في التناقض بين البروليتاريا والبرجوازية وحسم السلطة

تعتبر المادية والمثالية أسلوبين للتفكير يحكمهما التناقض كما يحكم الصراع بين البروليتاريا والبرجوازية التي تتسم أيديولوجيتها بالتفكير المثبالي الذاتي، حيث لم تتخلص من بقايا المثالية، مما يجعلها تستغل التيوقراطية في صراعها ضد البروليتاريا، لذلك قال ماركس :"الدين أفيون الشعوب".

ويبدو للسذج وجود التناقض بين الدول البرجوازية والدول التيوقراطية وهو تناقض داخلي بينهما يبرز لما تضمحل البروليتاريا، لكن سرعان ما يزول لما تحتد الصراعات الطبقية بين البروليتاريا والبرجوازية، مما يفرض التحالف بينهما ضد البروليتاريا التي تسعى لبناء دولتها الاشتراكية.

وهكذا تبرز الانتهازية من المتذبذبين في صفوف البروليتاريا وعلى رأسهم البتي برجوازيين الذين يخافون على مصالحهم، ويتجندون في صفوف البرجوازية ضد البروليتاريا بشتى أشكال التريرات الانتهازية، ومن أهمها عدم توفر الشروط الذاتية أو الموضوعية للثورة مما يعيق حسم الصراعات الطبقية لصالح البروليتاريا.

وفي عصر سيطرة الإمبريالية كما حددها لينين أي سيادة الرأسمال المالي المتسمة بالحرب والاستعمار، تبرز الصراعات من جديد بين البرجوازية والتيوقراطية لما تحتد الحروب اللصوصية في البلدان المضطهدة، وتبرز من جديد الانتهازية خوفا على مصالحها وتتموقع في صفوف التيوقراطية ضد البرجوازية.

وهكذا تعتبر الانتهازية العدو الداخلي للبروليتاريا تستغله البرجوازية في الصراعات الطبقية ضد البروليتاريا، خاصة لما تبرز البروليتاريا خلال الحروب اللصوصية بالبلدان المضطهدة التي تتحول إلى حروب أهلية، تستغلها البرجوازية وتمولها بالأسلحة مقابل استغلال الثروات الطبيعية، وتتحالف التيوقراطية والانتهازية شكلا ضد البرجوازية ومضمونا ضد البروليتاريا.

ذلك ما نراه اليوم في الحروب اللصوصية بالبلدان العربية وإفريقيا مع بروز التناقض الداخلي بين الإمبرياليات، في سعيها للسيطرة على الثروات الطبيعية خاصة الغاز والبترول بهذه البلدان المضطهدة، التي تكونت بها أوليغارشا مالية استثمرتها الإمبريالية الغربية في الحروب اللصوصية، ويتم فيها استغلال الدول التيوقراطية من طرف كلي قطبي الإمبريالية المتصارعين.

والانتهازية حفاظا على مصالحها تتدحرج بين القطبين وتمجد التيوقراطية في غياب الدول البروليتارية الكفيلة بحسم الصراعات الطبقية لصالح الشعوب المضطهدة، ذلك ما يتطلب من الشيوعيين إعادة النظر في الإنزلاقات الأيديولوجية والسياسية التي يتخبطون فيها، وذلك جراء غياب القطب الاشتراكي القادر على حسم الصراعات الطبقية لصالح البروليتاريا.