أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وفاء سلطان - الوطن ليس أرضاً وذكريات.. بل هو الإنسان! 7















المزيد.....

الوطن ليس أرضاً وذكريات.. بل هو الإنسان! 7


وفاء سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 1960 - 2007 / 6 / 28 - 12:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في نهاية المدة المخصصة لبقائنا في سوريّة قررت لاسلي أن تعود وفي حلقها غصّة لأنها لاتستطيع أن تبقى أكثر. بينما قررت أنا أن أسافر إلى قطر كي أرى أختي التي لم أرها منذ زمن طويل.
تعانقت ولاسلي في مطار دمشق، هي في طريق عودتها إلى أمريكا، وأنا في طريقي إلى قطر حيث تعيش اختي وزوجها وحيث ينتظرني زوجي لقضاء رحلة عمل.
لا أحبّ السفر جوا وأمقت الوقت الذي أقضيه معلّقة بين الأرض السماء، خوفا من أن نتحول في ثوان طعاما للأسماك أو لوحوش البراري.
رحت أتمعن في كتاب شعر أهداني اياه صديقي الدكتور أميل وهو للكاتب والشاعر السوري محمد الماغوط بعنوان "شرق عدن غرب الله".
كان محمد الماغوط ولم يزل بالنسبة لي أيقونة سوريّة أحبّ زخرفتها وأعتزّ بأصالتها. ولد عشقي للقراءة في شبابي المبكّر على يديه. كنت مهووسة بمتابعة كلّ مايكتبه حتى تاريخ اليوم الذي رحلت به، عندها وقعت القطيعة بيني وبين الوطن.
عدت لأرى كلّ شيء وقد تغيّر، ولم يسلم الماغوط نفسه من هذا التغيير! فاجأني كتابه الجديد لدرجة تساءلت عندها: من الذي تغيّر أنا أم هو؟ هل خفّت قدرتي على القراءة بالعربيّة أم خفّت قدرته على الكتابة بالعربيّة؟!
لم أكن يوما من عشاق السرياليّة لافي الفن ولا في الشعر.
مالا أستطيع أن أفهمه بسهولة ألفظه بسهولة!
أصول الكتابة في أعرافي تقوم على المبدأ الحسابي واحد زائد واحد يساوي اثنين. لا أستطيع الأخذ والعطاء مع الذين يصرّون على أنّ:
زهرة تجرح المجرّة تعطي كوخا.. أو ماشابه ذلك من خرابيش غارقة في الرمزيّة!
ويبقى السؤال: تحت أيّة ظروف تولد هذه الغوغائيّة الفكريّة ولماذا تولد في زمن وفي مكان أكثر ما نحتاج فيهما إلى حالة من النقاء الفكري؟!
لنقرأ معا إحدى هذه القصائد السريالية للمفكر السوري محمّد الماغوط وهي بعنوان "غضب الوالدين" ولنحاول معا أن نفكّ طلاسمها!
"لا أستطيع أن أسجل أسماء أعدائي على قبضة السيف فهناك
أعداء الطريق
كذلك لا أستطيع أن أسجّل على الهامش ماذا سأكتب؟
حذار قصائد الظلام
القصائد المجنونة المداهمة المعرقلة المستهترة
كما أن هناك القصائد الزرقاء لنقل الأمواج الهرمة إلى مرافئها و
شواطئها البعيدة
والحمراء والخضراء والصفراء لاستقدام الربيع في الحروب
والرماديّة لتعزية الغربان
فحتّى الغربان لها مآسيها ومناحاتها
إذ ماذا سيحل بالعالم لو عمّ السلام؟
ماهو مصيرها غير الإنقراض؟
كما لا أستطيع أن أسجل على كعب حذائي الأماكن التي سأصل اليها؟
وبمن سأمرّ وألتقي؟
ومن سيتابع معي أو يتخلى عني؟
ثم هناك قصائد الشرف فهي أكثر خطرا من جرائم الشرف
فهناك لم الجازمة
ولا الناهية
وما الزائدة
ناهيك عن الحروف التي لاعمل لها. أي المتسكعة
وسين التسويف
واللام المتزحلقة
وهناك دموع الخنساء وسلاسل زنوبيا وأفعى كليوباترا وسيوف
الزير وعنترة والحجاج والشمر وابن ملجم
دون شعرة معاوية!
***********
هذا "الصخب الفكري"، كظاهرة مستفحلة في الأدب العربي اليوم، جدير بالدراسة!
ماعلاقة غضب الوالدين بالسيف.. بالقصائد.. بالأمواج.. بالربيع.. بالغربان.. بجرائم الشرف وحروف الجزم والنهي والتسويف والخنساء وزنوبيا وكيلوباترا وعنترة والحجاج..؟
ماهي شعرة معاوية، ولماذا يحاول أن يسقطها من هذا المزيج غير المتجانس؟!!
بعد الإنتهاء من قراءة تلك الملحمة السريالية تشعر وكأنك استيقظت لتوّك من حلم غريب اختلطت فيه الأشياء والأحداث بطريقة مثيرة للدهشة. تحاول عبثا أن تربط الوقائع ببعضها علّك تجد تفسيرا لحلمك!
ويزداد اصرارك على تفسير الحلم كلّّما كنت غيبيّا وكلّما ازداد عجزك عن فهم الواقع الذي تعيشه وازداد قلقك حول مستقبل ذلك الواقع. تبحث في ركام هذا الحلم عن لقطة قد تتنبأ بفرح مستقبلي قادم. كأن تتذكر بأنك شاهدت معلم الصف الإبتدائي الذي لم تره منذ عشرين عاما يناولك ورقة بيضاء فتبني آمالك على تلك اللقطة الأكثر وضوحا في ذلك الحلم العبثي وتتفائل خيرا: علّ الورقة ترمز لنجاحي في القضيّة الفلانيّة!
وكما هو الحال في محاولة تفسير الأحلام هو الحال في محاولة قراءة الشعر السريالي الذي استفحل كظاهرة في الزمن الحاضر!
لست فرويديّة التوجه رغم أنني أحترم فرويد كمؤسس لعلم النفس وأحد أكبر عباقرته. لكنني، ومن باب الرغبة في الترفيه النفسي عن القارئ، أودّ الخوض قليلا في عالم فرويد كي أتبنى طريقته في تفسير الأحلام، علّّني أصل بقارئي إلى تفسير علميّ مقنع لهذه التشويش الشعريّ الذي لا يخرج عن كونه حلما مزعجا يصل أحيانا في رمزيّته إلى حدّ الكابوس!
كانت الأحلام بالنسبة لفرويد "الطريق الملكي" الذي يجب أن يتّخذه للوصول إلى حيّز اللاوعي عند الإنسان ونبش كلّ ماقام برميه داخل هذا الحيّز من أيام طفولته وحتّى تاريخ اللحظة.
يحاول الإنسان عبثا التخلص من صراعاته النفسيّة بالهروب من كل الذكريات والأحداث والأفكار التي تثير تلك الصراعات، فيلجأ إلى رميها في حيّز اللاوعي ويتعمّد نسيانها هناك.
هو ينساها لكنّها في حقيقة الأمر لاتنساه وتصرّ على التنكيل به. تعود إليه، وبناء على رأي فرويد، على شكل أحلام في أفضل الأحوال وعلى شكل اضطرابات وأمراض نفسيّة في أسوأها.
إذا الأحلام هي الطريقة الأسلم لتفريغ ماتحويه جعبة اللاوعي من صراعات!
ونظرا لكثرة هذه الصرعات وتراكمها الفوضوي عبر زمن طويل تتبلور على شكل حلم سريالي قد يختلط فيه معلم الإبتدائي مع غرفة فارغة من أثاثها مع أرنب مبتور الإذن مع كرسي على شط بحر.
قد ترمز كلّ لقطة في هذا الحلم إلى صراع لا علاقة له بالآخر.
المعلم يرمز إلى صراعك مع سلطة والدك.
الغرفة الفارغة من أثاثها قد ترمز إلى إحساسك بالفقر الذي عشته في طفولتك.
الأرنب المبتور الاذن قد يرمز إلى أمك التي فقدت يوما جنينها.
وهلّم جرا! ومهمّة المعالج النفسي- الفرويديّ المدرسة- في هذا السيناريو أن يخرج تلك الصرعات من حيز اللاوعي عند المريض ويضعها على طاولة المفاوضات أمامه – أقصد في حيز وعيه – كي يجبره على مواجهتها بوعي وبالتالي على الإعتراف بها والسعي لحلّها.
إذا هل نستطيع أن نفسّر ظاهرة الشعر الماغوطي على الطريقة الفرويديّة؟
الماغوط – كما هي وفاء سلطان – عصارة مجتمع كثرت فيه الصراعات النفسيّة حتى صارت طريقة حياة!
إذا هل أستطيع أن أقول: هرب الماغوط من صراعاته وألقاها في اللاوعي عنده فعادت إليه على شكل أحلام شعريّة؟!!
هل يرمز السيف في قصيدته إلى سكين والده التي كان يحزّ بها أوراق التبغ كي يصنع منها لفافته؟ هل كان والده مزمن السعال؟ لماذا سببت له تلك السكين صراعا؟
هل ترمز القصائد الزرقاء إلى قميصه الذي كان يرتديه في طفولته؟
وهل كان هذا القميص مهترئا إلى حدّ الصراع؟
ماعلاقة الغربان في قصيدته بالأمواج؟
هل ترمز تلك الغربان إلى الإقطاعيين في مدينة السلمية، يوم كانوا يأكلون الأخضر واليابس، وكان هو طفلا يعيش في أحد الأحياء الفقيرة؟
هل ترمز إلى قراصنة الحكم زمن كهولته؟
من يدري؟
لماذا يبدو متحاملا في حلمه السريالي على حروف العربيّّة مع العلم بأنّه لم يُحسن أداء صنعة في حياته سوى حياكتها؟
هل صراعه النفسي مع العقم الذي نجم عن تلك الصنعة يفسّر تحامله؟
ما هي شعرة معاوية التي يصرّ على أن يظلّ متعلقا بها؟
هل هي ثدي أمه الذي التصق به ليس إلاّ استجابة لغريزة البقاء؟
أحاول أن أجد تفسيرا لسريالية محمد الماغوط.. أحاول أن أفهم غوغائيته.. أحاول أن أفهم تشويشه الشعري.. لا لشيء.. لا لشيء.. فقط لأنني أحبّه وأريده أن يبقى أيقونتي السوريّة التي أعشق زركشتها وأعتزّ بأصالتها!!
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل يحتاج كلّ قارئ من قراء الماغوط لأنّ يكون فرويد كي يتمكّن من أن يحتفظ به كإيقونة سوريّة في زركشتها وأصالتها؟ أم وحدها وفاء سلطان التي لاتعرف كيف تقرأ قصيدة سريالية غارقة في رمزيّتها؟
************
لم تستطع طلاسم الماغوط، كما لم تستطع محاولاتي لفكّ تلك الطلاسم، أن تخففّ من حدّة خوفي وأنا أبدو معلقة على كفّ عفريت بين الأرض والسماء!
في غمرة مخاوفي، تناهى إلى مسمعي صوت الرجل الذي يجلس بجانبي. وبهدوء مفتعل كي لا يفسد وحدتي، راح يسألني: هل الأخت من قراء السيّد الماغوط؟
مرّة أخرى أجد نفسي محاطة بفرويد ونظرياته!
يبدو أنّ هذا الرجل يعيش هو الآخر خوفا من التعلق بين الأرض والسماء، وفي محاولة للهروب من مخاوفه حاول أن يتجاوز أحكام الجوار على متن طائرة خليجيّة فراح يتحدّث إلى امرأة غريبة تجواره المكان!
ـ نعم
ـ متى صدر هذا الكتاب وهل هو أخر مطبوعاته؟
ـ صدّقني لا أعرف!
وللتخفيف من حدّة صدمته تابعت: لم أقرأ له منذ زمن طويل ولا أعرف عن أخباره شيئا!
ولمّا كان الشيء بالشيء يذكر، تجاذبنا أطراف الحديث حتى شمل جوانبا كثيرة.
لا أعرف ماالذي قادنا إلى تلك النقطة، ولكنه تابع يقول:
ـ أمريكا .. أمريكا.. كان الرحيل عنها أكبر خطأ ارتكبته بحقّ نفسي في حياتي!
سرح قليلا: درست وتخرجت من إحدى جامعات فلوريدا، أحمل شهادة دكتوراه في علم الهندسة المدنيّة. تحت اصرار الأهل عدت بعد انهائي دراستي.
أنا سعودي شيعي! هل تعرفين الكثير عن الشيعة في السعوديّة؟
ـ للأسف! كنت حتّى عهد قريب لا أعرف أنّ هناك شيعة في السعوديّة!
ـ أن تكون سعوديّا وشيعيّا في آن واحد ظلم لايتحمّله انسان!
تنتابني الدهشة:
ـ وأين الظلم في تلك المعادلة؟
ـ يجرّدونك من حقّك كمواطن ويسقطون عنك الإنتماء الوطني. يشكّكون باخلاصك للوطن ولذلك نحرق كلّ طاقاتنا في محاولة لإرضائهم واثبات هذا الولاء والإخلاص!
ـ ومن هم هؤلاء الذين يجرّدون ويسقطون ويشكّكون؟
ـ الأغلبيّة السنيّة ذات المذهب الوهابي! لقد نصبوا طوقا حديديّا حول الشيعة في السعوديّة. نعيش حالة عزلة لا تعيشها حتى الوحوش في أوكارها! العلاقات الإجتماعيّة في تلك الطائفة ضيّقة للغاية وتكاد تقتصر على العلاقات الإسرويّة. عدت إلى السعوديّة من أمريكا تحت ضغط الأهل لأجد أمامي ابنة عمي كقدر لامهرب منه!
تزوّجتها، لم يكن الزواج خياري لكنّه كان تلبية لواجب لا مفرّ منه!.. أنجبت لي خمسة أولاد ولم تزل غريبة في عالمي. لا أحبّها ولا أثق بها ولا تعني لي أكثر من شخص يشاركني الحياة في نفس البيت.
أحسست بآلام ذلك الرجل لكنني لم أستطع أن أقف كثيرا عندها!
قد استطيع أن أحكم على رجل مسلم ـ سواء كان شيعيّا أم سنيّا ـ غيابيّا، لكن من الصعب عليّ أن أحكم على امرأة مسلمة غيابيّا!
يشكو لي هذا الرجل بأن تلك المرأة الجاهلة قد فقأت له عينه!
من يدري؟ ألم يفقأ هو عينيها؟
هو ضحيّة؟
أليست هي الأخرى ضحيّة؟
كيف ينجب رجل من امرأة خمسة أولاد وهو لايحبّها ولا يثق بها؟
هل هذا زواج أم نكاح؟
هل هو زوج أم بنك للتبرع بالنطاف؟
وهل هي زوجة وشريكة حياة أم مدجنة لتفقيس الفراخ؟
من المسؤول في هذا السيناريو المثير للقرف؟ وأين هي القيم العائليّة التي يتبجّحون بها؟
درس الدكتوراه في جامعة أمريكيّة وعاش هناك لمدة عشر سنوات ثم عاد ليتزوّج أمرأة ينتهي العالم كلّه عن حدود بيتها، امرأة لايربطه بها رابط سوى أنها ابنة عمّه!
والآن يدّعي بأنها لم تكن على مستوى علمه وتحصيله!
تبرع لها عن طيبة خاطر بكلّ ودائع بنكه، ولم ينل منها وطرا سوى خمسة "عجيان"!!
ولكي يستدرّ أكبر مقدار من شفقتي ادّعى بأنه لايثق بها!
وقف قرفي حائلا بيني وبين السؤال عن السبب الذي يكمن وراء غياب ثقته بها!
لا أريد أن أحكم على امرأة اجتمعت تعاليم أربعة عشر قرنا، بكلّ عنفها، لتكون ضدها فجرّدتها من أبسط حقّ يتمتع به الإنسان!
حقّ الإنسان في أن يختار شريكه الذي يمنحه عقله قبل أن يشاطره سريره!
أكبر دعارة في تاريخ البشريّة هي أن تُجبر المرأة على الإقتران برجل لاتحبّه، وأرذل عاهر في الأرض رجل ينجب من امرأة، لايثق بها، خمسة اولاد!
هو اختار وهي لم تختر، والإنسان مسؤول عن خياراته وليس عن مايقوم به والسيف على رقبيه!
هو نال شهادات عالية وهي ظلّت رهينة جهل مطبق!
هو وهي ضحيّة تعاليم غير انسانيّة!
هو ضحيّتها لأنها أعطته أكثر ممّا يستحق، وهي ضحيّتها لأنها سلبت منها كلّ ماتستحقّ!
أمرته تلك التعاليم أن ينكح ماطاب له من النساء! لم تهذّب غريزته الحيوانيّة، فأمرته أن يجلد زوجته ويهجرها في الفراش عندما تمنعه من أن يتلذّذ بما طاب!
هي ليست في عرف تلك التعاليم سوى عبد لنزواته، وليس لهذا العبد أيّ دور في عمليّة النكاح!
إنّها عمليّة وحيدة الجانب يمارسها الرجل كما لو أنّه يدخل قدمه في فردة حذائه، وهل لفردة الحذاء الحقّ في أن ترفض بأن تُداس؟!!
انكح.. عندما يصدر أمر بهذا الشكل يشبه إلى حد بعيد قولنا لأحد: "البس فردة حذائك"!
انكح.. هذا يعني بأنّ عليك وحدك أن تقوم بفعل الأمر!
البس.. هذا يعني بأنّ عليك وحدك أن تقوم بفعل الأمر!
في الحالة الأولى ليس للمرأة أيّ قرار.. وفي الحالة الثانية ليس لفردة الحذاء أيّ قرار!
انكحوا؟
إذا كان الإسلام قد أعزّ المرأة لماذا لم يمنحها دورا في تلك العمليّة التي يَفترض أن تكون مقدّسة لأنها أصل الحياة؟
لماذا لم يقل تناكحوا بدلا من انكحوا؟
علما بأنني أرفض الكلمة من أصلها سواء كانت انكحوا أو تناكحوا!
أرفضها حسب مفهومي لأخلاق الزواج!
فالزواج أقدس من أن يكون مجرّد نكاح. إنّ اللقاء الجسدي بين الرجل والمرأة، ورغم أهميّته وكونه مصدر الحياة، لايشكّل في ذلك الكيان الإنساني، والذي ترتكز عليه الحياة برمّتها، سوى النذر اليسير!
الزواج حالة تفاعل عقلي ومعرفي ونفسي وعاطفي قبل أن يكون حالة اتصال جنسي. ولكي ينجح كوسيلة تلاقح وتكاثر يجب أولا أن ينجح كتفاعل عقلي ومعرفي ونفسي وعاطفي.
في المغرب العربي سعت النساء بإصرار على حذف كلمة " انكحوا.. ينكح.. أنكحتك" من وثائق ومعاملات الزواج، وبعد نضال مرير نجحت في سعيها!
متى تنجح النساء في كلّ أرجاء العالم العربي في القضاء على تلك اللغة المهينة التي حطّت من قدرها وكرامتها وحريّتها؟
أنكحتك ابنتي؟!!
هذه العبارة يقولها وليّ أمر المرأة المسلمة الى الرجل الذي سينكحها(!!!)!
مالفرق بين تلك العبارة وعبارة: أعطيتك حذائي؟!
وجهان لعملة واحدة!
تعالوا نفترض أن تقال العبارة بطريقة أخرى: وافقت ابنتي على أن تكون شريكة حياتك وأنا أبارك موافقتها.
هل هناك فرق بين العبارة الأولى والثانية انسانيّا وأخلاقيا؟
نعم! وكالفرق بين النور والظلام!!
لو كان الإسلام يصرّ على العبارة الثانية هل يبقى لدى وفاء سلطان حجّة كي تفضح الطريقة التي يتعامل بها مع المرأة؟
إذا من يهاجم الآخر؟ من يتعدّى على حقّ الآخر؟ ومن يحقّ له أن يسعى لإصلاح الآخر؟
الإسلام أم وفاء سلطان؟!





#وفاء_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن ليس أرضاً وذكريات.. بل هو الإنسان! 6
- الوطن ليس أرضاً وذكريات.. بل هو الإنسان! 5
- الوطن ليس أرضاً وذكريات.. بل هو الإنسان! 4
- الوطن ليس أرض وذكريات.. بل إنّه الإنسان!! 3
- الوطن ليس أرض وذكريات... بل إنّه الإنسان!! 2
- الوطن ليس أرض وذكريات... بل إنّه الإنسان!! 1
- متى يكون الغرب آمناً؟!!
- على ذقن من يضحك الإخوان المسلمون؟!!
- آن لكم أن تروا مَلِكَكم عارياً أيها المهللون!!
- هل من ثقافة تنقذ تلك الأمّة..؟!!
- بشار الأسد: هذا الشبل من ذاك الأسد!!
- د. رجاء بن سلامة: جهل.... أم غيرة؟!!
- المقابلة التي أجراها موقع -تقرير واشنطن- مع وفاء سلطان
- متى يخلع شيوخ السعودية سراويلهم الغربية؟!!
- صراع حضارات…؟!! الأخيرة
- صراع حضارات.. ؟!! 3
- صراع حضارات..؟! 2
- صراع حضارات...؟!! 1
- كلمة وفاء سلطان في مؤتمر حقوق الأقليات في زوريخ
- كيف نحاور حمّال أوجه..؟!!


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وفاء سلطان - الوطن ليس أرضاً وذكريات.. بل هو الإنسان! 7