استحالة تطبيق الشريعة والخلافة ياطالبان


مصطفي راشد
الحوار المتمدن - العدد: 7014 - 2021 / 9 / 9 - 16:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

إلى طالبان والجماعات المتأسلمة تطبيق الخلافة والشريعة أمر مستحيل 1400 سنة وأنتم تهدمون فى الأمة ولم يطبقا
-------------------------------------------------------------------------
بعد وفاة سيدنا النبي ص منذ اكثر من 1400 عام انشق المسلمين إلى سنة وشيعة ثم انشق السنة لمذاهب وجماعات وأنشق الشيعة لطوائف حتى أصبح المسلمون أكثر من 860 طائفة ومذهب وجماعة ومنذ ظهور هذه الطوائف وهذه الجماعات الدينية حدث انقسام وشرخ كبير داخل الجسد الإسلامى رغم ان كل هؤلاء يحلمون بتطبيق الخلافة والشريعة كلا حسب مفهومه ورؤيته وتفسيره رغم أن الإسلام لم يضع شكلا معينآ للحكم والرسول ص لم يؤمر ويضع خليفة له وايضا بعد انقسام المسلمين لأكثر من 860 طائفة ومذهب وجماعة أصبح من المستحيل تطبيق الشريعة لان كلا يريد تطبيقها حسب رؤيته وتفسيره وخصوصا أن حوالى 93% من الشريعة هى تفسيرات واراء بشرية كما أوضحت ذلك في كتابى ( استحالة تطبيق الشريعة والخلافة الإسلامية ) الصادر في 2015 ومع ذلك تحاول الجماعات الدينية منذ 1400 سنة تطبيق الخلافة والشريعة وتنتهى بالفشل ومازالوا يكررون التجربة دون أن يتعلموا أو يسألوا لماذا فشلت كل هذه التجارب السابقة ومن يظن أنه سبق وجود تجارب سابقة ناجحة للخلافة نقول له غير صحيح فالغالبية العظمى من الخلفاء انتهت حياتهم بالقتل كما أن منهم من قتل إخوته وأقرب الناس له وعاس فى الأرض فسادآ بجانب استحواذه على المال والنساء وألاف الجوارى وقتل المعارضين بلا محاكمة فلا ديمقراطية ولا شورى ولا حقوق إنسان والتاريخ يسجل وكذا كتابى كل هذه المجازر والبشاعات،،، ايضا نقول لمن يعتقد أن الشريعة طبقت بعد وفاة سيدنا النبى ص نقول له أنت مخطئ فالشريعة لم تطبق بعد سيدنا النبى ص مطلقا ولا حتى فى عهد الصحابة رضوان الله عليهم أبوبكر وعمر فقد رأينا ايقاف لحدود وإلغاء لشرائع كانت تحدث فى عهد سيدنا النبى ص ومن يدعى أن ايران أو السعودية يطبقان الشريعة مثلا فهو مخطئ فأيران على سبيل المثال تطبق أولا تعليمات آية الله والسعودية تطبق الأوامر الملكلية وقد شاهدنا جلد يصل إلى 400 و 800 جلدة رغم ان أقصى جلد بالشريعة 100 جلدة،،، ونخلص من ذلك أن فكرة تطبيق الخلافة والشريعة مستحيلة وقد أثبتت محاولات تطبيقهما فشل كبير وللأسف لا يرى كل من ينتمى للجماعات الدينية هذا الفشل لدرجة أنه يبرر الفشل بتدخل أمريكا فى حين أن الصراع على الخلافة منذ 1400 سنة ولم تكن أمريكا قد ظهرت على الخريطة فكل عمرها لا يتخطى 400 عام وقتلهم للحسين ض حفيد النبى ص وبعض من الصحابة وآل البيت بسبب الصراع على الخلافة منذ 1400 وأمريكا لم يكن لها وجود وغيرها من صراعات وصلت لحد حرق وهدم الكعبة ثلاث مرات ،، ما يعني أن هذه الفرق والطوائف والمذاهب والجماعات كانت ومازالت هى السبب الأكبر فى دمار الأمة الإسلامية فلم تظهر هذه الجماعات فى اى مكان إلا وحل معها الخراب والدمار على مر التاريخ حتى يومنا هذا كما يحدث حاليا فى سوريا وليبيا والصومال والعراق واخيرا طالبان فى افغانستان وللاسف نجد من المتخلفين أعداء الله يهللون لطالبان ويعتبرون عودتها للحكم وقهر الشعب الأفغانى انتصارآ ، وقد شاهدنا المنظر الجارح المؤلم الذى بثته كل وسائل الإعلام بالعالم وهروب المسلمين الافغان يفرون رعبا وهلعآ من تطبيق الشريعة فأى عار أكبر من ذلك أمام الفي عقيدة وديانة بالعالم ،، ثم نجد من يقول تدليسا أن جماعة طالبان عادت بشكل مختلف وتغيرت وهى كذبة كبرى لأن المجرم اذا أرتدي قفطان أو جلباب عربي وخلعه وأرتدي بدلة فهو ذات المجرم،، ايضا نجد من يحلل بثقة بان طالبان غير القاعدة غير داعش أو الإخوان غير السلفيين ويفرق بين جماعة دينية وأخرى وهذا جهل مطبق فكلهم نبتوا من جذر واحد وشربوا من نفس البئر المسمومة ،،فالمثل يقول (نط السور اختارلك كلب، فرد عليه وقال كلهم كلاب) وقد يقول البعض أن هذا التعبير لا يليق نقول له هؤلاء غدارين قتله والكلب أشرف منهم وأوفى الحيوانات فليتهم كلاب فالكلب لا يقتل ولا يحرق كلب آخر ،، وعلى من يؤلمه المثل أن يبشر لأن بداخله تقاوى وبراعم إرهابى قد تنضج يوما ما ،،،وبالنسبة لى فأنا أضع هذا التحليل من خلال خبرة كبيرة ومعايشة فى أرض الواقع مع هذه الجماعات الدينية المتأسلمة أكثر من 40 عامآ وهو ما ولم ولن تفهمه الدول الغربية وأمريكا التى احتلت أفغانستان 20 عامآ وصرفت 2500 مليار دولار ذهبت فى الهواء ثم عاد الوضع للمربع صفر لأن المخابرات الأمريكية والغربية ماهى إلا هالة كارتونية صنعتها الأفلام ولا يستمعون إلا لأنفسهم ولا يستمعون لنا أو إلى غيرنا ممن عاشوا وخبروا هؤلاء لأن هؤلاء الغربيين لديهم تكبر ويعتقدون أنهم أكثر منا ذكاءآ ، لذا صرفوا ايضا فى الحروب في سوريا والعراق أكثر من 1900 مليار دولار ولم يتقدموا خطوة واحدة فى حين أننا بمليار واحد نقضى على الإرهاب فى أقل من عامين ،، وعن نفسى فقد وضعت 30 كتاب منهم 20 كتاب توضح وتفكك هذه العقليات الإرهابية لأن القضاء على الإرهاب لا يكفيه قتل الناموس فسيفرخ المستنقع غيرهم لكن ردم المستنقع هو من يقضى تماما على الناموس ولدينا خطة شاملة كاملة للردم .
اللهم بلغت اللهم فاشهد
د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ القانون ورئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام ومفتى استراليا ونيوزيلندا ت وواتساب +61478905087