الأستاذة نبيلة بن أحود تسدي للموظفين الجدد نصائح هامة كي لا يتم عزلهم
أحمد رباص
الحوار المتمدن
-
العدد: 8361 - 2025 / 6 / 2 - 00:08
المحور:
مقابلات و حوارات
في عالم الشغل، لا يعني استكمالك فترة التجربة بنجاح أنك في مأمن من العزل. يجب أن تبقى يقظا حتى بعد هذه المرحلة الحاسمة. هذا، باختصار، مضمون الرسالة الأساسية التي أرادت نبيلة بن أحود، أستاذة الاتصال والتنمية الشخصية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكدال، إيصالها إلى من يغنيهم الأمر خلال ظهورها في برنامج "كيفاش نجح فخدمتي؟"
لا شك أن التحقق من صحة فترة الاختبار يمثل خطوة مهمة في العلاقة بين رب العمل والموظف، لأنه يؤكد التوظيف بموجب عقد دائم (CDI). ومع ذلك، فإن هذا النجاح لا يعني الحصانة من الفصل اللاحق. في الواقع، "حتى بعد فترة الاختبار، يظل رب العمل حرا في إنهاء العقد، شريطة أن يكون ذلك مبررا بسبب حقيقي وجدي"، تؤكد نبيلة بن أحود.
تنبهنا الأستاذة الجامعية إلى أن الأمن الوظيفي لا يعتمد فقط على نجاح فترة الاختبار، بل يتوقف أيضا على السلوك والأداء اللذين يليانها.
في هذا الصدد، تؤكد الأستاذة أن السلوكيات التي تعتبر غير مناسبة في كثير من الأحيان هي التي تؤثر على استقرار الموظف، وأحياناً يكون السبب أكثر من مجرد نقص في المهارات التقنية.
توضح الأستاذة المتخصصة أن العديد من الموظفين يرتكبون أخطاء قاتلة مثل تبني مواقف غير محترمة أو إهمال الجداول الزمنية أو إظهار عدم الاحترام حيال زملائهم.
وترى أن "هذه السلوكيات لا تمر دون أن يلاحظها أحد، وحتى لو لم يتدخل المسؤولون بشكل منهجي في ذلك الوقت، فإنهم يراقبونها بعناية ويسجلون ملاحظاتهم"، في شأنها.
لتجنب المشاكل التي يمكن أن تعرض الحياة المهنية للخطر، توصي نبيلة بن أحود بالعديد من الممارسات الجيدة الأساسية التي يجب اعتمادها بشكل يومي. ليست هذه السلوكيات المقترحة مجرد قواعد للآداب، بل هي أدوات حقيقية لبناء سمعة قوية ودائمة داخل الشركة.
• تبني موقف إيجابي ومحترم: من الضروري إظهار المجاملة في جميع الظروف، والاستماع بأريحية إلى الزملاء والرؤساء، والتفاعل معهم بلطف.
تتوقف بيئة العمل المتناغمة في كثير من الأحيان على هذه الأمور الصغيرة التي تعمل على تعزيز الثقة المتبادلة. مثلا، كلمة شكر بسيطة، أو الانفتاح على الحوار، أو الدعم أثناء الصعوبة يمكن أن يحدث فرقا كبيرا.
• تجنب التأثر السلبي بالبيئة: معرفة الموظف كيفية الحفاظ على استقلالية عقله أمر بالغ الأهمية، خاصة في السياق المهني حيث يمكن أن ينتشر الضغط الاجتماعي أو السلوكيات السامة بسهولة. يتعلق الأمر بمقاومة العادات السيئة مثل النميمة، التسويف، أو كسر القواعد، إلخ.. فهذه السلوكيات السلبية تضر بالسمعة الشخصية للموظف وكذا بتماسك فريق العمل. فإذا تحكم الموظف في اختياراته يتمكن من الحفاظ على نزاهته المهنية وتأكيد قيمه.
• التحكم في الأفعال والأقوال: يعد ضبط النفس مهارة أساسية لتجنب الصراعات غير الضرورية وتعزيز صورة الجدية والاحتراف. وهذا يعني أن نأخذ الوقت الكافي للتفكير قبل التحدث، وأن نبقى هادئين حتى في المواقف المتوترة، وأن نتصرف بطريقة مدروسة بدلاً من التصرف باندفاع. تعني هذه القدرة على إدارة المشاعر نضجا كبيرا وتكرس الثقة لدى الزملاء والرؤساء على حد سواء.
• معرفة الذات والاعتراف بحدودها: ما دام لا يوجد شخص كامل، فإن قبول نقاط ضعفك هو الخطوة الأولى للتقدم. يساعدك هذا الوعي الذاتي على إدارة التوتر بشكل أفضل، وتحديد المجالات التي تستدعي التكوين، وطلب المساعدة عند الضرورة. كما أن من شأن ذلك أن يساعد الموظف المبتدئ على تحديد أهداف واقعية وتنمية موقف التطوير الشخصي الذي يحدث فرقا على المدى الطويل.
• اعرف حقوقك وواجباتك: إن الفهم الجيد لمسؤولياتك، وكذلك القواعد والإجراءات المعمول بها في الشركة، يعد من الأصول الحقيقية للتطور السلس. ذلك ما يجنب الموظف سوء الفهم والصراعات، ويوفر الحماية القانونية في حالة النزاع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن معرفة حقوقك تساعدك على التفاوض بشكل أفضل بشأن ظروف عملك والدفاع عن مصالحك بشكل فعال.
أخيرا، تؤكد نبيلة بن أحود على حقيقة لا مفر منها: في عالمنا المهني اليوم، من الضروري الاهتمام باستمرار بصورتك أمام الزملاء والرؤساء. ثم تستطرد قائلة: "سوق الشغل صغير، وخاصة في بعض القطاعات، وأقل خطإ يمكن أن يعرض مهنة ما للخطر". لذا، إلى جانب المهارات التقنية، يبقى الالتزام المستمر بالسلوك والموقف المهني الذي لا تشوبه شائبة هو ما يصنع الفارق. وتؤكد الأستاذة أيضا أن الوعي العميق بالقواعد الضمنية، والاحترام الدقيق لقواعد الشركة، فضلاً عن القدرة على التكيف مع التغييرات هي اليوم عوامل حقيقية للنجاح الدائم.
عن جريدة "le matin" بتصرف