كلمة تظاهرة الأول من أيار


حنا غريب
الحوار المتمدن - العدد: 6218 - 2019 / 5 / 2 - 10:22
المحور: ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي     

كلمة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب في تظاهرة الأول من أيار

ساحة الشهداء – 2019


هو الأول من أيار عيد العمال العالمي، العيد الذي غيّر وجه العالم ودخل التاريخ باسم الطبقة العاملة صانعة تحرير البشرية والمجتمع بدون ظلم واستغلال طبقي واجتماعي.

ونحن في لبنان، اذ نحيي الأول من أيار في ساحة الشهداء فلأن العمال هم عنوان الفداء والتضحية والشهادة في كل المعارك الوطنية والنقابية،

فمن حزب الطبقة العاملة ، حزب كل الذين يأكلون لقمة عيشهم من كدحهم وعرق جبينهم، عمالا أجراء مزارعين موظفين مدنيين وعسكريين متقاعدين متعاقدين متعطلين عن العمل نساء شبابا وطلابا ، اليهم جميعا من حزبهم، الحزب الشيوعي اللبناني، حزب المقاومة للتحرير والتغيير الديمقراطي، نوجّه تحية اجلال واكبار إلى شهداء الطبقة العاملة اللبنانية شهداء مزارعي التبغ في الجنوب ومعمل الغندور وشركة الريجي والحركة الطلابية وشهيد صيادي الأسماك معروف سعد وكل الثائرين الذين رووا بدمائهم ارض الوطن منذ ثورة الفلاحين ضد حكم الاقطاع إلى شهداء 6 أيار ، إلى شهداء وحدة لبنان ضد مشاريع التقسيم والفدرلة وشهداء المقاومة الوطنية اللبنانية وكل القوى المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني واعتداءات الارهابيين،

من ساحة الشهداء نوجّه التحية إلى شهداء الشعب الفلسطيني وانتفاضاته البطولية بوجه الاحتلال الصهيوني. وإلى عمال وشعوب الدول العربية في انتفاضاتهم ونضالاتهم بوجه انظمة القهر والاستبداد والاستغلال. وإلى كل العمال والشعوب المضطهدة المكافحة ضد الامبريالية والصهيونية وأنظمة الخيانة والرجعية .

في هذه الساحة، ساحة النضال الوطني والطبقي والاجتماعي ضد النظام السياسي الطائفي، نستمر في متابعة المسيرة اليوم ضد نظام المحاصصة والفساد والاستزلام لتحريره من التبعية والوصايات الخارجية وتحرير كل اللبنانيين من معتقلات هذا النظام من اجل بناء دولة ديمقراطية علمانية ذات اقتصاد وطني منتج قادر على تحقيق النمو وتأمين فرص العمل وإخراج لبنان من خطر الانهيار المالي ومنفتح على إمكانية التكامل مع الاقتصاديات العربية خدمة لشعوب المنطقة وتنمية لمجتمعاتها وللخلاص من هذا الاقتصاد الريعي التابع الذي شكل أداة من أدوات ارتهان قرارنا الوطني والسياسي والاقتصادي للضغوط الاميركة والغربية عبر اذرعها في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومن خلال سياسات الحكومات المتعاقبة على مدى ثلاثين عاما عبر مسلسل مؤتمرات باريس واحد و 2 و 3 واليوم باريس 4 المسمى سيدر.

في هذا العيد تقدم لنا السلطة، عيديتها فتجتمع لإقرار مشروع موازنة تقشفية تضرب فيها حقوق العمال بدلاً من تحقيقها فلا تتردد في محاولة باقتطاع اجزاء من اجور العمال والموظفين والمعلمين والعسكريين والمتقاعدين ومن الحرفيين ومن سائر شرائح الطبقات الشعبية والوسطى مداخيلهم ومكاسب عملهم الشريف.

يا جماهير شعبنا، مقابل عيديتهم السوداء وسياساتهم الاقتصادية والتدميرية ندعوكم للوحدة والنضال والصمود من اجل اسقاط هذه السياسات وموازنة الافقار، لأنها موازنة تفرض عليكم الضرائب في عملية نصب غير مسبوقة لأجوركم ومداخيلكم لتحرم اطفالكم من الغذاء والدواء والكتاب والمستقبل.

هي موازنة تخدم الأثرياء في المصارف والشركات الاحتكارية لأنها تعفيهم من الضريبة التصاعدية وتزيد الدين العام وخدمته ومن ارباح المانحين الغربيين وعبر خصخصة، كما تزيد الركود والانكماش في الدورة الاقتصادية وتضاعف من تدهور الزراعة والصناعة والخدمات المنتجة،

لا بديل لكم ولنا سوى النضال من اجل تحقيق سياسات بديلة تقوم على تعديل النظام الضريبي الجائر بحق العمال وأصحاب الدخل المحدود ومكافحة مزاريب الهدر والفساد السياسي والمحاصصة وباتجاه تحميل الذين استفادوا وكدسوا الأرباح الطائلة ان يتحملوا هم تبعات الأزمة التي تسببوا بها عن طريق فرض الضرائب التصاعدية على الارباح لتصل إلى 30% وضريبة على الفوائد المصرفية تصل إلى 15% والغاء كل اشكال الاعفاءات الضريبية عن حيتان المال وخفض الفائدة 1% لتخفيض كلفة خدمة الدين العام ، لا بديل لكم الا رفض اي رسوم وضرائب جديدة على لقمة عيشكم ، ندعوكم للوقوف سويا لرفض اي زيادة على اسعار المحروقات ورفض اي مس بأجوركم وسلسلة الرتب والرواتب ونظام التقاعد للعاملين في القطاع العام ، ورفض اي مس بتعويضات ومعاشات المتقاعدين في الدولة وفي الجامعة اللبنانية والتعليم الرسمي والادارات العامة .

يا جماهير الاول من ايار،

القضية قضية انقاذ شعب وإنقاذ وطن ، قبل ان تكون قضية مطلبية تخص هذا القطاع او ذاك ومن هذا المفهوم ندعو إلى تجميع وتوحيد كل الطاقات في تعزيز وتنظيم اطر وتشكيل لجان شعبية للحراك الشعبي للإنقاذ في المناطق والقطاعات كافة من اجل تغيير موازين القوى وبناء الكتلة الشعبية وتصعيد كل اشكال المواجهة اذا ما أقدمت الحكومة والمجلس النيابي في ليلة ليلاء على إقرار موازنتها التقشفية ، وما قرار البقاء في الشارع والاعتصام التحذيري بدءاً من اليوم وحتى الرابع منه وتصعيد شتى اشكال التحركات الشعبية المتزامنة مع الجلسات الحكومية الا خطوة في هذا الاتجاه مؤكدين دعمنا لكل التحركات النقابية والشعبية التي لا بدّ من تصعيدها كواجب وطني واجتماعي ودفاعا عن حقوق كل المتضررين.

عاش الأول من ايار

عاشت الطبقة العاملة والمجد والخلود لشهدائها