الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينينيّ – الماوي ) : يجب علينا أن نعارض عدوان فاشيّة إسرائيل و الإمبرياليّة الأمريكيّة !
شادي الشماوي
الحوار المتمدن
-
العدد: 8375 - 2025 / 6 / 16 - 16:41
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
موقع أنترنتwww.cpimlm.org
يعكس العدوان العسكري الإسرائيلي ضد التراب الإيراني ، الذى إنطلق بإغتيال مسؤولين عسكريّين و أمنيّين من نظام الخامنئي و إستهداف مراكز عسكريّة للجمهوريّة الإسلاميّة ، و الذى يعدُ منفّذوه الفاشيّون بأنّهم سيحوّلون طهران إلى جحيم، يعكس نمط الحياة الإسرائيلي . فقد عاشت إسرائيل هكذا منذ تأسيسها بإعتبارها دولة إستعمار إستيطاني ضد الشعب الفلسطيني و ، بعد الحرب العالميّة الثانية ، كذراع مسلّح و أمني للإمبرياليّة الأمريكيّة في الشرق الأوسط و أفريقيا الشماليّة ، و ليس بوسعها إلاّ أن تكون كذلك . و وحدتها الإجتماعيّة تضمنها الفاشيّة القائمة على التيوقراطيّة اليهوديّة . و إسم " الأسود الصاعدة " ( آية من التوراة ) الذى أطلقه نتنياهو على هذه العمليّة يصف جيّدا طبيعة هؤلاء اليهود الأصوليّين الفاشيّين . و قبل الشروع في العمليّة الإسرائيليّة ، ألصق ملاحظة تتضمّن هذه الآية على حائط المبكى في القدس : " هؤلاء الأسود لن يناموا قبل إلتهام فريستهم و شرب دم ضحاياهم ." !
يعيش النظام الإسرائيلي في " أحلام " عنيفة و مفزعة و يفرض هذا الرعب على الشرق الأوسط بالوسائل العسكريّة و الأمنيّة التي تقدّمها له الولايات المتّحدة . و قادة هذا النظام لا يختلفون ، في جرائمهم ضد المواطنين ، عن مجرمي الجمهوريّة الإسلاميّة لخامنئي و جنرالاته الذين تم إغتيالهم . يكمن الإختلاف الوحيد بينهما في قوّة التدمير و القتل على نطاق واسع و في ذخيرة الإمبرياليّة الأمريكيّة . إذا كان الذين يعتقدون أنّ الحكومة الإسرائيليّة هي " الحكومة الأكثر ديمقراطيّة في الشرق الأوسط " أو أنّها ستأتى بشيء إيجابي إلى شعوب الشرق الأوسط ( بالقنابل و الصواريخ و الإبادة الجماعيّة ) ، فليعلموا أنّ هدف نتنياهو هو جعل إسرائيل القوّة المهيمنة في المنطقة ، و حتّى توسيع أراضيها ، و هكذا " هؤلاء الأسود لن يناموا قبل إلتهام فريستهم و شرب دم ضحاياهم ." !
و القوّة و الدافع الحقيقيّين للحرب الإباديّة الجماعيّة الإسرائيليّة في غزّة و عدوانها الحالي على الأراضي الإيرانيّة يعودان إلى الإمبرياليّة الأمريكيّة . فنظام ترامب الفاشيّ أطلق العنان للإمبرياليّة الأمريكيّة لتفرض مصالحها في كافة أنحاء العالم. خلال عقود ، كانت الإمبرياليّة الأمريكيّة تمسك و تتحكّم بشكل حصريّ في الشرق الأوسط ؛ إحتكار تكسّر بصعود قوى إمبرياليّة منافسة مثل الصين و روسيا . و مع ذلك ، من وجهة نظر النظام الفاشيّ لترامب ، يجب أن تسترجع الولايات المتّحدة هذا الإحتكار . و من العوامل المحدّدة لهذا المسعى تصفية الحسابات مع الجمهوريّة الإسلاميّة . و تقدّم الإمبرياليّة الأمريكيّة " مشكلها " على أنّه مع الجمهوريّة الإسلاميّة في محاولة نظامها إمتلاك قنبلة نوويّة . لكن هذا ليس الأمر الجوهريّ . المشكل بالنسبة إلى الإمبرياليّة الأمريكيّة هو أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة حوّلت إيران إلى مجال تأثير هام للغاية للإمبرياليّين الروس و الصينيّين ، و أنّ هتين القوّتين الإمبرياليّتين تستخدمان الجمهوريّة الإسلاميّة في النزاع ضد قوّة و تأثير الإمبرياليّة الأمريكيّة في الشرق الأوسط . و التنافس بين هذه القوى الإمبرياليّة قد بلغ نقطة يمكن معها ليس شنّ حرب تدميريّة في إيران فحسب و إنّما أيضا تحرق العالم بأسره .
و لا شكّ في أنّ مصالح هؤلاء الإمبرياليّين ، كما مصالح إسرائيل في التحوّل إلى قوّة إقليميّة و مصالح الجمهوريّة الإسلاميّة في ضمان بقاء نظامها المقيت، لا صلة لها بالمصالج الأساسيّة للجماهير الشعبيّة في إيران و في الشرق الأوسط وفى العالم. لذا يجب معارضة نزعتهم نحو حروب تدميريّة و إستغلال الفوضى في أنظمته الناجمة عن تلك الحروب للقيام بالثورة ، لا سيما في إيران و في الولايات المتّحدة .
في هكذا ظروف و إعدادا لثورة فعليّة ، المضمون السياسي للنضالات الشعبيّة ضد الجمهوريّة الإسلاميّة يجب أن يشتمل كأولويّة على فضح الطابع الفاشي و الإجرامي للهجمات الإسرائيليّة ضد إيران ( سواء كان الضحايا قادة ممقوتين من الجمهوريّة الإسلاميّة أو مواطنين و مواطنات عاديّين ) ، و لطبيعة الإمبرياليّة الأمريكيّة ، و كذلك فضح الطابع الرجعيّ للجمهورية الإسلاميّة و مكانتها الزائفة ك " مناهضة للإمبرياليّة ". و في هذه النضالات ، يجب أن نساند الشعب الفلسطيني و النضالات المناهضة للفاشيّة للشعب الأمريكي . و لا ينبغي لنضالات الشعوب في العالم ضد إسرائيل ، و عامة ، النضالات المناهضة للإمبرياليّة في مختلف البلدان ، أن تؤدّي إلى دعم الجمهوريّة الإسلاميّة و " محور مقاومتها " ، الذى يشمل كذلك الإمبرياليّين الروس و الصينيّين . فقد أدمت الجمهوريّة الإسلاميّة بما هي دولة رأسماليّة طبقيّة تابعة للنظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي ، 90 مليون إيراني . و قد دفع شعبنا ثمنا ثقيلا بسبب " الإستقلال " الزائف لهذا النظام . و لا يجب لنضال شعبنا ضد الجمهوريّة الإسلاميّة أن يتلطّخ بالسمّ القاتل للصمت أو الإستسلام إزاء هذا العدوان الوحشيّ و بدعم نظام ترامب الفاشي ، و دعم إسرائيل و مأجوريها ، سواء كانوا من أنصار النظام الملكي أم لا . يجب أن تترافق الإطاحة بالجمهوريّة الإسلاميّة بنداء للإطاحة ب " الأسود الفاشيّين الصاعدين " في إسرائيل و بداعميهم الإمبرياليّين . فالأمر يتعلّق بمعركة عالميّة ينبغي خوضها على جبهات مختلفة و بمحتوى سياسي واحد .
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي )- 14 جوان 2025