|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: حميد طولست |
هل نحن فعلا في حاجة الى إعادة التربية؟
ليس المقصود هنا بالتربية تلك التي توعد بإنزالها رئيس الحكومة السيد "أخنوش" بالمغاربة ، وإن كانت قريبة منها أو من صنفها ، لأنه حتى إذا من حق المواطن المنخرط في مجتمعه المتشبع بقيمه والواعي بحقوقه وواجباته ، أن ينخرط في العديدة من التظاهرات الجماهيرية المنددة بما وصلت إليه أوضاعه من مستويات سوء الأحوال الاجتماعية والإقتصادية التي يعيشها جراء افتقار معظم مرافق حياته الحيوية للخدمات الصحية والتعليمية والثقافية والسكنية والتشغيلية ، والتي تنطفئ أمام غطرستها المدمرة كل حواس اليقظة لديه ، وحتى إن كان من حقه أن ينتفض ضد الاحزاب المتسببة مواقفها فيما يكابده من المعاناة اليومية المزرية ، وأن يشجب تقاعص وتهاون المنتخبين في الدفاع عن مصالحه كما يفترض ، ويواجه السياسات الحكومية وقراراتها اللاشعبية التي أوصلته لما هو فيه وعليه من أوضاع مأساوية ، وأن ينتفض ضد الفوارق الاجتماعية المفتعلة ، وانعدام العدالة الاجتماعية ، وإن من حقه أيضا أن يطالب بتحسين ظروفه الاستشفائية ، وتطوير منظومته التعليمية ، ويطالب بالتوزيع العادل لثروات بلاده ، فإنه ليس من حقه أبدا ، ممارسة السلوكيات المنحرفة وغير المتحضرة المتسمة بالعنف والهمجية الجارحة والمهينة للمجتمع والمسيئة لسمعة الوطن والمخربة لممتلكات الغير، والتي رأينا منها قبل أيام بعض المشاهد اللامدنية والبعيدة كل البعد عن التحضر أو الكياسة ، والقريبة كثيرا من الجرائم الأخلاقية في حق هذا المجتمع الذي ضاعت حقوقه في التياسة ، بكل أشكالها الجسدية واللفظية ، خلال مباراة كرة قدم فضحت واقعنا السلوكي الذي نخرته الظواهر السلبية المسيئة للروح الجماعية ، التي أَفْقَدت مقترفيها -الذين يفكرون بأرجلهم كادجاج - الحكمة والدماثة ، وعوضوها بالهمجية التي تسربت الى كل فضاءات حياتهم ، وظهرت بشكل جلي في ملاعب كرة القدم ، حيث إتخذت شكلها الجماعي الذي اتسم بـقلة التحضر المشين ، والهمجية المهينة ، التي يُلزم التصدي الحازم لها المزيد من تضافر الجهود وتدارك النقص والتخلي عن التقصير والتهاون والتفريط الذي عرفته المدرسة والأسرة والمؤسسات الاجتماعية والأحزاب وجمعيات المجتمع المدني المحلية والجهوية والحكومات ، في تهذيب وتقويم سلوك الفرد واعداده أخلاقيا ونفسيا واجتماعيا، والتي تحولت أدوارها ومهامها ووظائفها ، كمؤسسات للتنشئة الاجتماعية تضمن استمرارية القيم والمثل العليا ، الى آليات لانتاج العنف والسلوكيات المنحرفة التي لا تؤسس لمفهوم المواطن الحق الواعي بحقوقه وواجباته والمنخرط في مجتمعه والمتشبع بقيمه.
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |