أبو تحسين وتلك الصور التي اعلنت نهاية الدكتاتور ونظامه الدموي


صباح كنجي
الحوار المتمدن - العدد: 6864 - 2021 / 4 / 9 - 18:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

كنت اود اليوم ان يكون العزيز جواد كاظم ـ أبو تحسين ـ اول من اتحدث اليه.. لأعيد بذاكرتي الى تلك اللحظات التي كانت تنقلها الفضائيات من شوارع بغداد.. أمام مبنى اللجنة الأولمبية في شارع فلسطين، شرقي بغداد..
حينما بدأ المواطنين المنكوبين وغيرهم بمهاجمة مؤسسات الدولة والسطو على الممتلكات ونهبها من وزارة الزراعة ومبنى اللجنة الأولمبية.. في ساعة تداعي افرزت فيما افرزت من بين الجموع المتحركة.. أبو تحسين..
الذي توسط الشارع ينهالُ بالنعال العتيد على صورة صدام حسين التي انتزعها من جدار المبنى.. ويركز على وجه الطاغية ونياشينه المزورة بالضرب.. وهو يصرخ بصوت مدوي تعبيراً عن الألم.. الذي ذاقه المناضل جواد كاظم.. بسبب انتمائه للحزب الشيوعي العراقي وملاحقته وسجنه.. ليجسد من خلالها تعبيراً عن الأم كل العراقيين والضحايا في تلك اللحظات المدوية وهو يصرخ:
ـ هذا مصير كل خائن
ـ أتعرفون ماذا فعل بالعراق؟
ـ أتعرفون ما فعل بالعراقيين؟
ـ هذا قتل الملايين
ـ يا ناس هذا ظلمنا وقتل شبابنا
ـ قتل اولادنا
هذه اللقطات التي شكلت اول معلم ومؤشر على سقوط النظام.. تبعها سقوط التمثال.. لتعلن نهاية عهد دكتاتوري دموي مقيت.. لكن:
ـ من منا تساءل عن المصور الذي صور هذا المشهد وبثه؟
ـ من منا يعرف اسمه ويتذكره
الا يحتاج هذا للتوثيق خاصة وأن المعلومات الأولية تؤكد انه صحفي ومصور سويدي من قناة OBC
كان قد التقى أبو تحسين الساعة التاسعة وعشرون دقيقة.. وتمكن من بثها بعد عشرة دقائق عبر تلك الفضائية التي كان يعمل معها..
السنا بحاجة في هذا الاستذكار للعزيز أبو تحسين ـ جواد ـ ووسيلته من جديد في هذه الأيام للطرق على وجوه وقفا.. الذين عرقوا المسيرة.. ومنعونا من مواصلة التقدم للأمام نحو دروب الحرية والانعتاق والحياة الكريمة.. بعد ان عبث بمصيرنا ومستقبلنا الفساد واللصوص من البعثيين الجدد في بغداد والإقليم..
كان هذا محور اتصالي السريع بالعزيز أبو تحسين.. الذي تركز حول أهمية تلك الوسيلة اليوم.. ومدى الحاجة الضرورية لها..
قال ساخراً:
ـ اليوم نحتاج الى معمل متخصص بالنعل.. وهو المقترح الذي قدمه في الذكرى 15 لزوال النظام في لقاءه مع محطة دوج فلي الألمانية العربية DW.. تعبيراً عن حجم الفساد والخراب الذي تواصل بعد سقوط النظام..
وأكمل بدوري..
ونحتاج الى مراجعة شاملة لتاريخنا.. ومنابع العنف وجذوره في ثنايا ثقافتنا البدوية.. بغض النظر عن التسميات القبلية والعشائرية والأثنية.. وما له علاقة بالاقتصاد والتحولات السياسية الفاشلة.. التي تقودنا من كارثة الى محنة.. وتنتج المزيد من الأوغاد والسفلة.. الذين يتربعون على دست السلطة والحكم.. لتعاد وتتواصل دورات العنف والدم في بلادنا..
والحاجة ليس لـ (أبو تحسين) وحده بل لقافلة من المناضلين من امثاله.. ولـ:
معمل النعل المقترح لجولات كفاحنا القادمة..
ــــــــــــــــــ
صباح كنجي
9 نيسان 2012
ـ https://www.youtube.com/watch?v=909ichDw63I
ـ https://www.youtube.com/watch?v=rKYwxn5VG1M
ـ https://www.youtube.com/watch?v=MH08OSZLk7A