أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبا النداوي - حوار مع الجسر والنهر والذات














المزيد.....

حوار مع الجسر والنهر والذات


صبا النداوي

الحوار المتمدن-العدد: 1958 - 2007 / 6 / 26 - 07:40
المحور: الادب والفن
    


تمشيت بخطى متارجحة وغير ثابتة لاشاهد بقايا الجسر الفضي واجزاءه العائمة في الماء عبرت الشارع وتمشيت نحو الجرف والتفت يسارا وإذا بي أرى صرح الحب الفضي الذي تعلمت معنى الحب منه محطما ممزقا وكأنه شعر رأس امرأة منكوبة قسم وفرق من وسطه إلى جزأين ....

سرحت ودمعت عيني وأغمضتها متذكرة شكله الرائع قبل الحادث....



وإذا بي اسمع صوتا حزينا ينادي باسمي صبا صبا و آخر يئن ويبكي تعجبت وفتحت عيني كنت متأكدة اني لوحدي في هذا المكان لاني اخترت التمشي ومشاهدة الجسر وحدي التفت يمينا وشمالا فمن يا ترى يعرفني ويناديني لم أجد أحدا وصوت الأنين بدا يعلو تدريجيا والصياح يزداد قلت من ينادي ومن يبكي؟

صاح المنادي انا جسر الذكريات ومحطة العشاق الجميلة ...



انا الذي ربطت جانبي النهر لسنوات.. انا الذي كنت انقل مسافرين عبر القطار وعبر السيارات.. انا معبر المشاة بنفقي انا الذي كتب العشاق ذكرياتهم على أجزاء حديدية مني حين ساروا علي انا جسر الصرافية ....



أجبته و بكيت بمرارة وصحت يا حبيبي يا غالي يا صرحا من صروح بلادي تألمت عليك كثيرا وازداد المي لان وأنا أراك ترقد في أحضان دجلة .



وبقيت اسمع صوت الانين فصرت في حيرة من الذي يعلو صوت انينه فصحت بأعلى صوتي سائلة من انت قال انا النهر الذي يبكي على انحناء الجسر ويشكي حالته ويقول تمنيت ان اصعد واكون نافورة مياه تطفي نيران الانفجار ويعز علي احتضان رفاة الشهداء وغرقهم بمياهي,انا دجلة الذي لم يضايقني الجسر يوما ولم يحمل لي الا اصوات السيارات والمشاة وصافرات القطار و اصوات موسيقى شعبية يعزفها المارة في حفلات زفافهم وكان اجمل واطول جسر في العراق ..



منذ ستون عاما وهو صرحا شامخا جميلا الان يسقط واحتضنه بمياهي تمنيت لو اجف ولا اضايق الجسر واغرق اجزاءه انا الان ابكي لان كل من يشاهده وياتي ليصوره يقول لقد سقط وغرقت اجزاءه في دجلة وانا شديد الحزن لهذا الكلام ..

اجبته وقد ملات عيوني الدموع لا تحزن ولا تبكي ليس ذنبك انما هو ذنب حاقد على العراق واجزاء العراق واطياف العراق دمره ودمر معه احلامنا ذكرياتنا لقد اخافه تلاحم الجسر و تاملاتي وامنيتي في ان تكتشف الحكمة من قبلنا نحن لعراقيون ففجر ودمر ومزق حكمة وشاخصا خدم العراق مدة 60 عاما ..

واسيت الجسر وواسيت النهر وفي أثناء ذلك سرحت وأخذتني الحياة خطوة للوراء مع ذكريات جميلة ورائعة فقد سافرت يوما ما وعدت سريعا و كان سبب عودتي جسر الصرافية لحبي وعشقي له...

في حياة كل شخص شيء مميز ولقطات يصعب على المرء نسيانها فمن لقطات حبي للعراق ولبغداد هي عبوري على ضفاف نهر دجلة وبالذات عبوري لجسر الصرافية الذي اسميه جسر حبي لبغداد الفضي او جسري الفضي يا جسر الحب انت الذكرى التي أحببتها منذ صغري ولم أنساها الى الآن ..



الذكرى المميزة تكمن في لحظات عبوري من ضفة الى ضفة وعيوني تراقب الماء وهو يتلئلئ واسمع صوت المقاطع الحديدية حين تتحرك عليها السيارات وهي تخرج صوتا اسميه طقطقة الحديد كل هذه لا تنسى العبور والصوت وتلألؤ الماء ...

وكلما عبرت عليه في الايام القليلة الماضية كنت أقول ما اروعك لو انتبه لك العراقيون واخذوا منك حكمة لهم !!!



لقد تلاحم الجسر بمقاطعه الحديدية وألواحه وأعمدته وصار جزءا واحدا متكاتفا متلاحما متحاباو تحاضنت ألواحه مع بعضها البعض بعاطفة كبيرة

و نتيجة لهذا التلاحم والتحاضن والتكاتف كانت قدرته الكبيرة والهائلة على خدمة المواطنين بنقلهم من ضفة الى اخرى ..



فقد عمل هذا الجسر على نقل المارة من مشاة وقطارات وسيارات من ضفة الى اخرى ولم يتسبب بازعاج النهر الرقيق وخدم الناس جميعا وصارت الناس تشكر الجسر لانه نابض بالمحبة والحنان ..



كنت اتمنى ان ينتبه العراقيين الى هذه النقطة والحكمة فلو تلاحم وتشابكت أيادي العراقيين بكافة طوائفهم وقومياتهم ودياناتهم لعبر الجميع بلا استثناء من ضفة الاقتتال والدم والحر الى ضفة السعادة والفرح

فماذا لو تآزرنا وعبرنا الى بر الأمان بدون ان نخرب العراق العظيم الحبيب الغالي الرقيق ونمضي الى غاياتنا وأحلامنا ونعود ونبني جسرنا الفضي بسواعدنا العراقية و يدا بيدا نضع للمصاعب حد ....







#صبا_النداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عين على معاناة المرأة العراقية
- انحدار امني أم انحدار أخلاقي؟
- الاطفال التوحديون ما هو مصيرهم في العراق ؟؟


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبا النداوي - حوار مع الجسر والنهر والذات