الفئة الفاشيّة العنيدة : الصراع بين ترامب و ماسك ... و تبعاته الممكنة


شادي الشماوي
الحوار المتمدن - العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 17:05
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

جريدة " الثورة " عدد 909 ، 9 جوان 2025
www.revcom.us

لعدّة أيّام من الأسبوع الماضي ، هيمن على الأنباء ما يبدو أنّه قطيعة صريحة و جدّية بين الماغا الفاشي دونالد ترامب و أيلون ماسك . و ماسك أغنى رجل في العالم و أكبر داعم مالي لترامب أثناء الانتخابات الرئاسيّة ، و مالك عقود حكوميّة عديدة ، لا سيما في مجال السفر الجوّي . و إلى المدّة الأخيرة يرأس DOGE ( ما يسمّى " قسم فعاليّة الحكومة " ) و كان لفترة بمكانة المساعد بالنسبة لترامب . و مشاعره الفاشيّة كانت أيضا جليّة – بما في ذلك تحيّته على الطريقة النازيّة في احتفال من إحتفالات تسلّم ترامب للسلطة . لذا ، بالنسبة على الكثيرين ، كان القطيعة بين ليلة و ضحاها و العلنيّة و المريرة بمثابة صدمة .
شرع ماسك بهجوم على " القانون الكبير الجميل "لترامب – قانون الماليّة الكبير الممرّر بالكنغرس و الذى سيقطع أداءات ( خاصة على الأغنياء جدّا ) ، و يقلّص برامج كالمساعدات الطبّية و الضرائب الغذائيّة إلى أقصى الحدود ، و يدفع اديكاليّا الإنفاق العسكريّ . و هذا القانون أيضا لن يفعل مجرّد قطع بل سيحاول تجفيف المنح الحكوميّة للطاقة الشمسيّة ، التي عليها يعتمد ماسك لملكيّته الأكبر فوائد ، تسلا . هاجم ماسك القانون على أنّه " فظاعة مقرفة " . و قبل نهاية اليوم ، كان الإثنان يكيلان الهجمات الخبيثة و كان ماسك يقول إنّه هو الذى كان مسؤولا عن كسب ترام للإنتخابات و كان ترامب يهدّد بإيقاف جميع العقود الحكوميّة المربحة لماسك . وتاليا هاجم ستيف بانون ، أحد أهمّ " منظّري " حركة الماغا [ جعل أمريكا عظيمة من جديد] ، ماسك على أنّه " غريب غير قانونيّ " ( ماسك هاجر من جنوب أفريقيا و أصبح مواطنا أمريكيّا ) و قال إنّه يجب ترحيله .
بوب أفاكيان : درس من ألمانيا النازيّة : لا تطبّعوا مع فاشيّة ترامب / الماغا .
يعكس النزاع صداما في المصالح و وجهات نظر متباينة – بكلمات أخرى ، تناقضات حقيقيّة – ضمن الفئة الفاشيّة العنيدة التي تمثّل الماغا . و يبدو أنّ هذه الصدامات تحدث في مجالات هامة من السياسة الإقتصاديّة و الهجرة و إستراتيجيا الولايات المتّحدة تجاه أهمّ منافس إمبريالي لها ، و السياسة العسكريّة ( أقنع ماسك سكرتير الدفاع بيتى هغساث بأن يسمح له بأن " يحضر " اجتماع إستراتيجي رسميّ بالبنتاغون حول الصين إلى ان رفض ترامب ذلك .)
و تجدر الإشارة إلى أنّ هذا ليس الصدام الحديث الوحيد في صفوف المعسكر الفاشيّ . فقبل أقلّ من أسبوعين ، هاجم ترامب ليونار ليو رئيس شريك لمنظّمة القانونيّة للمجتمع الفيدرالي " المحافظة " و قد نصح ليو ترامب في فترات تولّيه منصب قاض أثناء ولاية ترامب الأولى ، بما في ذلك التعيينات الثلاثة التي أجراها ترامب في المحكمة العليا . و كانت النتيجة محكمة عليا فاشيّة تماما إنقلبت على حقّ الإجهاض و منحت ترامب وقتا و ورقة لتجنّب السجن بإصدارها حكما بحصانة الرئيس ، جوان الماضي . لكن بسبب أنّ بعض القضاة من المجتمع الفيدرالي قد عارضوا ترامب في بعض المسائل ، و بسبب رغبة ترامب بتحويل السلطة القضائيّة إلى أداة كليّا و صرحة بيد فاشيّة ترامب ، يهاجم الآن ترامب ليو كجزء من الحملة العامة ليضع بالتمام القضاء تحت إشارة ترامب شخصيّا .
في ظلّ نسخة ترامب 1.0 ، هذه الأنواع من الإنشقاقات و الإنقسامات أدّت بالكثيرين إلى الإرتخاء في ما يتعلّق بخطر فاشيّة ترامب – مستهينين بهذا الخطر . " نظام ترامب ببساطة أحمق " ، " سيّارة مهرّج " أو " مجرّد قتال في صفوفهم ".و في هذه الجولة ، وقف الناس متفرّجين معلّقين و صانعين نكاتا عن " الأطفال يتقاتلون " .
هذا هو الدرس الخطأ . هكذا صدامات جدّية . و تحتاج إلى أن يًعترف بها لا على أنّها النظام ينفجر من الداخل و إنّما كإنشقاقات ممكنة تضعف الطغيان الفاشيّ ككلّ . قد تجعل دولة ترامب / الماغا الفاشيّة أضعف سياسيّا أمام التحدّيات ، و هذا أمر هام . لكن هذه الإمكانيّة تحتاج إلى أن تتحقّق في الواقع – ليس بالوقوف متفرّجين بسلبيّة – بل عبر تشديد النضال - الإحتجاجات الجماهيريّ المصمّمة غير العنيفة من كافة اللذين يقرّون بتهديد الحياة أو الموت الذى تمثّله هذه الفاشيّة ، رافعين مطلب : يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل الآن !
و قد تحدّث القائد الثوريّ بوب أفاكيان عن الديناميكيّة المتقلّبة في صفوف المؤسّسات السائدة في المجتمع و الحاجة إلى التعبأة الجماهيريّة من الأسفل :
" يمكن أن يكون لهذه التعبأة الجماهيريّة تأثير كبير على المؤسّسات السائدة في البلاد ، بإمكانيّة إيجاد ظروف يمكن أن تتسبّب في منعرجات و " إعادة إصطفاف " في صفوفها . هذه طريقة يمكن بها ترحيل نظام ترامب الفاشيّ من السلطة . لكن ، بطريقة أو أخرى ، يجب أن يرحل هذا النظام – و هناك حاجة لبناء تعبأة جماهيريّة غير عنيفة لكن مصمّمة و مستمرّة و متنامية ، كقوّة أساسيّة لتحقيق هذا الهدف الحيوي و الإستعجالي في أقرب وقت ممكن ، قبل فوات الأوان حقّا ."
باسم الإنسانيّة ، نرفض القبول بأمريكا فاشيّة !
يجب على نظام ترامب الفاشيّ أن يرحل – الآن !