-الإله- المتلعثم وشفرة حربه المدمرة..


صباح كنجي
الحوار المتمدن - العدد: 7884 - 2024 / 2 / 11 - 20:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام     

يتلعثم إله العصر (جو بايدن) عندما يأمر نبيه القاتل (نتنياهو).. وتختلط عليه الأسماء المقصودة بالاستهداف.. فيتحول نتنياهو الى وحش كاسر منفلت.. يستغل الاختلاط الناجم من تلعثم الإله.. ليدفع زبانيته الى ساحات الموت.. لتفتك بالمزيد من الأطفال والنساء والشيوخ.. ومن يتواجد في المشافي والمخيمات.. التي لجأ لها الفارون من نيران صواريخه المدمرة.. التي تقذفها طائرات أمريكية.. تستعمل الوقود المستخرج من آبار بلدان الشرق الأوسط..
وبين تلعثم الإله.. وإصرار النبي نتنياهو.. تتناغم النوايا.. لفك شفرة المفاهيم والمقولات.. التي يسوقها الاعلام المبتذل.. وتكون النتيجة هي.. هي.. اللعبة مستمرة.. اقصد لعبة الدمار والموت.. في هذه الحرب القذرة..
ثمة إله متلعثم يعبث بالكون اسمه جو بايدن..
ونبي سادي مفتون بالقتل والدمار يلقب بنتنياهو..
وبشر هم وقود حرب تتواصل فصولها.. تنتج المزيد من القتلى والدمار والخراب.. قتلى يحشرون في مقابر جماعية.. قبل ان يحشروا في زاوية من جحيم دانتي في تصوره لجحيم الله..
الله الذي ما زال يناجيه الضحايا.. في كل لحظة.. لينقذهم من الموت والذل.. الذي يرافقهم.. محملا بالقهر.. الجوع.. العطش.. وعذابات لا حدود لها.. هي مناجاة تبدأ بـ (الحمد لله.. وتنتهي بالصلاة على نبيه) مشفوعة بتكرار ممل لجملة جوفاء.. خالية من المعنى.. لا تستجيب.. ولو من باب لكل قاعدة استثناء.. لنداء فرد مؤمن واحد فقط.. من ملايين البشر المؤمنين ممن استخدموها كل هذه السنين.. (حسبنا الله ونعم الوكيل).. او مرادفتها (لا حول ولا قوة الا بالله) وغيرها مما يجري ترديده في لحظات الوجل والخوف والتوسل.. المرافقة للقلق البشري.. الباحث عن السلام والاستقرار والعيش بكرامة..
هي كرامة مهدورة.. من عدة جهات تتصارع وتتبارك باسم الرب.. بحثاً عن نصر مزعوم مدعوم بنصوص ميثولوجية.. من كتبه المتواترة ابتداء من التوراة والانجيل والقرآن.. مشفوعة بمهر فقهاء دجالين.. من مختلف الأديان والطوائف.. يدفعون بالمؤمنين لخوض النزاعات.. والمشاركة بجولات اقتتال.. تصعد نتاجها من سعير الحقد والكراهية بين الأجيال.. وتربك مخططاتهم ونواياهم.. التي تسعى للعيش المشترك وتبادل تحايا السلام والمحبة..
نوايا يجري اجهاضها لتستمر لعبة الإله المتلعثم في العبث بمصير الكون..
وفي موسم الانتخابات.. كما هو الحال.. مع المواسم الزراعية في دورة الطبيعة.. يجري اعداد العقول والنفوس للحرث بدلاً من الحقول على الارض.. ومن السماء تهطل الصواريخ والقنابل.. بدلاً من المطر والثلوج.. ومع الحبوب والغرسات الزراعية المطلوبة للمشاتل.. لنْ يكون هناك مشكلة طالما كان بين ايدي زبانية الرب.. المزيد من الجماجم البشرية والعظام المتكسرة والاشلاء التي يمكن زرعها واستنباتها..
لتصبح الأرض الغاصة بالدم.. ولادة للشرور.. والأحقاد والكراهية ممهورة بماركة مسجلة لأكبر الشركات الداعمة للحروب في أوكرانيا وفلسطين وعباب البحار.. وبقية المناطق المرشحة للدخول في جولات قادمة من حروب عبثية محتملة تستخدم فيها وفقاً لإرادة آلهة الشر.. المزيد والجديد من وسائل الدمار.. التي جرى التنويه عنها في الكتب المسنودة للمتحكم بغرفة العمليات على الأرض.. من علياء السماء.. بوسائل تكنولوجية متقدمة وفعالة.. لا تخطأ الهدف.. تمّ تطويرها في المجمعات الصناعية العسكرية.. لدعم الاقتصاد الرأسمالي المتعفن.. الذي يعتاش على الازمات والحروب.. وبات لا ينتظر الدوافع والمسببات الداعمة لمخططاته.. وأصبح ينتجها ويولدها بين لحظة وأخرى في مختبرات الموت.. التي انتشرت تحت غطاء مكافحة الأوبئة والامراض المستعصية للتمويه..
وتكون وفقاً.. للمفاهيم المتداولة في الاعلام.. حجة إنسانية الغاية منها قهر الامراض ونشر السلام وحماية البشر.. لكنها تخفي في ثناياها لغة جديدة.. ومفهوماً جديداُ.. ومعنى آخر يجري تداوله في دهاليز المتحكمين بلعبة السياسة.. التي بات يمارسها حفنة من الجرمين.. والقتلة الفاسدين القذرين.. ممن يديرون العالم باسم الديمقراطية وحقوق الانسان..
الذين لجأوا لتشفير ورقمنة الحياة.. وباتوا يتحكمون بمصيرنا ومستقبلنا.. ويحددون نسبنا والحاجة لوجودنا بتدقيق جيناتنا.. ومن خلالها.. وفقاً لبقية فصول المخطط.. هل نقبل كأتباع للإله؟ هو إله الرأسمال القذر.. ام نلفظ خارج تكوين التاريخ والطبيعة؟ الى فضاءات أخرى بعيدة عن إدارة هذا الإله التعيس المتلعثم ومجموعة الشياطين والأبالسة المحيطين به..
لكنهم لا يدركون.. ان من يعيش على الأرض قد كشف لعبتهم.. وتحقق من نواياهم.. وباب يوقن ان لا حياة أخرى الاّ على هذه الأرض.. وأصبح يتشبث بها لزرعها والبقاء فيها.. كي يضمن حياته ومستقبله.. وان وجوده الراهن يرتبط بكفاحه.. وجهده للخلاص من إله غدر باتباعه.. وتخلى عنهم.. في لحظات الاحتدام.. وارتضى ان يكون حامياً للقتلة والمجرمين.. يسدد خطاهم ويجعلهم من المنتصرين.. هو انتصار وهمي كاذب كما سيتبين من نهاية جولات الصراع المستمرة.. حينما تختار الارض من يلتصق بها.. ويغوص في احشائها.. لتنبت من جذوره براعم تمجد الأرض.. وتحييها من جديد.. كي يفرح بها من نفذ من براثن الموت.. وقرر التغني بأنشودة السلام.. سلام للجميع.. نابع من طيبة هذه الأرض المبتلية بفيروز الأديان.. والصراعات الهمجية.. التي آن الأوان للتخلص منها..
سلام لا يحتاج لإله متلعثم وزبانية من كومة انبياء فاسدين..
ولا الى شفرة قتل تستبدل المفاهيم والكلمات وتمنحها معنى آخر..
سلام لكل من يدرك معنى السلام..
ويفهم ان المتلعثم الأمريكي.. حتى ان نطق بالعبرية وقال.. شالوم..
ستمطر ارض غزة وما حولها بالمزيد من الصواريخ.. وستستباح الحياة وتزهق الأرواح في فلسطين..
يا أيها الاحرار.. ما احوجنا للسلام..
سلام حقيقي يتناسب مع ما وصل اليه البشر من تطور وتقدم يجعلنا ان نضع معياراً وحداً لممارسة العنف والاقتتال بين الشعوب.. باستخدام العقل.. ليكن الله عقلاً.. والدين سلاماً.. والإنسان أثمن ما في الوجود..
طوبى لمن يحفظ هذا الوجود
طوبى لمن يقبل المشاركة في هذا الوجود
طوبى لمن يمسح دمعة طفل في هذا الوجود
طوبى لمن لجأ للمخيمات بحثاً عمن يحميه..
طوبى لمن اكتشف ان الله قد تخلى عنه..
طوبى لمن اكتشف عجز الله..
طوبى لمن تيقن ان الإله لا وجود له..
طوبى لمن توقف عن خوض الصراعات الميثولوجية تحت شعار الأقصى وهيكل سليمان..
طوبى لكل من يضع حدا لهذا العنف..
طوبى لمن يوقف شلال الدم المراق..
طوبى لمن قرر صنع السلام ونشر المحبة بين الناس والبشر..
ـــــــــــــــــ

9/2/2024