أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد النمري - ماذا يحدث في لبنان !!














المزيد.....

ماذا يحدث في لبنان !!


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 6400 - 2019 / 11 / 5 - 18:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا يحدث في لبنان !

ما يستوجب التنويه إليه بداية هو أنني لا أكتب هنا في السياسة وقد خلصت في مقالي الأخير إلى التأكيد على أن السياسة بأطيافها المتعددة لم تعد فيما بعد سبعينيات القرن المنصرم غير كذب ونفاق وتزوير، بل أكتب في وصف حقيقة الإنتفاضة الناشبة اليوم في لبنان .
يؤكد المنتفضون أن انتفاضتهم لا علاقة لها بالأمور السياسية بل بشروط الحياة الأولية وهو ما يعني كيفية توزيع الثروة بين المواطنين في حين أن توزيع الثروة هو كبد السياسة .
ينسب بعض المراقبين الإنتفاضة في لبنان إلى "الربيع العربي" . يبدو أن مثل هؤلاء المراقبين لم يفهموا حقيقة "الربيع العربي" التي كنت قد شرّحتها تشريحا علميا في مقالي المنشور في الحوار المتمدن في 14/2/2011 تحت عنوان "ماذا في مصر وفي تونس" .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=246110&r=0
إثر انهيار ثورة التحرر الوطني بقيادة البورجوازية الدينامية في سبعينيات القرن المنصرم سارعت طغم عسكرية مفلسة لاختطاف السلطة، واحتكرت هذه الطغم المفلسة حضارياً وفكرياً الثروة والسلطة لنفسها فيما وصف بـ "الجملكيات" العربية وأنكرت حقوق المواطنين في الثروة كما في السلطة وخصصت كل الثروة في الحفاظ على أمنها بتعظيم دور المخابرات والشرطة . بعد أربعين عاماً تحت حكم العسكر وجلاوذتهم نهضت الشعوب في الجملكيات العربية تطيح بالطغم الحاكمة التي لم توزع قط قدراً معقولاً من الثروة ومن السلطة . نجحت الشعوب العربية في مصر وفي تونس واليوم تنجح في السودان، لكن لأسف الشعوب العربية أخذت روسيا على نفسها إفشال الربيع في سوريا والجزائر، واليوم تجهد ايران حليفة روسيا لإفشاله في العراق وفي اليمن .
الإنتفاضة الحالية في لبنان لا تنتمي للربيع العربي لأن السلطة والثروة كانت منذ الإستقلال موزعة على رؤساء الطوائف، ولذلك لم يتدخل عسكر لبنان في تشكيل السلطة بعكس الجملكيات العربية – كما خطف الجزائر بومدين، وتونس بن علي، وليبيا القذافي، ومصر حسني مبارك، والسودان عمر البشير، واليمن علي عبدالله صالح، وسوريا حافظ الأسد، والعراق صدام حسين .
أزهر الربيع في مصر وفي تونس ومؤخراً في السودان، وتعهدت روسيا بإفشاله في سوريا وفي الجزائر، كما تعهدت إيران بإفشاله في العراق وفي اليمن، وتعهد الإخوان المسلمون بإفشاله في ليبيا بمساعدة من قطر ومن تركيا .

لبنان لم يختطف من قبل ضابط عسكري مغمور لكن بعد أن عقرت البورجوازية الشامية بثورتها خلال الحرب العالمية الأولى وبعد أن قضت نتائج الحرب العالمية الثانية على القوى الإستعمارية الإنسحاب من شرق المتوسط دون أن تمكث فيه لأكثر من 20 عاما فقط فلم يكن أمام السلطات الاستعمارية تسليم السلطة لغير زعماء القبائل في البلدان العربية وزعماء الطوائف في لبنان .
توزيع السلطة والثروة على رؤساء الطوائف أكثر عدلاً واستقراراً من توزيعهما على رؤساء القبائل ولذلك كان لبنان أكثر استقراراً من سائر الدول الأخرى باستثناء الحرب الأهلية 1975 – 90 عندما اعترى ميزان التوزيع خلل كبير .

سائر المنتفضين اليوم في لبنان يصرون على أن انتفاضتهم ليست سياسية – رغم أنها سياسية بامتياز – بل لأسباب معيشية الأمر الذي يعني أن اللبنانيين لم يشكوا من علّة في الديموقراطية أو من توزيع السلطة كما هو الحال في الجملكيات بل انتفضوا لأن مداخيلهم لم تعد تكفي لتغطية المصروفات الضرورية للحياة .
مهما نسب للإدارة في لبنان من مساوئ ومن فساد فذلك ليس هو السبب الرئيسي لقصور المداخيل حيث القصور يعم كافة دول العالم باستثناءات قليلة جداً والسبب المباشر لذلك هو انهيار قوى الإنتاج في العوالم الثلاث الموروثة عن الحرب العالمية . يضاف لذلك في لبنان ثلاثة أسباب أخرى . أولها هو دويلة حزب الله التي تحول دون إجتذاب رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار، والسبب الثاني هو أن البنى الإرهابية لحزب الله من جانب والحرب في سوريا من جانب آخر أضرا بالسياحة ضرراً بالغاً والسياحة ظلت تشكل العمود الرئيس للمداخيل اللبنانية . أما السبب الثالث فهو إغلاق الحدود أمام الصادرات اللبنانية من الخضار والفواكه وهو أيضاً عمود رئيسي للمداخيل اللبنانية .
يرى المنتقضون أن الحل يستوجب إبعاد جميع القابضين على السلطة (كلّن يعني كلّن)، رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء، كما الأحزاب وخاصة حزب الله وحزب التغيير والإصلاح وحركة أمل .
ما يلزم تأكيده في هذا المقام هو أن تغيير السلطة لن يأتي بما يصلح الخلل في المجتمع اللبناني حتى وإن تم تفكيك حزب الله وعاد الإستقرار إلى سوريا . فلعل السلطة الجديدة عندئذٍ ستضطر إلى الإستدانة ملياري دولار سنوياً بدل خمسة مليارات تستدينها السلطة الحالية، وبذلك ستصل الإنتفاضة إلى حائط مسدود . المعالجة المبكرة لحالة الإحباط هذه وهو الهدف الأهم الذي يُومل أن تنجزه الإنتفاصة ألا وهو كنس القوى السياسية القابضة على السلطة حالياً إلى مزبلة التاريخ .

المستوى الثوري للإنتفاضة حتى اليوم لا يبشر بإنجاز مثل هذا الهدف الكبير للشعب اللبناني ولشعوب المنطقة أيضاً وخاصة الشعب السوري . وعليه يتوجب على القوى الطليعية في الإنتفاضة أن تنقل الإنتفاضة إلى مستوى ثوري أكثر تجذراً ويتحقق ذلك بإعلان رئيس جمهورية جديد يعين 12 وزيراً من طينة نظيفة وتقود مثل هذه الحكومة التي تتمتع بالشرعية الثورية الإستيلاء على السلطة لتعلن إجراء انتخابات ديموقراطية نظيفة بعد عام بعيدا عن أي أثر للقوى السياسية القديمة .
تأكيداً على التحرر من مختلف أساليب الحكم القديمة يتم اختيار رئيس جديد للجمهورية ليس مارونياً بل وحتى ليس ذكراً ولعل الأميرة حياة أرسلان هي رئيس الجمهورية المؤهل للقيام بمثل هذه الثورة الشعبية .
بغير مثل هذا النهج الثوري لن تحقق الإنتفاضة شيئاً يذكر وسيكون ذلك محل أسف شعوب المنطقة وليس الشعب اللبناني وحده .



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسيو العصر ليسوا إلا كذبة منافقين وزائفين
- إنتفاء العمل السياسي (2)
- إنتفاء العمل السياسي
- الشيوعية ليست من خيارات الإنسان بل من قوانين الطبيعة
- النظام الدولي الماثل اليوم
- فصل النقد عن البضاعة !!
- الولايات المتحدة المجهولة
- والقيادة الجماعية ..في الأحزاب ؟!
- الإقتصاد الدولي وغطاؤه السياسي (4)
- الإقتصاد الدولي وغطاؤه السياسي (3)
- الإقتصاد الدولي وغطاؤه السياسي (2)
- الإقتصاد الدولي وغطاؤه السياسي
- طلاق الثورة الشيوعية
- حسن حمدان (مهدي عامل) لم يكن يوماً ماركسياً
- نقد الدين هو الشرط الأولي لعموم النقد
- مستقبل الدول والإمبراطوريات ؟!
- في علم الثورة الشيوعية (7)
- في علم الثورة الشيوعية (6)
- في علم الثورة الشيوعية (5)
- في علم الثورة الشيوعية (4)


المزيد.....




- بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة.. أهالي المحتجزين يخيرون نت ...
- تعرف على أبرز النقاط في المقترح المصري_القطري الذي وافقت علي ...
- صافرات الإنذار تدوي في إسرائيل في ذكرى ضحايا الهولوكوست
- -كتائب القسام-: اخترتم اقتحام رفح.. لن تمروا
- عباس يرحب بنجاح الجهود المصرية والقطرية في التوصل لاتفاق لو ...
- وزير إسرائيلي ينشر تعليقا بذيئا عقب موافقة حماس على مقترح وق ...
- حماس توافق على وقف النار بغزة.. ما مصير اجتياح إسرائيل لرفح؟ ...
- تفاصيل النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي وافقت ...
- خبير فرنسي يعتبر تدريبات الأسلحة النووية غير الاستراتيجية ال ...
- تعيين سويني رئيسا للحزب الوطني الاسكتلندي خلفا لحمزة يوسف


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد النمري - ماذا يحدث في لبنان !!