كذبة النساء ناقصات عقل ودين


مصطفى راشد
الحوار المتمدن - العدد: 6760 - 2020 / 12 / 14 - 15:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

------------------------------------------
وصلنى عبر الانترنت سؤال من الأستاذة الدكتورة هدى المراغى تقول فيه هل فعلا النساء فى الإسلام ناقصات عقل ودين كما يقول المشايخ ؟ للإجابة نقول :- بسبب حديث مزور منسوب للرّسول ص مروى عن أبو سعيد الخدري الوارد فى كتاب مزور منقطع السند منسوب للبخاري قوله (يا معشرَ النِّساءِ تصدَّقْنَ فإنِّي أراكنَّ أكثَرَ أهلِ النَّارِ)، فقُلْنَ: ولمَ ذلك يا رسولَ اللهِ؟ قال: (تُكثِرْنَ اللَّعنَ وتكفُرْنَ العشيرَ، ما رأَيْتُ مِن ناقصاتِ عقلٍ ودِينٍ أذهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازمِ مِن إحداكنَّ يا معشرَ النِّساءِ)، فقُلْنُ له: ما نقصانُ دِينِنا وعقلِنا يا رسولَ اللهِ؟ قال: (أليس شَهادةُ المرأةِ مِثْلَ نصفِ شَهادةِ الرَّجُلِ)، قُلْنَ: بلى، قال: (فذاك نُقصانُ عقلِها أوَليسَتْ إذا حاضتِ المرأةُ لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ)؟ قُلْنَ: بلى، قال (فذاك نُقصانُ دِينِها) ومايناقد هذا الحديث ان شهادة المرآة تساوى شهادة الرجل ماعدا الأمور التجارية لما يغلب عليها عمل الرجال ايضا الدورة الشهرية خلقة من الله لإعمار الكون وهو فضل للمرأة لأستمرار البشرية وتحميل المرأة ذلك بالنقصان هو اتهام لله حاش له بنقصان خلقته وللأسف المشايخ بسبب جهلهم شاعوا قصة نقصان النساء وربما صاغ هذا الحديث رجل انكوى من المرأة بكفران العشير وعدم الوفاء وقلة الأصل وهى صفة للأسف تطول غالبية النساء وبعض الرجال لكن فى الحقيقة الناس سواسية بحسب الخلق , وأنه ليس هناك تفاصيل في إنسانيتهم بين رجل وامرأة إلا بما يجري على ذلك من أسس مكتسبة أساسها التقوى والعمل الصالح, لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً) [النساء:1].
فالرجل والمرأة من نفس العنصر, خلقهما الله زوجين متجاذبين حتى يخلق من اجتماعهما نسلا جديدا قال سبحانه: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) [الأعراف:189].وكرم الله عز وجل الرجل والمرأة بالتكليف دون تمييز, وترتيب الثواب والعقاب على الطاعة والمعصية, فهما متساويان في الثواب والجزاء والمؤاخذاة قال تعالى: ( أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) [آل عمران:195].
وساوى سبحانه بين الرجل والمرأة على مستوى الحقوق فقال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [البقرة:228].
والإسلام الحنيف حرص على عدم التمييز بين الرجل والمرأة، ولم يفضل جنساً على حساب آخر، حيث جعل لكل منهما حقوقاً وواجبات مع مراعاة الاختلافات الجسدية والنفسية والاجتماعية بين الرجل والمرأة. فلا فضل لأحدهما على الآخر بسبب عنصره الإنساني وخلقه الأول، فالناس جميعاً ينحدرون من أب واحد وأم واحدة، ويقرر الإسلام أن جنس الرجال وجنس النساء من جوهر واحد وعنصر واحد وهو التراب. والإسلام منح الرجل والمرأة حقوقاً تناسب طبيعة كل منهما، بل توسعت العقيدة الإسلامية مثل باقى الآديان في هذا الشأن لتقرر مبدأ وحدة الجنس البشري، وأن الاختلاف بين البشر سواء في الأرزاق أو مصادر الدخل أو الأعمار أو الألوان أو الأعراق أو الحقوق أو الواجبات، إنما يهدف إلى إعمار الكون في إطار من التعايش والتعاون والتكامل، وهو ما يتضح بلا لبس أو شك من الآية (١ ) من سورة النساء ، ووضوح المساواة في القيمة الإنسانية وشؤون المسؤولية الجزائية في الدنيا والآخرة يقول تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى? وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، «سورة النحل: الآية 97»، ويقول أيضاً: (... لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ...)، «سورة النساء: الآية 32»، ايضا عندما قال القرآن ان الرجال قوامون على النساء قال بما انفقوا اى ممكن ان تكون القوامة للمرأة اذا كانت هى التى تنفق ،كما ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في الحقوق المدنية، فللمرأة حقها في التملك والتعاقد والاحتفاظ باسمها واسم أسرتها وتستطيع ان تملك حق تطليق نفسها بذكرها ذلك فى عقد الزواج وايضا مساواة في بعض الحقوق السياسية بين الرجل والمرأة، فقد أقر ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ )، التوبة: الآية 71»، لذا ولكل ماتقدم يتساوى الرجال والنساء وفكرة النقصان ماهى الا كذبة كبرى مرجعها التزوير الفاضح وجهل المشايخ .
اللهم بلغت اللهم فاشهد
د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ القانون للسؤال ت وواتساب +61478905087