ياسَمينُ تعرفُ الطريق


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 7958 - 2024 / 4 / 25 - 16:14
المحور: الادب والفن     

يَاسَمِينُ تَعْرِفُ الطَّرِيقْ

قصيدة

يَاسَمِينُ تَعْرِفُ الطَّرِيقْ
تَتَصَادَى ضَحْكَتُهَا فِي النَّفَقْ
يَاسَمِينُ تُطْفِئُ الْحَرِيَقْ
قَدَمُهَا مِنْ ماءٍ وَذَهَبْ
يَاسَمِينُ تَتْبَعُ الْبَرِيقْ
بَيْنَ مَرَايا الْمَوْتِ فِي الْحَجَرْ
يَاسَمِينُ فِي نَوْمِهَا العَمِيقْ
تَرَى الشَّمْسَ فِي الْلَيْلِ وَفِي النَّهَارِ الْقَمَرْ
يَاسَمِينُ تَكُونُ عَلَى الصَّدْرِ الْعَقِيقْ
وَتَكُونُ فِي الْمَوْقِدِ الْحَطَبْ
يَاسَمِينُ يَا وَاديِ الْحَيَاةِ السَّحِيقْ
الْبَحْرُ فِي ظِلِّهَا إشَارَةٌ مِنْ إِصْبَعٍ تَكَسَّرَ لِلْجَبَلْ

***

في النَّفَقِ المُدُنْ
نَاطِحَاتُ السَّحَابْ
تُبْحِرُ بَيْنَهَا السُّفُنْ
تَتَسَابَقُ مِنْهَا وَإِلَيْهَا الْقِطَارَاتْ
أَرْصِفَتُهَا أَقْدَامٌ
تَقْطَعُ الْأَزْمَانَ بِسِكِّينِ الْأَحْلَامْ
شَوَارِعُهَا أَوْهَامٌ
السَّمَاءُ تَحْتَهَا وَالْأَرْضُ فِي الْغَمَام
يُقَالُ عَنْهَا قَائِدَةُ الْكَوْنْ
وَهِيَ تَحْتَ قَدَمَيْهَا الدِّمَاءْ
وَهِيَ طُيُورُهَا لَا تَعْرِفُ النَّوْمْ
وَهِيَ تَحْصُدُ الْمَالَ مِنَ الدُّخَانْ

***

فِي النَّفَقِ الْحُرُوبْ
النِّيرَانُ الْمُحْرِقَةْ
نَابُلْيُونْ
أُورُوبِّا
النَّكْبَتَانْ
الْقُمْصَانُ الْمُمَزَّقَةْ
أَمْرِيكَا
الْبَنْكَانْ
الْجُدْرَانُ الْمُبَرْنَقَةْ
أَرِيبْيَا
السِّجْنَانْ
الْأَحْزَانُ الْمِشْنَقَةْ
النَّمْلْ
الْغِرْبَانْ
الْإجْهَازُ قِصَّةً وَطَرِيقةْ
الرَّقْصْ
الْكَأْسَانْ
الْمَضَاجَعَةُ مَعَ الْحَقِيقَةْ
الدِّينْ
الّرَّبَّانْ

***

فِي النَّفَقِ الْأَزِقَّةُ مُضِيئَةْ
بِمَا هُوَ مُعْتِمْ
امْرأَةٌ مِنْ عِنْدِهِمْ بَرِيئَة
مِثْلُ أُخْرى مِنْ كُفْرِ قَاسِمْ
سَجِينَةٌ الرُّمُوزُ سَجِينَةْ
لَعِينَةٌ الزُّهُورُ لَعِينَة
فِي الْكُتُبِ أَنْصَالٌ كَثِيرَةْ
فِي الْحَدَائِقِ أَنْوَالٌ مُثِيرَة
يَكْفِي أَنْ يَدْخُلَ الْمَرْءُ مِنْ بَابِ الْمَرَايا
يَكْفِي أَنْ تَلْتَقِي النَّفْسُ مَعَ نَفْسِهَا
يَكْفِي أَلَّا يَكْفِي الْقِتَالْ
يَكْفِي أَلَّا يَكْفِي الْقَتْلْ

***

تَعَالَ إِلَى مَا لَا يَجيء
امْرَأَةٌ بِانْتِظَارِكَ فِي أُوكْراَنْيَا
رَجُلٌ مِنْ عِنْدِنَا مَاتَ قَبْلَ أَنْ يّذْهَبْ
تَعَالَ إِلَى مَا لَا يَكُونْ
قَدَرٌ مِنْ أَقْدَارِكَ فِي بِنْسِلْفَانْيَا
طَائِرٌ فِي مَكَّةَ لَا يَعْرِفُ الصَّلَاةْ
تَعَالَ إلى مَا لَا يُرِيدُ لَكَ الْقَمَرُ الرَّجِيمْ
عِقَابُكَ أَلَّا تَجِيء
فِي النَّفَقِ هُنَاكَ مَكَانٌ لِلْجَمِيع
أَنْتَ يَا إِلَهِي!
النَّفَقُ جَهَنَّمِي وَحَيَاتِي
يَومَ تَقُومُ الْقِيَامَةُ مَاذَا سَيَكُونُ اخْتِيَارِي
اِخْتَرْ عَنِّي يَا إِلَهِي قَبْلَ أنْ تَخْتَارَ عَنِّي الْأَعْمِدَةْ
اِحْرِقْنِي فِي عَقِيقِ الْحَيَاةْ
أَنَا النَّارُ الْخَضْرَاءُ لِلْأَفْئِدَةْ

***

مِنَ النَّفَقِ تَخْرُجُ الْمَدُنْ
وأنَا أَهْدِمْهُ بِقَدَمي
ومِنْهُ تَخْرُجُ الْأَفَاعِي
مِنْهُ تَخْرُجُ السُّفُنْ
وَأَنَا أَسْحَبُ الْبَحْرَ بِحُلْمِي
وأنَا مِنَ الْمَوْجِ أَصْنَعُ الْأَمَانِي
الرِّحْلَةُ الْقَادِمَةُ لَنَا فِي الْقطَارِ حَوْلَ الْحُرِّيَّةْ
فَلَا تَنْسُوا
لَا تَنْسُوا الْعَسَلَ والتُّفَّاحْ
لَا تَنْسُوا الفَأْسْ
لَا تَنْسُوا الْأَمَلَ والشِّرَاعْ
لَا تَنْسُوا الْبَأْسْ
لَا تَنْسُوا سِيلِيكُونْ فَالِي أَنْ تَحْمِلُوهُ فِي حقائِبِكُمْ
لَا تَنْسُوا غَرَامَ الْأرْقَامْ
لَا تَنْسُوا أَنَّكُمْ أُخْوَةٌ لِأُخْوَتِكُمْ
لَا تَنْسُوا صِدْقَ الْأحْلَامْ
لَا تَنْسُوا أَنَ لِقِطَارِكُمْ لَيْسَت هُنَاكَ مَحَطَّةٌ أَخِيرَةْ
لَا تَنْسُوا أَنَّ فِي زَمَانِكُمْ لَيْسَتْ هُنَاكَ قُبْلَةُ الْوَدَاعْ
لَا تَنْسُوا أَنَّ الْعَذَابَ ضَرُورَةْ والْوَجَعَ ضَرُورَةْ والْجَبَلَ ضَرُورَةْ
لَا تَنْسُوا أَنَّ الصِّرَاعَ لِلْقَتْلِ لِلْخَلْقِ لِلْإِبْدَاعْ
لَا تَنْسُوا أَنَّهُمْ لَا يَنْسُونَ مَا لِلْخَيلْ
لَا تَنْسُوا أَنَّهُم لَا يَجُهَلُونْ مَا لِلْمُسَدَّسْ
لَا تَنْسُوا أَنَّهُم لَا يُنْكِرُونَ مَا لِلْعَرَبَةْ


الخميس 2024.04.25
باريس