|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: حميد طولست |
لماذا يكرهون الحب، وقد حث الإسلام عليه؟
غريب أمر البعض منا، يقذفون بالإنسان المسلم خارج إنسانيته، بما يغرقونه فيه من تحريماتهم المعتاد الناسفة لكل حقوقه المتاحة عرفا وقانونا وحتى شرعا، بما فيها حرمانه من الاستمتاع بالاحتفال بالحب وذكرياته الجميلة..ويستقبحون عليه ممارسة مشاعر المحبة بكل معانيها وقيمها السامية التي فطره الله عليها، بحجج ساذجة لا يصدقها العقل الناضج ، وإدعاءات واهية لا يقبلها المنطق السليم، المعتمدة أساسا على ما تعود عليه العقل العربي من نظرية المؤامرة والتبعية للغرب أو الغزو الفكري والثقافي، تحت ذريعة "أنه لا حب إلا لله"، وكأن حب الغير يمنع حب الله، الحب الذي ورود لفظه ومشتقَّاتها في القرآن أربعٍ وثمانين مرة للإخبار عن حُبِّ الله لعباده ، وحُبِّهم إياه والتي منها قوله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)(آل عمران/31) وقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً)(مريم/96) ، قوله تعالى : (إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ)(هود/90) ، وقوله تعالى : (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) (البروج/14 ) وقوله جل وعلا لكليمه موسى: "وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي " طه39. فلا يرى موسى أحد إلا وأحبه مما ألقى الله جل وعلا عليه من قبول وما يجده في قلوب المؤمنين من محبةٍ وودٍ له والذي لا ينال إلا بالإيمان والعمل الصالح ومحبة الناس كما اشترط ذلك الله في سورة مريم : "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً }مريم96 .. وفي الحديث الشريف يقول رسولنا ونبينا المحب المحبوب صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا" رواه مسلم، بعد هذا وغيره كثير ما الذي يمنعنا من مشاركة هذا العالم الذي نحن جزء منه، في الاحتفال بمعاني الحب والمحبة الجميلة التي يقدرونها ويحتفلون بمن يجلها، ونمارس معهم ذاك السلوك الإنساني الايجابي الذي يوحد الناس ويهذب الطباع ويرقق المشاعر ويبعد عن وحشية الكراهية وشرور الحقد، ويساهم في خلق الفرح والبهجة والسرور، دون أن نقحم تشريعات المتطرفين المتصحرة وتسطيحاتهم المتشددة في جوهر ما يعنيه هذا العيد، الذي لا يرفضه إلا من يرفض الحب نفسه، ويكره الفن والجمال وكل ما يتصل بهما من معانٍ وقيم إنسانية سامية، ويعشق الحقد والكراهية والشرور كلها، التي لا يقضي عليها إلا نقيضها "الحب" وحده ، الذي لا ينحصر ضمن إطار واحد أو اتجاه واحد أو شخص واحد" امرأة ورجل" فقط، بل ذلك الذي يعني أمتع وأرق المشاعر التي تصيب الإنسان، وأكثر التجارب التي تؤثر في النفوس تأثيراً عذبا، التي الأصل فيها الإباحة لا التحريم، كرابط طبيعي عجيب ينمي بذور العطف والخير والشفقة في النفوس، ويعفي الناس من التملق والنفاق، ويجعل الجميع يعيش في جو من التسامح والود والوئام الذي من المفترض أن يهيمن على العلاقات الإنسانية وتجعل الناس شموعا تذوب لكي تنير طريق الخير والتضامن والتعاون والتآزر والتعاضد، كغاية نزلت من اجلها كل الديانات السماوية وعلى رأسها الإسلام الذي لا يوجد دين يحث أبناءه على التحاب والتواد والتآلف وإظهار العاطفة والحب،أكثر منه ، حتى أنه جعل الحب سر الوجود وسبيلا لدخول الجنة، والذي فرض الدين علينا نشره وإفشائه على أوسع نطاق كما في الحديث الشريف "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه" رواه أبو داوود والترمذي وهو صحيح، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تهادوا تحابوا » رواه البيهقي
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |