أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - مواطن اسمه جبر-----














المزيد.....

مواطن اسمه جبر-----


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1725 - 2006 / 11 / 5 - 08:19
المحور: كتابات ساخرة
    


جبر من ك---أمه الى القبر
جبر لمن لا يعرفه مواطن سوري ولد في الستينات أو السبعينات أو الثمانينات أو في أي وقت تريدون. جبر لا زال يولد حتى الآن. جبر يقطن في دمشق وريفها ، وفي حلب وريفها، وفي حمص وريفها، وفي اللاذقية وريفها، وفي طرطوس والحسكة والرقة والدير والقامشلي والسويداء ودرعا.

جبر جارك وجاري، أخيك وأخي، ابنك وأبني، قريبك وقريبي. أنت وأنا، كلنا جبر.

عندما سأل جبر: كيف مات أشقاءه؟ قيل له: شقيقين ماتا في حفرة نسيتها إحدى البلديات بسبب الفوضى والفساد وضرورة أن يكون رئيس البلدية بعثي!. وليس مهما فيما إذا كان مؤهلا أو غير مؤهل. المهم أن يحظى بثقة الأمن، ومستعد لدفع المعلوم والمجهول.

وعندما سأل جبر عن شقيقيه الآخرين، قيل له: في ليلة ماطرة، من شتاء عاصف، خرجت أم جبر لتشتري مزيد من الشموع بعد انقطاع الكهرباء، وعلى ضوء شمعتين صغيرتين، احترق الشقيقين الصغيرين، وتم الشواء الآدمي، ولم نسمع وقتها أنهم شنقوا وزير الكهرباء أو حتى المُحصل.

مسكين جبر، يوم سأل عن شقيقته، لم يجبه أحد، لم يقل له أحد، أنها اتجهت إلى مدينة أخرى، بعد أن قرفت من فقرها وحياتها، وامتهنت أقدم مهنة في التاريخ.

جبر المسكين، كان يركض وراء الرغيف والرغيف يركض أمامه. كان يقبل أن ينحشر في المكرو ويجلس على أرض المكرو ليصل إلى عمله، ولم يكن يستطيع أن يرى السيارات الفاخرة التي تقل أبناء الآلهة إلى أعمالهم فهم أيضا يعملون.(وقل اعملوا فسيرى الله وإبليس أعمالكم).

جبر يحمل كيسه الخام ويركض في الشوارع القذرة التي ملأتها القمامة والحفر ، إلى المؤسسة منتظرا توزيع السكر والرز المغشوش، ويقبل أن يقولوا له تعال غدا، لأن ليس لديه بديل ولا وكيل، وهو المعيل.

جبر بعد أن خدم في الدولة سنين طويلة وأضناه المرض والشيخوخة، يقف مثل الكلب(أجلكم الله) حتى يحصل على معاشه ألتقاعدي. في البرد والحر. تحت المطر وتحت الشمس الحارقة.

ليس جبر وحده من يلعن السماء والأرض (في السر طبعا) فأمه أيضا ،تلعن السماء والأرض والكون والكرة الأرضية. فهي لا تستطيع شراء المازوت، من أجل تدفئة أطفالها، الذين يتحلقون حول مدفأة كهر بائية، ذات وشيعة واحدة. ولكن عندما تنقطع الكهرباء كل يوم الساعة السادسة مساءَ، تبدأ أم جبر وأيضا جبر ماغيره، في لعن الساعة التي ولدوا فيها(كله في السر).

جبر لا يعلم أن انقطاع الكهرباء، الذي أودى سابقا بشقيقيه، واليوم سيقضي الروماتزم على قلوب وأعضاء البقية من أشقائه. لا يعلم جبر أن انقطاع الكهرباء هو لتعويض الخسارة في حمل الشبكة (الفنيين يعلمون ما أقصد) لتبقى تغذية السارقين مستمرة على المزارع والمسابح المدفأة بالكهرباء. وماذا يعني إذا مات أشقاء جبر، أو أُصيبوا بالروماتزم في قلبهم، مقابل أن يصل السيد أبو فلان إلى مزرعته، والماء في المسبح غير دافئ؟ هي وقاحة ما بعدها وقاحة من جبر وأمه. !



لم أُخبركم كيف مات جبر، وما يهم؟ إن مات أو عاش، انه جبر.

==================================================================================

تقول الحكمة:

مر إعرابي قرب مقبرة في بلدة. كُتب على شواهدها أسماء الأموات.

عبدا لله عاش 15 يوم

سهيل عاش 13 يوم

حسان عاش 18 يوم

سليمان عاش 25 يوم



وعندما سأل عن حقيقة الأرقام ومعناها. قيل له: في هذه البلدة يكتبون على كل شاهدة قبر ، عدد الأيام السعيدة التي عاشها هذا الشخص أو ذاك.

أما جبر الذي حدثتكم عنه فقد كُتب على شاهدة قبره:

جبر من ك---أمه إلى القبر.
لا تنسوا كلنا جبر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاتحة--ومزمور--وخاتمة
- -سيدي بوش--حزينون لمشروع استقبال الطغاة والقتلة
- شركاء في (الثراء) والضراء -----
- اللي استحوا ماتوا--واللي ما استحوا راحوا على العمرة--
- لتسقط كل الحكومات ---ماعدا السورية--
- قال الملك: على لبنان أن يُصبح مسلما --الكسليك الجوهرة التي ح ...
- أغبياء القمع الأنترنيتي وموقع الحوار المتمدن.-----
- سيدي الكاردينال---مجلس المطارنة الموارنة الموقر----
- هل تخافون من خدام أيها البعثيون؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- مع جهاد خدام في اعادة المنهوبات الى الشعب مباشرة-------
- مناهج متخلفة---ومدارس دينية بؤر ارهابية---
- الديمقراطية المنقوصة---والمطلوبة
- ستة أشهر -افتراضية- في حكم سوريا-----
- ساجدة الريشاوي---في ذمة القرضاوي---
- behead those who say Islam is VIOLENT---
- قداسة البابا نُطالبكم باعتذار عن أسفكم----وفتوى
- لتعتذر هذه الأمة أولا----تقول الحكمة: انت أفضل ابن شرير لوال ...
- سؤال راود التاريخ---لماذا يستمر هذا الوباء طويلا---سيف يقطع ...
- توما الأكويني-----وريادة العقل
- حكمة زعيم عربي----------


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - مواطن اسمه جبر-----