أغتصاب الزوجة دون رضاها يفسخ عقد الزواج


مصطفي راشد
الحوار المتمدن - العدد: 6910 - 2021 / 5 / 27 - 16:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

اغتصاب الزوجة دون رضاها يفسخ عقد الزواج
==============================
ورد لنا سؤال  عبر موقعنا على النت من السيدة / هدى الجندي     تقول فيه هل يحق شرعآ للزوج  إغتصاب زوجته رغمآ عنها وهل أغتصاب الرجل لزوجته حق شرعي كما أفتى بذلك احد المشايخ  ؟
وللإجابة على هذا السؤال نقول : -
أن عقد الزواج  مثل اي عقد يرتب حقوق وإلتزامات وواجباب  بكل رضا ودون إجبار لأن الإجبار  تستحيل معه العشرة ويتسبب في فسخ عقد الزواج المبني شرعآ على الرضا والمودة وحسن العشرة  حيث قال تعالى في سورة  الروم آية  ٢١  (   وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ  )  فالزواج كما قالت  الآية  مبنى على المودة والرحمة  فكيف لزوج يعتدي على هذا الرباط المقدس الشرعي  بأغتصاب  زوجته  وهو مايتنافي مع المودة والرحمة  لذا اذا فعل الزوج ذلك يكون  قد اعتدى على شرع الله وميثاقه  الغليظ  مما يجعل عقد الزواج ينفسخ وسيحاسبه  الله بما فعل من ضرر بزوجته  لان الزوج له حق تطليق زوجته لو امتنعت عنه في الفراش دون عذر  طبي  أو نفسي لكن إذا امتنعت كيدا يحق له تطليقها  وتسقط كل حقوقها الشرعية أي أن الشرع أعطي الرجل هذه الحقوق واضحة دون أن يذكر موضوع الإغتصاب  ولا أعرف من اين اتت الجرأة لمن أفتى بالأغتصاب  فكيف له أن  يتجرأ على شرع الله بالكذب  ويقول بشرع لم يرد به  نص في القرآن  أو الأحاديث  الصحيحة فهل أصبح  الشرع يتم التلاعب فيه بهذا الشكل  علنا ودون حساب فهذا كذب على الله ورسوله ويجعله من أهل النار كما قال الرسول الكريم   ص    (مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)  وكان يجب أن يفهم أن حس المعاشرة للزوجة  هي أول ما يجب على الزّوج أن يُؤدّيه من حقوق معنويّة لزوجته بأن يُكرمها، ويحسن مُعاشرتها، وأن يُعاملها بالمعروف، فذلك يُؤدّي إلى التّأليف بين قلبيهما، كما يجب عليه أن يتحمّل ما يصدر منها والصّبر عليها، كما يقول الله سبحانه: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيراً)، ومن مظاهر اكتمال الرّجولة وصدق الايمان أن يكون المرء رقيقاً سَمِحَاً مع أهله، يقول الرسول ص : (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائهم)، وإكرام الرجل  للمرأة دليل الشخصيّة المُتكاملة، وإهانتها علامة على الخِسّة واللؤم، وذلك لما ورد عن عمرو بن الأحوص - ض - قال: ( قالَ استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عندَكُم عَوانٍ ليسَ تملِكونَ منهنَّ شيئًا غيرَ ذلِكَ إلَّا أن يأتينَ بفاحشةٍ مبيِّنةٍ ) ومن إكرامهنّ مُداعبتهنّ والمرح بحضورهنّ، ومُعاملتهنّ بأفضل ما يُعامل أحداً من الخلق.كما أن  إعفاف الزوجة بالجماع حق شرعي  وذلك لمراعاة حقّها ومصلحتها في النّكاح، وحفظاً لها من الفتنة، وذلك لقوله -عليه الصّلاة والسّلام-: (وفي بُضعِ أحدِكمْ صَدقَةٌ، قالوا يا رسولَ اللَّهِ يأتي أحدُنا شهوتَهُ ويكونُ له فيها أجرٌ؟ قال أرأيتُمْ لو وضعها في حرامٍ أكان يكونُ عليه وِزْرٌ؟ قالوا: نعمْ، قال فكذلِكَ إذا وضعها في الحلالِ يكونُ لهُ أجرٌ).، والمقصود بذلك أن جماع الزوجة يعطي كلاهما آجر  وحسنات ] أي  أن يعاملها وفق ما أمره الشّارع الحكيم أثناء العلاقة الزوجيّة بينهما،و أن يرعاها ويرعى شؤونها، ولا يجعلها تحتاج غيره من النّاس، ويقوم بكل ما ينبغي عليه القيام به لضمان الأمن والاستقرار والحياة الهنيئة لها، فتستقرّ نفسها وتطمئن. ] كما يحب عليها ان تحفظه في غيابه  وتخلص له وأن لا يعلوا صوتها على صوته وأن لا يصدر منها مايهينه أو يهين أهله ولا يصدر من لسانها إلا الكلام الطيب  وتكون له السكن والراحة والمتعة والسعادة.
لذا تكون فتوانا في حال  أغتصاب الزوج لزوجته دون رضاها  هي فسخ عقد الزواج وعليه تعتبر الزوجه مطلقة طلاقآ بائنآ يستوجب رجوعها له  بعقد زواج  جديد وموافقته الزوجة   .
اللهم بلغت اللهم  فاشهد 
د مصطفي  راشد      عالم  أزهري وأستاذ القانون ورئيس الاتحاد  العالمى  لعلماء الإسلام من أجل السلام    للسؤال ت وواتساب  61478905087 +