|
|
غلق |
|
خيارات وادوات |
|
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: هيفاء أحمد الجندي |
نظرية الثورة كضرورة موضوعية لمواجهة التضليل الأيديولوجي البورجوازي ..الجزء الثاني
وعندما تكون العلاقة بين إيديولوجيا الطبقات المسيطرة وإيديولوجيا الفلاحين علاقة تماثل من حيث أن الايديولوجيتين واحدة ، يكون هذا هو العائق وأحد أسباب فشل الثورات ، باسم الدين كانت الطبقات المسيطرة تسيطر، وباسم الدين كانت الحركات الفلاحية تثور عليها ، وباسم الدين حققت عجزها عن النجاح في ثورتها وعجز الحركات الفلاحية عن انتاج ايديولوجية متميزة عن ايديولوجية الطبقات المسيطرة ، هو بحد ذاته دليل على استحالة أن يتكون الفلاحون في طبقة مهيمنة نقيضة . والادلوجة الدينية ووعيها الديني كانت سببا في هزيمة الثورات الفلاحية التي كتب عنها انجلز في كتابه الهام، "حرب الفلاحين في المانيا " وما سمي بالحروب الدينية في القرن السادس عشر كانت حروبا طبقية ولا ضير من القول أن الطابع الفلاحي لهذه الحركات هي في الحالتين سبب رئيسي من أسباب فشلها ، فالثورة في مفهومها المادي هي تحويل لعلاقات الانتاج المادية الخاصة بنمط الانتاج المسيطر في بنية اجتماعية محددة، يرتبط تجقق هذه الثورة أي الانتقال من نمط انتاج الى أخر ، بحركة من الصراع الطبقي تحدد الصيرورة الطبقية للطبقة المهيمنة وجهتها الرئيسية ، والثورة تكون فاشلة وفق تعبير مهدي عامل اذا لم تكن بقيادة طبقة مهيمنة اقتصاديا وسياسيا، لذا كان الأفق مسدودا في وجه الثورات الفلاحية ولا ينفتج الا حين تكون الثورة بقيادة طبقة مهيمنة ، كالبورجوازية في الثورة البورجوازية أو الطبقة العاملة في الثورة الاشتراكية، فشرط نجاح الثورة أن تكون وحدة التناقض بين النقيضين الطبقيين وحدة اختلاف لا وحدة تماثل، بمعى اذا كانت أرضية الصراع بينهما هي دينية ، فهذا الوعي يعيق ويلجم العملية الثورية، لأن الصراع الطبقي وفي اطار الزمن البنيوي يظهر بمظهر التناقض الايديولوجي ، يظهر ويتمظهر ولكنه فيه ايضا يتموه فيحتجب، بهذا المعنى يمكن القول أن الشكل الديني الذي فيه يتحرك الصراع الطبقي ، هو نفسه الشكل الذي يعيق تحركه وعندما تكون الممارسة السياسية للطبقة البروليتارية ثورية ، فانها تستهدف بالضرورة كسر علاقة السيطرة الطبقية ، أي هدم البناء الفوقي وبهدم مختلف أجهزته التي ان بقيت قائمة أجهضت الحركة الثورية نفسها، لهذا يصعب علينا تحديد الحزب الثوري كجهاز، لأن قوته الثورية في مواجهة جهاز الدولة كداة سيطرة الطبقة المسيطرة، تكمن في قدرته على منع تكونه بجهاز بشكل مستمر وعدم تكونه كجهاز ،هو بالذات تكون له كنقيض ثوري لجهاز الدولة ،هذا التكون يتم في عملية معقدة من الصراع الطبقي الذي تخوضه الطبقة الثورية، ضد مختلف أشكال السيطرة الطبقية للطبقة المسيطرة ، فاذا انعدم الاختلاف في التناقض الطبقي نفسه بين النقيضين بتماثل الأداتين، أداة الطبقة المسيطرة وأداة الطبقة الثورية ، أي اذا صار الحزب الثوري جهازا مماثلا في مواجهة جهاز الدولة ،أي في الصراع الطبقي السياسي ضد الطبقة المسيطرة لأن قوته الثورية تكمن في اختلافه ضد نقيضه الطبقي ،ان تماثل النقيضين في تماثل الأداتين لا بد أن يقود الى تماثل الممارستين السياسيتين للطبقتين النقيضتين، الطبقة المسيطرة والطبقة الثورية وفي هذا خطر كبير على تطور الحركة الثورية نفسها ،هذا الخطر يسمى في الماركسية بالاصلاحية والانتهازية ، وهو يدل على أن الحركة الثورية خاضعة لادلوجة الطبقة المسيطرة ،حين يغلب الطابع الاصلاحي على تطور الحركة الثورية ،غالبا ما يكون سبب ذلك ضعف الطبقة العاملة في هذا التحالف الطبقي ، وغلبة القوى الطبقية الغير بروليتارية وأحزاب البورجوازية الصغيرة بمختلف فئاتها بالرغم من ادعائها الثورية، تنتهي الى التحنط في أجهزة الدولة البورجوازية لانها لا تمارس الصراع الطبقي بهدف القضاء التام على السيطرة الطبقية للطبقة المسيطرة، أي بهدف التغيير الثوري الجذري ،واذا انتهى المطاف باحزاب البورجوازية محنطة باجهزة الدولة البورجوازية ، فالحزب الوحيد الذي يجد في تكوينه الطبقي بالذات القوة الثورية على نقد جهاز الدولة البورجوازي، أي على تكوينه كنقيض ثوري لجهاز الدولة هو الحزب الثوري حزب العمال والشغيلة، لأن هذه الطبقة هي الأكثر ثورية على الاطلاق وهي الطبقة الوحيدة التي في ثورتها بالذات ،أي في انتزاعها لسلطة الدولة وفي تغييرها الثوري لها تكون قد أنجزت مهمة هدم الجهاز الدولتي البورجوازي القديم ، كي تبني سلطتها الجديدة وتمارس ديكتاتوريتها الطبقية في عملية معقدة من الصراع الطبقي، والحزب الثوري هو أداة الطبقة العاملة السياسية في ممارستها للصراع الطبقي، وهو أيضا أداتها الايديولوجية في هذه الممارسة ،ويوجد اختلاف بين النقيضين فالأدوات الايديولوجية لممارسة الصراع الطبقي، هي عند الطبقة المسيطرة أجهزة ايديولوجية تابعة لجهاز الدولة ،أما الأداة الايديولوجية في ممارسة الصراع الطبقي، فهي عند الطبقة العاملة ليست جهازا ، بل هي الأداة السياسية أي الحزب الثوري نقيض جهاز الدولة، وبالتالي نقيض مختلف مختلف الأجهزة الايديولوجية التابعة لها ، فإذا كان انتاج ايديولوجية الطبقة المسيطرة يتم داخل هذه المؤسسات التعليمية، فإن انتاج النظرية الثورية للطبقة العاملة يتم خارج هذه الأجهزة وفي صراع معها، أي داخل الحزب الثوري في ممارسته للصراع الطبقي، وليس بغريب إذن أن يكون هذا الحزب نفسه ،خير مدرسة لإنتاج الفكر الماركسي وأن يكون هذا الفكر العلمي غائبا عن الجامعة البورجوازية، بل أن تكون مركزا لانتاج الايديولوجية الطبقية المعادية لهذا الفكر العلمي، والفرق كبير بين هذا الرفض الفوضوي لجهاز الدولة واجهزته الايديولوجية، وبين الصراع الطبقي الذي تخوضه الطبقة العاملة بقيادة الحزب الثوري ضد الطبقة المسيطرة، وحين تجابه الطبقة العاملة جهاز الدولة مثلا في ممارستها السياسية لصراعها الطبقي، لا تجابهه لكونه جهازا ، بل تجابهه من موقعها الطبقي داخل الحقل السياسي للصراع الطبقي، لكونه أداة الممارسة السياسية للطبقة المسيطرة ،ولا شك في أن جهاز الدولة هو جهاز قمع طبقي فالمجابهة الثورية لهذا الجهاز ،هي اذن مجابهة لهذا القمع الطبقي الذي تمارسه الطبقة المسيطرة، ضد الطبقة العاملة ،ويجب الا ننسى أن الطبقة العاملة في المرحلة الاولى من سلطتها السياسية ،اي في مرحلة الانتقال الى الاشتراكية ،مدعوة الى استخدام جهاز الدولة من حيث هو جهاز قمع طبقي ضد الطبقة البورجوازية ،ومرحلة الديكتاتورية البروليتارية هي اذن ضرورية لتحقيق الانتقال الى نظام الانتاج الاشتراكي...
|
|
||||
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
نسخ
- Copy
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
اضافة موضوع جديد
|
اضافة خبر
|
|
|||
|
نسخة قابلة للطباعة
|
الحوار المتمدن
|
قواعد النشر
|
ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن
|
قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن |
|
|
||
| المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها | |||