أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن شريف - مشهد المعارضة السورية ومواجهة الخطر المقبل














المزيد.....

مشهد المعارضة السورية ومواجهة الخطر المقبل


مازن شريف

الحوار المتمدن-العدد: 1959 - 2007 / 6 / 27 - 12:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو مشهد المعارضة السورية أشبه بلوحة عتقها عتق القمع والاستبداد موزعة عليها مجموعة من الزهور المصطفة بحركة عشوائية فوضوية تسعى كل منها إلى اجتذاب اكبر عدد من النحل ليمتص رحيقها وتبدو بعض زهراتها شامخة تحاول مصادرة العسل المنتج من جهد وعرق الكثيرين، ومع هذا لم تفقد هذه اللوحة بريقها وان ذبلت بعض زهراتها التي تسعى للاسترخاء في حضن الغير، لكن المهم في الأمر هو أن تصطف تلك الزهرات صوب هدف واحد.

هذا المشهد يعيدني قليلا إلى الماضي إلى رسالة من والدي يسألني فيها متى ستزورني أنت وطفلك وأمه لأتعرف عليهم قبل أن يأذن لي بالرحيل؟ فذكرني بالكثير من إخوتنا الذين أذن للبعض منهم الرحيل قبل يتحقق هذا الحلم لهؤلاء الذين خرجوا من تحت أنقاض الفجيعة لينجوا بأنفسهم بعدما فقدوا كل شيء إلا تمسكهم بالمحبة والتسامح والإنسانية والأخلاق الحميدة.

وبعيدا عن العواطف ونزولا عن رغبة العقل في محاكاة الإنسان ارغب أن اعبر هنا عن الخوف الذي يخيم علينا بين الحين والآخر لان مفاجآت غير سارة تنتظرنا جميعا، فلا شيء يجعلنا نشعر بالقلق والملل أكثر من الأنظمة الشمولية والقمعية. فبعض أقطاب المعارضة السورية في الخارج ممن يملكون المال والجاه (سابقا) ويقيمون في قصور وفنادق من فئة (5 نجوم) تراهم بنفس النفاق والتملق الذي ورثه البعض منا من جلادي الشعب السوري لدرجة انه صار من الصعوبة بمكان على أي مراقب أن يتمكن من التفريق بين سلوك هؤلاء وممارسات الأجهزة الأمنية والاستبدادية، في دولة ترزح تحت نير وقبضة شلة من الأثرياء استفاقوا بين ليلة وضحاها على أرصدة بنكية ومشاريع اقتصادية على حساب قامات الشعب السوري.

هذا الشعب الذي بات يلهث وراء تامين لقمة العيش ويصفق لا حبا بالتصفيق بل للتخفيف عن المأساة التي يعيشها من ذل وإهانة دون أن يتمكن من رفع صوته للمطالبة بحياة كريمة هو أجدر من يستحقها، ومع هذا يكتفي المواطن (المعتر) بالصراخ على زوجته وأطفاله بعد عناء يوم كامل من العمل وعودته ليجابه من ينغص عليه أيامه ألا وهم أفراد أسرته والذي يعجز أحيانا عن شراء قطعة (ايس كريم) ليقدمها لهم في صيف اشتدت حرارته .

أمام هذا الجو المشحون والحياة الكئيبة يقف بعضا من معارضينا الكرام أصحاب التنظيمات (القائمة على أساس المصلحة الخاصة) ليقدموا لنا دروسا عن نظام الاستبداد وأنهم أصحاب القرار لاستبداله بنظام آخر لا يقل عنه استبدادا وقمعا ويتحدثون باسم كافة المعارضين في جميع أنحاء العالم باسم الشرفاء والوطنيين دون أن يخفى عليهم بان اغلب المعارضين يدركون تماما أن الثروة لا يمكن لها مهما كبرت ومهما وصلت من قوة أن تشتري نفوس الشرفاء من أبناء سورية، ولو كنا ممن ينجر وراء المصلحة الفردية لمارسنا التملق لصالح النظام وكسبنا مناصبا ومقاعد في البرلمان والمؤسسات ومشينا مع قافلة القمع .

وبما أننا نرفض الانقلاب على مبادئنا وأفكارنا وطموحاتنا وتفاؤلنا في العمل المشترك ضمن نهج سياسي واضح الأهداف فانه من الصعب على المتاجرين بأسمائنا وبأفكارنا أن يتمكنوا من إيجاد أرضية لهم بيننا في الوقت الراهن . لا احد يموت من الجوع لأننا نعمل ونكسب من تعبنا ونربي أطفالنا على قيم المحبة والخير. فمهما كانت خلافاتنا واضحة فان ما يجمعنا هو أقوى وامتن بكثير مما يجمع قلة من المعارضة التي بدأ الخلاف يدب بينهم لان ما بني على غير وجه حق لن يصل إلا لنتائج متوقعة كما حصل في الآونة الأخيرة وكما نتوقع بما سيحصل في المستقبل القريب .

ومن المثير للجدل أن ديمقراطية هؤلاء مملة بل حتى يمكن لي أن أصفها بالهشة لأنها مولدة للخلافات اليومية فتارة يحتلون شاشات الفضائيات وتارة يتصدرون المواقع الالكترونية حتى بدا خطابهم السياسي ليس إلا انتقاما من النظام المستبد والمتسلط على رقاب السوريين وهذا ما نرفضه جميعا لان هدفنا أسمى من الانتقام.

إن هؤلاء الزعماء (كما يحبون أن يطلق عليهم) يجعلونني اشعر بالضجر أحيانا فهم لا مكان لهم بيننا إذا استمروا على هذه الحالة، من كونهم دخلاء على مشروع وطني نسعى جميعا إليه، ما لم يغيروا في مناهجهم واستراتيجياتهم.

إن ديماغوجيتهم الشعوبية تزداد يوما بعد يوم في أجواء مليئة بالأفكار القابلة للاشتعال إنها لعبة النار (غير المسؤولة) التي من الممكن أن تندلع شرارتها في أية لحظة بسبب شقاء وتعاسة البعض وسيولد انفجارها مخاطر كبيرة ستلتف على الكثيرين لكن لن يحترق بهذا اللهب إلا ضعفاء النفوس ممن اجترتهم اليوروات والدولارات والليرات الاسترلينة ليصبحوا هم أيضا خطرا اكبر مما كانوا عليه حتى الآن.

لذلك فانه علينا أن نستفيق وننظر ببرود إلى الحقيقة التي ربما سيضطرب البعض عندما سيعلمون بان مخططاتهم ومؤامراتهم التي يجيدون حياكتها قد انكشفت عند اغلب المعارضين المتنورين دون أن اذكرهم، مع أنهم قلة، فهم يعرفون الحقيقة لكنهم لا يمتهنون إلا السقوط في هاوية الإعاقة التي يجيدها فقط من كانوا لسنوات طويلة يمارسونها ضد الشعب وضد المعارضة في آن واحد.

هيا بنا جميعا لنكون كلمة واحدة وصفا واحدا ونتواضع قليلا لأنه لا يسرني ولا يسر غيري من المعارضين السوريين الوطنيين وضع هؤلاء بل على العكس من ذلك يبعث فينا جميعا الشعور بالأسى والحزن بمدى تفاقم هذا الخطر الذي يعصف بنا شمالا ويمينا شرقا وغربا في معركة لا ضمان لأحد أن يربحها إلا من استل الكلمة الراقية وأتقن فن الحوار البناء واحترم الرأي الأخر.



#مازن_شريف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية ... إلى أين؟
- لن نذرف دمعة على قتلة الأبرياء أيا كانوا: في ذكرى المجازر
- الخطوط الحمراء بين الدين والسلطة
- خيمة جديدة لحرية الكراهية في صحراء الربع الخالي
- تحية إلى المرأة صاحبة القلب الجميل
- المرأة السورية وظاهرة الابداع 2
- المرأة السورية وظاهرة الابداع 1


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن شريف - مشهد المعارضة السورية ومواجهة الخطر المقبل