أزيلال: سكان دوار اعبي في مسيرة حاشدة نحو عاصمة الإقليم


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 02:47
المحور: الفساد الإداري والمالي     

وسط الضباب وتحت وابل الأمطار، جسدت ساكنة دوار آيت اعبي بجماعة تيلوگيت التابعة لأزيلال مسيرة على الأقدام نحو عاصمة الإقليم؛ وذلك احتجاجا على ما وصفوه بـ”الإقصاء التنموي” الذي تعاني منه منطقتهم، وطالبوا بفك العزلة ورفع التهميش وتوفير أبسط الخدمات الأساسية.
واعتبر المحتجون أن مطالبهم التي رفعوها منذ سنوات لا تزال دون استجابة رغم اللقاءات السابقة مع السلطات المحلية، ما زاد من حالة الاحتقان وفقدان الثقة بالوعود الرسمية.
وأوضح بغزا، في تصريح صحفي، أن الوصول إلى نقطة اللقاء لم يكن سهلا، إذ قطع عدد من المشاركين ما يزيد عن خمس ساعات مشيا على الأقدام وسط مسالك جبلية وعرة للوصول إلى مكان التجمع، فيما تمكن آخرون من الالتحاق بواسطة وسائل نقل رغم قساوة الظروف المناخية.
وأكد المنظمون أن الهدف من ذلك هو إيصال صوتهم مباشرة إلى المسؤولين على مستوى الإقليم بعد سنوات من الانتظار.
ورفع المشاركون في المسيرة ملفا مطلبيا متكاملا يتركز على عدد من الأولويات، في مقدمتها إنشاء شبكة طرق معبدة لفك العزلة عن الدوار، وتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب والكهرباء، فضلا عن إحداث مستوصف محلي بسيط مجهز ولو بالحد الأدنى من الموارد البشرية والتجهيزات، مع توفير سيارة إسعاف للتدخلات الاستعجالية.
كما حملوا لافتة تقدمت المسيرة كتب عليها “ساكنة دوار آيت اعبي التابع لجماعة تيلوكيت: نريد شبكة طرق معبدة وقطرة ماء صالحة للشرب ومستوصفا بسيطا وكهرباء في بيوتنا البسيطة”، إلى جانب رفعهم الأعلام الوطنية والأمازيغية وصور الملك محمد السادس
وأكد المتظاهرون أن تحركاتهم تنبع من وعي جماعي بالحاجة الماسة للتنمية، ويأملون أن تجد مطالبهم آذانًا صاغية، بعيدا عن التسويف والتأجيل.
هذه المسيرة التي وصلت قبل ساعة أو ساعتين إلى مشارف مدينة أزيلال حملت مطالب إصلاح الطرقات والاهتمام بالمدارس وتوفير وسائل النقل وتغطية المجال بشبكة الهاتف وربط المنازل بالكهرباء..
على طول المسافة التي قطعتها المسيرة أعرب المتظاهرون عن استيائهم من تردي الخدمات الصحية بالمنطقة وانعدامها كليا في بعض الأمكنة، ما يُجبر المرضى، وخاصة الحوامل والحالات المستعجلة، على قطع مسافات طويلة إلى مدينة أزيلال.
كما طالبوا بتحسين تغطية الهاتف والإنترنت، التي لا تزال شبه معدومة في منطقتهم مما يعيق التعلم عن بُعد ويؤثر سلبا على السياحة المحلية.
مسيرة آيت اعبي، وقلبها مسيرة آيت بوگماز، تقيمان الدليل على أن المغرب يسير فعلا بسرعتين، وأن شرائح عريضة من الشعب المغربي مازالت في حاجة إلى عدالة مجالية، آنية ومستعجلة.