التراكم الى تضخم فائض الانتاج الذى يبحث عن تصريف له , فتزداد المنافسه ويلتهب الصراع بين الدول الرأسمالية , وتقوم الحروب بينهما , ويتعرض النظام لمحنة التحلل والانهيار .
• ومهما يكن من امر فقد احتلت نظرية روزا لكسمبورج مكانة لائقة فى تفسير الاستعمار فى الفكر الماركسى , وأصبح هناك تيار فكرى واسع يربط بين التوسع الاستعمارى والهبوط المستمر فى معدل الربح فى البلاد الاستعمارية .
كان هناك شعور عام بين الماركسيين بأن نمط الانتاج الرأسمالى , وان كان يتعرض للأزمات الدورية وما تولده من بطالة وفقر وركود , هو نمط , مع ذلك , ذو قدرة عالية على التكيف مع أزماته بسبب ما يتمتع به من طبيعة ديناميكية .
وهى هذا السياق يقول ليون تروتسكى :
( أن التوازن الراسمالى هو ظاهرة معقدة الى أبعد الحدود . فالرأسمالية تولد هذا التوازن , ثم تقضى عليه , ثم تولده ثانية بشكل متزامن مع توسيع حدود سيطرتها . والقضاء المستمر على التوازن ثم اعادة توليده يأخذ على الصعيد الاقتصادى شكل الأزمة والأزدهار . ويأخذ القضاء على التوازن على صعيد العلاقات الداخلية بين الطبقات شكل الاضرابات والاغلاق والنضال الثورى . أما على صعيد العلاقات بين الدول فان القضاء على التوازن يعنى الحرب , أو حروب التعريفات الجمركية والتناحر الاقتصادى والمقاطعة ) .
• الرأسمالية اذن تستأثر بتوازن ديناميكى , فهى أما على طريق توليده , أو على طريق القضاء عليه .



#صلاح_الأنصارى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا قتلت عمالنا
- رحلة البحث عن الرجل الحديدى.. الحلقة الثانية
- رحلة البحث عن الرجل الحديدى.. الحلقة الثالثة
- رحلة البحث عن الرجل الحديدى .. الحلقة الرابعة
- ملحمة عمال الصلب .. أغسطس 1989
- حقيقة الهستدروت الاسرائيلى
- روزا و الاضرابات الجماهيرية
- عمال الحديد والصلب ورفض زيارة نافون
- الكلمة الفعل والعودة الى الكتابة
- رحلة البحث عن الرجل الحديدى.. الحلقة الأولى
- انا بحبك يا مصطفى - مصطفى عبد الغفار درة فى تاريخ الحركة الع ...
- حلم واحد .. درب واحد
- الحركة العمالية المصرية ..الواقع و أفاق المستقبل
- من يحمى العمال


المزيد.....




- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - صلاح الأنصارى - روزا لكسمبورج ..تروتسكى والبطالة