الحكومة المغربية تحث رؤساء المقاولات على الاستثمار من أجل إنجاح تنظيم كأس الأمم الأفريقية 2025 وكأس العالم 2030


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8350 - 2025 / 5 / 22 - 16:14
المحور: الادارة و الاقتصاد     

دعت الحكومة رؤساء المقاولات إلى أن يكونوا جريئين في جهودهم الاستثمارية خلال اجتماع مع رؤساء المقاولات ومسؤولي المؤسسات العمومية والمسؤولين الحكوميين المعنيين بتنظيم كأس الأمم الأفريقية 2025 وكأس العالم 2030.
وأكد هؤلاء المسؤولون، خلال لقاء مشترك نظمه الاتحاد العام لمقاولات المغرب والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بمركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، أن الدينامية التي أحدثها تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030 تندرج في إطار الدينامية الاقتصادية والاجتماعية التي يعرفها المغرب في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشددين على أن المشاريع التي تم إطلاقها تستجيب لرؤية مستقبلية تتجاوز هذين الأجلين.
كما استغلوا الفرصة لتسليط الضوء على استراتيجيات إداراتهم المعنية، التي تم إطلاقها في إطار التحضير لهذين الحدثين الكرويين، وتشجيع القطاع الخاص المغربي على التواجد والاستفادة من الفرص الناشئة عن هذه الدينامية.
وقال فوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزير الميزانية ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم: "بالنسبة إلينا، يعد تنظيم كأس العالم حدثا يندرج في إطار مسلسل التنمية الذي انخرطنا فيه منذ ما يزيد قليلا عن 25 عاما، والذي سنواصله بنفس المنطق، القائم على التوازي والتكامل المثالي بين المحور الاجتماعي والمحور الاقتصادي" .
وأشار السيد لقجع إلى أن "المغرب لم ينتظر انعقاد كأس العالم للبدء في مشاريع هيكلية مثل القطار فائق السرعة أو تطوير المطارات". وأكد أنه "سواء بتنظيم كأس العالم أو بدونه، فإن المملكة المغربية تعيش في منطق تنموي ثابت ومرسوم، في ظل رؤية مستنيرة لجلالة الملك محمد السادس، الذي يتطلع إلى المستقبل".
من جانبه، دعا وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، إلى مزيد من المرونة، من أجل السماح بإدماج النسيج الصناعي المغربي في الدينامية التي ستحدثها تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030.
ودعا إلى "ضمان وجود قدر أكبر من الفهم في المواصفات". وقال في كلمته أمام رؤساء المؤسسات العامة المشرفة على المشاريع: "أعلم أن بعض الناس يفعلون ذلك. وبالتالي هناك قدر أكبر من الفهم والتكامل في النسيج الصناعي". وحث أيضا رؤساء المقاولات على التحلي بالجرأة في الاستثمار، مع ضمان حصولهم على دعم الحكومة. وتوجه إليهم قائلا: "استثمروا، قدّموا منتجات تنافسية.. بادروا، هذه هي اللحظة. هذه مرحلة تحوّل. لذا، نحن نعتمد عليكم جميعا".
وأضاف: "سنكون إلى جانبكم لمحاولة تكييف بعض المواصفات عند الضرورة.. سنكون معكم، لكن ناضلوا معنا. ارفعوا مستوى الجودة واستثمروا".
وفي السياق ذاته، أشارت السيدة فاطمة الزهراء عمور ، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إلى أن السياحة المغربية، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس ، شهدت نموا مذهلا خلال السنوات الأربع الماضية، حيث من المتوقع أن يصل عدد السياح إلى 17.4 مليون سائح في عام 2024، وهو رقم قياسي مطلق يضع المغرب على رأس الوجهات الإفريقية.
وأكدت الوزيرة أنه "في هذا السياق السياحي الملائم بالفعل، تمثل بطولة كأس العالم فرصة ذهبية للانتقال إلى بُعد آخر"، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يجذب الحدث ما بين مليون ومليوني زائر إضافي، مع فوائد اقتصادية كبيرة للغاية، منها ما يقرب من 40% ستكون مرتبطة بقطاع السياحة. كما تحدثت عن جمهور التلفزيون التراكمي، والذي من المتوقع أن يصل إلى أكثر من 5 مليارات مشاهد، "وهو ما يوفر بوضوح رؤية عالمية غير مسبوقة لوجهتنا". وأكدت أن "وزارة السياحة اليوم، بكل تأكيد، على أهبة الاستعداد لتجهيز أماكن الإقامة، وتنظيم الأنشطة السياحية أيضا"، متمنية للزوار "قضاء وقت ممتع معنا".
من جانبه، أشار محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والاتصال إلى أن وزارته ستنشر سياسات محددة لمواصلة عملها على المدى الطويل. وأوضح أن "الثقافة والرأسمال البشري هما أساس نهضتنا المغربية، لذا يتعين علينا أن نجعل الثقافة بعدا حاضرا بشكل دائم خلال هذه التظاهرات وهذه التجمعات الكبرى التي تدمج الرياضة في الحياة العامة للمواطن".
وأضاف أن "العديد من السياسات العامة التي أطلقتها الوزارة ستجد، خلال هذه الأحداث الرياضية العالمية الكبرى، فرصة لتعزيزها"، مشيرا إلى مثال "بطاقة الشباب" التي توحد جميع الخدمات المقدمة للشباب أو أحداث مثل "الحنين إلى الماضي" التي تنعش المواقع الثقافية المرموقة عبر مشهدة تاريخية وثقافية".
وأكد الوزير أن كأس العالم "سيكون فرصة لمضاعفة هذا النوع من النشاط ومأسسته بطريقة تعتاد عليها المدن والمواقع المغربية كلٌ وفق مستواه وإمكانياته، وإحياء التراث والمعالم ونقل القصص ووجهات النظر المغربية للزوار الأجانب".
من جانبه، أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، أنه تمت تعبئة ميزانيات كبيرة في وقت قياسي، مؤكدا أن كل شيء سيكون جاهزا لكأس الأمم الأفريقية 2025.
وأشار إلى أن وزارته، بصفتها المشرفة على شركة "سونارج"، سيتعين عليها إدارة الملاعب وصيانتها في أفق 2030، ولكن أيضا إعداد كل ما هو ضروري والحصول على الشركاء والشركات اللازمة لتنظيم كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم في أفضل الظروف.
جمع هذا اللقاء رؤساء المقاولات ومسؤولي المؤسسات العامة والمسؤولين الحكوميين المعنيين بتنظيم كأس الأمم الأفريقية 2025 وكأس العالم 2030، بهدف تقديم لمحة عامة عن المشاريع التي تم تنفيذها في هذه المناسبة والاحتياجات إلى الاستثمارات والمعرفة والموارد التقنية والبشرية اللازمة للمشاريع التي تم أو سيتم تنفيذها في المستقبل.